السبت 27-04-2024 11:12:01 ص : 18 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

صنعاء تحتفي بذكرى 26 سبتمبر والحوثيون يعجزون عن اسكات هدير الشعب المطالب برحيلهم

الأربعاء 27 سبتمبر-أيلول 2023 الساعة 04 مساءً / الإصلاح نت -خاص

  

زخم البدايات، تعيد لسبتمبر ألقه وبهجته، حيث شهدت الذكرى السنوية الـ 61 لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة، زخمًا شعبيًا غير مسبوق، في مختلف المحافظات اليمنية، وخصوصًا العاصمة صنعاء ومحافظات إب والحديدة الخاضعتان لسيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية.

الاحتفالات الشعبية، من قبل مختلف فئات المجتمع، احتشدت بطريقة عفوية وذاتية نابعة من إيمان اليمنيين، العميق، بأهمية ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة، واستفتاء شعبي على رفض اليمنيين لمليشيا الحوثي، ومشروعها الطائفي.

وخلافاً لما يعتقد الكهنوت الحوثي، أنه أزال الروح الوطنية لليمنيين، وقضى على المكاسب الثورية والوطنية، لثورة 26 سبتمبر، فقد فوجئ بهدير شعبي غير مسبوق، وتحديدًا في المحافظات الخاضعة لسيطرته وفي مقدمتها العاصمة صنعاء.

حيث شهدت العاصمة صنعاء، تظاهرات شعبية عفوية، احتفاء بأعياد الثورة اليمنية الخالدة، 26 سبتمبر، وذلك في عيدها الواحد والستين، في الوقت الذي تقمع فيه مليشيا الحوثي الاحتفالات الشعبية.

وامتدت التظاهرة الشعبية إلى محيط ميدان السبعين الذي أغلقته خوفا من التظاهرات، وهو الميدان ذي الرمزية الكبيرة لتحرر الشعب من الاستبداد الأمامي، وتحديدًا في جولة ريماس، وإلى الشوارع المحيطة حيث خرج المواطنون دون موعد مسبق أو ترتيب، سوى وعد 26 سبتمبر العظمية.

المقاطع المصورة، للاحتفالات التي شهدتها صنعاء ومحافظات إب والحديدة، تؤكد أن الأعداد المشاركة كبيرة، وقد شاركت بحماس منقطع النظير، كما أنها رتبت نفسها في وقت قياسي خصوصا بعد قيام عناصر حوثية بدهس العلم الوطني، الأمر الذي استفز المواطنين للهتاف للجمهورية، وللثورة الأم ولأهدافها.

 

مفاجأة صادمة

هذه المفاجأة أصابت الحوثي بما يشبه الصدمة، حيث لم يستطع منعها رغم خطفه مجموعة من المحتفلين، نهاية المسيرة الحاشدة في عدد من شوارع صنعاء وإب، وهو ما يؤكد أيضاً أن هذه التظاهرات تؤسس لمرحلة جديدة من المواجهة الشعبية مع المليشيا، وقد بدأت فعلياً في صنعاء ومحافظات أخرى.

ففي الحديدة احتشدت جماهير غفيرة احتفاء بالمناسبة الغالية على الشعب، وأن التمسك بها صار الحاجة الملحة، للتخلص من تلك المليشيا التي ظنت واهمة أنها تسيطر على الأرض والإنسان.

وتجمعت الجماهير في شارع صنعاء، منتظمة في مسيرة عارمة، هزت المدينة الساحلية، نكاية بالحوثي، ومعارضة له هاتفة للثورة السبتمبرية والنظام الجمهوري، وهو الصدى الذي كان رجعه في محافظة إب.

رسائل عدة بعثتها "إب" المحافظة التي ينتمي إليها المناضل الصلب، علي عبد المغني، وغيره من الأحرار، حيث كانت الاحتفالات العارمة بصور عدة، نظمت فعالياتها بذكاء، في دلالة بأن هذه المحافظة لن تكون إلا جمهورية وفي الصف الشعبي المتمسك بثورة 26 سبتمبر.

