الأحد 28-04-2024 23:11:24 م : 19 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

المساعدات الإنسانية.. سرقة وتلاعب في اختيار المستفيدين

الأحد 05 مايو 2019 الساعة 04 مساءً / الإصلاح نت – متابعات

 

 

أكد تحقيق أن هناك 24.4 مليون شخص في اليمن يحتاجون إلى المساعدة من أجل البقاء بحسب خطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة الصادرة فبراير/شباط 2019.

ووثق معد التحقيق عشر حالات من أرباب الأسر المحتاجة للمساعدات الغذائية، لكنها حرمت منها بسبب سوء توزيع تلك المساعدات في صنعاء كما يقولون، ومن بينهم زهرة محمد علي التي نزحت مع أطفالها العشرة من مخيم المزرق بمديرية حرض إلى قرية الربوع بني نشر بمديرية كعيدنة محافظة حجة (شمال غربي صنعاء) والتي قالت: "كل المنظمات الدولية توزع المساعدات الغذائية بعيداً عنا، ولم تصل إلى قريتنا نهائيا، فنحن بلا غذاء ولا فرش، والمنظمات تروح إلى قرى مجاورة لنا، فلا منظمات غذائية ولا صحية والمستشفيات كلها بفلوس، نأكل شجرة الحلص (نبات الغلف) التي نحصل عليها من الجبال".

ويكشف تقرير المساعدات الإنسانية في اليمن لعام 2018 الصادر عن المركز الاجتماعي لمناهضة الكسب غير المشروع (منظمة مجتمع يمني) مطلع مارس/آذار 2019، عن "ضعف آليات حصر ورصد وتسجيل المستحقين للمساعدات، إذ إن معظم المنظمات تتلقى كشوفات عقال الحارات، أو من وسطاء محليين، وبالتالي تدخل المجاملات والمحسوبيات والتمييز، وتكون النتائج سلبية".

وهو ما يتطابق مع ما كشفه برنامج الغذاء العالمي في 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي، من "أن مسؤولين محليين يتلاعبون أثناء عملية اختيار المستفيدين ويتم تزوير سجلات التوزيع، فضلا عن اكتشاف أن بعض المساعدات الغذائية يتم منحها لأشخاص غير مستحقين لها ويتم بيع بعضها في أسواق العاصمة لتحقيق مكاسب بحسب الموقع الرسمي للبرنامج".

وتكشف دراسة استقصائية لبرنامج الغذاء العالمي أن حملات الرصد التي أجراها البرنامج، من خلال القيام بجمع عدد من الصور الفوتوغرافية وغيرها من الأدلة تثبت قيام الشاحنات بنقل المواد الغذائية بشكل غير مشروع من مراكز توزيع الأغذية المخصصة لذلك، بحسب ما جاء على الموقع الرسمي للبرنامج في 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي الذي أكد وجود هذا التلاعب من قبل منظمة واحدة على الأقل من الشركاء المحليين الذين يكلفهم بمناولة مساعداته الغذائية وتوزيعها. المؤسسة المحلية تابعة لوزارة التربية والتعليم في صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون".

وتؤكد ندا أن "البرنامج رصد بيع مواد غذائية بكميات كبيرة في الأسواق اليمنية (زيت الطهي في صناديق من 6 عبوات وبقوليات تباع في أكياس تزن 50 كجم، في حين يتم توزيع زيت الطهي عادة في صورة معلبات صغيرة والبقوليات في أكياس بلاستيكية تزن 10 كجم)، وكنا نشك في أن المساعدات الغذائية يتم تحويل مسارها من مراكز التوزيع من قبل إحدى المنظمات الشريكة لنا، وحددنا على الفور المكان الذي يتم نقل الغذاء إليه. ولا نزال نقوم بالرصد ونعمل على تصميم آليات جديدة للرصد تساعدنا في تتبع أي عملية اختلاس".

وتُوفي 291 طفلاً نتيجة سوء التغذية الحاد والوخيم في 9 محافظات يمنية من إجمالي 21، هي (إب، حجة، المحويت، الحديدة، الجوف، الأمانة، صعدة، ذمار، صنعاء) منذ يناير/كانون الثاني، حتى أكتوبر/تشرين الأول من العام 2018، بحسب إحصائية الإدارة العامة للرعاية التكاملية للطفل بوزارة الصحة العامة والسكان الخاضعة لسلطة الحوثيين.

ويعاني أكثر من مليوني طفل يمني من سوء التغذية، فضلا عن وفاة طفل كل 10 دقائق لأسباب يمكن تجنبها، بما في ذلك سوء التغذية وأمراض يقي منها التحصين. ويُعزى نصف وفيات الأطفال تحت سن الخامسة، بشكل مباشر أو غير مباشر، لسوء التغذية الحاد، وفقا لما وثقه برنامج الأغذية العالمي عبر بيان منشور على موقع الأمم المتحدة في 13 فبراير/شباط 2019.

وبدأت معاناة اليمنيين مع المجاعة في مديرية التحيتا بمحافظة الحديدة وتحديدا في مناطق "البقعة والبكير والمغرس والسويق والفازة والمدمن والمسابحة والمشاريق ومحوى خليف" في يونيو/حزيران 2016، بحسب الشرجبي، الذي أكد أنه في غضون عدة أسابيع انتشرت بشكل سريع، لتضع سكان 26 مديرية في محافظة الحديدة تحت خط الجوع منها مديريات "اللحية وبيت الفقية والزهرة والزيدية والجراحي ووادي مور"، مشيرا بالقول: "خلال عامي 2017 و2018 وصل الأمن الغذائي في 7 محافظات يمنية إلى حافة المجاعة، ثلاث منها دخلت مرحلة المجاعة المعلنة وهي "صعدة وحجة والحديدة، وكل عام من الحرب على اليمن، ينضم نحو مليون شخص إلى أقرانهم في مربع الجوع الشديد".

وتلقى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في صنعاء "اوتشا" 2.06 مليار دولار بنسبة 70% من الموارد المطلوبة حتى نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والمقدرة بـ 3 مليارات دولار، لدعم ملايين الأشخاص المحتاجين في جميع أنحاء البلاد، بحسب بيان مكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في اليمن الصادر في 25 أكتوبر/تشرين الأول 2018، إلا أن الستيني أحمد النعامي والذي نزح إلى منطقة ذهبان شمال صنعاء بأسرته المكونة من 5 أشخاص من محافظة تعز غربي اليمن مطلع العام 2016، لم يحصل على أي مساعدات إغاثية من وقتها، رغم تقييد اسمه في كشوفات عاقل الحي الذي انتقل إليه، متسائلا: "أين تذهب أموال المساعدات".

 

* عن العربي الجديد