الإثنين 14-10-2024 10:19:41 ص : 11 - ربيع الثاني - 1446 هـ
آخر الاخبار

كلمة أحزاب مجلس التنسيق الأعلى للمعارضة أ.عبد الملك المخلافي أمين عام التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري – الدورة الثانية

الخميس 21 نوفمبر-تشرين الثاني 1996 الساعة 02 صباحاً / التجمع اليمني للإصلاح - خاص

 


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين :
الأخ الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رئيس التجمع اليمني للإصلاح .
الأخ الأستاذ عبد المجيد الزنداني رئيس مجلس شورى الإصلاح.
الأخ الأستاذ محمد اليدومي أمين عام التجمع .
الأخوة الحاضرون جميعا :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
يسعدني باسم مجلس التنسيق الأعلى لأحزاب المعارضة أن أبارك للإخوة في التجمع اليمني للصلاح عقد مؤتمرهم العام في هذه المرحة الهامة من تاريخ العمل السياسي في الجمهورية اليمنية .
وأحزاب مجلس التنسيق الأعلى للمعارضة ترى في التجمع اليمني للإصلاح واحدا من أهم مؤسسات المجتمع المدني المؤسسية, والذي نتطلع أن يكون لبنة قوية في صرح مجتمع ديمقراطي يسوده العدل والمساواة , والحرية واحترام الرأي الآخر , والتداول السلمي للسلطة .
كما نشعر في مجلس التنسيق بالغبطة والاطمئنان كلما رأينا التجمع اليمني للإصلاح ينهج سياسة الانفتاح على الآخرين في قناعة تامة بأن الوطن لا يمكن أن يكون حكرا على أحد ,وأن الحقيقة لا يمكن أن تكون ملك فرد أو حزب أو فئة , وأن الاجتهاد هو سر تجاوز الإسلام لأمراض التحجر والتزمت , وأن رفض الرهبنة في الإسلام هو سر تفجير الطاقات الإبداعية وسر إحساس كل فرد مسلم بالمسئولية فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته , نتعلم من المقولة الخالدة في منهج رفض احتكار الحقيقة " رأيي صواب يحتمل الخطأ, ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب" .
لقد وقفت أمامكم في الدورة الأولى لمؤتمركم العام الأول قبل أكثر من عامين , مطالبا أن تقدموا تجربة في العمل السياسي والحوار مع الآخرين والقبول بالآخر , وخلال عامين حقق التجمع اليمني للإصلاح الكثير على هذا الصعيد , وبدأ بخطوات متقدمة في الاعتراف بالآخر واحترامه .
وإننا في مجلس التنسيق لنشعر أن التجمع اليمني للإصلاح- الزميل في اللقاء المشترك – قد خطا خطوة أبعد من قضية القبول بالأخر إلى مرحلة التعاون والتنسيق مع الأطراف الأخرى في القضايا المتفق عليها وعلى نهج الإمام حسن البنا رحمه الله القائل: لنتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر كل منا الآخر فيما اختلفنا فيه".
إن الاختلاف في الرأي سنة من سنن الله في الكون, ولكن علينا أن نتعلم كيف ندير خلافاتنا مستهدين بالقول المأثور: الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية".
وحين نبشر برأينا وندعو له علينا أن نتمثل تعاليم ديننا الحنيف حيث يقول الله تعالى: ( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) صدق الله العظيم.
إن اللقاء المشترك الذي جمع بين التجمع اليمني للإصلاح وأحزاب مجلس التنسيق المشاركة في اللقاء ليس لقاء عاديا تم الاتفاق فيه على عدد من القضايا التي احتواها البرنامج التنفيذي , وإنما كان اللقاء إعلانا عن ارتقاء العمل السياسي في اليمن إلى مستوى حضاري تحسدنا عليه كثير من الدول التي تمر بمراحل شبيهة بالمراحل التي نمر بها .
إن ترسيخ النهج الديمقراطي الذي أكدنا الالتزام به في البرنامج التنفيذي واعتماد الحوار الجاد والبناء وسيلة لحل الخلاف فيما بيننا لهو طريق الأمان لنا جميعا , ومن واجبنا أن نرسخه في نفوس وعقول كوادر أحزابنا , وحتى نختصر المآسي والكوارث التي عانتها أمتنا طوال تاريخها القائم على القسر والظلم وإلغاء الآخر وادعاء امتلاك الحقيقة وامتلاك السلطة والثروة.
ومنذ غابت الشورى والتسامح في الاجتهاد في تاريخ أمتنا العربية والإسلامية غابت الأسس التي ما كان لأمتنا العربية والإسلامية أن تصل إلى هذا الدرجة من المذلة والهوان لولا غيابها.
الأخوة الأعزاء في التجمع اليمني للإصلاح :
إن أحزاب مجلس التنسيق المشاركة في اللقاء المشترك لتود أن تؤكد أمام مؤتمركم أنها ملتزمة التزاما كاملا بكل ما حواه البرنامج التنفيذي للقاء المشترك ولدينا ثقة أن هذا الالتزام هو ما يشركنا فيه التجمع اليمني للإصلاح الموقع معنا على هذا البرنامج هذا ما نأمل أن يؤكده مؤتمركم , وحتى نضع حدا لكل الدسائس التي تسعى إلى التشكيك مستغلة تاريخا من الشك, وقصرا في زمن التجربة الجديدة التي نرجو أن تنمو وتتطور خدمة لأمتنا وحماية لمستقبل أجيالنا ووفاء بمسئوليتنا أمام الله وأمام مواطنينا .
وإننا بهذه المناسبة لنؤكد رغبتنا وتطلعاتنا إلى حوار جاد وملتزم مع الأخوة الأعزاء في المؤتمر الشعبي العام وتحت رعاية الأخ الرئيس .
وكلما نرجوه أن يكون حوار هادفا لا استقواء فيه ولا فرض وإنما يهدف إلى خلق مناخ مناسب لانتخابات حرة ونزيهة تجري بوسائل تعزز الاطمئنان لدى جميع القوى السياسية في سلامة مسيرة العملية الانتخابية وفي تكافؤ الفرص , وتوفر مناخ سياسي يعزز الثقة لدى الجميع.
ونود أن نؤكد أنه يخطئ من يتصور أنه وحده وبالطريقة التي يريد سوف يوجد إرادة الشعب اليمني , إن ذلك لن يكون إلا تكرارا لتجارب مريرة لم نستطع أن نستوعب دروسا حتى اليوم.
أيها الأخوة المؤتمرين سيروا على بركة الله محصنين من الشك ومنطلقين من قاعدة الثقة بالله, والثقة بالشعب وهي القاعدة التي لا تقبل المساومة على المبدأ ولا الإقرار بالباطل مهما كانت التضحيات ولينصرن الله من ينصره .
بسم الله الرحمن الرحيم: ( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) صدق الله العظيم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.