ويرى مراقبون، أن أهمية القوة للتحركات الشعبية تكمن في أنها جاءت قبل يوم واحد فقط من الفعالية الأكبر للحوثيين التي انضم للتحضير لها هذه المرة سفر الصوفي مدير مكتب عبدالملك الحوثي، وتجوله شخصيا في المحافظات لحشد أنصار الجماعة للاحتفال به، وإظهار قوة الحوثي.

كما تأتي هذه التظاهرات الشعبية المنددة بالحوثي، بعد أقل من اسبوع على عرض عسكري للحوثي في ميدان السبعين كان يستهدف به زعزعة التحرك الشعبي، ويسعى جاهدا لتخويف الشعب، خصوصا في ظل توسع رقعة المناهضين للمشروع الحوثي في مناطق سيطرته.

 

انتفاضة شعبية

المظاهرات في مناطق التي يسيطر عليها الحوثي كانت قد بدأت فعليًا منذ الأشهر الماضية، وخصوصًا بعد التصعيد الذي أعلنه نادي المعلمين ونادي الأكاديميين للمطالبة برواتبهم المقطوعة منذ ثماني سنوات؛ لكن مظاهرات العيد الواحد والستين لثورة الـ 26 سبتمبر، تحمل رسالة الرفض الشعبي لمليشيا الإرهاب الحوثية، وتنبئ بأن موعد الخلاص منها بات قريباً.

جاءت التظاهرات والمسيرات الشعبية بعد نحو اسبوع من تنظيم الحوثي عرضًا عسكريًا في صنعاء، تقدمتها صور العائلة الحوثية، وهو الأمر الذي استفز كرامة اليمنيين، في ذكرى ميلاد دولتهم وأمتهم، فكان الرد يناسب الاستفزاز من صنعاء، والحديدة وإب.

كما أن المليشيا الحوثية التابعة لإيران التزمت الصمت، وحاولت اليوم فتح إثارة إعلامية قديمة لحرف الأنظار عن كسر السكان في صنعاء والحديدة الحظر المفروض على التظاهرات، وتعمل جاهدة من خلال قضايا إعلامية هامشية أو تصريحات نارية عن المولد النبوي لتجاوز مسألة كسر السكان لإرادتها ومعارضتها.

ويرى مراقبون أن المليشيا لن تجني سوى الفشل والهزيمة، مؤكدين أنه لن يكون غريبا في قادم الأيام إذا سمعنا مظاهرات حاشدة تطالب بإسقاط الحوثي ورحيله عن حياة اليمنيين، خصوصا بعد أن كسر الشباب حاجز الخوف، ونزلوا الى الميدان رافعين الأعلام الوطنية، مرددين هتافات الجمهورية "تحيا الجمهورية اليمنية".

 

محاولات بائسة

لقد خرج اليمنيون في 26 سبتمبر 1962م، يحملون مشروع استعادة الكرامة والحرية التي سلبتها منهم الإمامة الكهنوتية، ومنذ الوهلة الأولي لاستعادة الحياة والكرامة بنجاح الثورة، تعمل المليشيا الإمامية على طمس الثورة ورموزها وأهدافها.

فمنذ الانقلاب، وعودة الكابوس الإمامي، بعد سيطرة المليشيات الحوثية على العاصمة صنعاء حاولت بكل الطرق ووفق استراتيجية متعددة لطمس الثورة السبتمبرية وأهدافها من ذاكرة الشعب اليمني وإحلال نكبتها المشؤومة في 2014 محلها.

لكن تلك المحاولات باءت بالفشل، بل عملت على اخراج المارد الشعبي من اليمنيين، والذين احتفلوا بثورة 26 سبتمبر، كما لم يحتفلوا بها من قبل، حيث خرجوا بشكل عفوي، وتحدوا القيود الحوثية وتهديداتهم، وهتفوا للثورة ورفضا للإمامة.

ويرى مراقبون، أن الاحتفاء بثورة 26 سبتمبر شكلاً من أشكال المقاومة ضد انقلاب الحوثيين ورفضاً لسيطرتهم على البلاد مع تزايد استخدام الحوثيين للقوة في إدارة البلاد وتمكين فئة معينة من المواقع القيادية.

