الجمعة 26-04-2024 22:17:41 م : 17 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

حقائق لأول مرة

ذمار .. كارثة اقتصادية محققة

الأربعاء 21 فبراير-شباط 2018 الساعة 04 مساءً / الإصلاح نت - متابعات / ياسر ضبر

   

منذ أكثر من ثلاثة أعوام ومحافظة ذمار ترزح تحت وطأة احتلال المليشيات الحوثية الإيرانية ، التي تمعن كل يوم بجرئمها المختلفة بحق أبناء المحافظة ، الذي تزداد يوماً بعد يوم ، متفاقمة معها اوضاع المواطنين ومتزايدة معاناتهم ، جراء غياب الخدمات الضرورية في لحياة العامة ، وانقطاع المرتبات وشحة مصادر الدخل لديهم ، وتجريف المليشيات للحياة العامة.

 

المستوى الاقتصادي والمعيشي:
يعاني أبناء المحافظة من انقطاع مرتبات الموظفين المدنيين والعسكريين للشهر الخامس عشر على التوالي ، متسببة هذه المشكلة بفقدان مصادر الدخل لكل منتسبي الجيش والأمن وموظفي القطاعات الحكومية المختلفة. ويمثل أعداد منتسي الجيش والأمن من ابناء محافظة ذمار مايقارب منتصف تعدادها السكاني من الذكور ، وتتصدر مديريات ضوران وجبل الشرق والمنار المنظوية تحت لواء"آنس" صدارة منتسبي ابنائها للأجهزة الأمنية والعسكرية ، بينما يمثل موظفي القطاعات الحكومية في المحافظة النسبة الأقل عدداً من الأجهزة الأمنية والعسكرية ، والذي أصبح كليهما يشكل بطالة ومستوياتهم المعيشية تحت خط الفقر ، الأمر الذي دفع معظمهم إلى الانخراط في صفوف جماعة الحوثي ، بحثاً عن لقمة العيش ، وتمثل نسبة الانضمام للشرعية والالتحاق بصفوها في مختلف المحافظات المحررة النسبة الأقل ، نتيجة القبضة الأمنية المشددة من قبل ميليشيات الحوثي في المحافظة والملاحقات والمضايقات التي يتعرض لها كل من التحق بصفوف الشرعية ، إضافة إلى عدم انتظام مرتبات الجيش الوطني ، وانقطاعها لعدة شهور.

 

بينما لجأ اغلب موظفي القطاعات الحكومية واساتذة الجامعات إلى الحرف اليدوية كالدكتور "فؤاد جعدان" الأكاديمي في كلية اللغات بجامعة ذمار ، والذي تحول من استاذ جامعي يحمل حقيبته الخاصة ، المملوءة بالمذكرات والمدونات العلمية ، إلى عامل بسيط يبيع الذرة الشامية على عربيته التي يتجول بها في شوارع وازقة مدينة ذمار ، في مهنة جديدة فُرضة علية نتيجة وضعه المعيشي ، وانقطاع مرتبة ، وآخرون لجئوا إلى مزاولة بعض المهن الحرفية والشاقة كأعمال البناء والزراعة والاتجار بشجرة القات.

 

ويتعرض التجار من ابناء المحافظة إلى ابتزاز متواصل وفرض اتاوات مالية كبيرة ، تفرضها عليهم عناصر المليشيات بقوة السلاح ، اضافة إلى ما تتعرض له البضائع التجارية من إخضاع للفحص والتدقيق والتثمين على مداخل المحافظة ،وفرض جمارك جديدة عليها تصل نسبتها إلى 100% ، مما ادى إلى ارتفاع جنوني للأسعار ، فقد معها المستهلك قدرته الشرائية ، وافلاس بعض تجار المحافظة.

 

الأوضاع الصحية:
لا يقل مأساة الوضع الصحي في المحافظة عن غيره من المستويات المعيشية ، وذلك لتردي الخدمات الطبية وتدهور وضع المستشفيات الحكومية بسبب نهب ميليشيات الحوثي لميزانياتها ، والمساعدات الطبية المقدمة لها، وتحويلها الى صالح "مجهودهم الحربي" وقد أطلق في مطلع العام الجاري كلاً من مستشفى الوحدة التعليمي ، ومركز الغسيل الكلوي بهيئة مستشفى ذمار العام ، نداءات استغاثة الى وزارة الصحة ، والمنظمات الإنسانية والإغاثية لتوفير ابسط المستلزمات الضرورية ، بما يمكنهما من الاستمرار في تقديم الخدمات الطبية وانقاذ حياة المرضى.

 

ومطالبين ميليشيات الحوثي بالتوقف عن نهب ومصادرة مخصصات المستشفيات الحكومية ، والمساعدات الطبية المقدمة من المنظمات الإنسانية والإغاثية المقدمة لأبناء المحافظة.

 

فيما المستشفيات الخاصة والتي تعتبر أفضل حالا من المستشفيات الحكومية في تقديم الرعاية الطبية لأبناء المحافظة ، إلى أنها تتعرض لابتزاز ممنهج من قبل ميليشيات الحوثي وفرض اتاوات ومبالغ مالية كبيرة تحت مسمى "المجهود الحربي" ، والذي بدورها تؤدي الى ارتفاع تكلفة الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين ، مما يؤدي إلى حرمانهم منها ، ورضوخهم تحت سطوة الأمراض المختلفة ، التي قد تتسبب بعضها بالوفاة.

