الأحد 28-04-2024 12:59:32 م : 19 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

تخادم الإرهاب.. كيف تشكلت علاقات التعاون بين مليشيات الحوثي وتنظيم القاعدة؟

السبت 29 أغسطس-آب 2020 الساعة 09 مساءً / الإصلاح نت – خاص / عبد السلام الغضباني
 

لم تعد ظاهرة التوظيف السياسي للإرهاب تنطلي على أحد، بل فقد أصبحت من أكثر الظواهر المكشوفة في العالم كله، سواء لدى الحكومات أو الشعوب، خاصة في العالم العربي، غير أن مليشيات الحوثي ما زالت تواصل التوظيف السياسي للإرهاب بأسلوب بدائي ومكشوف، خاصة بعد العودة المشبوهة لتنظيم القاعدة في محافظة البيضاء وسط اليمن، وفي مناطق تسيطر عليها مليشيات الحوثي ذاتها، وهو ما يعني أن النشاط المفاجئ لتنظيم القاعدة هناك تم بضوء أخضر من المليشيات الحوثية، بغية توظيفه سياسيا، لتسويق نفسها أمام المجتمع الدولي بأنها شريك فاعل في مكافحة الإرهاب، والزعم بتحقيق انتصارات على الإرهاب بعد أن عاود تنظيم القاعدة ممارسة نشاطه.

بدأت مليشيات الحوثي بمحاولة تقديم نفسها للمجتمع الدولي كشريك فاعل في مكافحة الإرهاب منذ معارك محافظة عمران، عام 2014، وقبل دخولها العاصمة صنعاء والسيطرة عليها بتسهيل ودعم من قبل الرئيس السابق علي عبد الله صالح نكاية بخصومه السياسيين، حينها كانت أخبار سيطرة تنظيم "داعش" على مدن عراقية وسورية، وأخبار سيطرة مليشيات الحوثي على مدن يمنية، تتصدر اهتمامات وسائل الإعلام العربية والعالمية، ثم صنفت بعض الدول العربية، وفي مقدمتها السعودية، مليشيات الحوثي كجماعة إرهابية، وسط مطالبات من الحكومة اليمنية للولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي بتصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية.

كل ذلك جعل مليشيات الحوثي تعاني من عقدة التصاق تهمة الإرهاب بها، مما جعلها تتخبط في اتهام خصومها السياسيين بالإرهابيين تارة، والزعم بمحاربة جماعات إرهابية تارة أخرى، واصطناع انتصارات زائفة في هذا المضمار، وأحيانا تزعم أنها تكافح الإرهاب للتشويش وصرف أنظار المجتمع الدولي عن انقلابها على السلطة الشرعية، بينما هي في الحقيقة ورثت كل مساوئ نظام علي صالح، ومن بينها علاقته المعقدة بالتنظيمات الإرهابية، وتوظيفها سياسيا، سواء في خلافاته مع الخصوم السياسيين، أو في ابتزاز المجتمع الدولي.

 

- التوظيف السياسي للإرهاب

ارتبطت ظاهرة التوظيف السياسي للإرهاب في بعض الدول العربية بالعديد من الملفات المعقدة، خاصة ما يتعلق بظهور دعوات للتحول الديمقراطي وإعادة النظر في العلاقة مع بعض القوى الدولية المهيمنة في المنطقة، مما جعل المجتمع الدولي يتغاضى عن ظاهرة التوظيف السياسي للإرهاب في بعض البلدان العربية، بل فقد انخرطت حتى بعض القوى الدولية في ظاهرة التوظيف السياسي للإرهاب، وكان نظام علي صالح من أكثر الأنظمة العربية تلاعبا بالملف الأمني وبملف الإرهاب وتوظيفه سياسيا. وبما أن الأجهزة الأمنية التابعة لنظام علي صالح ورثتها مليشيات الحوثي، فقد ورثت مع ذلك كل مساوئ تلك الأجهزة، ويشمل ذلك العلاقات النفعية والاختراق المتبادل بينها وبين الجماعات الإرهابية.

بدأت علاقة نظام علي صالح مع تنظيم القاعدة بعد انتهاء الحرب الأفغانية السوفيتية، حينها رفضت الدول العربية استقبال المقاتلين من رعاياها العائدين من أفغانستان، المعروفين بـ"الأفغان العرب"، فاستقبل علي صالح جميع من رفضت حكومات بلدانهم استقبالهم، وسمح لبعضهم بتشكيل ما أطلق عليه "جيش عدن أبين الإسلامي"، والبعض الآخر تم استيعابهم ضمن الأجهزة الأمنية، بعدها حدث تواصل مباشر بين الرئيس علي صالح وزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، ووعد ابن لادن الرئيس صالح بتغطية العجز في موازنة الحكومة اليمنية مقابل السماح للتنظيم بمحاربة ما سماها "الشيوعية" في اليمن بعد محاربتها في أفغانستان، وقيل حينها إن أسامة بن لادن قال بعد هزيمة وانسحاب الاتحاد السوفيتي من أفغانستان: "لا بقيت إن بقيَ الحزب الاشتراكي في جنوب اليمن".

