الإثنين 29-04-2024 18:36:01 م : 20 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

مليشيا الحوثي وفلسطين.. مزايدة على الدماء والمقدسات ومتاجرة بمآسي غزة

السبت 02 مارس - آذار 2024 الساعة 09 مساءً / الإصلاح نت-خاص

 

في السابع من أكتوبر الماضي، بدأت النيران اشتعالها في قطاع غزة، على إثر العدوان الإسرائيلي على القطاع، فرأت إيران وجماعاتها المسلحة فرصة للتدخل والتأثير في المنطقة العربية. استخدمت هذه الجماعات، بما في ذلك مليشيا الحوثي، هذه الأحداث لغسل سمعتها وتبرير أفعالها، وتبييض جرائمها، عن طريق استغلال مشاعر الغضب العارمة التي تجتاح العالم العربي بسبب جرائم الاحتلال الإسرائيلي ومعاناة الشعب الفلسطيني.

في الأشهر الأخيرة، وجدت قيادة المليشيا الحوثية في مواجهة الغضب الشعبي والضغوطات المتزايدة، حيث تصاعدت الاحتجاجات المطالبة بصرف المرتبات وتوفير الخدمات الضرورية. استغلت هذه المليشيا الأحداث في غزة كفرصة للالتفاف على المطالب المشروعة والتملص من الضغوطات والتركيز على القضية الفلسطينية التي ما برحت تحظى بدعم واسع من الشعب اليمني.

تنوعت أساليب المليشيا الحوثية لاستغلال عملية طوفان الاقصى والعدوان الاسرائيلي على غزة، فمن جمع الأموال إلى حملات التجنيد الواسعة التي تقوم بها المليشيا في مختلف المحافظات والمناطق الخاضعة لسيطرتها، وتجييش الناس تحت مسمى فلسطين ونصرة غزة للدفع بهم إلى جبهات القتال.

استغلال المليشيا الحوثية للأحداث في غزة لم يقتصر على جمع الأموال فقط، بل اتخذ منحى خطيرًا، حيث قامت المليشيات بفتح ما وصفته بـ "باب الجهاد"، من خلال تنظيم دورات عسكرية شعبية مفتوحة في مناطقها، تحت مسمى "طوفان الأقصى"، وهي الحيلة التي استخدمتها المليشيا لتجييش عاطفة الناس للزج بهم في الجبهات.

دورات تدريبية عسكرية

لم تأل جهدًا مليشيا الحوثي في تسخير كافة المرافق الحكومية والخاصة لتجنيد الناس بمختلف فئاتهم وشرائحهم بما فيهم الأطفال والشباب والأكاديميين والمهمشين والموظفين تحت عنوان الدفاع عن الأقصى وفلسطين ونصرة غزة، في الوقت الذي تقوم بذات الممارسات الإرهابية بحق السكان في مناطقها بأشد ما يقوم به الاحتلال بحق الفلسطينيين.

وفي هذا الصدد، كشفت مصادر أكاديمية عن قيام المليشيا الحوثية بإقامة دورات عسكرية للطلاب في مختلف الجامعات والكليات والأقسام تحت يافطة طوفان الأقصى ودعم غزة وفلسطين، وعلى رأس تلك الجامعات التي نفذت فيها المليشيا هذه الدورات هي جامعة صنعاء وجامعة العلوم والتكنولوجيا الخاضعة تحت سيطرة المليشيا بصنعاء.

وحسب المصادر، فقد خصصت المليشيا بجامعة صنعاء دورات يشرف عليها ما يسمى بملتقى الطالب الجامعي التابع للحوثيين، خصصت قاعات لهذه الدورات ومشرفين من خارج الجامعة، وهي الدورات ذاتها التي نفذتها المليشيا في جامعة العلوم والتكنولوجيا والتي يشرف عليها المدعو أسامة القاعدي.

ورغم الحشد الذي تسعى مليشيا الحوثي تسويقه لهذه الدورات من خلال عملية الترغيب والترهيب للطلاب والموظفين والأكاديميين إلا أنها تواجه ممانعة قوية من الطلاب الذين يرفضون حضور مثل هذه الدورات العسكرية التي ظاهرها نصرة غزة وباطنها الزج بهم في جبهات القتال في مأرب وتعز والبيضاء وغيرها.

تجنيد الأطفال والمهمشين

كما استغلت مليشيا الحوثي الأحداث المتصاعدة والأليمة في قطاع غزة لتحقيق أجندتها الانقلابية، وبدأت إطلاق حملة تجنيد في صفوف فئة المهمشين من ذوي البشرة السوداء، وخصصت مبالغ مالية للاستقطاب في صنعاء وإب، وفق ما كشفته صحيفة «الشرق الأوسط».