  

الوضع التعليمي:
تشهد العملية التعليمية بالمحافظة تدهوراً كبيراً وحرمان عشرات الالاف من الطلاب والطالبات من التعليم نتيجة تسيب المدرسين من المدارس بسبب توقف رواتبهم ، فيما تستغل ميليشيات الحوثي هذا التسيب والفراغ لدى الطلاب ، وتقوم باستقطابهم للتجنيد في صفوفها والزج بهم في جبهات القتال ، وما تبقى من العملية التعليمية خصوصاً في المدارس الواقعة في مركز المديريات او عاصمة المحافظة تعمل المليشيات الى على توظيفها تحريفها بما يتطابق مع أهواء وتوجهات الجماعة ، وإلزام المدرسين والمدرسات بتدريس المناهج الذي ادخلت عليهن تعديلات طائفية ومذهبية متطرفة ، ومن خالف يتعرض للطرد والإهانة من قبل عناصر المليشيات ، كما حدث في مدرسة بلقيس للبنات وسط مدينة ذمار ، والذي أقدمت مديرة المدرسة المعينة من قبل ميليشيات الحوثي "امة القدوس الغرباني" قامت بطرد مدرسات المادة الإسلامية بالمدرسة واستبدالهن "بزينبيات" يقومن بنشر الأفكار الطائفية الحوثية الإيرانية المتطرفة ، ف"نهلة الخوجة" إحدى "الزينبيات" الذي تم فرضهن من قبل مدير مكتب التربية والتعليم بالمدينة "عبد الكريم الحبسي" على مدرسة بلقيس للبنات ، كغيرها من " الزينبيات" التي فرضهن على مدارس البنات في المحافظة ، واعتماد لهن حصص دراسية بالمدرسة تحت مسمى "التعبئة العامة" ، والذي أثار تقديمها لشرح سورة "الكوثر" جدلاً كبيراً في الأوساط التعليمية ، الذي ذكرت فيه أن سورة "الكوثر" المقصود بها هي " فاطمة " البتول الزهراء وليس نهراً في الجنة كما هو ثابت في تفاسير القران الكريم.

 

فيما حولات المليشيات الحوثية بعض المدارس الحكومية بالمحافظة إلى إمكان استقطاب وتجنيد الفتيات ، كمدرسة "حفصة للبنات" بمدينة ذمار التي حولتها إلى معسكر خصصته ، "للزينبيات" التي تقوم باستقطابهن للتجنيد في صفوفها من مختلف مديريات ومناطق المحافظة وإقامة لهن دورات تثقيفية طائفية متطرفة ، ودورات تدريبية على مختلف أنواع الأسلحة .

  

الاوضاع الامنية:
تشهد محافظة ذمار الذي يسيطر عليها ميليشيات الحوثي ، انفلات أمني كبير ، وارتفاع منسوب ارتكاب الجريمة ، وانتشار ظاهرة السرقات والسطو بقوة السلاح من قبل نافذين في ميليشيات الحوثي على أموال وممتلكات عامة و خاصة تابعة للمواطنين.

 

فيما تشهد المحافظة حالة قمع واختطافات واخفائات قسرية متواصلة من قبل ميليشيات الحوثي ، والحاق الاذاء النفسي والمادي بالأهالي ، فيما يكون سبب الاختطافات أو الاخفاءات القسرية في الغالب ابتزازات مالية ، تجنيها قيادات وعناصر ميليشيات الحوثي من ذوي واهالي الضحايا .

 

وأصبح الاتجار بالمعتقلين الى حد إطلاق معتقلين متهمين بالسرقات والقتل وغيرها من الجنيات مقابل دفع مبالغ مالية لقيادات حوثية ، او كون الجاني ينتمي لأسرة هاشمية "قنديل" ، ف"محمد احمد العرقبان" الصادر بحقه حكم قضائي بالإعدام من محكمة ونيابة جبن الابتدائية بالضالع ، بتهمة القتل ، والذي كان مسجون في السجن المركزي بذمار ، تم تهريبه من السجن بواسطة مدير أمن محافظة ذمار المعين من قبل ميليشيا الحوثي " احمد الادريسي".

 

النازحين :
تسببت ملاحقات ومضايقات ميليشيات الحوثي وارتكابها ابشع الجرائم مثل القتل – الاختطاف والتعذيب – الاخفاء القسري – نهب الممتلكات – تفجير المنازل ، وغيرها من الاعمال الاجرامية بحق كل من يخالفها الرأي ، إلى موجة نزوح كبيرة إلى اغلب المحافظات التي تقع تحت سلطة الشرعية.

 

وتعتبر محافظة مارب من اكبر المحافظات الذي استقبلت النازحين من ابناء محافظة ذمار ، يتواجد فيها حالياً ما يقارب (1000)أسرة نازحة من ابناء المحافظة ، مقسمة على ثلاثة مخيمات نزوح بمدينة مارب وتعاني اوضاع انسانية صعبة ، وانعدام المقومات الاساسية للحياة ، ومعرضة للأمراض والاوبئة وسواء التغذية ، وبحاجة ماسة إلى تدخل انساني عاجل لتوفير المواد الغذائية والايوائية لهم.

 

وتسير المليشيات بالمحافظة إلى المجهول ، في ظل تزايد حالات الانتحار في أوساط المواطنين نتيجة تردي أوضاعهم المعيشية ، وانعدام فرص العمل ، وارتفاع الاسعار والانقطاع المتواصل للمرتبات ، وتدهور الخدمات الصحية والتعليمية ، والارتفاع الجنوني للمشتقات النفطية ، وارتفاع معدلات السرقة والسطو على ممتلكات المواطنيين من قبل نافذين في صفوف المليشيات ، فيما تقارير صادرة عن منظمات حقوقية وانسانية في المحافظة تشير إلى كارثة انسانية يعاني منها ابناء المحافظة ، تتطلب إلى تدخل انساني عاجل من قبل كل المنظمات التي تعمل في المجال الإنساني والاغاثي.