الإثنين 29-04-2024 11:54:21 ص : 20 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

تفجير منازل رداع على سكانها.. الصورة الأوضح للإرهاب الحوثي الإمامي المتوارث

الخميس 21 مارس - آذار 2024 الساعة 03 صباحاً / الإصلاح نت - خاص

 

بينما كانت مليشيا الحوثي منهمكة في تحسين وجهها القبيح، وفكرها والسلوك المشين المبني على ذلك الفكر، والذي دأبت عليه منذ خروجها من كهوف الظلام، وتحاول جاهدة تجميل صورتها أمام الشعب اليمني الذي اختبرها، والعالم العربي والإسلامي، تبخرت كل تلك الجهود الخادعة وظهرت الجماعة العنصرية على حقيقتها في لحظات.

فبعد نحو عقدين من المتاجرة الكاذبة بالقضية الفلسطينية والعداء لإسرائيل، وستة أشهر من المغامرات الطائشة في البحر الأحمر، والتحركات المخاتلة تحت عنوان الانتصار لغزة التي تتعرض للعدوان الإسرائيلي، سقط قناع المليشيات الحوثية بالإقدام على السلوك الإجرامي الذي تطبعت عليه، وبان للعالم أن تفجير منازل السكان في مدينة رداع بمحافظة البيضاء، هو الصورة الأوضح للمليشيا الحوثية.

 

هولوكوست رداع
ففي يوم 19 مارس 2024، وهو واحد من أيام شهر رمضان، أقدمت مليشيا الحوثي على ارتكاب المجزرة المروعة بتفخيخ منازل مواطنين في حارة الحفرة بمدينة رداع، بمحافظة البيضاء (وسط البلاد)، بعبوات ناسفة شديدة الانفجار، وتفجيرها على رؤوس ساكنيها، الذين قضى منهم 17 فرداً تحت الأنقاض، 9 أفراد منهم من أسرة واحدة، وخمسة من المهمشين، وإصابة ما يزيد على 15 آخرين بجروح متنوعة، بينما أكدت المصادر أن المهمشين قضوا إثر استهداف مليشيا الحوثي للمسعفين بقذيفة آر بي جي، سقطت على مسكنهم (الشعبي)، قرب المنازل التي تم تفجيرها في الحي ذاته.

النكبة التي حلت بمنزل المواطن محمد سعد الريمي وجيرانه، وغالبية الضحايا من الأطفال والنساء، في رداع، لم تكن إلا الحلقة الأخيرة في سلسلة الإجرام الحوثية التي بدأت في العام 2004 من مديرية مران بمحافظة صعدة.

استقدمت مليشيا الحوثي قوات خاصة من العاصمة المختطفة صنعاء، وحاصرت منازل آل ناقوس والزيلعي وسط رداع، وهندست الألغام ومعدات التفجير بعناية، وفجرت العبوات الناسفة لتنهار البيوت على رؤوس أصحابها، بالتزامن مع عدوان صهيوني مماثل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، لا يختلف عن مجازر الحوثي إلا في امتلاك القوة واستخدامها، ثم راحت مليشيا الحوثي لتدعي ولأول مرة تحت ضغط الغضب الشعبي العارم أن ما جرى تصرف فردي، الأمر الذي أثار سخرية الشارع اليمني، الذي رأى أن الكذب هو سلوك حوثي فريد.
وقد تداولت وسائل الإعلام وناشطون على منصات التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو مروعة، للجريمة البشعة عكست دموية العصابة الحوثية، التي تكونت ونشأت على أساس من العنف والإرهاب المستند إلى الفكر الإمامي العنصري.

 

بعض من المشاهد الوحشية
بدأت المليشيا الحوثية مسيرة تفجير منازل اليمنيين حقداً وانتقاماً، منذ أول تمرد لها في خريف 2004، واستمرت في هذا السلوك الإرهابي العدواني المتأصل في فكرها، غير أنها ضاعفت من وتيرة إجرامها تجاه منازل اليمنيين منذ سيطرتها على مدينة صعدة ففجرت العديد من المنازل والمباني.
وفي صورة إرهابية مرعبة لواحدة من هذه الجرائم، أقدمت المليشيا الحوثية، في 20 مارس 2011، على تلغيم منزل علي محمد الحبيشي والذي يقع جوار باب اليمن في مديرية صعدة ومن ثم تفجيره رغم وجود عدد من أفراد الأسرة بداخله وهم 13 شخصا توفي منهم 11، ونجا ثلاثة كانوا خارج المنزل.

