الجمعة 26-04-2024 20:09:36 م : 17 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

تعز: حشود مهيبة تؤكد استمرارية ثورة 11 فبراير

الثلاثاء 11 فبراير-شباط 2020 الساعة 11 مساءً / الإصلاح نت - خاص/ عامر دعكم

 

 

شهدت مدينة تعز احتفالا جماهيرًا مهيبًا، اليوم الثلاثاء، إحياء لثورة الحادي عشر من فبراير في ذكراها التاسعة. 

حيث أحيا عشرات الآلاف من ثوار تعز ذكرى ثورة فبراير بمسيرة جماهيرية حاشدة انطلقت من أمام المبنى المؤقت للمحافظة وجابت عددا من الشوارع قبل أن تصل ساحة الحرية.

وأكد الثوار بأن روح ثورة فبراير لم تغادر جسد الوطن ولا قلوب الثائرين، وأن جذوة الثورة لم تنطفئ، وهتفوا " ما انتهينا ما انتهينا .. عادْ نحن الا بدأنا ".

الأستاذ احمد عثمان، رئيس الدائرة الإعلامية في إصلاح تعز تحدث بأن ثورة فبراير "ليست حدثا عابرا مرّ وانتهى، بل هو فعل شعبي تم بوعي جمعي وإرادة وتصميم جاء نتيجة تراكم ثورات وتراكم وعي عبر عقود، ونتيجة انفتاح الشعب على العالم ومعرفة حقوقه ومدى الإحساس بجريمة الاعتداء عليه وعلى تقدم الوطن، وهو شعور بحق وشعور بظلم وشعور بانتهاك وطن من قبل أفراد وأسر طاغية وإدراك بضرورة أن يحمي الشعب حقه بنفسه وينتزعه فالحرية تنزع ولا توهب"

وأضاف عثمان للإصلاح نت "ولذا جاءت الثورة مزلزلة عميقه شعبية تحمل الحق والحلم والارادة ولن يتوقف الحلم ولن تموت الثورة، واصفًا الثورة بأنها "موجات متتالية من النضال وتكسير عظام".

وعن مدلول استمرار الفعل الثوري بتعز تحديدا، قال عثمان بأن "الثورة فعل وإرادة مستمرة يغذيها الوعي، وتعز مدينة الثورة منذ القدم، وهي تعبر عن روح الثورة عند الشعب عموما، وكلما انتصر الناس في معركة الوعي كانت الثورة أكثر تقدما وحضورا، الثورة أيضا موجودة في بقية المحافظات لكن باشكال مختلفة ولن تنتهي"

وأشار عثمان إلى أن "الجيش والمقاومة صورة من صور الثورة" منوهًا بأن "الجيش الذي يقاتل بدون مرتبات وإمكانيات بداية هو أقرب إلى روح الثورة منه إلى الوظيفة الرسمية".

وأكد عثمان أن "الثورة الشعبية خصوصيتها الاستمرار والتجدد ولها مسار ومدى لا بد أن تصله إلى النهاية والنصر الكامل ونص الانتصار يعني نص الطريق، ولا توجد ثورة شعبية تتبخر بالمنتصف أو تموت عرض الطريق واسألوا التاريخ"

الثائر إيهاب السامعي، قال للإصلاح نت " لا غرابة من استمرار الزخم الثوري في تعز، في ساحة الحرية تحديدا، وكذا إحياء ذكريات الثورة، والتذكير بأحداثها، فتعز قلب اليمن النابض، وحاملة ألوية النضال والثورة والمقاومة".

وأضاف " أشعلت تعز فتيل ثورة الحادي عشر من فبراير ونصبت الخيام في ساحة الحرية وهتفت ضد الظلم وفي وجه الفساد وطالبت بتغيير النظام البائد".

وتابع حديثه " أحرق عفاش ساحة الحرية بتعز في محاولة لتحويل الثورة إلى رماد، لكن الثورة ظلّت جمرًا تحرق نظامه وفساده ومخططاته، حتى خلعته".

