السبت 27-04-2024 00:05:37 ص : 18 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

عصابات الحوثي تصنع الجوع وتقتل الجوعى

الأحد 07 أكتوبر-تشرين الأول 2018 الساعة 07 مساءً / الإصلاح نت – خاص/ عبدالله المنيفي

 


أعلنت مليشيا الحوثي في العاصمة صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرتها، حالة الطوارئ، ونشرت ترسانتها، لقمع انتفاضة الجياع، وسقط نتيجة ذلك أحد الشباب، بينما قامت فرق "الزينبيات" باعتداءات منظمة استهدفت مئات النساء المحتجات على تردي الأوضاع المعيشية.


وشهدت محافظات تسيطر عليها مليشيات الحوثي أمس السبت، موجة غضب عارمة وتحركات شعبية، وكانت صنعاء هي الأشد انتفاضة ضد مليشيات الحوثي، لا سيما جامعة صنعاء، التي أغلقتها المليشيات ونشرت الدبابات والمدرعات في محيطها إمعاناً في ترهيب المحتجين، كما نظمت المليشيات الانقلابية عروضاً عسكرية لفرقها الخاصة المتخصصة في قمع المتظاهرين، بعد أن أغلقت شوارع العاصمة الرئيسية.
وجابت مجاميع نسائية مسلحة ممن يطلق عليهن التسمية العنصرية "زينبيات" الشوارع يلوحن في وجه النساء بالعصي والهراوات، حيث كان ميدان التحرير يستقبل نساء صنعاء، التي أسمين احتجاجاتهن بـ "انتفاضة الجوعى" في الوقت الذي صنعت المليشيات حواجز التفتيش ومارست الاعتقالات بحق العشرات من النساء والرجال.



اعتداءات والضحية فتيات
وأقدمت مليشيات الحوثي على الاعتداء على المحتجين داخل حرم جامعة صنعاء، صباح السبت، وقامت بضرب وطعن عدد منهم، كان أحدهم حارس كلية الاعلام بالجامعة الذي فارق الحياة في المساء متأثراً بإصابته البليغة التي نُقل على اثرها إلى المستشفى إثر تعرضه لطعنات من قبل مسلحين حوثيين في الجامعة.


وقال مصدر طلابي، إن مليشيات الحوثي أثناء تواجدها لتفريق التظاهرات النسائية داخل حرم جامعة صنعاء اعتدت على حارس كلية الإعلام "سامي المسوري" وسدد مسلحون حوثيون عدة طعنات في جسده بعد شجارات واشتباك بالأيدي،
بينما انتشر على نطاق واسع مقطع فيديو لمحتجات مختطفات على متن باص لمليشيات الحوثي، وظهرت فيه "آزال علي" وهي طالبة في كلية الشريعة بجامعة صنعاء، تتحدث بعد الاعتداء عليها والدماء تسيل من رأسها على وجهها، وقامت المليشيات بنقلها مع العديد من الفتيات إلى أقسام الشرطة، بتهمة القيام بتنظيم مسيرة سلمية للتعبير عن معاناة الجياع في اليمن في ظاهرة غريبة على أعراف الشعب اليمني.

 


اختطاف الفتيات
وقال شهود عيان إن المليشيات الحوثية اعتدت بالضرب المبرح على طالبات جامعة صنعاء، بينما قالت "آزال" إن زميلاتها شفاء بغداد شيماء تعرضن للضرب بعنف بحرم كلية الشريعة والقانون بجامعة صنعاء وصعقهن بالكهرباء ما أدى إلى إصابات دامية في الرأس.
ومساء السبت قالت مصادر رصدت الأحداث أن 80 فتاة اختطفتهن مليشيات الحوثي صباحا وتم نقلهن إلى معتقلات في إدارة أمن مديرية التحرير وقسم العلفي وقسم الجديري، تم اطلاق عدد منهن في المساء، بينما لا تزال البقية رهن الاعتقال.
ولم تتوقف اعتداءات مليشيات الحوثي عند هذا الحد، بل وصلت إلى قيام العشرات من "زينبيات" المليشيات باقتحام سكن طالبات جامعة صنعاء في وقت متأخر من مساء السبت، وعبثن بمحتويات وأغراض الطالبات بصورة همجية وتعسفية، في الوقت الذي كان يعتصم فيه أولياء أمور وأقارب الطالبات أمام أقسام الشرطة، للمطالبة بأطلاقهن.