لم يُعرف فيما بعد ما الذي تم بين علي صالح وأسامة بن لادن، لكن ما حدث فعليا هو أن علي صالح كلف "الأفغان العرب" بمهمة الاغتيالات التي طالت عددا من قادة الحزب الاشتراكي بعد أن تصاعد الخلاف مع قادة الحزب على "كعكة" دولة الوحدة، ثم كلفهم، أي الأفغان العرب، بمهام عسكرية أثناء حرب صيف 1994 الأهلية، واستمر نشاط الجماعات الإرهابية بعد ذلك الوقت في الحد المسموح به، لابتزاز المجتمع الدولي واستجلاب الدعم منه من خلال إرسال الخبراء والمدربين لتشكيل وحدات عسكرية لمكافحة الإرهاب وتسليحها بأسلحة نوعية، فاستخدمها علي صالح كعصا يلوح بها في وجه خصومه السياسيين قبل أن يسلمها في نهاية المطاف لمليشيات الحوثيين، وتحولت قوات مكافحة الإرهاب ذاتها إلى مليشيات إرهابية قصفت المدن اليمنية ودمرت معالم بعضها، كما هو الحال في مدينة تعز.

تعاملت مليشيات الحوثي مع ملف الإرهاب وتوظيفه سياسيا كما كان يفعل نظام علي صالح تماما، حتى فيما يتعلق بالخلافات السياسية. فمثلا، بعد انتخابات 2006 الرئاسية، التي حشد فيها حزب الإصلاح جماهيره للتصويت لمرشح المعارضة فيصل بن شملان، رحمه الله، بدأ بعد ذلك نظام علي صالح باتهام الإصلاح بالإرهاب ويصفه بـ"طالبان اليمن" عبر وسائل إعلامه.

وكذلك الأمر بالنسبة لمليشيات الحوثيين، فبعد أن أبدى الإصلاح رفضه لمحاولاتها السيطرة على المدن بقوة السلاح والانقلاب على السلطة الشرعية، بدأت مليشيات الحوثي توجه تهمة الإرهاب لحزب الإصلاح، رغم أن الحزب هو الأكثر تضررا من الجماعات الإرهابية وفي مقدمتها جماعة الحوثي، حيث اغتيل بعض قياداته في تعز وذمار وعدن والضالع وغيرها، والبعض منهم اختطفوا وغيبوا في سجون سرية، والبعض تم استخدامهم كدروع بشرية من خلال سجنهم في مواقع عسكرية مستهدفة بقصف طائرات التحالف، بالإضافة إلى نهب وتفجير مقراته ومؤسساته الخيرية والتعليمية.

 

- اتهامات حكومية للحوثيين بالتنسيق مع القاعدة

توالت التأكيدات الحكومية بوجود علاقة تنسيق وتعاون بين مليشيات الحوثيين وتنظيم والقاعدة، بعد العودة المشبوهة للتنظيم في البيضاء، وإقدامه على إعدام وصلب طبيب الأسنان مطهر اليوسفي، ثم تفجير المركز الطبي الذي كان يعمل فيه، واعتزام التنظيم إعدام آخرين بتهمة التخابر مع الولايات المتحدة الأمريكية عن تحركات أعضاء وقيادات التنظيم.

فقد أكد رئيس الحكومة الشرعية معين عبد الملك وجود تنسيق وثيق وتخادم بين مليشيات الحوثي والتنظيمات الإرهابية، كما حدث في بعض مناطق البيضاء، واصفاً ذلك بـ"التطور الخطير" وبأنهما "وجهان لعملة واحدة، فالإرهاب يتغذى من استمرار الانقلاب".

وأوضح عبد الملك، خلال لقائه سفراء الدول الخمس دائمة العضوية لدى مجلس الأمن، أن عناصر القاعدة وداعش ظلت "تتحصن في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي"، مؤكداً أن الحكومة تضع في أولوياتها الحرب على الإرهاب بالتنسيق مع الشركاء في المجتمع الدولي ولن تتهاون في ذلك.

بدوره، أكد الناطق باسم الجيش الوطني العميد عبده مجلي، في تصريحات صحفية، وجود علاقة تنسيق وتكامل بين المليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها "داعش" و"القاعدة"، ومن ذلك فتح هذه التنظيمات الطرق أمام الحوثيين في البيضاء وتسهيل مرورهم.

