الثلاثاء 30-04-2024 04:12:09 ص : 21 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

لماذا يتعرض حزب الإصلاح اليمني لمحاولة تشويه مضللة؟

الخميس 15 يونيو-حزيران 2023 الساعة 07 مساءً / الإصلاح نت - الصحوة نت

 

في المحطة الأولى لدخول حزب الإصلاح والانضمام كعضو، يعتقد الحزب ومؤسساته التنظيمية أنه يجب عليك أن تتحلى بمبدأ هو الأهم، في التجرد من الانتماءات الصغيرة الغير صحية، بمعنى الايمان بقيمة المساواة الإنسانية وأن لا فضل لعرق دون آخر، بالإضافة إلى قيمة المواطنة كمبدأ يلغي الانتماء المناطقي الضيق، تلك الفلسفة هي المسار الذي من خلاله يكون الفرد قيادي فاعل في المستقبل.

في العادة الجدل السياسي والانتقاد لأي مكون سياسي هو حالة صحية في المجتمعات الديمقراطية، لكن في الحالة اليمنية وخلال الحرب تحول ذلك الهجوم – الذي يتعرض له حزب الإصلاح – عبارة عن حملة كراهية انعكست على تعرض قياداته واعضاءه لانتهاكات واسعة من قبل تلك المكونات والجماعات التي تكونت خارج إطار الدولة، في سياق الملشنة التي شهدتها البلاد خلال ثمان سنوات من الحرب.

لذا تعيش البلاد مسار غير صحي في صناعة مكونات تتحول إلى سلطات الأمر الواقع بقوة السلاح بعيداً عن الأطر السياسية المعروفة، من هنا تتحول النظرة الشاملة للبلاد من فوهة البندق وليس من الفواعل السياسية الشعبية والمجتمعية، وبالتالي تعتمد على التضليل كوسيلة للهجوم وزراعة الكراهية والتحريض، لا تتوفر فيها أبجديات الخلاف السياسي.

في ظل هذا يستمر الإصلاح بفاعليته السياسية وتذكير الجميع بأهمية القيام بدورهم، سواء في القيادة السياسية على مستوى الدولة الممثلة بمجلس القيادة الرئاسي او الحكومة الشرعية، أو المكونات الوطنية باعتبارها الحامل السياسي الممثل لأطياف واسعة من الشعب، والذي يعمل كسند سياسي للدولة.

 

ما الذي قدمه الإصلاح؟

ربما يتساءل الكثير عن مالذي قدمه التجمع اليمني للإصلاح في اليمن خلال مسيرته السياسية الممتدة من عام الوحدة الوطنية، بعد اعلان مرحلة جديدة من التعددية السياسية في اليمن، ففي 13 سبتمبر/ أيلول 1990 تأسس الحزب في مرحلة تحول وطني مازالت محورية وتثير جدل ما بين الحين والآخر.

في مرحلته السياسية بدأ الحزب بالتمدد بكل ربوع الوطن، حيث تواجد أعضاء الحزب في كل المحافظات اليمنية بجهاتها الأربع، كانت مهمة الحزب في استقطاب أعضائه إعلاء الروح الوطنية المستمدة فكريا وسياسياً من عمقها العربي والإسلامي، وهذا ما جعل قوة الحزب أكثر متانة في مواجهة التحديات التي واجهته.

خلال السنوات الماضية كانت التجزئة مسار الميلشيات في السيطرة على المناطق اليمنية، اعتمدت على خطاب طائفي أحيانا وآخرين استخدموا المناطقية والعودة إلى مراحل مظلمة من تأريخ البلاد السياسي، سواء في عهد الامامة في شمالي البلاد، أو الاحتلال البريطاني في الجنوب، في محاولة تبدو مستحيلة لإعادة تكرار التأريخ بأحداثه المأساوية، وفي خضم هذا التجاذب كان الإصلاح متمسك بالمسار الوطني المنبثق من أهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر.

وقال امين المكتب التنفيذي لإصلاح ساحل حضرموت (شرقي اليمن) محمد بالطيف "يكفي الاصلاح فخراً أنه نذر نفسه للحفاظ على الثوابت الوطنية من خلال تنشئيته لأجيال رباهم على حب الوطن وسيادته ووحدة أراضيه من صعدة في أقصى الشمال وحتى سقطرى في أقصى الجنوب في أعماق المحيط الى محمية حوف على حدود سلطنة عمان".

وأضاف في حديث لـ"الصحوة نت"، "في كل قرية أو مدينة أو مديرية يتواجد الاصلاح من خلال أفراده المنتشرين على رقعة الوطن كأنهم أوتاد ثابتة راسخة متشبعة بقيم الوطنية الحلقة حارسة لمكتسبات وثوابت الوطن".

