فيس بوك
جوجل بلاس
الدكتور عبدالله العليمي يلقي كلمة اليمن في مؤتمر المناخ ويبحث مع ولي العهد الأردني تعزيز العلاقات
أمين عام الإصلاح يعزي رئيس دائرة الاعلام والثقافة في وفاة والده
الدكتور عبد الله العليمي يصل إلى أذربيجان للمشاركة في قمة المناخ
ناطق الإصلاح: اليمن والمملكة جذر واحد ومصير مشترك وعلاقة قوية وعريقة
الدكتور عبد الله العليمي يلتقي قيادة القوات المشتركة ويثمن وقوف المملكة إلى جانب الشعب اليمني
دائرتا التعليم والإرشاد للإصلاح بالمهرة تقيمان دورة في طرق التوجه التربوي والإرشادي
إصلاح حضرموت يعزي باستشهاد ضابطين سعوديين ويدين العمل الإجرامي
التكتل الوطني للأحزاب يدين جريمة قتل ضابطين سعوديين بسيئون ويعدها سلوكاً غادراً لا يمت للشعب اليمني
لنتحدث بلغة العقل والمنطق لكي نفهم أي عدوان وقع على اليمن، وأي انتهاكات وتجاوزات وجرائم مورست بحق الشعب اليمني ومن الذي يمارسها بالفعل ضدهم.
لتتبع الحقيقة بحيادية وتجرد فلنطرح السؤال التالي: متى بالضبط أعلنت دول التحالف العربي بقيادة السعودية عاصفة الحزم وحلقت طائراتها الحربية في الأجواء اليمنية؟ وهل ثمة عدوان خارجي -كما يزعم الحوثيون- يستهدف الشعب اليمني تحديداً؟
للإجابة على السؤال ومعرفة الحقيقة ليس امامنا من طريق سوى العودة الى التاريخ -التاريخ القريب- فالتاريخ لا يحابي أحداً وهو وحده من يستطيع اخبارنا بحقيقة ما جرى وفضح التزوير والمزورين وصنَاع الكذب ومزيفي الوعي.
تخبرنا الأحداث التاريخية القريبة ان الحوثيين وحلفاءهم انقلبوا على السلطة الشرعية واجتاحوا العاصمة صنعاء عشية 21 سبتمبر 2014 (أي قبل عاصفة الحزم بستة أشهر) في أكبر عدوان همجي لحق اليمنيين، فيما كان المبعوث الأممي -آنذاك- جمال بن عمر في ضيافة زعيم الجماعة الانقلابية في صعده يهندس الاتفاق السياسي (اتفاق السلم والشراكة) لتمرير الانقلاب وصبغه بالمشروعية، وقتذاك لم يكن ثمة عاصفة حزم تبرر انقلاب الحوثيين وعدوانهم على الدولة والشرعية(!) بل إن رعاة المبادرة الخليجية باركوا حينها اتفاق السلم والشراكة ليفسحوا المجال امام الفرقاء السياسيين لإنجاز تسوية سياسية تحقن الدماء وتطلق مشروع مصالحة وطنية تعيد ترتيب البيت اليمني طبقا لما تم التوافق عليه في مؤتمر الحوار الوطني الذي كان تنفيذ مخرجاته أحد مطالب جماعة الحوثي نفسها التي رفعتها من سابق كمسوغ للانقضاض على السلطة الشرعية بصنعاء(!)