واتهم مجلي الحوثيين بالتحدث عن معارك مع "القاعدة" و"داعش" لتسويق أنفسهم بأنهم يحاربون الإرهاب، ومحاولة لنفي علاقتهم بهذه التنظيمات الإرهابية، مؤكدا أن الحوثيين هم جماعة إرهابية متمردة تنسق وتعمل مع "داعش" و"القاعدة" لقتل الشعب اليمني.

وقال: "هناك تنسيق وتكامل وتبادل أدوار بين الحوثيين و(داعش) و(القاعدة) وعلاقة كبيرة بينهم، والدليل على ذلك قيام الحوثيين بإطلاق سراح عدد من معتقلي هذه الجماعات من السجون والمعتقلات، كما فتح (داعش) و(القاعدة) الطرقات أمام الحوثيين خلال معارك البيضاء وتسهيل مرورهم".

كما دحض وزير الإعلام اليمني في حكومة تصريف الأعمال معمر الإرياني مزاعم المليشيات الحوثية بخصوص خوضها مواجهات مع تنظيمي "القاعدة" و"داعش" في محافظة البيضاء، مؤكداً أن الجماعة الموالية لإيران تحاول مخادعة الرأي العام وتحسين صورتها خارجياً.

وقال الإرياني -في تصريحات نشرتها وكالة "سبأ" الرسمية- إن "حديث المليشيات الحوثية الانقلابية المدعومة من إيران عن مواجهات مع تنظيمي (القاعدة) و(داعش)، ومحاولة صناعة انتصارات إعلامية، هو خداع للرأي العام ومحاولة لتحسين صورتها خارجيا والتغطية على تنسيقها الميداني مع الجماعات الإرهابية برعاية إيرانية".

 

- تبادل أسرى بين الحوثيين والقاعدة

في 16 سبتمبر 2019، كشف مسؤول يمني عن تنفيذ عملية تبادل للأسرى بين مليشيات الحوثي ومسلحي "أنصار الشريعة" الفرع المحلي لتنظيم القاعدة والمصنف على قوائم الإرهاب العالمية.

وقال وكيل وزارة حقوق الإنسان اليمنية وعضو لجنة الأسرى الحكومية، ماجد فضائل، إن مليشيات الحوثي أتمت تبادل 115 أسيرا من الجانبين مع "أنصار الشريعة" في محافظة البيضاء.

وأوضح فضائل أن مليشيات الحوثي أطلقت 50 أسيرا من تنظيم القاعدة، مقابل 65 أسيرا أطلقهم تنظيم "أنصار الشريعة" الفرع المحلي لتنظيم القاعدة الإرهابي.

وأكد المسؤول اليمني أن "هذه هي الصفقة الخامسة بين القاعدة والحوثيين"، وقد "شملت إطلاق عناصر إرهابية نفذت عددا من العمليات الإرهابية في اليمن، وتقبع بالسجن المركزي في العاصمة صنعاء منذ 2013".

 

- فن صناعة الإرهاب

في بداية 2019، اتضحت بعض ملامح علاقة مليشيات الحوثي بالجماعات الإرهابية التي ظهرت في تعز وأثارت فيها الفوضى والاغتيالات والمقابر السرية، وذلك بعد أن عينت مليشيات الحوثي أمير تنظيم القاعدة في تعز، المدعو حارث العزي، مديرا لأمن محافظة إب، وظهر مع قيادات في المليشيات في العاصمة صنعاء.

وجاء تعيين جماعة الحوثي لحارث العزي مديرا لأمن محافظة إب، بعد أن تمكن من الفرار من تعز جراء الحملة الأمنية لملاحقة الخلايا المسؤولة عن الاغتيالات ودفن بعض الضحايا في مقابر سرية اكتشفت الأجهزة الأمنية بعضا منها في ذلك الوقت. وأفادت حينها مصادر إعلامية أن حارث العزي يجهز لواءً عسكريا من مليشيات الحوثيين يسمى "لواء العز"، هدفه مهاجمة تعز.

وظهر اسم حارث العزي في أواخر العام 2014 كأحد المتهمين في جرائم الاغتيالات التي حدثت خلال ذلك العام في محافظة تعز، من بينها جريمة اغتيال القيادي في حزب الإصلاح صادق منصور الحيدري.

وقال مدير أمن تعز حينها -في حوار مع صحيفة "حديث المدينة" الصادرة من تعز في ديسمبر 2014- إن المتهمين الرئيسيين في جرائم الاغتيالات في تعز خلال العام 2014 أربعة، هم: أحمد الآنسي، والثاني يطلق عليه المشمشة، والثالث حارث العزي، والرابع طلال العقاب. وأضاف أن هؤلاء هم الذين يعبثون بأمن واستقرار تعز وقد تم ضبط المخططين معهم والمراقبين.

