فيس بوك
جوجل بلاس
رئيس الإصلاح بالمهرة: الاحتفال بـ14 أكتوبر رسالة واضحة على تمسك الشعب بمكتسباته الوطنية
أحزاب تعز تشدد على قيام الرئاسي والحكومة بإصلاح الوضع الاقتصادي والمعيشي وحشد الطاقات لمعركة التحرير
بالطيف: سبتمبر وأكتوبر محطتان رئيسيتان في الكفاح اليمني ضد الاستبداد والاستعمار(حوار)
ندوة سياسية للإصلاح بشبوة تدعو السلطة المحلية والمكونات الى تغليب مصلحة المحافظة
النائب العليمي: 14 أكتوبر ثورة عظيمة خاض الشعب لتحقيقها نضالاً شاقاً نحو الاستقلال والحرية
التحالف الوطني للأحزاب: 14 أكتوبر حدثاً ملهماً وماضون في الانتصار لمكتسبات الثورة اليمنية
ثورة 14 أكتوبر المجيدة.. تضحيات اليمنيين بين نضالات التحرير ووحدة المصير
رئيس إعلامية الإصلاح: 14 أكتوبر يعني التحرر من الوصاية والخلاص من الفرقة والتجزئة
بالتزامن مع مرور 33 عاماً على تأسيس حزب الإصلاح، تحدث نائب رئيس إعلامية الإصلاح، عدنان العديني، عن مواقف الحزب السياسية ومساندة الدولة خلال مسيرته، وقدم قراءة عميقة عن مراحل التأسيس والتحولات التي شهدها خلال ثلاثة عقود.
في هذا الحوار الذي أجرته "الصحوة" ناقشنا، مع القيادي في الإصلاح أبرز المواقف والشراكات السياسية التي يثار الجدل حولها ما بين الحين والآخر، بدء من ظروف تأسيس الحزب وإعلان الوحدة اليمنية والشراكة في السلطة مع حزب المؤتمر الشعبي العام، وصولاً إلى المعارضة، وأوضح موقف الحزب من الجدل بثنائية "الوحدة والانفصال".
وفي مكاشفة وجرأة سياسية، أقر الأستاذ عدنان العديني، "بأن القوى السياسية اليمنية، بما فيها الإصلاح، وقعت في أخطاء خلال مراحل التحول، أفضت إلى حروب كان بالإمكان تجنبها، لو وجدت مؤسسات سيادية تحرس الفعل السياسي وتضمن نتائجه".
وأعتبر ان الحرب الجارية في البلاد وقبلها حرب 94 كان بالإمكان تجنبها، وقال: "للأزمات قابلية للاتجاه في طريق آخر غير الحرب يفضي لتقوية مركز المجتمع وإراداته العامة، يمكن ذلك في حال ذهابها نحو انتخابات مبكرة والعودة للشعب".
وأكد العديني، على أهمية تقييم تجربة الإصلاح الممتدة لأكثر من ثلاثة عقود في سياقه الخاص والسياق الوطني من حوله، وعرضها على التاريخ الذي يتولى وضعها في المكان الذي يليق بها ويتناسب معها. وقال: انحاز الإصلاح دائما للشعب والدستور في مواجهة كل أشكال التمرد ومحاولات تقويض سلطات الدولة".
وتطرق القيادي الإصلاحي للعديد من النقاط الجدلية، كعلاقة الحزب بالخارج في إطار التصنيف الذي يتم وضعه فيه، وقال: "هناك مدرسة يمنية مكتملة الأركان، كانت أهم الروافد المؤثرة على الوعي الإصلاحي، فإليها يعود ذلك الصمود الإصلاحي في وجه التأثيرات العديدة وإصراره على خط فكري يعيد الاعتبار للبعد المحلي دون الانغلاق مع الخارج".
وعن تأثير الإصلاح الاجتماعي، رأى الأستاذ عدنان العديني "أن حضور الإصلاح القوي في قطاعي التعليم والطلاب، أسهم بمساعدة الجمهورية على الانتشار والتوسع حتى في تلك المناطق التي صعب على الجمهوريين دخولها".