وفي سابقة تاريخية، أذعنت الأحزاب السياسية اليمنية وأحنت رأسها للعاصفة وسلُمت بالأمر الواقع وقبلت التوقيع على اتفاق السلم والشراكة مع الانقلابيين الحوثيين حقنا للدماء ومنعا للحرب، مشترطة خروج ميليشياتهم من العاصمة وتسليم أسلحة الدولة المنهوبة كتمهيد لتطبيع الحياة السياسية وتشكيل حكومة جديدة. لكن هل التزم الحوثيون بما وقعوا عليه وهل أوفوا بالعهود التي قطعوها على أنفسهم؟ هل أخرجوا ميليشياتهم من صنعاء وبقية المدن الأخرى؟ هل اعادوا سلاح الدولة المنهوب ومضوا في تطبيع الحياة السياسية وعملوا على إنهاء مظاهر الانقلاب كما نص عليه اتفاق السلم والشراكة الذي صاغوا بنوده بأنفسهم؟ كلا.. لم يحدث من ذلك شيء(!) ولماذا لم يحدث؟ هل اعاقت عاصفة الحزم -وما يسمونه بالعدوان-تنفيذ الاتفاق والمضي في إعادة بناء الدولة وتطبيع الحياة السياسية على قاعدة الشراكة الوطنية؟
ما حدث هو أن الحوثيين لم يخرجوا من صنعاء بل ذهبوا لاستكمال سيطرتهم على بقية المدن اليمنية الأخرى، فحملوا سلاحهم وانطلقوا مسرعين صوب ذمار واب وتعز ومنها الى لحج وعدن، ليقضوا على كل مظاهر الدولة وشرعيتها، مكرسين أنفسهم حكاما بلا منازع على اليمن. ولنا ان نتساءل الآن: ألم يكن ما فعلوه عدوانا غاشما على الشعب ودولته وشرعيته؟ ولماذا انقلبوا على الرئيس هادي وحكومة الوفاق الوطني؟ وأي مشروعية سياسية وقانونية حازوها لتسويغ انقلابهم؟ وعبر أية انتخابات وصلوا الى السلطة وكم عدد الأصوات التي حصلوا عليها وما الحزب السياسي الذي شكلوه وسلموا له مقاليد الحكم؟ ومرة أخرى نقول ان كل اعتداءات الحوثيين تلك وقعت على اليمنيين سلطة وأحزاب ومواطنين قبل أن يسمع أحد بعاصفة الحزم او أي تدخل عسكري خارجي، فماذا كان مسوغهم لعدوانهم الهمجي على الشعب؟ وهل كانوا وقتئذ يصدون عدوانا خارجيا كما يحلوا لهم القول؟ فعلام إذن تذرعهم بعاصفة الحزم وما جاءت إلاَ بعدما أوغلوا في عدوانهم على اليمنيين واستباحوا دمائهم وانقلبوا على حكومتهم الشرعية وسرقوا دولتهم ومعسكراتهم وسلاحهم وأسقطوا مدنهم وأعادوا البلاد الى ما قبل ثورة 26 سبتمبر وجعلوا منها ولاية ايرانية ورهنوها للولي الفقيه بطهران.
نكث الحوثيون بعهودهم ورموا باتفاق السلم والشراكة عرض الحائط ووضعوا الرئيس وحكومته قيد الإقامة الجبرية ونسفوا الحوار الوطني وجرفوا الحياة السياسية وعطلوا مشروع الشراكة وبناء الدولة وفرضوا أنفسهم عنوة سلطة أمر واقع واجتاحوا المدن الواحدة تلو الأخرى، ولم يكن التحالف العربي وقتئذ يشن حربا ضد أحد حتى يقال ان الحوثيين كانوا في موقف الدفاع عن النفس.
لم تكن الشرعية قادرة على رد عدوان الحوثي الذي طاردها الى عدن، وحينما كانت طائرات الانقلابيين تقصف قصر معاشيق في محاولة للتخلص من الرئيس هادي لم يكن ثمة أي عدوان أو تدخل خارجي يستوجب ما فعله الحوثيون. لقد مارسوا عدوانا فاضحا على سلطة شرعية منتخبة مثَل حلقة صغيرة في سلسلة عدوانهم الصارخ ضد اليمن والشعب اليمني كافة.
وإذن، لماذا تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية عبر عاصفة الحزم في اليمن؟ الجواب ببساطة لأن عدوانا داخليا همجيا مورس ضد الشعب اليمني من قبل عصابة الحوثيين الكهنوتية الانقلابية التي لم يتوقف عدوانها وإرهابها بحق اليمنيين الى اليوم، هذا العدوان الهمجي بدأ في صعدة ودمَاج وانتقل الى حاشد ثم عمران يقتل ويدمر في طريقه كل شيء، ولم يلبث أن انقضَ على صنعاء لينفذ انقلابا عسكريا مكتمل الأركان على مرأي ومسمع من العالم، ليخنق الحياة السياسية ويضيَق على المناوئين ويلاحقهم ويعتقلهم ويمارس بحقهم شتى صنوف التعذيب والقتل والإرهاب.