ورأى مراقبون أن مليشيا الحوثي أن "الدفاع عن غزة" بات مدخل حوثي لتجنيد المهمشين وكذا الأطفال، بعد أن وجدت نفسها في عزلة خلال الأشهر الأخيرة التي سبقت عملية طوفان الأقصى، بفعل تزايد الضغوط الشعبية للمطالبة بصرف المرتبات، وصلت ذروتها في ليلة السادس والعشرين من سبتمبر عندما خرجت مظاهرة شعبية في صنعاء للاحتفال بالثورة.

ويرى مراقبون أن مليشيا الحوثي تسعى لإلحاق المهمشين وغيرهم من اليمنيين بمعسكراتها التدريبية ثم الدفع بهم إلى جبهات القتال ضد القوات اليمنية في مختلف الجبهات، تحت مسمى دعم القضية الفلسطينية ونصرة غزة، ومزاعم ترتيبها لنقلهم إلى فلسطين لقتال اليهود حسب زعمهم.

يأتي هذا في الوقت الذي أكد سياسيون أن مليشيا الحوثي تسعى كعادتها لاستغلال الأحداث الحاصلة في فلسطين لتعويض النقص في أعداد مقاتليها الذين فقدتهم في عدة جبهات، خاصة بعد اتساع رفض أبناء المجتمع والقبائل اليمنية امدادها بمقاتلين جدد؛ نتيجة تصاعد الغضب الشعبي ضدها.

معسكرات حوثية مغلقة

كما عملت مليشيا الحوثي على استغلال طوفان الأقصى والعدوان الاسرائيلي على غزة، في تنفيذ حملات تجنيد واسعة في مناطق سيطرتها أبرزها صنعاء لاستقطاب الشباب والأطفال بزعم إرسالهم إلى فلسطين للمشاركة في الحرب ضد اسرائيل، بالتزامن مع تصعيد عملياتها في البحر الأحمر ليكون بمثابة الغطاء الذي تجدده مبررا لذلك.

وحسب مصادر إعلامية، فإن مليشيا الحوثي أبلغت قياداتها في المربعات والأحياء وعقال الحارات بأنها فتحت باب التجنيد لكل الراغبين في القتال في فلسطين، وذلك جنبا إلى جنب مع حملة واسعة لجمع الأموال والمدخرات من المواطنين تحت غطاء "تحرير القدس".

وأكد مراقبون، أن مليشيا الحوثي قامت بفتح معسكرات مغلقة في عدد من مناطق سيطرتها لاستقبال وتجنيد الراغبين في الانخراط فيما تسمه "الجهاد في فلسطين" ومن بينها معسكران شيدتهما بالفعل في العاصمة صنعاء، لتدريب الملتحقين فيها بالتدريبات العسكرية مستغلة عاطفتهم في نصرة فلسطين وتسخيرها للزج بهم في جبهات القتال.

وحسب مصادر إعلامية مطلعة، فإن المعسكرات الحوثية المغلقة التي شيدتها في صنعاء، تقع إحداها في قرية "الحصن" بالقرب من "بيت بوس"، وهو عبارة عن معسكر تدريبي محصن بحراسة مشددة، أما المعسكر الأخر فيقع في الجهة الجنوبية في العاصمة صنعاء وهو معسكر تدريبي آخر تمنع مليشيات الحوثي الاقتراب منه، وتٌخضع من تم استدراجهم إلى هذه المعسكرات المغلقة لإجراءات منها منعهم من الخروج والتواصل مع أسرهم وأقربائهم واستخدام الهاتف.

تدريبات عسكرية

وذكرت المصادر، أن مليشيا الحوثي تُخضع الشباب والأطفال الذي تم استدراجهم وتجنيدهم لدورات طائفية مكثفة جنبا إلى جنب مع تدريبات قتالية على حرب الشوارع والمدن وعلى الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، مشيرة إلى أن مليشيات الحوثي استقطبت العشرات منهم أطفالا من حواري وأحياء صنعاء منها "حزيز"، وذلك تحت إشراف مباشر من القيادي الحوثي خالد المداني الحاكم الفعلي في صنعاء.

وكانت مصادر إعلامية تحدثت عن حملة تجنيد حوثية بصفوف المهمشين في محافظة إب، مشيرة إلى أن المليشيات شكلت لجان تحشيد وتعبئة ميدانية جديدة تضاف إلى اللجان السابقة من أجل تولي مهام النزول الميداني لاستقطاب المنتمين إلى تلك الفئة الأشد فقراً.

وسخر مراقبون من ادعاءات الحوثي نصرة الأقصى وفلسطين، مذكّرين المليشيا التي نهبت من حساب جمعية الأقصى مبلغ 250 مليون ريال يمني، والتي كان قد تبرع بها اليمنيون لتذهب إلى فلسطين في 2014، مؤكدين أن من ينهب أموال الفلسطينيين لا يمكن لها أن تجمع تبرعات لهم.