ما سبق يعني أن خلايا الاغتيالات في تعز، والتي كان يديرها حارث العزي وآخرون على شاكلته، بدأت منذ العام 2014، أي بالتزامن مع الاستعدادات لتحالف علي صالح والحوثيين للانقلاب على السلطة الشرعية، حيث ظهر العزي كأحد المتهمين بنشر الفوضى الأمنية في تعز.

وتجدر الإشارة إلى أن والد حارث العزي، المدعو لطف العزي، الذي يوصف بأنه القاضي الشرعي لتنظيم القاعدة، يتواجد في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، بحسب مصادر إعلامية. أما أخوه المدعو عادل العزي، القيادي في تنظيم القاعدة، فهو يقيم في مناطق سيطرة الحوثيين بمحافظة البيضاء.

 

- تخادم مكشوف وعودة مشبوهة

الظهور المفاجئ لتنظيم القاعدة في البيضاء أعاد للأذهان العلاقات النفعية والمعقدة بين مليشيات الحوثي والجماعات الإرهابية، وذلك بعد أن ظلت البيضاء، منذ أكثر من سبع سنوات، أرضا خصبة لعناصر تنظيم "القاعدة" الذين يتوزعون على أربع مديريات هي الصومعة والزاهر ومكيراس وولد ربيع، ويديرون أمورها بالكامل كسلطة أمر واقع بعيدا عن الأنظار، لكنها المرة الأولى التي يظهرون فيها للعلن، بحادثة صادمة للمجتمع اليمني تمثلت بإعدام وصلب طبيب الأسنان مطهر اليوسفي، قبل أن يعودوا بعد أيام لتفجير مركز الصومعة الطبي الذي كان يعمل بداخله الطبيب منذ عشر سنوات.

واللافت للنظر هو أن العودة الجديدة للتنظيم تحاكي أسلوب مليشيات الحوثيين لبث الرعب وتفعيل القبضة الأمنية لإخضاع المواطنين وترهيبهم من خلال المحاكمات والتفجيرات والاختطافات، حيث تشابهت لهجة بيان تبني تنظيم القاعدة لعملية إعدام الطبيب مع البيانات الحوثية التي تتحدث عن العفو العام، ودعوة المغرر بهم لتسليم أنفسهم مقابل العفو والأمان، وهو ما يشير إلى أن عودة التنظيم تمت بضوء أخضر من الحوثيين وربما بتنسيق وترتيب منهم، ليتبع ذلك مزاعم أن المليشيات الحوثية حققت انتصارات على التنظيم الإرهابي، وبالتالي تسويق نفسها أمام المجتمع الدولي كشريك فاعل في محاربة الإرهاب.

ورغم أن تنظيم القاعدة يعيش أضعف فتراته الحالية، لكنه يستفيد من التعاون وتبادل الأدوار مع مليشيات الحوثي التي تعمل على إنعاش الروح فيه لتحقيق مكاسب سياسية وتسويق نفسها لدى المجتمع الدولي. كما أن التنظيم يستفيد بشكل غير مباشر من الحوثيين، كما حصل عندما أزاحت المليشيات أبرز خصوصه التقليدين المتمثل في تنظيم "داعش"، من بعض مناطق مديرية ولد ربيع، فضلا عن وجود تنسيق فعلي بين الطرفين، واتفاقات تنص على عدم اعتراض أي طرف للآخر.

وتتشابك العلاقة أكثر كون بعض عناصر تنظيم القاعدة، خصوصا الذين أطلق سراحهم من سجون صنعاء، عملوا في إطار مليشيات الحوثي أو بطلب منها، بهدف توفير مادة لها أمام المجتمع الدولي للحديث عن أن البيضاء والمناطق الجنوبية التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية بأنها مرتع للجماعات الإرهابية.

وإذا كانت المليشيات الحوثية حريصة على تسويق نفسها لدى المجتمع الدولي بأنها خير شريك مكافح للإرهاب، وبالتالي جعل المجتمع الدولي يضغط للإبقاء عليها كشريك فاعل في أي تسوية قادمة، أو التغاضي عن جرائمها بحق المواطنين، فالسؤال هنا: هل ستنطلي مثل هذه الأكاذيب على المجتمع الدولي؟ مع العلم أن المجتمع الدولي يدرك تماما أن مليشيات الحوثيين أكثر تطرفا وإرهابا من الجماعات الإرهابية التي تدعي محاربتها، ومع ذلك لم يصنفها كجماعة إرهابية، وما زال يغض الطرف عن جرائمها بحق اليمنيين في مناطق سيطرتها، والتي شملت قنص الأطفال والنساء والقصف المتعمد للأحياء السكنية في تعز ومأرب وغيرها.