الجمعة 26-04-2024 19:31:32 م : 17 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

نزيف قادة المليشيات الانقلابية في معركتها الخاسرة أمام اليمنيين

الإثنين 05 نوفمبر-تشرين الثاني 2018 الساعة 09 مساءً / الإصلاح نت – خاص




تتواصل الخسائر الكبيرة التي تُمنى بها مليشيات الحوثي على مختلف الأصعدة، منذ انقلابها المشؤوم على الدولة في اليمن، غير أن خسارتها الكبيرة تتجلى في الاستنزاف المستمر في قياداتها، مما أثر سلباً على قدراتها القتالية.

وعلاوة على سقوط العديد من قيادات المليشيات الحوثية في جبهات القتال أمام قوات الجيش الوطني اليمني، فإن طيران التحالف العربي كان له أبلغ الأثر في هلاك أكبر عدد من هذه القيادات التي كانت العمود الفقري للتمرد الحوثي.

ويتضح جلياً كيف خسر الحوثيون معظم قادتهم الميدانيين في ما أسموها معركة النفس الطويل، من خلال العودة إلى أسماء هذه القيادات التي لقيت مصرعها طوال أكثر من ثلاث سنوات، كان آخرها السبت الماضي، حيث أكدت المصادر مصرع القيادي الحوثي عبد الله المحطوري مشرف إحدى المحاور بالقرب من جامعة ‎الحديدة مع العشرات من عناصر المليشيات التي ترافقه، وذلك بعد يوم واحد من مصرع القيادي الحوثي في محافظة إب أحمد السراجي الذي قضى في جبهة صعدة، والذي سبق أن قُتل العديد من أقاربه بنيران الجيش اليمني، وقبلها بأيام قليلة لقي القيادي الحوثي العقيد مالك أبو هاجرة قائد محور الساحل الذي ينتمي إلى مديرية القفر وهو أحد أبرز قيادات مليشيات الحوثي بالحديدة مع 7 من مرافقيه في جبهة الدريهمي.

وفي 24 من أكتوبر المنصرم لقي 13 من قيادات مليشيات الحوثي الإيرانية مصرعهم في باقم شمال غرب صعدة، وخلف ذلك حالة من الذعر بين قيادات المليشيات في ظل التقدم المستمر للجيش والضربات المحكمة لطيران التحالف.

وتؤكد مصادر مطلعة أن مليشيات الحوثي تعاني فراغاً كبيراً على مستوى القيادات الميدانية، وتجد صعوبة في تعويضهم، إثر استنزاف القيادات في جبهات القتال وسقوطهم في مصيدة القوات الشرعية وتحالف دعم الشرعية في اليمن، خصوصاً أن المليشيات تعرضت خلال الشهرين الماضيين لخسائر فادحة في جبهة الساحل الغربي وصعدة والبيضاء وحجة.

 



تهاوي الرؤوس الكبيرة

وليس بعيداً مصرع أحد أكبر قيادات الانقلاب الحوثي ورئيس ما يسمى بالمجلس السياسي للانقلابيين صالح الصماد في 23 أبريل الماضي وعدد من القيادات في غارة للتحالف بالحديدة، ومن بين القتلى ناصر القوبري "أبو صلاح" الذي عين قائداً للعمليات الصاروخية برتبة لواء، وجار الله الجعوني، قائد قوات التدخل السريع في المليشيات، ومنصور السعادي "أبو سجاد" المشرف على القوات البحرية.

ومنذ مصرع المتمرد الصماد تهاوت رؤوس حوثية كبيرة، حيث قتل 20 قياديا ميدانيا بينهم رئيس هيئة أركان المليشيات محمد عبد الكريم الغماري، في مواجهات بالحديدة في يونيو الماضي، فيما أقر زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي، بوجود انهيارات في صفوف قواته.

ومع اقتراب المعارك من مسقط رأس زعيم المليشيات في جبال مرّان بصعدة، في أغسطس الماضي، بدأت قيادات الصف الأول تتهاوى، أبرزهم علي حسين شيبة بضربة موفقة لمدفعية الجيش، وهو يعد أحد مؤسسي مليشيا الحوثي ومرجعياتها، وكان مقرباً من مؤسس الجماعة السلالية حسين الحوثي.

ومع نهاية العام المنصرم، لقي عدد من قيادات الانقلاب مصرعهم في جبهة نهم شرق العاصمة صنعاء، بينهم القيادي الحوثي محمد الضياني، فيما قتل قائد المجاميع الحوثية في الجوف "أبو حسين" بالقرب من معسكر الأجاشر شمال اليتمة، وتزامن ذلك مع نشر موقع "سبتمبر نت" التابع للجيش قائمة بأسماء 80 قياديا من ميليشيات الحوثي الانقلابية لقوا مصرعهم خلال ديسمبر 2017، في المواجهات الميدانية وغارات التحالف العربي في أكبر خسائر تتكبدها المليشيات في جبهات شبوة، والبيضاء، وصنعاء، وحجة، وصعدة، والضالع، والحديدة، والجوف، بينهم المشرف العام للحوثيين في دمت "أبو كرار"، والقياديان الميدانيان أحمد حملة "أبو البراء" وأبو علي السراجي.

