الإثنين 06-05-2024 01:17:12 ص : 27 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

استهداف المساجد وتفجيرها إرهاب منظم لمليشيات الحوثي

السبت 27 أكتوبر-تشرين الأول 2018 الساعة 10 مساءً / الإصلاح نت - خاص

 

تحولت المساجد في اليمن إلى هدف دائم وعدو لدود لمليشيات الحوثي الانقلابية، إما بالسيطرة عليها لتكريس الطائفية من على منابرها، أو بتفجيرها وهدمها من أساسها، ومعها تمزق النسيج الاجتماعي اليمني، الذي لم يشهد مثل هذه الأعمال الإجرامية إلا عندما خرجت المليشيات الحوثية من كهوف مران.


ربما لم تكن البداية من دماج في صعدة وكتاف في حجة، فقد سبق ذلك قيام مليشيات الحوثي باستهداف مساجد صعدة أثناء الحروب الست من 2004 إلى العام 2010، حتى كان العام 2013 حينما حاصرت مليشيات التمرد الحوثية منطقة دماج، وكان أول عمل لها تفجير مسجدها الذي يأوي مئات من طلاب العلم الشرعي، وكانت تلك الجريمة باكورة الاجرام الحوثي المنظم في استهداف مساجد اليمن.


وقريباً من ذلك حاصرت مليشيات التمرد الحوثية منطقة كتاف وزرعت الألغام في أسس مسجدها الكبير وقامت بتفجيرها على وقع ترديد صرختها الخمينية، الأمر الذي أصبح مسلسلاً مستمراً، إذ كلما وصلت هذه المليشيات الممولة إيرانيا منطقة من مناطق اليمن، بادرت إلى مسجدها وسيطرت عليه لتحوله إلى وكر لترويج الطائفية والتحشيد لجبهات القتال، وإلا فإن الخيار الثاني يصبح تدمير المسجد من الأساس لتحيله إلى ركام.

 

تفوّق في التدمير

بات تفجير المساجد والمنازل هو المشروع الوحيد الذي تفوّقت فيه ميليشيات الحوثي عن نظيراتها من الجماعات الإرهابية بشكل لافت، فضلًا عن مشاريع القتل، وافتتاح المقابر، كنتيجة حتمية لما زرعته، على أن كل هذه الجرائم تتم تحت شعار محاربة أمريكا وإسرائيل!!
ويعكس تفجير المساجد من قبل الحوثيين حقد الميليشيا على المجتمع اليمني وسعيهم لخرق وحدته، خصوصاً إذا نظرنا إلى حجم الجرائم التي يمارسونها والأرقام المهولة للمساجد التي تم استهدافها.
ومع بداية العام الجاري أعلنت وزارة الأوقاف والإرشاد، إحصائية بالمساجد التي قامت مليشيات الحوثي الإيرانية بتفجيرها وقصفها ونهبها، وقد بلغت 750 مسجداً، منها 282 مسجداً في العاصمة صنعاء، تليها محافظة صعدة بواقع 115 مسجداً، والبقية في مناطق متفرقة، منها ما تم تفجيره بشكل كامل، أو دمر قصفاً بالدبابات، أو عبر النهب والاقتحامات، كما حولت بعضاً منها ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة لعناصر الميليشيا الانقلابية.

 

إرهاب منظم

وقالت الوزارة أن الحوثيين اختطفوا حوالي 150 من أئمة وخطباء المساجد في عدد من المحافظات اليمنية، وزجوا بهم في سجون سرية، حيث يتعرض أغلبهم للتعذيب اليومي، وذلك لأنهم رفضوا توجيهات الميليشيا باتباع الخطاب المذهبي والطائفي، وهو الأمر الذي يتنافى مع القيم والمبادئ الإسلامية، ويستفز مشاعر المسلمين.
كما تستهدف المليشيات الانقلابية، المصلين في بيوت الله الآمنة والتي يجرم القانون الدولي استهدافها خلال الصراعات المختلفة، وكذلك الأعراف والقوانين والتشريعات.