كل ذلك العنف والإرهاب والاقصاء واستهداف المناوئين مورس على اليمنيين بكل أطيافهم قبل أن يسمعوا أزيز طائرات التحالف فوق أجوائهم، فمن الذي اعتدى بالفعل على اليمن واليمنيين وأذاقهم سوء العذاب؟ من الذي أشعل الحرب عليهم في كل المدن والقرى ليرغمهم على القبول به حاكما أوحد؟ من الذي فجر منازلهم ومساجدهم وزج بهم في السجون والمعتقلات السرية وقتلهم تحت التعذيب؟ من الذي حاول قتل رئيسهم الشرعي مرتين في صنعاء وعدن ثم طارده الى خلف الحدود؟
لقد مثَل التحالف العربي ضرورة إنسانية لليمنيين قبل ان يكون حتى ضرورة عسكرية؛ فالعدوان الحوثي المسلط عليهم والتنكيل والبطش الذي مارسوه وتفننوا فيه لم يعرفه الشعب اليمني طوال تاريخه، ولم تكن عاصفة الحزم عدوانا بقدر ما كانت انقاذا لما يمكن إنقاذه في اليمن، فلولا عاصفة الحزم لكانت اليمن اليوم ولاية إيرانية ولكان النظام السياسي فيها نسخة معدَلة من نظام الملالي في طهران بزعامة الولي الفقيه، ولولا تدخل التحالف العربي إلى جانب أشقائهم في اليمن لما أمكن تشكيل جيش وطني يقف اليوم على تخوم صنعاء وصعده ويحرر أزيد من 70% من أراضي اليمن من قبضة العصابة الكهنوتية.
عاصفة الحزم لم تكن عدوانا بل بارقة أمل للشعب ودفاعا عنه وتخليصا له من ربقة التحالف الانقلابي الحوثي العفاشي الذي أراد العودة باليمن إلى عهود الإمامة المظلمة حيث السادة المصطفين الأخيار من ذوي الحق الإلهي المقدس الذي لا يقبل القسمة على الشعب. التحالف العربي الذي يسمونه عدوانا أنفق عشرة مليارات دولار لتقف البلاد على قدميها، فيما نهب الحوثيون، الذين يزايدون بالدفاع عن الوطن، أكثر من ثمانية مليارات دولا واثنين ترليون ريال من أموال البنك المركزي ومئات المليارات من أموال الموظفين والمتقاعدين وصناديق الأموال. التحالف العربي الذي يسمونه عدوانا أنفق مليار ونصف المليار دولار لإغاثة الشعب اليمني وإنقاذه من المجاعة فيما الحوثيون ينهبون مساعداته تلك ويبيعونها لصالح مجهودهم الحربي الموجه ضد الشعب، فمن هو المعتدي ومن الذي يمارس العدوان الغاشم على اليمنيين؟
سيكتب التاريخ ليلعنكم من هول الكذب والزيف الذي تمارسونه، رفعتم شعار الجهاد وما جاهدتم غير اليمنيين ورفعتم شعار الموت لأمريكا وما مات بأيدكم إلاَ اليمنيين، ورفعتم شعار الدفاع عن الوطن وما تضرر منكم الاَ هذا الوطن، نهبتم خيراته ودمرتم مؤسساته وجعلتم منه كومة ركام لإشباع غرورهم وعطشكم للسلطة التي لن تدوموا فيها طويلا، إن قتال اليمنيين إلى جانب قوات التحالف العربي في مختلف الجبهات هو بمثابة استفتاء شعبي مؤيد ومساند له في استعادة الدولة والشرعية، وقد برهنت الأحداث أنه لم يكن ثمة سبيل اخر لمواجهة الانقلاب والعدوان الحوثي بمعزل عن مساعدة الأشقاء في التحالف العربي الذين لبَوا نداء الاخوة والجوار وسارعوا لإغاثة إخوانهم في اليمن قبل أن يجدوا أنفسهم في حظيرة الولي الفقيه التي سبقهم اليها أصحاب المسيرة القرآنية(!) المسيرة التي ما عرفت كيف تبني الحياة وعرفت طريقها نحو الموت والتدمير والعدوان.