الثلاثاء 03-12-2024 18:01:26 م : 2 - جمادي الثاني - 1446 هـ
آخر الاخبار

الإصلاح.. إسهامات اجتماعية تنبض بالحياة ونماذج معطاءة تبلسم القلوب

الجمعة 15 سبتمبر-أيلول 2023 الساعة 05 مساءً / الإصلاح نت – علي العقبي

 

منذ بداية ميلاده في الحياة السياسية، لعب التجمع اليمني للإصلاح دورًا بارزًا وملموسًا في الجانب المجتمعي في اليمن.
أنشأ التجمع العديد من الجمعيات الخيرية وفروعها في مختلف المحافظات، وقدم المساعدة والدعم للمحتاجين في البلاد.
جمعيات ومنظمات خيرية خدمت المجتمع ووضعت هموم أبنائه المعوزين في أولوياتها.

قدم التجمع الدعم المادي والمعنوي للفئات الضعيفة والمحتاجة، بما في ذلك كفالة الأيتام ورعايتهم، كما أولى التجمع الاهتمام بالشؤون الاجتماعية والإنسانية، مثل التعليم وكفالة طلبة العلم وتشجيع الأوائل من الطلاب المتفوقين وحل المشكلات الاجتماعية والمشاركة في المبادرات المجتمعية وغيرها.
وكانت هذه الأعمال كأحد أهم ركائز التماسك والتلاحم المجتمعي على مستوى كل المحافظات، وهو المكون الذي وضع تأثيره في عمق المجتمع.

لقد وضع الإصلاح بصمات إنسانية ومجتمعية واضحة من خلال تلك الأنشطة في مساعدة المحتاجين والأيتام والعناية بهم ورعايتهم، بمستوى كل العزل والأرياف، وتوزيع المستحقات المالية في رمضان والأعياد وغيرها من المناسبات، مثل تنظيم الأعراس الجماعية وغيرها من الأنشطة التي قدمت الدعم المعيشي ومساعدة أسرهم على تلبية احتياجات ومتطلبات الحياة.

ساهم الإصلاح ومنتسبوه في كل محافظة يمنية ومديرية في تمتين روابط الإخاء بين المجتمع، وعملت مؤسساته الخيرية وقيادته المجتمعية على تخفيف معاناة الناس من خلال الأعمال الخيرية والإنسانية، ونجحوا في تمكين الأيتام للقدرة على الاعتماد على أنفسهم.

 

الجائحة الحوثية عدو الإنسانية والمجتمع
وعندما جاءت مليشيا الحوثي ألحقت التدمير بجميع المؤسسات الخيرية، وتسببت أفعالها في حرمان الآلاف من الأسر الفقيرة والأيتام من المساعدات، بالإضافة إلى شرائح ذوي الاحتياجات الخاصة مثل المعاقين والمكفوفين، الذين اعتادوا على دعم ورعاية التجمع اليمني للإصلاح.
وهذه الأعمال الخيرية والاجتماعية التي قام بها الإصلاح ومنتسبوه تعد جزءًا من النسيج الاجتماعي التي كان لها تأثير إيجابي كبير على المجتمع.
قاد عدد من القيادات الإصلاحية هذا الدور الاجتماعي والخيري بتفانٍ والتزام، وقدموا أنماطًا رائعة في القيادة والعمل المجتمعي، وتركوا بصمات إيجابية خالدة.

 

تضحية وإرث القائد الإنساني الشجينة

بداية من رائد العمل الإنساني والمجتمعي في عدن، القيادي محمد عبد الله محمد الشجينة، كان من المؤسسين الأوائل لجمعية الإصلاح الخيرية في محافظة عدن في عام 1990م.
شغل عدة مناصب في الجمعية، بما في ذلك إدارة قسم الأيتام والمشاريع الخيرية، حتى توليه منصب مدير فرع الجمعية.
ويعتبر الشجينة من الرواد في العمل الاجتماعي في محافظة عدن ولجان إصلاح ذات البين، وله إسهامات كبيرة في إغاثة اللاجئين الصوماليين في أوائل التسعينيات.

ساهم بفاعلية في العمل الإغاثي الذي نجم عن السيول في عدن عام 1993.
يتميز بالبساطة والتواصل مع الفقراء والمحتاجين والأيتام والأرامل، ويتمتع بعلاقات واسعة مع مختلف منظمات العمل الإنساني في محافظة عدن.
لعب دورًا بارزًا في مواجهة مليشيا الحوثي خلال اجتياحها لعدن في عام 2015، وقد أسهم بشكل كبير في إعادة تشغيل مستشفى باصهيب العسكري لعلاج جرحى الجيش والمقاومة الذين قاوموا المليشيات الانقلابية في نفس العام.
تعرض للاختطاف أثناء ذهابه إلى مقر عمله في مدينة المعلا من قبل مسلحين ملثمين، وعُثِر عليه مقتولًا بعد ظهر يوم الثلاثاء الموافق 2 أكتوبر 2018.

