الإثنين 29-04-2024 11:40:33 ص : 20 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

5 سنوات من المشاهد القاتمة.. المرأة اليمنية في مرمى الإجرام الحوثي

السبت 30 نوفمبر-تشرين الثاني 2019 الساعة 09 مساءً / الإصلاح نت - متابعات

 

قال التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان "رصد" إن عدد النساء المختطفات والمختفيات والمعذبات الذي استطاع تحالف رصد الوصول اليهن بلغ (303) امرأة في مختلف المحافظات اليمنية، خلال الفترة من سبتمبر 2014 وحتى مايو 2019.
وأوضح "رصد" في تقرير أصدره مؤخراً، بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على العنف ضد المرأة أن فريق الرصد وثق منذ العام 2014 قيام مليشيا الحوثي الانقلابية اختطاف العديد من النساء اليمنيات في العاصمة وعدد من المحافظات اليمنية، وتعرض العديد من النساء العاملات في المجال الانساني والإعلامي والحقوقي للاختطاف.
وأشار إلى أن عدد النساء المختطفات التي قام بتوثيقها تحالف رصد لنفس الفترة بلغ (220) امرأة، بينهن (87) ناشطة سياسية، و(30) طالبة، و(10) نساء من اقلية الطائفة البهائية، و(6) ناشطات حقوقيات، وإعلاميتين، وسجلت أعلى نسب الاختطاف في صنعاء إذْ بلغ عدد الضحايا فيها (204) امرأة.
ولفت التقرير إلى أن المرأة اليمنية لم تسلم من الانتهاكات الشنيعة التي تعرض لها الرجال في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي، حيث قامت الميليشيا باختطاف وتعذيب (87) امرأة للفترة من بداية 2018 وحتى مايو 2019، كما قتلت وتسببت بمقتل (199) امرأة، خلال الفترة نفسها.
وأكد أن أسوأ ما أفرزته الحرب الحوثية على النساء هو إحساسهن بالخوف وعدم شعورهن بالأمان، فالخوف على حياتهن وأطفالهن وأزواجهن وأهاليهن من تداعيات الحرب وتأثيراتها اليومية، والاعتداء على الحياة والسلامة الجسدية عناء يومي ومأساة إنسانية تتجرعه المرأة في اليمن كل يوم.

انتهاكات مروعة
هذه الأرقام ليست إلا جانباً من الصورة القاتمة التي تعيشها المرأة اليمنية في المناطق الواقعة تحت سيطرة المليشيا الحوثية الإيرانية طوال نحو 5 سنوات، وإلا فإن المشهد يبدو أكثر قتامة في ظل عدد كبير من الانتهاكات الصارخة التي لم يتم توثيقها أو لم تم الإبلاغ عنها خوفاً من بطش المليشيا.
فخلافاً لجرائم القتل شبه اليومي الذي تتعرض له المرأة اليمنية، وأعداد كبيرة من الإصابات نتيجة القصف على الأحياء السكنية والمنازل، فإن عدّاد ضحايا الألغام الحوثية من النساء لم يتوقف عن الدوران، فلا يكاد يمر يوم دون أن يكون هناك ضحايا من المدنيين، وفي مقدمتهم النساء والأطفال، يسقطون نتيجة ما يزيد عن مليون لغم حوثي، تتربص بحياتهم، وتنتظر النساء في المزارع والطرقات.
وتعتبر ظاهرة الاعتداء على النساء، غريبة على المجتمع اليمني الذي تحكمه أعراف وتقاليد تعطي المرأة حرمة تصل إلى حد القداسة، كما يعدّ تجاوز هذه الحرمة عيباً أسوداً في العرف اليمني، غير أن مليشيات الحوثي ذات المنهجية الطائفية الإيرانية، تجاوزت كل هذه الأعراف، ووصل بها إلى ارتكاب كل ما يستفز المجتمع وينتهك كرامته وعاداته وتقاليده من الاعتداء على النساء بالضرب والاختطاف والإخفاء القسري والتعذيب.
وبلغ الأمر مداه حين كشفت المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر (منظمة مجتمع مدني)، مطلع العام الجاري، عن اعتقال لنساء، واحتجازهن في فلة بشارع تعز جنوب العاصمة صنعاء، واقتيادهن ليلاً إلى البحث الجنائي الخاضع لسيطرة الحوثيين، للتحقيق معهن تحت التعذيب.
وأكدت المنظمة حينها أنها تلقت عدداً من البلاغات عن اختفاء نساء في أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء، على أن عملية الاختطاف والإخفاء القسري للنساء اليمنيات، بدأت تبرز كظاهرة خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