مشيرين إلى أن اليمنيين باتوا معتادين على ممارسات المليشيات الحوثية في توظيف الشعارات لتحقيق مآرب دنيئة بما فيها تجنيد الأطفال والشباب للقتال في فلسطين، حيث تقوم بالمزايدة والمتاجرة بمآسي الشعب الفلسطيني، وقضيته العادلة، واستغلالها كغطاء لتجييش المقاتلين وجمع الأموال لإدامة مشروعها الإرهابي وفقا لوزير الإعلام اليمني معمر الإرياني.


متاجرة بمآسي غزة

وكانت الحكومة اليمنية قد أكدت أن "مليشيات الحوثي اليوم تحاول استغلال حالة الغضب الشعبي جراء العدوان الاسرائيلي على غزة؛ للمتاجرة بمعاناة الشعب العربي الفلسطيني في غزة ورام الله والأراضي المحتلة، عبر تدشين حملات للتجنيد وجمع التبرعات ونهب أموال ومدخرات الشعب اليمني".

ودعا وزير الإعلام الإرياني "أبناء الشعب اليمني إلى عدم الانجرار خلف هذه الممارسات الوقحة، والاستغلال الهمجي من مليشيات الحوثي لمأساة الشعب الفلسطيني ومعاناته الإنسانية، التي لا تقل عن معاناة الشعب اليمني إثر الحرب التي فجرتها المليشيات، وتوظيفها كأداة لاستغلال عواطف اليمنيين".

يأتي هذا في الوقت الذي ركبت مليشيات الحوثي موجة الأحداث الساخنة في قطاع غزة مبكرًا، لخدمة أجندتها ومصالحها المشبوهة، مستغلة عواطف اليمنيين ومشاعرهم تجاه القضية الفلسطينية، وأطلقت حملة تعبئة واسعة بما ذلك جبايات أموال بالقوة من التجار بزعم دعم "المقاومة الفلسطينية".

فيما رجح مركز المخا للدراسات الاستراتيجية، أن توظف مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، مزاعم إطلاقها صواريخ وطائرات مسيرة تجاه إسرائيل للدفع بالبلاد نحو جولة جديدة من الحرب، والامتناع عن القيام بواجباتها تجاه المواطنين في مناطق سيطرتها في جانب المرتَبات والخدمات.

مزايدة على الدماء والمقدسات

وكان رئيس الدائرة الإعلامية لحزب التجمع اليمني للإصلاح علي الجرادي أكد في مقال له بعنوان "الحوثي وفلسطين.. مزايدة على الدماء والمقدسات"، أن غزة وفلسطين قضية مقدسة لكل مسلم وعربي ولكل صاحب ضمير حي وحر في انحاء العالم.

وأشار الجرادي إلى أن مليشيات الحوثي تهدف من وراء مناصرتها لفلسطين الى (تبييض وغسل جرائمها بحق اليمنيين والبحث عن مشروعية اخلاقية لبقائها وتجنيد الشباب وجمع المال، والهروب من استحقاقات الداخل، وتقديم نفسها وصي على اليمن للإقليم والعالم).

وربط بين المشروعين الحوثي والصهيوني، مشيرا إلى أن مليشيات الحوثي ارتكبت الفظائع والجرائم بحق اليمنيين كما يعمل الاحتلال الصهيوني في فلسطين، وأن الحوثي أسقط الدولة اليمنية، وشرد اليمنيين من ديارهم وقتل نساءهم واطفالهم وفجر منازلهم ومساجدهم وسرق اموالهم واعتقل الالاف، والمئات خرجوا مشلولين جراء التعذيب.

وأضاف، مليشيات الحوثي تجنّد وتحشد باسم طوفان الاقصى، ويتم ارسال هذه الحشود الى جبهات الساحل والضالع وتعز ومارب وشبوة لقتال اليمنين، ومحاولة اسقاط الدولة اليمنية كما فعل فيلق القدس الايراني، ومليشيات حزب الله بالتوجه لقتل اطفال ونساء سوريا في طريقهم لتحرير القدس كما يقولون.

وأكد القيادي الإصلاحي علي الجرادي، أن الحوثي كحركة عنصرية استباحت دماء اليمنين وحقوقهم وترى نفسها وصية عليهم لا تقل جرما عن ما يفعله الصهاينة في فلسطين، ومثلما يقف الفلسطيني يقارع المحتل العنصري كذلك سيفعل اليمني في مواجهة المحتل العنصري.

وسخر من المزاعم التي تقول بالاصطفاف خلف مليشيا الحوثي نصرة للأقصى وفلسطين، مؤكدا أن "الاصطفاف لا يجوز خلف شخص يؤم الناس في الصلاة وهم له كارهون، فكيف بالاصطفاف خلف من قَتَل وأجرَم في حق أبناء اليمن، ثم يريد أن يغسل جرائمه بادعاء الوقوف مع قضية عادلة كفلسطين؟!.

كلمات دالّة

#اليمن