 

الشيخ سعيد سهيل.. رحلة حياة في مأرب

ومن بين القيادات الأخرى التي أسهمت في تعزيز الدور الاجتماعي والخيري للتجمع اليمني للإصلاح، برز في محافظة مأرب الشيخ سعيد بن عبد الرحمن بن سعيد بن سهيل، فهو شخصية بارزة وداعية ومصلح اجتماعي من أبناء محافظة مأرب.
ولد عام 1959م في منطقة الرمسة، إحدى عزل مديرية مأرب الوادي (وادي عبيدة) في محافظة مأرب.
أسس مدرسة الدار الخيرية في عام 1995م، وجمعية البر والتكافل الاجتماعي الخيرية في عام 1996م، وأسس أيضًا جمعية الضياء لتعليم القرآن الكريم وعلومه بمحافظة مأرب وفرعًا لجمعية الإصلاح في المحافظة، كما شارك في تأسيس جمعية الوادي التنموية ومؤسسة الرواد التنموية.
شغل مناصب قيادية متعددة في تجمع الإصلاح بمأرب، حيث كان رئيس شورى التجمع اليمني للإصلاح بمأرب ورئيس الهيئة القضائية بالمكتب التنفيذي للإصلاح بمأرب، كما كان عضوًا في الهيئة العليا لشورى الإصلاح باليمن.
له خبرة في مجال التعليم، حيث شغل منصب رئيس دائرة التعليم ورئيس دائرة التنظيم والتأهيل بالمكتب التنفيذي للإصلاح بمأرب، وكان أيضًا عضوًا في اللجنة التحضيرية لإصلاح مأرب.


بالإضافة إلى ذلك، كان الشيخ سعيد بن عبد الرحمن نشطًا في العمل الدعوي والخطابة، وشارك في عدد من المؤتمرات العلمية والدعوية المحلية والدولية، كما كان خطيبًا في الجامع الكبير بمدينة مأرب، عاصمة المحافظة.
يُعد الشيخ سعيد بن عبد الرحمن مرجعية علمية وشرعية وتربوية واجتماعية وسياسية في محافظة مأرب، وكان يتمتع بمعرفة واسعة بالأسلاف والأعراف القبلية، وكان معروفًا بدعوته إلى التيسير والوسطية والاعتدال.

قدم الشيخ سعيد بن عبد الرحمن العديد من الخدمات الاجتماعية والتنموية في محافظة مأرب، وله بصمة تأثير كبيرة على المستوى المحلي والوطني، وشارك في تأسيس مطارح نخلا والسحيل، النواة الأولى لمواجهة الحوثي في مأرب عام 2014م.
وتوفي الشيخ سعيد بن عبد الرحمن في 3 أغسطس 2018م، قبل أن يلقي خطبة الجمعة في مسجده، وبرحيله فقدت مأرب أبرز رجالاتها وهو العالم الذي أفنى عمره في التعليم الديني بكل وسطية واعتدال والشخصية الاجتماعية التي ساهمت في تحديث المجتمع المأربي في جوانب الخير.

 

الحربي.. رمز القيادة الاجتماعية في المحويت
ومن النماذج الٳصلاحية التي كان لها حضورها الشهيد حمود علي أحمد الحربي، رئيس الدائرة الاجتماعية لٳصلاح المحويت، الذي كان نموذجًا اجتماعيًا للقائد الإصلاحي، تميز في حياته بمجموعة من السمات والمواقف التي تجعله قدوة في مجال القيادة الاجتماعية.
كان الشهيد حمود الحربي يحتفظ بمواقف إنسانية مع الأيتام والمعوزين بالمحويت، وكان يسعى جاهدًا لمساعدتهم وتقديم الدعم لهم، كما كان قريبًا من البسطاء والمحتاجين، ويشارك أبناء المدينة المناسبات، وكان له تأثير إيجابي في حياة الناس من حوله.

وفي النشاط الاجتماعي والمؤسسات الخيرية، شغل الشهيد حمود الحربي مناصب قيادية في عدة مؤسسات خيرية، مثل جمعية الإصلاح الاجتماعي وجمعية القرآن الكريم الخيرية، كما عمل رئيسًا للدائرة الاجتماعية للتجمع اليمني للإصلاح بالمحويت، وله بصمات في حلحلة المشاكل المجتمعية.
وفي التضحية والبذل، شارك في معارك دحر الانقلاب الحوثي وقاتل ببسالة حتى استشهد في مواجهة هجمات مليشيات الحوثي في 6 فبراير 2017 بجبهة ميدي.
هذه عينة من القادة في التجمع اليمني للإصلاح الذين أدوا دورًا حيويًا في تعزيز التضامن والتكافل في المجتمع اليمني.

كلمات دالّة

#اليمن