الإثنين 29-04-2024 14:14:04 م : 20 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

الدعم الإيراني للحوثيين.. مليشيا الإرهاب الطائفية في خدمة الثورة الخمينية

الأربعاء 23 أكتوبر-تشرين الأول 2019 الساعة 09 مساءً / الاصلاح نت- تقرير خاص- أسماء محمد

تبدو العلاقة أشد وضوحا بين إيران والحوثيين حتى دون الإقرار بها من قبلهم، ومع ذلك ظلت طهران تنفي دعمها لهم من وقت لآخر، لحساباتها الخاصة التي ظهرت لاحقا بعد دخول الحرب في اليمن عامها الخامس.

أفرزت تلك العلاقة التي يتستر عليها الجانبان الكثير من التعقيدات في اليمن، وأطالت عمر الأزمة في البلاد التي بلغت فيها نسبة الفقر أكثر من 82%، في ظل توقعات بأن تصبح اليمن أفقر بلد في العالم بحلول العام 2022 في حال استمرار النزاع.

 

إقرار بالعلاقة

لأول مرة منذ اندلاع الحرب في اليمن، أقرَّت إيران بتقديم الدعم المباشر لمليشيات الحوثي. أكد ذلك رئيس هيئة أركان الجيش الإيراني محمد باقري الذي قال إن الحرس الثوري يقدم مساعدات استشارية وفكرية للحوثيين، مشددا على وقوف بلاده "إلى جانب الشعب اليمني حتى يتمكن من إبعاد هذا العدوان" (في إشارة إلى التحالف العربي).

تم تتويج ذلك بإعلان مليشيات الحوثي في منتصف أغسطس الماضي، تعيين إبراهيم الديلمي سفيرا لها في إيران، وذلك عقب لقاء وفد حوثي مع المرشد الإيراني علي خامنئي.

ليس ذلك فحسب، ففي وقت سابق، أكد زعيم مليشيات الحوثي عبد الملك الحوثي أن علاقة اليمن مع إيران ستكون أفضل مما كانت عليه في الماضي، لأنها تقوم على الأخوة والقضايا المشتركة بين أبناء الأمة.

 

مغالطات.. وأشكال الدعم

كما هو واضح فإن إيران تنفي دعمها العسكري لمليشيات الحوثي، برغم وجود تأكيدات كثيرة من قِبل العديد من الدول، والحكومة اليمنية التي تؤكد أنهم مجرد أداة في يد إيران التي تدعمهم بمختلف الأسلحة والاستشارات وغيرها.

بينما أرجع نائب قائد الحرس الثوري علي فدوي، مطلع يوليو الفائت، سبب عدم إرسالهم قوات إلى اليمن هو ما أسماه "الحصار" المفروض على طهران. لكن الحقيقة هي أنها لا يمكن لها أن تجازف بالقيام بخطوة كهذه في بلد لا تقع ضمن إطارها الجغرافي.

ولا يخرج نفي إيران عن دائرة "المغالطات"، فمطلع العام الحالي، ذكر تقرير للجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة قيام إيران بتحميل وقود من مرافئها بموجب وثائق مزورة لتجنب تفتيش الحمولات من قِبل الأمم المتحدة، وتشكل عدد من الشركات داخل وخارج اليمن واجهة لتلك العمليات، التي تقدمها طهران لتمويل حرب الحوثيين.

تحقق كذلك لجنة الخبراء في هبات مماثلة قدمتها إيران للحوثيين، بقيمة ثلاثين مليون دولار تقدمها للمليشيات شهريا.

وفي تقرير سري للجنة الخبراء صدر العام الماضي وقُدم للأمم المتحدة، ذكر أن الحوثيين ما زالوا يتزودون بصواريخ باليستية وطائرات بلا طيار من إيران بعد فرض الحظر على الأسلحة في العام 2015، وأن الخبراء تمكنوا من فحص حطام عشرة صواريخ، وعليها كتابات تشير إلى أن أصلها إيراني.

ويقول خبراء وباحثون إن إيران تدعم الحوثيين بالصواريخ الباليستية قصيرة المدى، لكن يتم تطويرها داخل البلاد عبر قطع يتم تهريبها وشحن بعضها في سفن المساعدات، أو عبر بعض الموانئ التي كانت تحت سيطرتهم سابقا.