رعب واستنفار
وكان سبق "ثورة الجوعى" استنفار أمني كبير من مسلحي مليشيات الحوثي حسبما أفادت وكالة الأنباء الألمانية، التي قالت إن الحوثيين نشروا مسلحيهم ودورياتهم العسكرية بشكل مكثف في معظم شوارع صنعاء، مع نشر نقاط تفتيش أمنية، إلى جانب الزينبيات (كتائب الحوثي النسائية).


بينما نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن موظف حكومي في صنعاء، إنه شاهد قوات حوثية تطوّق ميدان التحرير وسط العاصمة بالمدرعات المسنودة بفرق "الزينبيات"، وذلك بعد الدعوات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لإطلاق "ثورة الجياع" ضد الانقلاب، دعا لها ناشطون وناشطات احتجاجاً على ما وصلت إليه البلاد من دمار اقتصادي وانهيار للعملة الوطنية وارتفاع جنوني للأسعار وفلتان أمني، وبات شبح المجاعة واقعاً محققاً، وهو ما دفع المليشيات إلى تشديد الإجراءات الأمنية وتكثيف حملات التفتيش لمنع المواطنين من السير باتجاه ميدان التحرير وسط صنعاء.


وأكدت وكالة "رويترز" عن مصادر في صنعاء، اعتقال الحوثيين عشرات الأشخاص، بينما أفاد شهود بأن الجماعة الحوثية سارعت عشية المظاهرة التي دعا إليها ناشطون وناشطات في صنعاء إلى إغلاق الشوارع الرئيسة، كما استنفرت كل عناصرها في أحياء صنعاء، ما عكس مدى الرعب الذي وصلت إليه عصابات الحوثية من ثورة عارمة، في ظل الرفض الشعبي لها، ونظراً لما مارسته من جرائم وانتهاكات بحق اليمنيين.
وتداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي وبشكل واسع، صوراً لاحتجاجات الجوعى، وأخرى لفرق القمع النسائية الحوثي تجوب الشوارع وتعتدي على المارة، ولفرق أمنية تتبع المليشيات الحوثية الانقلابية، وهي تتمترس بمحيط جامعة صنعاء، وأخرى تنظم عرضاً عسكرياً داخل الجامعة، مستفزة بذلك آلاف الطلاب.


ولم تكن محافظة إب "وسط اليمن" بمنأى عن "ثورة الجوعى" ولا عن انتهاكات مليشيات الحوثي بحق من أخرجهم شبح الجوع المصنوع حوثياً، فقد اعتدت الميليشيا الحوثية على وقفة احتجاجية نسائية أمام بوابة جامعة إب خرجت للتنديد بانهيار العملة وتردي الأوضاع المعيشية، وقال طلاباً بالجامعة إن النساء تعرضن للضرب ومصادرة هواتفهن واللافتات، دون أن تنجح هذه الممارسات في إيقاف هذه الاحتجاجات النسائية التي وصلت إلى أمام مبنى السلطة المحلية رغم الممارسات القمعية التي واجهتها.



جوع يقابله تحذيرات وشتائم
ولم تكن الدعوة التي وجهها ناشطون وناشطات في العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى للخروج إلى انتفاضة ترفاً، ولكنها جاءت بعد أن بلغت الأوضاع المعيشية مستويات متردية جراء فساد المليشيات، ونهبها موارد المؤسسات، وتسببها في تهاوي سعر العملة المحلية وارتفاع الأسعار إلى أكثر من الضعفين وبخاصة أسعار السلع الأساسية والوقود، فضلاً عن نهبها لمرتبات موظفي الدولة.


وظهر رعب الحوثيين جلياً منذ اللحظات الأولى للدعوة إلى هذه الاحتجاجات، حيث استنفر الحوثي مليشياته وعناصره، وخرجت قيادات حوثية بحملات تحذيرية على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد تداول الناشطون مقطع فيديو لقيادي في الجماعة الانقلابية، يحذر فيه اليمنيين والنساء تحديداً من المشاركة في الاحتجاجات السلمية، وتضمن التحذير شتائم مقذعة والفاظاً نابية للنساء اليمنيات، ما اعتبر استفزازاً للمجتمع اليمني وانتهاكاً صارخاً لأعرافه وتقاليده.