الإثنين 29-04-2024 11:40:04 ص : 20 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

عصابة تضع يديها على جيوب الآخرين وتخاف من ظلِّها

 لماذا تلجأ مليشيات الانقلاب بالمحويت إلى الاختطافات؟

الثلاثاء 31 أكتوبر-تشرين الأول 2017 الساعة 09 مساءً / الإصلاح نت - مركز المحويت الاعلامي

     

أنْ تكُون تاجرًا في عهد الانقلاب فحظُّك سيئ .. يقبع التاجر في بقالته متأملاً بضاعته التي لم تعُد تعرف النماء.. الأرباح الطفيفة التي يتحصَّلها شهريًا تلتهمها المناسبات التي يُلبسها الحوثيون رداءً دينيًا ووطنيًا زائفًا ويتفنن المشرفون بانتقاء أسماء براقة وطنّانة لها.

 بين الفينة والأخرى تأتيه القسائم المختلفة من مشرفي المليشيات تُطالبه بدعم (ذكرى النكبة، ودعم البنك، وذكرى المولد النبوي، والغدير، والولاية، وعاشوراء، وذكرى الشهيد، وذكرى استشهاد الإمام علي والحسين وزيد ومناسبات أخرى لا تنتهي!

كل يوم يتكوَّم التاجر أمام البضاعة وهو يلاحظ إحجام الناس عن الشراء بشكل غير مسبوق؛ لتدهور الوضع المعيشي، ووحده المشرف من يتردَّد على الدوام إلى المحال التجارية ويحلّ ككابوس يلاحق التاجر في صحوه ونومه! 

للقسيمة الحوثية مفعول مخيف يُقلِّبها التاجر بين يديه، فيما دقَّات قلبه تكاد أنْ تتوقَّف خشية أنْ يستيقظ ذات يوم ليجد ذاته مُفلسًا.

قبل أيام رفض تاجر الدواجن في الضلاع الأعلى شبام عبدالله شوارب أنْ يعطي مشرف المنطقة ابو صالح بالآجل (البيع دَينًا) بعد تجارب مريرة من تراكم الديون وتنصُّل المشرف عن الوفاء والسداد!

أصبح الرجل عُرضةً للاختطاف، كان المشرف قد احتاط بالعثور على دليل أو مُبِّرر ظنَّه منطقيًا وكافيًا لإقناع الناس بمُسوِّغ الاختطاف .. كانت التهمة المفترضة أن الصورة الشخصية التي اتخذها التاجر خلفيةً لحسابه على الواتس اب هي لأحد شهداء الجيش الوطني من ابناء منطقته.

تجمَّع الحاضرون وحالوا دون اختطاف التاجر شوارب، وأقنعوا المُشرف بأن هذا المبرر واهٍ وغير منطقي ولا مقنع لاختطاف الرجل ظلمًا.

لم تمرّ سوى ايامٍ معدودات حتى تم اختطاف التاجر؛ لكنه يذهب هذه المرة إلى مقر نادي السبعين ببيت مليك التي تتخذه المليشيات مقرًا لها بتهمة التحريض وزعزعة الاستقرار.

لم يَعدَم التاجر متعاطفين خصوصًا أن جميع أبناء المنطقة يعرفون سلوك المُشرف الابتزازي المُتعجرف، ذهب عُقَّال ووجهاء مع أمَ السجين إلى شيخ المنطقة للتوسُّط لدى المليشيات بالإفراج عنه، وهو ما أثمر بالفعل وتم الافراج عن المختطف، في حين ما يزال المشرف يحتجز جوَّال المختطف ويُطالب بفدية مالية قدرها (10,000) ريال مقابل الإفراج عنه تحت مسمى ( الحقّ العام) !!

 

التهديد بالخطف

التجار والمستثمرون هم من بين أكثر الفئات كُرهًا للمشروع الحوثي اللصوصي؛ فهم الأكثر عُرضة للابتزاز والتهديد والإفلاس؛ تنظر المليشيا إلى أن التاجر هو الحمار القصير الذي تفزع إليه كلما همَّت بإقامة فعالية او تمويل جبهة أو توفير النفقات المالية الشخصية للأفراد ومقرات التواجد. 

تصل إلى أصحاب المحلات التجارية بين الفترة والأخرى قسائم مختلفة تطالب التجار بالدعم المالي تحت مسمى ( نظافة مدينة، رسوم تحسين، ضرائب وبلدية، دعم المجهود الحربي، دعم ذكرى المولد النبوي وغيرها من المسميات).

وتفرض المليشيات رسومًا متفاوتة على أصحاب البسطات، والمحلات التجارية، ويضطر التجار إلى دفع هذه الجبايات هربًا من السجن والخطف، وحتى لا يتم التنكيل بأُسَرهم، حتى أن المشرفين يأخذون منهم بضائع وسُلَع إلى جانب الرسوم المالية.

ففي أحد الأسواق بمديرية الخبت هدَّد المندوب الحوثي أحد التجار إذا لم يسلِّم هذه الرسوم؛ بالسجن بتهمة بيع بضائع منتهية الصلاحية. وقبل أسابيع خيَّر مشرفو المليشيات التجار في أحد الأسواق بمنطقة الكدن – وبعضهم من ملحان – بين السجن او دفع رسوم باهظة؛ بدعوى ان السوق هو حق بيت الإمام وأنه أحد ممتلكات الإمام يحيى حميد الدين!

