الإثنين 07-10-2024 14:57:14 م : 4 - ربيع الثاني - 1446 هـ
آخر الاخبار

المقبرة الجماعية في عمران.. سجل حوثي حافل بالإرهاب ومسيرة دموية تدعي القداسة

الثلاثاء 11 يوليو-تموز 2023 الساعة 05 مساءً / الإصلاح نت - خاص

 

جريمة جديدة تضاف إلى سجلها الإرهابي الحافل بالجرائم التي لم تعهدها اليمن من قبل، كشفت الوجه الحقيقي لمليشيا الحوثي، ودمويتها، بعد إعدامها 17 مدنيًا في 2010، بمحافظة عمران، بعد أن اختطفتهم من مزارعهم، وأعدمتهم وقامت بدفنهم في مقبرة جماعية، اكتشفها الأهالي في محافظة عمران الاسبوع الماضي.

ضمت المقبرة الجماعية رفات 17 مدنيًا أعدمتهم مليشيا الحوثي الإرهابية قبل 13 عامًا، من أبناء حرف سفيان بمحافظة عمران، شمالي البلاد، لتعد هذه الجريمة سابقة خطيرة، أثارت مخاوف الأسر اليمنية أن يكون أبناؤها المختطفون لدى المليشيا قد وجدوا نفس المصير.

لقد خيّمت حالة من الذعر في البلاد؛ جراء اكتشاف المقبرة الجماعية لعدد من ابناء حرف سفيان بمحافظة عمران، بعد إعدامهم من قبل مليشيا الحوثي، ودفنهم داخل كهف، قبل أن يتم العثور عليهم من قبل الأهالي، وهو الأمر الذي دفع المليشيا للاعتراف بارتكاب هذه الجريمة، ومحاولة مقايضة اسر الضحايا للتنازل عن هذه الجريمة.

 

اعتراف حوثي

اعترفت مليشيا الحوثي الإرهابية بالجريمة التي ارتكبتها بإعدام نحو 17 مختطفًا بعد أسرهم من مزارعهم خلال عام 2010، ودفنهم في مقبرة جماعية في أحد الكهوف، والبناء على بوابته بالحجارة والطين، بعد إعدامها لهم وهم مكبلي الأيدي، ووضعت جثثهم في كهف في منطقة حرف سفيان محافظة عمران.

وحسب مصادر حقوقية، فإن مليشيا الحوثي قامت باختطافهم وأسرهم خلال معاركها ضد الجيش في 2010، وعددهم 17 أسيرًا، حيث تم اختطافهم من داخل مزارعهم، ولم تفصح مليشيا الحوثي عن مصيرهم حتى الاسبوع الماضي، بعد أن ظلت تماطل وتخفيهم قسرًا لمدة 13 عامًا، ولم تفصح عنهم إلا بعد اجتماع أعيان سفيان، وعقالها وأهالي المختطفين.

وأشارت المصادر إلى أن أعيان حرف سفيان، نفذوا اعتصاما في صعدة، للمطالبة بالإفصاح عن مصير أولادهم واخوانهم، فقامت مليشيا الحوثي بتكليف محمد علي الحوثي بالتزول ورفع الاعتصام، حيث اعطاهم مهلة لمدة أسبوع، بعد ذلك سمح لهم بمقابلة القيادي الحوثي يوسف المداني، وما يسمى برئيس الأركان الغماري، والقيادي الحوثي الموشكي، وخلال اللقاء طالبهم المداني بأن لا يتعبوا أنفسهم بالبحث والسؤال عن ذويهم المختطفين.

المصادر أكدت اعتراف القيادي الحوثي المداني لأعيان حرف سفيان بقتل ذويهم المختطفين، في وادي مذاب بعد عام من أسرهم، لأنهم حسب زعمه كانوا يقاتلوا مع بن عزيز رئيس الأركان في الجيش الوطني حاليا، وحاول القيادي الحوثي مقايضة اسر الضحايا من خلال دعوته لهم بالتنازل مقابل تعويض كل أسرة خمسة ملايين وبندق ايكي، شريطة كتابة التنازل، وهو ما رفضته الأسر بشكل قاطع.

 

ادانات حقوقية واسعة

وحظيت هذه الجريمة بإدانات حكومية وحقوقية محلية ودولية واسعة، مؤكدين أنها تكشف جانبًا من المجازر والجرائم المروّعة التي ارتكبتها مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، بحق المدنيين، وفقا لوزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني.

وأشار الارياني إلى أن مليشيا الحوثي أوغلت منذ ظهورها في محافظة صعدة في دماء اليمنيين، وسفكت دم كل من وقف في وجه مشروعها التدميري، وارتبطت مسيرتها الدموية بالقتل والتدمير والتشريد والتهجير وأعمال السلب والنهب المنظم، ولا زالت تمارس جرائمها وانتهاكاتها المروعة في ظل صمت دولي مستغرب وغير مبرر.

وطالب الإرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لليمن، ومنظمات وهيئات حقوق الانسان بمغادرة مربع الصمت المُخزي، وإعلان موقف واضح من جرائم الحرب والابادة التي ارتكبتها مليشيا الحوثي بحق اليمنيين، وادراجها في قوائم الإرهاب الدولية، وملاحقة قياداتها وضمان عدم افلاتهم من العقاب.