وقال: "كان المعلم الذي أهله الإصلاح تنظيميا يذهب إلى القرية النائية في جبال برط مثلا أو الحشوة في صعدة، وهو يحمل الطبشور في يده والجمهورية في قلبه".
وفي الحوار المطول استعرض نائب رئيس إعلامية الإصلاح، سلسلة من القضايا السياسية والتصورات الجاهزة التي يتباها الآخرون عن الحزب، وعن الركائز السياسية الحاكمة للإصلاح في خطابه ومواقفه والأسس الفكرية التي كونته كقوة سياسية تستند للجماهير.
وفيما يلي نص الحوار:
حاوره: عبدالرزاق قاسم
• بعد 33 عاماً على تأسيسه.. أين يقف الإصلاح الان في المعادلة السياسية اليمنية؟
- يقف الإصلاح في الوقت الراهن، تماماً كما كان يقف في السنوات والمراحل السابقة؛ منحازا للشعب اليمني وحقه في العيش الكريم ، متمسكاً بمصالحه العليا، مساندا وداعماً لدولة المؤسسات والدستور والقانون، في مواجهة كل أشكال التمرد عليها ومحاولات إضعافها وتقويض سلطتها، واستنساخ أجهزتها، وسلخها من مضمونها الوطني بأثر رجعي أو حزبي أو طائفي أو مناطقي. وكان هذا الموقف الذي افتتح الإصلاح به تجربته السياسية، وما زال حتى الآن.
• انحياز الإصلاح للدولة يكاد يكون مفهوما، خاصة منذ رفضه لانقلاب مليشيا الحوثي.. هل كان الأمر بالوضوح نفسه في البدايات الأولى للتجمع؟
- بسبب التأكل للشرعية التاريخية فان الدولة كانت بحاجة لشرعية تتجدد بها على ان يكون مصدر الشعب ومن خلال الانتخابات ، يمكن القول ان فك الحصار السياسي عن الشعب وتمكينه من لعب دوره الذي حرم منه منذ الثورتين اولوية اصلاحية سوف تحضر في مفاصل تجربته وتتحكم بمواقفه السياسية داخل سياقه الممتد حتى الان
• حتى في لحظات التحول والتي تتسم بالصراع الحاد ؟
نعم ، فحين كان الإصلاح يختار موقعه في مواجهة السلطة، فإن موقفه لا يمس كيان الدولة، ولا يتناقض مع إرادة الشعب، وكلاهما محل تقدير عالي من قبله ، والأمثلة على ذلك كثيرة. ومن ذلك الانتقال الفوري للعمل ودون تردد وفقا للدستور نفسه الذي عارضه بشدة ، لقد كنا نفرق في مواقفنا بين كيان الدولة والسياسات التي نعترض عليها .
• لماذا هذا الحرص الكبير على الشرعية السياسية رغم معرفتكم بالعراقيل الموضوعة امامها؟
- كان الإصلاح يعي أن وجوده مرهون بالانفتاح السياسي الذي يعود إليه الفضل في وجوده، فلولا تراجع المحرمات السياسية التي هيمنت على الحياة السياسية في حقبة التشطير، وهامش الحرية المعقول الذي رافق الوحدة اليمنية، لما ولد الإصلاح، ولا كان قوة توازن سياسي داخل معادلة الحكم بعد سنوات قليلة.
• هل كنتم تخشون من عودة البلاد الى تلك الحقبة؟
- بالطبع.. كانت تجربة التشطير بكل إخفاقاتها وأخطائها، دافعا مهما لجعل الإصلاح يهتم بالعمل السياسي، باعتباره ليس فقط نقيضاً لتلك الحقبة الزمنية واهم علامات الانتقال عنها ومغادرتها ، وكذلك لأن هامش الحرية الذي ولد بالوحدة، كان السبب الرئيسي لميلاد التجمع وشرطاً من شروط نموه واستمراره كقوة في الساحة الوطنية ، فالحق السياسي الذي اعلنته الثورة لم يتحول لواقع سياسي مذعن للشعب وناتج عن ارادته ، بسبب استمرار القوة تعمل ضد ذلك الحق الشعبي ولصالح النخب وهو ما حول ذلك الوضع تهديد حقيقي .