الحوثي عدو المرأة اليمنية
وفي ظل هذا الوضع المأساوي لسنوات الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي، فإن المرأة لا تزال تدفع ثمن فاتورة الحرب للعام الخامس، فإن لم تكن هي الضحية المباشرة، فإنها تكون قد أصبحت أرملة أو ثكلى فقدت أحد أبنائها، أو فقدت عملها ومصدر دخلها، وضاقت الحياة المعيشية بأسرتها، ودفعتها الأزمات التي تستغلها القيادات الحوثية في الإثراء، للخروج والبحث عن مادة الغاز المنزلي والمساعدات الإنسانية.
وقبل عام خرجت في صنعاء انتفاضة الجياع، الثائرون في وجه الجوع الذي حاكته المليشيات الإيرانية، وكانت المرأة اليمنية في طليعة هذه الانتفاضة الشعبية، التي قابلتها مليشيا التمرد الحوثية بالاعتداء الوحشي على نساء عزل أخرجهن الفقر والجوع، وانتهكت المليشيا الحوثية كل القيم والأعراف، واعتدت على طالبات جامعة صنعاء، بالهراوات والصواعق الكهربائية، وتم اعتقال وسجن العديد منهن.
وتواجه نساء اليمن في مناطق سيطرة الانقلابيين أنماطاً من الانتهاكات وتتحمل ويلات الحرب الحوثية على اليمن واليمنيين، وأصبحت في مقدمة ضحايا الحرب وتعيش معاناتها جسدياً ونفسياً ومعنوياً، في ظل غياب تام للمنظمات الدولية المهتمة بحقوق المرأة، إلا من بعض البيانات الخجولة، التي تتجنب الإشارة إلى الجاني.
ولعل أبسط صورة من صور المعاناة اليومية للمرأة اليمنية، هو ما تجسده رابطة أمهات المختطفين، وهن يعشن المعانة اليومية نتيجة غياب أبنائهن في غياهب السجون الحوثية، يتعرضون لصنوف التعذيب، فيما يعشن مأساة حقيقية ويتعرضن لمعاملة قاسية أثناء رحلة البحث عن أبنائهن.

تجريف هوية المرأة اليمنية
ولم تتوقف مليشيا الحقد الإيرانية عند هذا الحد، بل عمدت إلى تنفيذ مخطط خطير يستهدف النساء، وجرف هوية المرأة اليمنية، واستهدفت مدارس البنات ومراكز التحفيظ النسائية ببرامج دعائية طائفية تنال من العقيدة الإسلامية والهوية الوطنية.
وتجبر مليشيا الحوثي النساء في مناطق سيطرتها على حضور أنشطتها التي تعتبرها "تثقيفية" والتي تمارس فيها أبشع صور التحريض والحث على الكراهية والعنف، تقدم في تلك الأنشطة محتويات تمجد السلالة الحوثية، وتقدم ملازم مؤسس الجماعة الصريع حسين الحوثي على أنها قرينة للقرآن الكريم، وتروج للقداسة الطائفية ورموزها الإرهابية كزعيم حزب الله الإرهابي، ومرشد النظام الإيراني.

الزينبيات.. الصيغة الإيرانية
وكما استنسخت مليشيا الحوثي الكثير من تجارب حزب الله في لبنان والحرس الثوري الإيراني، في البناء التنظيمي والعسكري والأمني، والبرامج الدعائية والتجريف للمجتمعات، فإنها مضت على ذات الطريق فيما يتعلق بالجانب النسائي، إذ أنشأت جهازاً أمنياً عسكرياً نسائياً وأطلقت عليه اسم "الزينبيات" وهي تسمية طائفية سلالية منقولة بحذافيرها.
وبات هذا الاسم سيء الصيت "الزينبيات" مليشيات حوثية نسائية وأداة إرهاب للمجتمع وللمرأة اليمنية، وسلاحاً للمزيد من القتل والترويع، ومحاكاة واضحة لمشروع طائفي صدرته إيران من خلال تجييش المجتمع بالكامل بما فيه شريحة النساء.
وبات تجنيد النساء لدى مليشيا الحوثي استراتيجية تخدم المشروع الإيراني، القائم على إرهاب كل فئات المجتمع، حيث يتم تحويل هؤلاء المجندات إلى وحوش بشرية تبث الرعب، وتمارس كل أشكال الترويع والانتهاكات، من اقتحام للمنازل، واعتداء على النساء، وقمع أي مظاهر احتجاجية على ما آلت إليه الأوضاع، وكل هذا يحدث في مجتمع مسلم تحكمه عادات وتقاليد تجعل للمرأة حرمة مصانة لا يجرؤ أحد مهما كانت قوته المساس بها.

كلمات دالّة

#اليمن