السبت 27-04-2024 04:48:06 ص : 18 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

حيس: انجاز في مسار تحرير الحديدة

الثلاثاء 06 فبراير-شباط 2018 الساعة 09 مساءً / الاصلاح نت - خاص /عبدالحفيظ الحطامي

 

لا شك بأن نسف مليشيات الحوثي لجسر نخلة الرابط بين خط حيس الجراحي ، هو مسلك عصابة ، ولا بهدف اعاقة تقدم قوات الجيش باتجاه مديرية الجراحي، كما يقول البعض ، فهناك طرق ومخارج كثيرة للوصول اليها. انه منطق المليشيات التي تدمر كل شيء قبل انسحابها لانها تدرك أن بقاءها مؤقت ولا يتجاوز النهب والفيد والاثراء على حساب المواطنين .

 


هجوم الجيش المباغت وحسمه لمعركة حيس في نصف نهار ، جاء نتيجة طبيعية للتحضير والاعداد والتنسيق الجيد ، اضافة لعملية الاستنزاف التي خاضها الجيش مسنودا بمقاتلات التحالف منذ تحرير الخوخة حتى صباح امس الاثنين ، كل تلك الترتيبات المسبقة ، سهلت الحاق الهزيمة النكراء بمليشيات الحوثي التي كشفت الوقائع بأنه لاحاضنة لها في تهامة ، وان تواجدها هش ، وغير مرحب بها بعدما اضرت بحروبها العبثية بالوطن والانسان اليمني ودولته وشرعيته ، لهذا فالمئات ممن جندتهم مليشيات الحوثي في حيس وعقدت لهم الدورات واهلتهم عقديا كما كانت تعتقد ، بأنها اوجدت لها حاضنة ، القوا سلاحهم وسلموا انفسهم والبعض لاذوا بصمت ، وقلة من قياداتهم التي فرت هاربة مع قادة مليشيا الحوثي ولم تصمد لدقائق مع اول طلقة للجيش باتجاه مواقعهم التي فروا منها.

 


من خلال حديث الاسرى يظهر مدى تهالك وضعف المليشيات وانهيار معنويات مقاتليها ، بعد ان اصبحت تزج بمقاتلين ليس لهم عقيدة قتالية ، والبعض اجبروا على القتال في صفوفها ، وآخرون ضحية الكذب ، اذ اقنعت بعض المجندين في صفوفها بأن دورهم سيكون تأمين مناطق ، ليفاجؤا بأن المليشيات قذفت بهم في قلب الجحيم وفرت قيادتها هاربة ، اذ سرعان ما يسلم هؤلاء المجندون انفسهم ، او يفروا هاربين من جحيم الحرب.

 


هنا تتجلى اخلاقية الجيش الوطني ، عن ارهاب واجرام المليشيات ، بين من يقاتل بشرف لاجل غاية نبيلة هو تحرير الوطن ، ومن يقتل بحقد وضغينة وكراهية لابناء الوطن ، فرق بين جيش ومليشيا ، فالجيش الذي حرر المخا والخوخة وحيس ، لم يقتحم ايا من منازل المتحوثين ولم يختطف ايا منهم ، رغم ان البعض ظهر في وقت سابق ولديه السلاح ويهدد بغزو عدن والرياض ومارب ، لم يمارس الجيش انتهاكات كما اقدمت عليها مليشيات الحوثي الانقلابية ضد معارضين سلميين لانقلابها ومؤيدين لعمليات التحالف ، لتزج بالآلاف في سجونها ومارست التعذيب بحق الكثير منهم حتى الموت ، كما لم تسجل اية عمليات ثأر من اهالي واقارب من قتلوا واختطفوا ونهبوا وعذبوا ولوحقوا وشردوا من قبل مليشيات الحوثي الارهابية ، تاركين الامر لاعادة تشكيل المؤسسات الامنية في المناطق المحررة لتقوم بمهامها كدولة وشرعية في استعادة الحقوق وتعزيز العدالة ومحاسبة كل من تورط في ممارسة انتهاكات ونهب وقتل بحق السكان على امتداد 3 سنوات من استيلاء هذه المليشيات على هذه المناطق المحررة.

 


في اعتقادي أن الجيش الوطني ، بتحريره مديرية حيس جنوب مدينة الحديدة ، انجز تحولا كبيرا في مسار معركة الساحل الغربي، وكذا في معركة تحرير تعز ، بعد ان تمكن من السيطرة على خطوط الاسفلت الرئيسية ، الطريق الساحلي والخط القديم الرابط للحديدة بتعز ، وبالتالي تكون مليشيات الحوثي فقدت اهم طريقين لتعزيز جبهاتها في تعز ، كما تجاوز الجيش العقبة الكؤود امامه ممثلة بمديريتي الخوخة وحيس من الساحل الى الجبل ، وكسر حاجز الانتظار والمناورة والمراوحة ، واصبح جاهزا لاحراز المزيد من التقدم الى ما بعد حيس ، واستكمال تحرير محافظة الحديدة ، نستطيع القول اليوم ، بأن معركة تحرير مديريات الجراحي وزبيد وبيت الفقيه والتحيتا ، اصبحت مسألة وقت وترتيب للصفوف ، وهو ما يحتاج الى مزيد من التلاحم والتنسيق وحشد الجهود كلها ، في سبيل تحرير الحديدة ، وانجاز لحظة التحرير الشاملة ، بإذن الله .