من جانبها، الثائرة سارة قاسم، المسؤول السياسي في دائرة المرأة بإصلاح تعز قالت "ثورة فبراير هي امتداد لثورة سبتمبر المجيد وأكتوبر العظيم نحو تصحيح المسار، ثورة فبراير هي حركة شعب أذهلت العالم في رقي وسلمية مسارها وأظهرت للعالم مدى عمق وعي الشباب اليمني المفجر للثورة الفبرايرية في وقف التدهور الاجتماعي والسياسي لنظام سياسي مستبد فاسد، ثم لبناء يمن جديد يضمن الأمن والحرية والعدالة الاجتماعية له ولأبنائه وأحفاده".

وواصلت سارة حديثها للإصلاح نت "كان أعظم منجز لثورة فبراير أن اجتمعت كل أطياف اليمن السياسية والاجتماعية على مائدة الحوار كما لم تجتمع من قبل، فأنتجت أعظم وثيقة تمثل بحق عقد اجتماعي سياسي هو الأول من نوعه في تاريخ اليمن المعاصر، هو وثيقة مؤتمر الحوار الوطني، ثم مسودة الدستور المنبثق من وثيقة الحوار الوطني"

وأضافت " بعد إنجاز الحوار الوطني كان يفصلنا عن اليمن الاتحادي الجديد خطوطتين هما الاستفتاء على الدستور ثم مباشرة الذهاب إلى الانتخابات البرلمانية والرئاسية وبهذا تنتهي المرحلة السياسية التوافقية الانتقالية ونبدأ عهد جديد لولا وقوف قوى الثورة المضادة في الداخل، وبدعم اقليمي، وتآمرها مع رأس النظام السابق وادخلوا اليمن عن طريق دعم انقلاب الحوثيين مسار الحروب بهدف ايقاف عجلة التغيير في اليمن مغذيين ذلك الانقلاب المشؤوم بدعوات اعلامية هائلة مضللة بأن ثورة فبراير هي السبب".

وللتأكيد على أن الجيش الوطني والمقاومة امتداد لثورة فبراير، علق الثائر عبدالجليل هزبر قائلا " قامت ثورة 11 فبراير 2011 السلمية للسير باليمن الى "الأمام"، فاعترضتها نكبة 21 سبتمبر 2014 المسلحة لإعادة اليمن الى "الإمام"، فجابهتها انتفاضة 2015 تمنع تلك العودة وتقضي على تلك الفكرة"

كانت تعز وما تزال المشيمة التي تُغذي كل اليمن بالنضال والبوصلة التي تهتدي بها كل محافظات اليمن، وذلك هو السبب في تعرضها أكثر من غيرها من مدن اليمن للكيد والاستهداف والقصف والحصار من قبل علي صالح ومخلفاته الحوثيين.

حيث تثبت تعز وبما لا يدع مجالًا للشك أن ثورة 11 فبراير قائمة وأنها حقًا لم تمت، وتعزز ذلك باستمرارية الفعل الثوري في ساحة الحرية وسط المدينة، بشكل أسبوعي، للسنة التاسعة على التوالي، وقبل ذلك بالكفاح المسلح دحرا للمليشيا الحوثية التي جاءت ممتطية ظهر صالح.

لعبت تعز دورًا محوريًا في إشعال فتيل الثورة، وشكلت ساحة الحرية إزعاجًا كبيرا لنظام صالح، فعمد إلى استهدافها قصفًا وقنصًا واعتداء واقتحاما حتى وصل به الحقد إلى إحراقها في 29 مايو 2011.

وكما كانت تعز غصّة في حلق نظام علي صالح، فإنها تمثل اليوم حائط صد صلب في وجه المليشيا الحوثية وحارسا منيعًا للجمهورية والوحدة.

ورغم مضي تسعة أعوام على اندلاع شرارة ثورة الحادي عشر من فبراير، ما تزال تعز تعضّ على الفعل الثوري بنواجذ النضال والكفاح المسلح، وتقف على ناصية الحلم تقاوم مخلفات النظام البائد المتمثلة بالجائحة الحوثية.