 

مصارع كتائب الموت

وكانت الضربة الأكبر التي تلقتها المليشيات بعد أن دفعت ما تسمى "كتائب الموت" في مارس الماضي، للمشاركة في القتال بالجبهات الرئيسية كخيار اضطراري بعد فشلها في رفد الجبهات بمجندين جدد، لكنها تلقت صدمة موجعة بمصرع عدد من أبرز القيادات الميدانية في كتائب الموت المدربة من قبل خبراء عسكريين إيرانيين، أبرزهم القيادي يحيى الرزامي "أبو زيد" قُتل في نهم، وسبقه بأيام قليلة مقتل قياديين بارزين في كتائب الموت من نفس العائلة هما طه الرزامي ومحمد هادي الرزامي في جبهة الجوف، ويرتبطان مباشرة مع زعيم المليشيات، وقبلها بأيام لقي القيادي الميداني في الكتائب علي حميد القيز، ليلحق بشقيقه إبراهيم القيز المكنى أبو مالك في جبهة الساحل الغربي.

ومنذ بدء عاصفة الحزم في 26 مارس 2015 سقط المئات من القيادات الميدانية للمليشيات الإيرانية، تحت وقع غارات التحالف وضربات الجيش اليمني، وتخسر المليشيات شهرياً العديد من قادتها ولعل أبرزهم طه المداني الذي أعلن الحوثيون في بداية العام 2017 مقتله بعد أكثر من عام من مصرعه في معارك تحرير عدن.

ولا تقتصر خسارة المليشيات الحوثي لقياداتها على القتل، فقد تصاعدت الانسحابات من صفوف قوات ما كان يسمى بالحرس الجمهوري التي كانت تمثل رصيداً قتالياً للحوثيين، وتزايدت الانسحابات منذ مقتل الرئيس السابق صالح على أيدي الحوثيين في 4 ديسمبر 2014، وتوجه العديد من القيادات المنسحبة إلى محافظة مأرب بهدف الانضمام لقوات الشرعية، مما فاقم من الأوضاع الميدانية المتردية لميليشيات الحوثي في الجبهات الرئيسية.

 

اللجوء إلى القبائل

يستخدم الحوثي الترغيب والترهيب مع القبائل للزج بأبنائها إلى محرقته في محاولة لتسخيرهم لخدمة المشروع الإمامي، حيث يمارس الحوثيون ضغوطاً على مشايخ القبائل المحيطة بصنعاء والمحافظات الواقعة تحت سيطرتهم لاستمالة القبائل إلى صفوفهم، والدفع بأبنائهم للتجنيد في صفوف المليشيات.

ومع الرفض المتصاعد لهذا الإجراء اتخذ الحوثيون مزيداً من الخطوات لتقييد تحركات مشايخ القبائل والضغط عليهم لحشد المقاتلين للانضمام إلى صفوفهم التي تعاني من نقص حاد، كما ذكرت قناة العربية الأسبوع الماضي، حيث أعلن الحوثي عن إعادة تشكيل مصلحة شؤون القبائل، وتحويلها إلى هيئة تابعة للجماعة مرتبطة بمهدي المشاط، في سياق محاولة الجماعة السيطرة على المكونات القبلية وتسخير المشايخ لحشد المقاتلين.

وقبلها بأيام قليلة التقت قيادات حوثية بمشايخ القبائل بصورة سرية كلٍّ على حدة، وقدمت لهم عروضاً مغرية، كما مارست بحقهم أيضاً الترهيب بهدف استمالتهم بأي طريقة، وقدم الحوثيون إغراءات من قبيل مناصب عليا في الدولة، ورتبا عسكرية، وصرف سيارات وأسلحة.

 

إستراتيجية إيران

ويبدو واضحاً الدور المحوري لإيران وحزب الله في إسناد مليشيات الحوثي ومدها بوسائل الحياة رغم كل الهزائم والانتكاسات التي تعرضت لها، حيث يعمل خبراء إيرانيون ومن حزب الله مع الحوثيين منذ وقت طويل، في جانب التخطيط والمعلومات والتدريب وصناعة الألغام والمتفجرات، وهي إستراتيجية إيرانية أصبحت مكشوفة في اليمن.

ويعمل الخبراء الأجانب على تقديم كل ما من شأنه حشد المزيد من المقاتلين، تحت الترهيب والترغيب، والزج بهم في صفوف المليشيات، لتعويض النزيف الحاد في القيادات الميدانية.

ولم يجد أمين عام حزب الله في لبنان الممول إيرانياً غضاضة من المجاهرة بتدخله في اليمن الذي قال إنه يمثل الأولوية للحزب وللمنظومة الإيرانية، فيما بات واضحاً الدور الإشرافي للحزب على مليشيات الحوثي من خلال الدعم والتمويل، وهو الدور التخريبي والتدميري الذي تلعبه إيران في المنطقة العربية، من خلال دعم ميليشيات مسلحة، وإيجاد كيانات متمردة كأذرع لها.