وتنتشر على موقع يوتيوب الكثير من مقاطع الفيديو لعمليات تفخيخ وتفجير المساجد في العديد من المحافظات اليمنية، قام الحوثيون في الكثير منها بتوثيقها بأنفسهم، لبث الرعب بين اليمنيين، وهو سلوك ممنهج لتحول الخطاب الحوثي الطائفي إلى فكر إرهابي يمارس الجرائم بفجاجة، كما تحول أداة لإنتاج الإرهابيين من جماعة الحوثي الذين يمارسون الإرهاب ضد اليمنيين قولا وفعلا.
وأظهرت هذه المقاطع تفجير المساجد من قبل عصابات الحوثي يرافقها ترديد الشعار الطائفي، ما يظهر حجم الإرهاب المنظم الذي يمارسه الحوثيون، ويكشف عن خلايا حوثية متخصصة في أعمال التفجير والنسف سواء للمساجد، أو لمنازل المواطنين ودور العلم، ما يعني أن عناصر إرهابية نشأت في هذه البيئة العدائية، وأن ثمة خلايا إرهاب يتم انتاجها على مراحل.
وأفادت تقارير صدرت في النصف الأول من العام الماضي، بأنَّ الحوثيين قاموا باختطاف 150 من أئمة وخطباء المساجد، وتعذيبهم، منهم 69 في أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء، و29 في محافظة الحديدة، و25 في محافظة إب.
وأصدرت مليشيا الحوثي تعميما على أئمة المساجد في صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرتها بإغلاق مكبرات الصوت خلال صلاة التراويح، بينما أكد أئمة مساجد في صنعاء أنهم وقعوا تعهدات بإيقاف أصوات المكبرات أثناء صلاة التراويح، وإيقاف الخواطر الرمضانية التوعوية التي كانت تتم بين الصلوات، وقامت بتفريق المصلين في العديد من المساجد تحت تهديد السلاح.

 

طمس الهوية

كما تفرض المليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً خطباء على المساجد مرفوضين من المجتمع، حيث يتم فرضهم بالقوة، حيث أن هذه المليشيات تنظر للمسجد باعتباره عائقا أمام مرور مشروعها الطائفي الدخيل على المجتمع اليمني، وهو الأمر الذي دفعهم لاستهداف المساجد منذ بداية انطلاقهم من صعدة، وفقا للمراقبين.
ويقول مسئولون في وزارة الأوقاف والإرشاد اليمنية إن عمليات تفجير المساجد من قبل العصابة الحوثية وسعيها الحثيث لفرض سياسة الصوت الواحد وتكريس الطائفية وتحويل منابر المساجد للترويج للفكر الطائفي السلالي المنحرف والتحشيد للجبهات، يهدف في الأساس إلى طمس الهوية، مايعد انتهاكاً للحرمات والأعراف والقوانين الدولية، وتؤكد الحكومة اليمنية امتلاكها كل الإحصاءات التي توثق الاعتداءات والنهب لممتلكات الأوقاف من قبل الحوثي، وأحتفاظها بالحق القانوني عندما تستقر الأوضاع، وستقدم الملفات الثبوتية للمحاكم والنيابات فور استئناف عملها، كما تؤكد أن كل أراضي وممتلكات الدولة والأوقاف التي نهبتها المليشيات الانقلابية سيتم استرجاعها.


وتعتبر المنظمات الحقوقية أن ممارسات المليشيا الحوثية ساهمت في تمزيق النسيج الاجتماعي، وتهديد السلم والأمن الوطني، ونشر الفوضى والإرهاب في المجتمع، إضافة الى محاولتها استيراد الفكر الطائفي من ايران ونشره في أوساط الناس.
والأسوأ أن مليشيات الحوثي باتت تمارس من خلال المساجد التي استولت عليها أحد أبشع صنوف الإرهاب الفكري الذي لم تعرفه اليمن من قبل، حيث تحتكر هذه المليشيات الخطاب الديني وتختزله في (خطاب الصوت والرأي الواحد) وتوجهه لخدمة أفكارها الطائفية، وفي المقابل تشنع على التيارات السياسية والفئات الاجتماعية اليمنية الأخرى مواقفها الوطنية الرافضة لمشروعها الإمامي، وتدمغها بنعوت الخيانة والنفاق بل وتذهب إلى أبعد من ذلك، حيث تتهم الأحزاب السياسية بالإرهاب!!


إن ما تقوم به مليشيات الحوثي إزاء القوى السياسية وفئات المجتمع اليمني هي ممارسات إرهابية مفضوحة موجهة ضد كل الرافضين للانقلاب والفكر الطائفي السلالي الذي جعل من اليمن ضيعة اقطاعية خاصة بعصابة إرهابية تحكم بلداً.