السبت 27-04-2024 08:18:45 ص : 18 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

معسكرات اللاجئين الحوثية.. ظاهرها الإجرام وباطنها العذاب

الإثنين 22 يوليو-تموز 2019 الساعة 05 مساءً / الإصلاح نت - خاص

 

أحدثت الخطوة التي اتخذتها مليشيات الحوثي الأسبوع الماضي في محافظة إب، بإنشاء مخيم نزوح للاجئين الأفارقة، ردود فعل ساخطة، عبرت في معظمها عن رفض ما يقوم به الحوثي، والذي يهدف إلى استغلال اللاجئين في أعماله العسكرية ضد اليمنيين.
ومنذ الوهلة الأولى حاولت القيادات الحوثي في المحافظة الإيحاء بأن المخيم الذي سيضم مئات اللاجئين الصوماليين والأثيوبيين سيتم إنشاؤه برعاية أممية، قبل أن تنفي منظمة الهجرة الدولية، أمس الأحد، علاقتها بإقامة أي مخيم للمهاجرين الأفارقة في محافظة إب، والذي كان قد أعلن عنه من قبل قيادات الحوثي في المحافظة، في خطوة مفاجئة للجميع.

 

معايير دولية
وقالت مديرة مكتب منظمة الهجرة الدولية في عدن "ساجتكا ساهاني" خلال لقائها نائب وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور نزار باصهيب، في العاصمة المؤقتة عدن، إن لا علاقة للمنظمة بالمخيم على الإطلاق.
وزاد أن ناقشت مع باصهيب جهود وأدوار المنظمة بمجال التعامل مع اللاجئين والمهاجرين الأفارقة غير الشرعيين، ومدى قيام المنظمة بمهامها وفقاً للمعايير المحددة من خلال عملية التقييم الدوري للأوضاع الخاصة بالهجرة بعموم محافظات الجمهورية.
كان إعلان مليشيات الحوثي عن بناء مخيم خاص للاجئين من الدول الأفريقية في إب على مساحة واسعة تقدر بأكثر من 100 لبنة من أراضي الأوقاف الكثيرة في المدينة، قد خلف موجة غضب عارمة، إذ إن الإعلان لا علاقة له بالجانب الإنساني، كما بات يدرك ذلك سكان المحافظة، التي عاث الحوثي فيها فساداً.
وأبدى أهالي المنطقة المستهدفة بإقامة مخيم نزوح مخاوفهم من التغيير الديمغرافي وعملية التوطين المقصودة، كما اتهموا المنظمات الأممية المعنية بالتناقض بين أقوالها وأفعالها.

 

أهداف حوثية قذرة
وللوهلة الأولى كان واضحاً أن الحوثي يهدف إلى تجنيد اللاجئين واستغلالهم في معاركه ضد اليمنيين، ولم يكن المخيم والحديث عن رعاية أممية إلا غطاء للأهداف الإجرامية، فقد بدأت القيادات الحوثية التي تمارس الإرهاب المجتمعي خطوات هذا المشروع المشبوه بصمت مريب، وتم إعلان قرار إنشاء المخيم فجأة ودون سابق إنذار، وعكس ذلك حجم السقوط الأخلاقي والقيمي للمليشيات الحوثي وقياداتها، التي استغلت حاجات اللاجئين لصالح أهدافها.
وجاء الموقف الرافض لأبناء المحافظة من معرفتهم بتحويل هذا المخيم المخصص للاجئين الأفارقة إلى منصة ومعسكر للتجنيد ورفد جبهات القتال التي تخسر يومياً بالمقاتلين الأفارقة وتجهيزهم للقتال ودفعهم إلى الجبهات.
وعبرت أوساط سياسية وحقوقية عن استغرابها من أن يكون ذلك بصمت وتواطؤ من منظمات أممية تقدم الدعم المالي تحت غطاء إنساني، لمعسكر يضم حوالي 100 ألف لاجئ من عدة دول أفريقية، واعتبروه مؤشراً خطيراً على تلاعب المنظمات.
وحذر أبناء إب من خطر مثل هذا المخيم (المعسكر) على أمن واستقرار المحافظة، وما قد يخلفه من صراعات بسبب إصرار الحوثي على استغلالهم في هندسة التوحش التي يتقنها، فضلاً عن الخوف من انتشار جرائم القتل والسرقة، وغيرها من الجرائم، في ظل سيطرة المليشيات.
وذكرت هذه الأوساط باستغلال المليشيات الحوثية لمئات اللاجئين الذين تم استقطابهم في سنوات سابقة وتم إنشاء معسكر لهم تحت غطاء إنساني، بينما تم استغلالهم للتجنيد والقتال مع المليشيات التي تعاني نقصاً مستمراً ومتزايداً في أعداد مقاتليها.

 

مواقف رافضة
يتهم الحوثيون الرافضين لقرار إنشاء مخيم بالعنصرية، والتذكير بأن اللجوء ليس جريمة، وأن للاجئين حقوقاً، مع أن كل الاعتبارات التي ساقها الرافضون تحرص على على حقهم في السلامة، ودفع الأخطار التي تسوقها المليشيات الممولة من إيران، خصوصاً أن مخيماً (معسكرا) يضم 100 ألف لاجئ في منطقة تسيطر عليها عصابات مليشياوية ينذر بكارثة ومجزرة لحقوق الإنسان، في بيئة غير صالحة لمخيمات نزوح شاطئية.
ويتطلب لمخيم كهذا حماية أمنية لا يمكن أن توفرها مليشيات مارست كل أنواع الجرائم والانتهاكات وجندت حتى الأطفال للقتال في سبيل بلوغ أهدافها الطائفية والسلالية، فضلاً عن أن يصبح المخيم بؤرة للتجنيد وغسيل الدماغ، ووكرا للمتاجرة بالأعضاء البشرية، وتدريبا لتجار المخدرات التي أصبحت لدى المليشيات تجارة رائجة تدر الكثير من الأموال، علاوة عن أن مخيما كهذا يحتاج مبالغ كبيرة لا تستطيع توفيرها سوى منظمات دولية، يريد الحوثي استغلالها باسم اللاجئين وحقوقهم.
وفي حين يعاني أبناء المنطقة نفسها من انعدام الأمن إثر تمكن المليشيات وغياب الدولة، وانعدام الخدمات وفي مقدمتها الرعاية الصحية، فإن معسكراً للاجئين لا يعدو كونه استغلال إجرامي لحاجات اللاجئين الذين يبحثون عن لقمة العيش، في الوقت الذي يعتمد أكثر من نصف سكان المحافظة على المساعدات الإنسانية، بعد أن قطعت المليشيات الحوثية رواتب الموظفين.

 

اللاجئون في خطر
لا يمكن للاجئين أن يبحثوا عن استقرار في منطقة حرب، وفي منطقة تسيطر عليها مليشيات دموية لا تقيم وزناً لحقوق الإنسان اليمني نفسه، وبالتالي فإن اللاجئ لا يمكن له أن يستقر في بيئة كهذه إلا إذا وفرت له المليشيات مقومات حياة على حساب اليمنيين الذين يعيشون أوضاعاً قاسية، على أن هذا لن تفعله مليشيات الحوثي إلا بمقابل استقطابهم وتجنيدهم والزج بهم في جبهات القتال، تحت الإغراء بالرواتب والجنسية، إذ إنه لا يمكن لمليشيات شردت عشرات الآلاف من اليمنيين أن تصبح إنسانية في ليلة وضحاها لتؤوي اللاجئين بدوافع إنسانية بحتة.

كلمات دالّة

#اليمن #اللاجئون