 

دوافع الخطف

تقف وراء الاختطافات دوافع مختلفة ، وأبرزها الدوافع السياسية؛ فكل من يناوئ الانقلاب ولا يقر بأفضلية السلالة لحكم اليمنيين، هو في نظرهم عدو محتمل، وبالتالي يجب استباحته ومصادرة حقوقه وصولاً إلى قتلة أو تشريده أو خطفه.

منذ الانقلاب عمَدَت المليشيات إلى الاستباحة والقمع والتنكيل ومصادرة الحريات والحقوق وفرض الرأي واللون الواحد وخنق السياسة والتعددية، والنظر إلى كل من يُعارض هذه السياسة كعدوّ ومصدر تهديد.

وعادة ما دأبَت المليشيات على تحريك حملات عسكرية كبيرة من أجل اختطاف فرد أو بضعة أفراد في انتهاج لسياسة الصدمة والرعب؛ غير أنَ وراء هذه الفاشية كانت تختبئ صورة أخرى للجماعة المرتعشة التي تلجأ لاختطاف مواطن بسبب منشور فيسبوكي، أو سجْن معلِّم لأنه تجرأ وسأل صالح الصماد في إحدى الفعاليات - المقامة بالمحافظة - عن مصير مرتبات الموظفين الموقفة منذ عام!

وثمة دوافع اخرى وراء الخطف منها اقتصادية مادية كمصدر للاستثمار من خلال طلب مبالغ كبيرة كفدىً مالية، أو دوافع شخصية من أجل الاثراء الشخصي أو لتوفير النفقات المالية لعناصر المليشيا، و دوافع عنصرية لدرجة أنها طالت بعض المتحوثين والانقلابيين من خارج السلالة.

 

من عجائب الاختطافات

 

أطلقت مليشيات الانقلاب يدها للاختطافات لأتفه الأسباب، ومن غرائب دوافع الاختطافات التي مارستها المليشيا خلال الفترة الماضية:

- نائب مدير تربية المحافظة الحوثي يسجن أحد المعلمين بملحان؛ لعدم ترديد الصرخة في اللقاء التربوي الموسع المنعقد بالمديرية

- اختطاف مواطنَين من ملحان بتهمة متابعة القنوات التلفزيونية التابعة للشرعية.

- اختطاف عقيد مؤتمري في شبام لرفضه ترديد الصرخة عقب خطبة الجمعة في الجامع الكبير بالمدينة.

- استجواب مواطن في بني سعد للتحقيق بتهمة التواصل مع اخيه المتواجد في مارب.

- اختطاف مواطنين في حفاش؛ بتهمة العثور على أوراق مُمزَّقة من ملازم الحوثي جوار منازلهم.

- اختطاف مواطن في إحدى نقاط ملحان وتغريمه مائة الف ريال؛ لاحتواء تلفونه على أناشيد للمقاومة.

- استجواب أكاديمي في حفاش للتحقيق بتهمة مطالبتهم بخفض الصوت أثناء ترديد الصرخة عقب خطبة جمعة.

- احتجاز موظف في إحدى المنظمات الاغاثية لرفضه تسليم كمية كبيرة من المعونات للمليشيا.

- سجن مواطن من حفاش بتهمة تسلُّم حوالة مالية من مارب واختطاف شيخ مؤتمري في ملحان بتهمة تسلُّم فلوس سعودي من أحد محلات الصرافة بصنعاء

- اختطاف مدير مدرسة (مؤتمري) بجبل المحويت بتهمة انتقاد عبدالملك الحوثي. 

- اختطاف موظف بمدينة المحويت؛ بسبب سؤال قدَّمه لصالح الصماد عن مصير رواتب الموظفين المتوقفة منذ أكثر من عام.

- اختطاف معلم بسبب خلاف بين زوجته مع احدى القياديات الحوثية.

- اختطاف أشخاص بالخبت وشبام بسبب منشورات على فيسبوك حمَّلوا فيها الحوثيين مسؤولية عدم صرف المرتبات.

- اختطاف 4 من شباب الرجم في منطقتهم بتهمة نواياهم بالذهاب إلى مارب.

- اختطاف أحد المعلمين بجبل المحويت بتهمة اقامة حفل تكريم حفاظ القرآن في أحد المساجد بعد صلاة المغرب.

- اختطاف مواطن عادي بالخبت بسبب بلاغ؛ على منشور فيسبوكي قديم في صفحة شقيق المختطف.

- اختطاف مُدرِّس من إحدى مدارس مدينة المحويت بعد نقاش مع احد زملائه حول الوضع العام والأحداث التي تشهدها البلاد.

- اختطاف 10 متحوِّثين من حفاش؛ وهم في نزهة في وادي سردد للاشتباه بأنّهم ذاهبون إلى الجبهات للقتال مع الشرعية.

 

* ختاما

 

ما سبق ليس سوى غيض من فيض السلوكيات التي تلجأ إليها المليشيات، ومن بينها الاختطافات التي يقف وراءها جملة من الدوافع السياسية التي تتمثل بعقلية الإقصاء والضيق من الآخر وخنق التعددية وادعاء احتكار الحق السلالي في حكم اليمنيين ودوافع اقتصادية كمصدر للاستثمار والحصول على الفدى المالية، وثمة دوافع أخرى شخصية ونفسية سيكولوجية حيث يغلب على أفراد المليشيا السلوك العصابي المافيوي.