بدورها دعت منظمة سام للحقوق والحريات، المجتمع الدولي وفي مقدمتها الأمم المتحدة إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية، تتسم بالخبرة والكفاءة والاستقلالية للتحقيق في جريمة ما أصبح يعرف بـ مقبرة كهف "آل عمار" في محافظة عمران، مؤكدة أن ما قامت به المليشيا الحوثي يعد جريمة حرب مكتملة الأركان، وسابقة خطيرة، تعبر عن وحشية مرتكبيها.

وأوضحت، أن مليشيا الحوثي دأبت طوال فترة الصراع على التفنن في انتهاك حقوق اليمنيين والاعتداء عليهم بكافة الأشكال من جرائم اختطاف وإخفاء قسري وقطع الطرق وقصف المدنيين وتهديد الآمنين، وصولًا إلى حرمان عائلات بأكملها من معرفة مصائر أبنائهم وإيهامهم بأنهم على قيد الحياة وابتزازهم من أجل الحصول على أموال ومنافع أخرى.

من جهتها، طالبت منظمة رايتس رادار، بتحقيق مستقل تحت إشراف أممي، لكشف تفاصيل إعدام 17 مدنيا في عمران كانت مليشيا الحوثي قد اختطفتهم قبل 13 عاماً. مؤكدة أن هذه جريمة حرب فضيعة لا تسقط بالتقادم وينبغي ألا يفلت مرتبكوها من العقاب وفقاً للقانون اليمني والقانون الدولي الإنساني.

مخاوف أسر المختطفين

أثارت هذه الجريمة الحوثية، غضب وحزن الأسر اليمنية التي تخشى أن يكون أبناؤها المختطفون من قِبل المليشيا قد وجدوا نفس المصير، وهو ما عبرت عنه رابطة امهات المختطفين في بيان لها، معربة عن قلقها البالغ إزاء مصير عشرات المخفيين قسراً في سجون ميليشيا الحوثي.

وأشارت الرابطة إلى ما "تعرض له 17 مخفي قسراً من أبناء محافظة عمران، من تصفية جماعية من قبل جماعة الحوثي، والذين ظلوا مخفيين ولم يُعلم عن مصيرهم شيئاً منذ عام 2010 حتى اعتراف المليشيا عن مصيرهم في شهر يونيو 2023 ليتم اكتشاف جثثهم كرفات في أحد كهوف المحافظة".

وفي الوقت الذي أكدت فيه الرابطة الحقوقية مشاركتها أهالي الضحايا ألمهم وحزنهم، وندين هذه الأفعال الإجرامية التي تصل إلى مصاف جرائم الحرب، فقد شددت على "ضرورة محاسبة مرتكبي الانتهاكات بحق هؤلاء المخفيين قسراً ودعم أهاليهم نفسياً وجبر ضررهم".

وفي البيان ناشدت الرابطة المبعوث الأممي وجميع الجهات الدولية والمحلية الحقوقية والإعلامية والوسطاء المحليين "للسعي الجاد لإظهار المخفيين قسراً والإفراج عنهم دون قيد أو شرط، والوقوف مع أهاليهم للاطمئنان على أبنائهم ومصيرهم". مؤكدة أن "قلب كل أم مخفي قسراً ومع كل مأساة جديدة تموت قلقاً على مصير ولدها"، داعية الى "تأمين خوف الأمهات وإعادة فلذات أكبادهن سالمين".

 

صمت أممي واستنكار حكومي

ورغم فداحة الجريمة، والادانات المحلية الواسعة تجاه هذه الجريمة؛ إلا أن الصمت غير المبرر لا يزال هو سيد الموقف، من قبل الأمم المتحدة، والمجتمع الدولي إزاء هذه الجريمة التي كشفت جانبا من جوانب المسيرة الدموية لمليشيا الموت الحوثية التي ابتدأتها من صعدة وصولا إلى عدن وبقية المناطق التي استطاعت الوصول اليها.

هذا الموقف الغامض من المجتمع الدولي والمبعوثين الأممي والأمريكي إلى اليمن، دفع الحكومة اليمنية للمطالبة بإعلان موقف واضح من جرائم الحرب والإبادة التي ارتكبتها مليشيا الحوثي بحق اليمنيين. ومغادرة مربع الصمت الذي وصفته بـ "المخزي"، تجاه الجرائم الحوثية، وطالبت بإدراجها في قوائم الإرهاب الدولية، وملاحقة قياداتها وضمان عدم افلاتهم من العقاب.

إن هذه الجريمة ليست سوى واحدة من الجرائم المرتكبة بحق الشعب اليمني من قبل مليشيا الحوثي، التي تعددت جرائمها وتنوعت انتهاكاتها، فمن إعدام الأسرى، وقتل المختطفين، مرورا بالاتجار بالممنوعات والمخدرات، وتهريب السلاح، والاتجار بالبشر، والسعي الحثيث لطمس هوية اليمنيين، من خلال نشر الأفكار الطائفية، وفرضها إجبارا على كل الموظفين في القطاعين العام والخاص.

كما قامت مليشيا الحوثي بتجنيد الأطفال، واقامة مراكز ومعسكرات صيفية تسعى من خلالها لتجنيد الأطفال، من خلال المخيمات التي تعد قنابل موقوتة؛ لما تتضمنه من ممارسات خطيرة مثل التعبئة الطائفية واستقطاب الأطفال للقتال، الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى إطالة أمد الصراع وإنشاء جيل يحمل أفكارا مسمومة، تشجع على الكراهية وممارسة العنف، وزرع الأفكار المسمومة.

كلمات دالّة

#اليمن