السبت 27-04-2024 12:59:53 م : 18 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

روّاد الحضارة الإسلامية والإفلاس السلالي (1-2)

الثلاثاء 25 مايو 2021 الساعة 04 مساءً / الإصلاح نت - خاص / عبد العزيز العسالي

  

تنويه:
هذه الحلقة والتي تليها وإن كنا قد فصلناهما من حيث التسلسل العددي.. لكنهما تلتقيان مع هدف الحلقتين السابقتين وهو "فضح دعاوى السلالية".

مقدمة:
"إذا لم تستح فاصنع ما شئت" (جزء من حديث نبوي).

استدعاء التاريخ:

السلالية الانقلابية الإرهابية تعيش في أوهامها المأفونة، الساذجة، هناك في الكهوف جوار الصراصير والعناكب وغيرها، يأتي خطابها غريبا، الأمر الذي يدل دلالة صارخة على ضحالة تفكير السلالية، كونها منفصلة عما يدور في العالم.

أولا، دعوى أعرض من الدليل

السلالية الإرهابية الانقلابية تتقيأ بعض أوهامها، قائلة وفي تبجح مقرف:
- إنها من أنقذ الله بها أمة الإسلام عموما والأمة اليمنية خصوصا.
- وأنه لولا السلالية ما قامت للإسلام قائمة في أرجاء العالم الإسلامي، بل إن الحضارة الإسلامية التي أفادت العالم طيلة ثمانية قرون هي من صنيع السلالية أولا، ثم ببركة السلالية أينما حلّت ثانيا، ولا يتملكها الخجل وهي تقدم الأدلة على هذا الهراء بأن النبوة ممتدة في أفراد السلالية إلى اليوم وحتى قيام الساعة.

على رسلكم أيها السلاليون الإرهابيون.. متى كنتم حملة هدى أو حملة تفكير حضاري؟ هل يوم صنعتم روايات تمجد السلالية بأن الحكم في قريش ما بقي اثنان؟ أم يوم قمتم بكتابة ما يزيد على 400 كتاب طعنا في الصحابة ونساء النبي؟ أم في نشر شعوبيتكم الفارسية المغلفة بروايات الكذب الوقح طعنا في العنصر العربي؟

هل يوم كانت قلوبكم فارسية ووجوهكم عربية إبان الحكم العباسي؟ أم أيام البرامكة الفرس المتربصين بالسلالة العباسية صنيعة الفرس؟ هل في السلالية العلوية التي كرستموها في تفجير عشرات الحروب خلال حكم المأمون بقيادة السفاح المسمى "زيد الجنة" أو سفاح آخر اسمه "زيد النار".. وثالث ورابع... إلخ،
سفكوا الدماء انتصارا للسلالة العلوية؟

هل في عصر الانقلاب البويهي الشيعي المغلف بالحياد المراوغ والداعم للفرق الباطنية المنحرفة والتي عملت على حصر العلم والمعرفة كلها في فصيل سلالي محدد؟ أليست هذه هي الثقافة الكنسية ولكن تحت مسمى "كوكبة التعاليم"؟

أليست السلالية في العهد البويهى حرمت الفلسفة وانتزعت مرسوما من الخليفة العباسي الراضخ لإرهابهم وصدرته إلى كل الأقاليم يقضي باستتابة من درس الفلسفة أولا، ثم قتله ثانيا؟ سلالية اليوم ألم تغلق قسم الفلسفة في جامعة صنعاء؟ كم قتلت السلالية علماء كبار، وأطباء، وصيادلة، وكيميائيين درسوا الفلسفة بحجة أنهم زائغي العقيدة، والحقيقة أنهم فضحوا زيف دعاوى السلالية أنها صاحبة الحق الإلهي في الحكم؟

نماذج سريعة..
الطبيب الرازي صاحب الحاوي في الطب يموت جوعا في مغارة بعيدة لم تعلم به سوى أخته.

جابر بن حيان عالم التجربة في الكيمياء وصاحب نظرية علم الجبر وصاحب فكرة الغرفة المظلمة أي الكاميرا، وصاحب فكرة المضخات من أعماق الآبار.. قتلته السلالية.. والسبب أنه تفلسف فقالوا زنديق.. والأسوأ هو الفتوى السلالية أن الزنديق لا توبة له وإن تاب.

