قالت زوجة المخفي قسريا "زكريا قاسم" إنها وأسرتها ذهبوا عقب اختطاف زوجها في 27 يناير 2018 إلى مدير أمن عدن شلال شائع، فأخبرهم أن زكريا مسجون لديه وأنه سيجري معه بعض التحقيقات فقط لا غير، إلا أن شلال أنكر وجوده فيما بعد.

وأكدت "كفاح الخطيب" -في تصريح صحفي- أن زوجها "غادر المنزل لأداء صلاة الفجر يوم السبت 27 يناير 2018 واعترض طريقه وهو ذاهب للصلاة أربعة مسلحين ملثمين واعتقلوه بالقوة، وحاول البعض التدخل لإنقاذه ولكنهم أطلقوا الرصاص عليهم، ثم أخذوه إلى سيارة "سنتافي" سوداء، بعد ذلك قمنا بالبحث عنه حتى وصلنا إلى مدير أمن عدن سابقا شلال شائع، فقال إنه لديه وسيجري معه بعض التحقيقات فقط لا غير.. لم أكن أعتقد أن اعتقاله سيدوم وإنما كما قال شلال إنه تحقيق فقط، لكن استمر الوضع على هذه الحال، كنا نتابع ونتابع وبعد فترة أنكر شلال وجوده لديه وقال إنه لا يعلم أين هو".

وأضافت: "مدير أمن عدن السابق شلال سيتم الآن تغييره، ونحن نتهم شلال باختطاف زكريا وغيره.. يحاكم ويحاسب شلال، وتغييره لا يعني إغلاق هذه القضية أو عدم مسؤوليته وعدم محاسبته.. ونتمنى من مدير أمن عدن الذي سيتم تعيينه أن يجعل هذه القضية أولويته ويبحث عن هذه السجون ولا يترك المخفيين بيد شلال والذي اعترف بنفسه بوجودهم لديه فلا يترك من غير مساءلة".

وأشارت إلى طبيعة الشخصية المسالمة لزكريا قاسم، "حتى إن دوره أثناء معارك تحرير عدن من مليشيا الحوثي في 2015 كان دورا إغاثيا وإنسانيا فقط، لم يحمل السلاح أبدا، وإنما اقتصر دوره على إسعاف المرضى والمصابين بسيارة الإسعاف التي كانت بحوزته.. زوجي مشهود له بالسلم وأنه رجل العطاء والإنسانية.. كان كل عمله وجهده في الجانب الخيري، لذا الكل يستغرب سبب اعتقاله واختطافه بهذه الطريقة المشينة.. هذا الرجل الذي يجب أن يكرم لعمله الذي قام به، هل يجازى بالإذلال والإهانة والاعتقال وبهذه الطريقة؟".

وعن جهود الأسرة في البحث والمتابعة، قالت: "لم نترك بابا إلا وطرقناه كي نعثر على أثر لزكريا من نيابة ووزير داخلية ومنظمات داخلية وصليب أحمر ووزارة حقوق الإنسان ولكنهم جميعا لم يستطيعوا أن يفيدونا بشيء.. سنتان لم نعلم مكان تواجده ولا نعلم أين هو وكيف حاله؟ هل هو في اليمن أم لا؟ لا نعلم أي شيء".

وتطرقت في حديثها إلى معاناة الأسرة منذ اختطاف زكريا وإخفائه قسريا، مؤكدة قسوة المعاناة "بعد الفقد والحرمان من وجود الأب العمود وسند الأسرة الذي كان له دور كبير فيها وأنا أكثر من كان يتكل عليه بعد الله عز وجل ولكن نحن نعيش بأقدار الله وألطافه.. قدر الله بأن نعيش هذه الفترة بدون زكريا ولطفه الذي جعلنا نصبر لمدة عامين منذ غيابه عنا".

وأشارت إلى أنه "كان هناك دور لأبناء عدن وأصدقاء زكريا في مساعدتنا على اجتياز هذه الأزمة التي عشناها في ظل عدم تواجد زكريا بيننا نقول لهم: شكرا على ما قمتم به لمساعدتنا وشكرا لكل من تضامن ويتضامن معنا".