 

محاولة التجريف الوطنية

في اللحظة التي يراد للبلاد ان تتقسم في تعدد الولاءات خدمة لأجندات غير وطنية، ومن خلالها يسير مشروع التجزئة الأصغر على المستوى المحلي الصغير والتي تتبنى شعارات مناطقية، ليس ذلك فحسب بل حتى الوصول إلى تقسيم الأحزاب السياسية على أساس الحرب والصراع القائم في البلاد في تعدد أجنحتها.

بهذه التجزئة والتفتيت تتمدد الصراعات وحالة اللا إستقرار وهذا بدوره يسهل عملية التجريف للولاء الوطني، والانتماء الكبير لليمن بجهاته الأربع وتنوعه الديمغرافي وثقافته المجتمعة، ومن هنا يسهل تنفيذ الاجندة التي تريد ابتلاع جزء في مناطقه بشعارات خارج الاجماع الوطني الذي تأسس في مراحل سابقة، سواء من خلال الحوار الوطني او الدستور اليمني النافذ.

في ظل كل هذا التجريف يتمسك حزب الإصلاح بالفواعل السياسية والمبدأ الوطني الذي يعلي من شأن اليمن بكل مناطقه، فصنعاء مثل عدن والحديدة كحضرموت وسقطرى كالمهرة والضالع، وصعدة كتعز وإب، إنها اليمن الكبير الذي يحلم الشعب باستعادة بناء دولته القوية، ومن هذا يبني الإصلاح مواقفه السياسية.

ورأى القيادي في حزب الإصلاح، بالطيف "لقد أصبح الاصلاح أيقونة الثبات على المبادئ وأصبح منتسبيه رمزاً لكل معاني الوطنية الحلقة، فمنهم من قضى نحبه في سبيل الحفاظ عليها ومنهم من ينتظر دون أن تهتز لهم شوكة أو تختل فيهم لحظة أو تغيب عن أذهانهم هذه الثوابت ولو لحظة".

وقال: "يكفي الاصلاح أنه صنع جيلاً يمتلك رؤى موحدة ومواقفا واحدة وافكارا منسجمة مع بعضها حيثما وجد إصلاحي في أية بقعة من بقاع هذا الوطن".

 

لماذا يستهدف الإصلاح؟

في ظل حالة الحرب تبقى أي قوة صلبة هدف لأي أجندات تريد فرض أمر واقع في البلاد، مستغلة حالة الشتات والانهيار وكون حزب الإصلاح إحدى أهم الأحزاب السياسية وأحد قواه الحية والصلبة في مواجهة المشاريع غير الوطنية، يكون هدفاً متاحاً لأولئك.

ويعمل حزب الإصلاح كقوة حية في المجتمع المحلي وعلى المستوى الوطني، باعتباره أحد الفواعل السياسية الداعمة لسيادة الدولة واستعادة بنائها بعد كل الخراب، وكان عصياً على الاستقطاب ضمن مشاريع التمزيق والطائفية، ويعمل باستمرار على اعلان مواقفه الثابتة مع استعادة وسيادة الدولة والوحدة الوطنية.

وقال الكاتب أحمد المقرمي "الإصلاح ليس حزبا أو مكونا مغمورا، بحيث لا يذكره أحد أو لا يغار منه هؤلاء أو أولئك، ولا هو بالحزب الذي يعيش في الظل، أو يتوارى في المواقف، أو يغيب عن فرض أو واجب وطني".

وأضاف في حديث لـ"الصحوة نت"، "هذه المواقف بلا شك تكرهها أطرافا، وتغيّظ آخرين، وهذا الآخر ممن له أجندة تستهدف الوطن، أو يتربص بالجمهورية، أو وحدة الصف. يرى في حضور الإصلاح الميداني في كل المجالات عائقا أمام تلك الأجندات، أو محبطا لتلك المخططات و مواقف التربص".

وتابع المقرمي بالقول "فتلتقي أهواء هؤلاء ومخططات أولئك عند حمل العداء للإصلاح فلا يجدون غير الحملات الإعلامية المشبوهة والمغرضة لشيطنة الإصلاح وتشويه صورته، عبر التناولات الإعلامية البائسة والجائرة".

ولا يرفض الحزب حالة النقد الصحية باعتباره فاعل سياسي حيوي في المجتمع، بل يدعمها كحافز للإنتاج وتقديم رؤى ومواقف أفضل تعزز من المسار السياسي الوطني، لكن ماهو مرفوض حملة الكراهية التي تلوث الحياة العامة وحالة الاختلاف الطبيعة، وتنعكس بسلوكيات عدائية تستهدف وجوده، وهذا ما لن يسمح به الحزب ولا القوى الوطنية الحية.

كلمات دالّة

#اليمن