ما الذي قدمه الحكام العبيديون في الشمال الإفريقي طيلة ثلاثة قرون؟ الفاطميون حكموا مصر فهل قدموا غير الإفساد الأسود؟

إن أفضل ما قدمته السلالية الفاطمية للجانب الحضاري هو تحريم زراعة الجرجير والملوخية بذريعة أنهما يهيجان الجنس عند الناس.

هل إصدار قرار سخيف يقضى بإقامة الحد على الكلاب لأنها تتسافد في الطرقات دليل إنقاذ للأمة أم صناعة للحضارة؟

من جهة أخرى، متى قدمت السلالية الرسية إلى اليمن؟ أليست في العقد الأخير من القرن الثالث؟ فكيف تدعي أنها من أنقذت اليمن؟ فهل كانت اليمن كافرة طيلة 3 قرون فأنقذها الله بكم أيها السلاليون؟

هل إشعال الحروب بين قبائل اليمن طيلة 1100 عام ونهب ممتلكات القبائل وإحراق مزارعها وقتل الرجال وسبي النساء والذرية وإفساد خزانات المياه ونشر الخرافات وإفساد العقائد.. هل هذا إنقاذ لأمة الإسلام؟

هل بقاء اليمن معزولة عن العالم خلال فترة العبث السلالي تعدّه السلالية صناعة للحضارة؟ هل البدعة السلالية الضالة المفترية على الكتاب والسنة- جاعلة من تنصيب الحاكم أصلا من أصول الدين- أي العقيدة؟ هل هذا الزيغ والافتراء الغث يعتبر إنقاذا للأمة وصناعة للحضارة وخدمة للإنسانية؟

إن السلالية تدعي أن قرابة 53 حاكما سلاليا هادويا كانوا من ذوي الاجتهاد المطلق في كل العلوم، ونحن نتحدى السلالية أن تثبت دعواها الآنفة - اللهم سوى واحد فقط لا غير ألّف كتيبا في الرياضيات، والبقية كل ما كتبوه هو في أصول الدين تكريسا للسلالية الإرهابية.

يحيى بن حمزة العلوي، في القرن السابع، حكم أسبوعا واحدا.. في ذمار
قرأنا عنه أنه ألف كتابا بعنوان "الانتصار على علماء الأمصار"، فهل هذا العنوان المثقل بالذاتوية واحتقار الغير إنقاذ للبشرية وصناعة حضارة إنسانية؟

ومن الغريب والعحيب أن متعصبي السلالية يبصقون على قبر يحيى بن حمزة- الجانب الشرقي للجامع الكبير بذمار.. فيتساءل العقلاء، فيأتي الجواب المجلل بسواد الحقد الفارسي السلالي قائلا إن صاحب القبر كتب رسالة صغيرة الحجم دفاعا عن الصحابة.. وهذه الرسالة شجعت الشوكاني فشرحها في مجلد كبير.. يا الله.. هل أنقذ الله اليمن وأنقذ الأمة بهذا التعصب المنتن؟

وليس أخيرا، أيها السلاليون المفترون: لماذا انتشرت كتابات الشوكاني والأمير الصنعاني وابن الوزير في العالم الإسلامي.. بل وحازت على الإعجاب المطلق إلى هذه اللحظة،
فلماذا كتابات حكام السلالة افتقدت ذلك الانتشار العجيب؟

أيها السلاليون، أيها الإرهابيون، أيها الانقلابيون: أليست دعواكم العفنة لا أساس لها؟ أليست هريفا وزيفا يكذبها الواقع وينسفها التاريخ ويمجها كل ذي عقل؟ لذلك قلنا هي دعوى أعرض من الدليل.

الخلاصة: قاعدة منطقية

إذا كانت السلالية الإرهابية هي المنقذ للأمة وصانعة الحضارة، إذن، فالضباع هي حاملة القيم.. تلكم هي رؤوس أقلام لا غير.. وإلا فالتاريخ والواقع طافحان بالسموم السلالية القاتلة.

نلتقي مع الحلقة الثانية "نماذج غير عربية صنعت الحضارة في مجالات شتى".

كلمات دالّة

#اليمن