وتشير هذه الاحتفالات وفقا لمراقبين، إلى أن الصراع في اليمن قد ينتقل إلى مناطق سيطرة الحوثيين في المستقبل، وأن الممانعة الشعبية لمشروعهم تتزايد، مما يجعل بقاء الحوثيين في السلطة يواجه تحديات كبيرة.

 

لماذا الاحتفاء الشعبي بثورة سبتمبر؟

وحسب مركز المخا للدراسات، فأن الأسباب التي تدفع غالبية اليمنين للاحتفاء الواسع بذكرى الثورة اليمنية، منها، الشعور بالخطر الذي يتهدَّد النظام الجمهوري بفعل استمرار سيطرة مليشيا الحوثي على عدد واسع مِن المناطق، وما يلمسه المواطنون مِن جهود للحوثيين لإلغاء ذكرى ثورة 26 سبتمبر، وتشويهها، والتعريض به، والادِّعاء بأنَّه جرى حرفها عن مسارها.

وأضاف المركز كذلك، سعي الحوثي المتواصل لوأد النظام الجمهوري، والتمكين لرؤيتهم في الحُكم، والقائمة على نظرية (الولاية) التي تمايز بين اليمنيين على اُسس سُلالية، وتحرم غالبيتهم مِن الوصول إلى المواقع القيادية في الدَّولة، والتذمر من استجلاب الحوثيون لمناسبات احتفالية خاصَّة بهم، وتوجيه موارد الدولة وإمكاناتها لحشد الناس للمشاركة فيها؛ وهي في معظمها مناسبات طائفية (...).

واعتبر المركز هذه الاحتفالات الحوثية بأنها تخلق احتقانًا واستفزازًا لقطاع واسع مِن اليمنيين، بسبب طبيعتها الانقسامية أو الطائفية، مِن جهة، وحجم ما يُصرف عليها مِن مواردـ، مِن جهة أخرى، في الوقت الذي يعاني غالبية اليمنيين مِن البؤس والحرمان.

إعادة الاعتبار للدولة

وحسب مركز المخا للدراسات، فإن من الأسباب للاحتفالات الشعبية بذكرى سبتمبر، باعتبار ذلك شكل مِن أشكال مقاومة انقلاب الحوثيين، ورفضا لسلطتهم، كم أنَّها ردٌّ شعبي على أسلوب إدارة الحوثيين للدولة، والذي يقوم على تمكين فئة بذاتها (الهاشميين) مِن المواقع القيادية العليا في الدَّولة، ومِن مواردها الحيوية، مع تهميش واقصاء غالبية المواطنين.

إضافة إلى تحوُّل مليشيا الحوثي إلى سلطة جباية تستنزف أموال اليمنيين، وتسيطر على الأوعية المالية في الدَّولة والمجتمع، وترفض في نفس الوقت تسليم مرتَّبات وأجوار العاملين في الوظائف الحكومية، منذ ما يقارب سبع سنوات.

وأشار المركز إلى أن ذكرى ثورة 26 سبتمبر في العامين الأخيرين تزامنت مع تنظيم الحوثيين لعرض عسكري كبير، في يوم 21 سبتمبر، في رسائل توحي بتعاليهم واستمرار اعتمادهم على القوَّة في السيطرة على البلاد، وإدارتها، وهو ما يستفز اليمنين، ويدفعهم للالتفاف بشكل أكبر حول ثورة الـ26 من سبتمبر والنظام الجمهوري.

ويرى مراقبون أن الخروج بمناسبة احتفالات الثورة بهذه القوة في كل من صنعاء وإب والحديدة، بالدرجة الأولى ومحافظات أخرى، يؤكد حقيقة أن الشعب قادر على الخروج وكسر حاجز الخوف ومستعد للتصدي لفلول الإمامة لو توفرت شروط الانتفاضة وفي مقدمتها دعم الشرعية، وهو رغما عن ذلك يثبت بإرادة قوية وعزم لا يلين أنه أضحى قاب قوسين أو أدنى من الإطاحة بالإمامة الحوثية وإيران واستعادة الدولة والجمهورية وفقا لاهداف ثورتي 26 سبتمبر و11 فبراير.

كلمات دالّة

#اليمن