إضافة إلى ذلك، فهناك آلاف الألغام إيرانية الصنع عثر عليها داخل اليمن. ويشمل كذلك الدعم الإيراني للحوثيين بإرسال بعضهم إلى قم الإيرانية للحصول على تعليم ديني يتوافق مع الفكر الشيعي الذي تعمل على تصديره.

كذلك فإن إيران تقدم الدعم الاستشاري للحوثيين عبر إرسال خبراء إلى اليمن لمساعدتهم في تركيب الطائرات المسيرة أو الصواريخ الباليستية، التي استهدفوا بها مرارا المملكة العربية السعودية.

تعمل كذلك طهران على تجنيد إعلامها لخدمة الحوثيين، وإرسال حقوقيين إلى مختلف المحافل الدولية لمحاولة طمس الحقيقة وتبييض صفحاتهم المليئة بالانتهاكات بحق اليمنيين، فضلا عن الدعم السياسي في الأمم المتحدة وغيرها، أو عبر ترتيبها لقاءات بينهم وسفراء دول أوروبية.

 

دلالة التوقيت

يحمل إقرار إيران بدعمها للحوثيين دلالة كبيرة في هذا التوقيت، فقد جاء في ظل تصاعد التوتر الذي تشهده منطقة الخليج، بعد تعرض كثير من السفن التجارية والنفطية وتحديدا السعودية والإماراتية للهجوم في المياه القريبة من إيران.

ويعني ذلك -وفق مراقبين- أنها باعترافها بدعم المليشيات تؤكد للرياض أن لها ذراعا في الخاصرة السعودية تتمثل بالحوثيين، يمكن بواسطتها تهديد أمنها واستقرارها، وهو ما حدث بالفعل عبر إطلاقهم عشرات الصواريخ إليها.

تحاول إيران في مثل هذا التوقيت بعد دخول الولايات المتحدة الأمريكية على الخط والتهديد بضرب طهران، أن تحشد مختلف أوراقها حتى لا تبدو ضعيفة وكان الحوثيون إحداها.

 

أسباب رفض الاعتراف بالعلاقة

اعتادت إيران على اللعب بالبيضة والحجر في آن معا، وإشعال نار بعض الملفات الحساسة على نار هادئة ثم استخدمها في التوقيت المناسب، ولذلك ظلت تراوغ وترفض مرارا الاعتراف بعلاقتها مع المليشيات في اليمن.

وتهدف ايران من وراء ذلك الى تخفيف الضغوط عليها جراء العقوبات الاقتصادية التي تعاني منها بسبب برنامجها النووي، وحتى لا تجد السعودية مبررا لمهاجمتها بصفتها طرفا رئيسيا في الأزمة اليمنية التي تستهدف أمنها واستقرارها.

 

بداية التقارب

عقب نجاح ما يعرف بـ"الثورة الخمينية" عام 1979، بدأت إيران بالتوسع في المنطقة العربية وتصدير ثورتها، وقامت خلال الثمانينيات والتسعينيات باستقطاب الكثير من شباب اليمن، من بينهم حسين بدر الدين الحوثي، والذين قامت بتعليمهم العلوم الدينية وفق مذهبها.

ومع تنامي نشاط تلك الجماعة التي أسست ما يسمى بحركة " الشباب المؤمن"، (الحوثيين) عام 1983، خاضت الحكومة اليمنية معهم في عهد نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح ستة حروب مابين 2004 و 2010، ودار الكثير من الجدل حول تلك الحروب التي بدت عبثية الى حد كبير، وكانت تأثيراتها إيجابية على تلك الجماعة المتطرفة وليس العكس.

ويعد الحوثيون بمثابة وكيل طائفي مُعتمد لإيران في اليمن، يهدد أمن المنطقة وعلى وجه الخصوص دول الخليج العربي وبالأخص السعودية التي تخوض مع الحكومة الشرعية حربا ضد مليشيات الحوثي، يقول مراقبون إنها ستنجح في حماية أمن المملكة في حال تم إنهاء الانقلاب الحوثي وخضعت تلك الجماعة لسلطة الدولة بعد تسلميها سلاحها، ما لم فإن الخطر سيظل قائما ومتربصا بالجيران، وستحقق طهران أهدافها، خاصة مع دعمها الخفي لانفصال اليمن.

كلمات دالّة

#اليمن