ولعل الهولوكوست الذي ارتكبته مليشيا الحوثي بتفجير 14 منزلا في منطقة مدرات غرب مدينة تعز خلال أسبوع، في نهاية ديسمبر 2020، كان الأكثر توحشاً ودموية، وذلك بعد عملية طرد وتهجير للعوائل والسكان، منها 7 منازل فجرتها الميليشيا الحوثية في يوم واحد.
واستمرت مسيرة التفجيرات الحوثية لمنازل اليمنيين مع عبور الجائحة العنصرية واجتياحها للمحافظات وإسقاطها للدولة، وحتى وصولها إلى عدن، حيث تركت في ثغر اليمن الباسم، بصمات الفكر الإمامي الرسي، وما تحمله ملازم مؤسس الجماعة حسين الحوثي، من فكر إرهابي، ففجرت المنازل في عدن، قبل أن تتحرر المدينة من المليشيا في يوليو 2015.

 

تفجير منازل اليمنيين في أرقام
لا تزال صورة الطفل أسامة بدير (12 عاما) ماثلة أمام اليمنيين، وهو ابن مدينة يريم بمحافظة إب، الذي فجر الحوثيين منزلهم وقتلوا 9 من أفراد أسرته في شهر رمضان كذلك من العام 2014، ومن ثم فخخوا جثته في مشهد إرهابي يشهد على تفوق المليشيا السلالية في الإرهاب كماً وأسلوباً.
ومرت مسيرة الحوثي على أنقاض منازل أبناء اليمن في محافظات عمران وصنعاء وذمار وغيرها من المحافظات، بينما عناصرها يوثقون هذا الفعل الإرهابي، فهم يرونه أسلوباً ناجعاً لإخضاع المجتمع اليمني الرافض للمشروع الحوثي الإيراني.

ولم تتوقف مسيرة الحوثي في تفجير منازل اليمنيين إلى اليوم، فقبل أشهر فجرت مليشيا الحوثي منازل مواطنين جنوبي وغربي محافظة مأرب.
وحسب الإحصائيات التي صدرت العام الماضي، فإن مليشيا الحوثي فجرت نحو 1000 منزل، تصدرت محافظة البيضاء مقدمة المحافظات المستهدفة بالإرهاب الحوثي بعدد بما يزيد على 120 منزلاً، تلتها تعز بعدد 115 منزلاً، ثم الجوف بعدد 76، وصعدة 73، فيما توزعت بقية الأرقام على المحافظات التي وصلتها الجائحة الحوثية، أو التي لا تزال تسيطر عليها.
وهذه الإحصائيات لا تشمل المباني العامة من دور تعليم وعبادة، ومؤسسات خاصة وعامة، كانت هدفاً للمسيرة التفجيرية.

 

منهجية متوارثة
ويعتبر هدم المنازل واحدة من الجرائم التي عرفت بها مليشيا الحوثي المتمردة منذ انقلابها، حيث دأبت على الهدم والتفجير بطريقة مروعة، كنوع من سياسة العقاب التي تنتهجها المليشيا بحق المجتمع والمعارضين لسياستها.

وقد اعتمد الحوثيون هذه السياسة كإرهاب للخصوم وبث الرعب في المجتمع ورسالة تخويف له من معارضة المليشيا أو الخروج على سياستها.
وبات معروفاً أن جرائم التفجير لدى مليشيا الحوثي (أحد أذرع الحرس الثوري الإيراني) سياسةٌ عليا لها وحداتها المُدرّبة وإدارتها المُشرفة وخبراؤها المُتخصصون والمرتبطون بشكلٍ مباشرٍ بأعلى الهيئات الأمنية والاستخباراتية.

وتعتبر جريمة هدم المنازل منهجية إمامية متبعة منذ عهد الهادي الرسي، ومن بعده من كهنة الإمامة، التي انتهجت عمليات الهدم والتدمير للمنازل والحرق للمزارع والقتل الجماعي البشع ونهب الممتلكات التي شرعنتها لدرجة هدمها لمنازل قرى ومدن كاملة، كما تحكي كتب التاريخ، وأحياناً وفق شهادات مؤرخي المشروع الإمامي أنفسهم الذين تباهوا بهذه الأعمال الإرهابية واعتبروها من صلب مشروعهم العنصري.

ومضى أئمة الطغيان والجور في أفعالهم القبيحة بهدم المنازل، حتى أحمد حميد الدين، الذي أمر جلاوزته بهدم منزل الشاعر زيد الموشكي، فوثق مسيرة الدم والهدم الإمامية بقصيدة أرخت لنهاية الحكم الإمامي السلالي، وتحرر اليمنيين بثورة 26 سبتمبر.

ويمضي الحوثي على خطى أسلافه، لكن في عصر الفضاء المفتوح، ليرتكب أبشع صور جرائم الحرب ضد الشعب اليمني الرافض لمشروعه الظلامي، غير أن اليمنيين هذه المرة هم أكثر وعياً وإصراراً على الصمود وعدم إفلات المجرمين من العقاب، وهذا ما أبان عنه الغضب الشعبي العام والرفض الكبير لمخلفات الإمامة.

كلمات دالّة

#اليمن #رداع