• كيف انعكست تلك المخاوف وذلك الأمل على سلوك الإصلاح؟
انعكس في ذلك النوع من الاقتراب الجاد من العملية السياسية وما رافقها من مناخ عام واليات عمل رديفه ، كانت الرهانات كبيرة على الشعب وانخراطه في العملية السياسية في جعل التراجع صعبا وغير متاح ، ولاجل تقويته اعاد الاصلاح التشكل سياسيا واداريا وفقا لمتطلبات العهد الجديد والتقسيم الانتخابي للبلاد
• وهل كان هذا المسلك بهذه الاهمية والتاثير ؟
نعم ، فالتداول السلمي تكمن اهميته من كونه السبيل الوحيد للحفاظ على هذا المكسب وحراسته ، ولقد اختاره الاصلاح للتعبير عن امتنانه للمتغيرات التي مكنته من الاعلان عن نفسه واتاحت له الحضور والتأثير
وهذا متوقع من حزب انتجته ظروف الانفتاح وتشكل بسبب تدفق جماهير الشعب وهي تضع قدمها لأول مرة في ساحة الفعل السياسي من خلال اعلانها حزبا سياسيا من خارج دوائر السلطة وبالاعتماد الكلي على القوة السياسية، وبقدر أهمية هذا الحدث كانت المخاوف التي لازمته وتزامنت معه من مخاطر محتملة مصدرها القوة العسكرية المسيطرة وصاحبة القوة الفصل في مسألة السلطة ومن يحكمها بحكم الأمر الواقع حتى ذلك الحين.
• كيف تعاملتم مع ذلك التهديد المشار إليه في حديثكم؟
- ازاء ذلك الاحتمال؛ لم يكن ثمة سبيل لتأمين العملية السياسية وتحصين العهد الوليد، إلا بتكريس آلية الحسم الانتخابي، كطريق وحيد وحصري للوصول إلى السلطة، حيث كثافة أصوات الجماهير بديلا حضاريا لكثافة أصوات الرصاص... بمعنى نقل الصراع إلى المجال الذي يتيح للقوى التي تعتمد على اصوات الناخبين النمو والتوسع بقوة السياسية المتدفقة من داخل الجماهير ، لقد كانت بيئة تتناسب مع ما يتمتع به الاصلاح من عمق شعبي وعلاقاته الواسعة داخل المجتمع ....
• مقاطعا.. في هذه الجزئية هناك من يتحدث عن صفقة ابرمت مع صالح نتج عنها الإصلاح ولمواجهة الحزب الاشتراكي اليمني فما حقيقة هذا الأمر؟
- الصفقات لا تنتج أحزابا وكيانات فضلا عن أن يكون كيانا بمثل الإصلاح. يمكنها إنتاج صيغة تعاونية تقوم بها كيانات سياسية ذات وجود سابق للصفقات ، من الصعب الحديث عن صفقات قبل ميلاد صاحبها ، منطق لا يتقبله العقل كما ان للدول سجلاتها التي تؤرخ فيها للكيانات داخلها وهو ما يجعل كل حديث سابق اقرب للغو السياسي.
• نعم.. لكن هناك من ينسب ذلك عن المرحلة التي تلت إعلان التجمع اليمني للإصلاح؟
- حديث كهذا سيكون اقرب للاعتراض على المرحلة اكثر منه اعتراض على الاصلاح ، لقد اتاحت اللحظة العلاقات السياسية وابرام الصفقات والجميع فعل ذلك دون استثناء بما في ذلك التقارب بين حزبي السلطة حد الاقتراب من الاندماج ، مما يجعل تلك المقولات متأرجحة بين كونها لغواً غير معتبر او موقفا رافضا على الحق في العمل السياسي ، اي احتجاج ضد المبدأ
• أين ترون مصدر "اللبس" في هذه النقطة ان كانت موجودة؟
- الجهل بحقيقة الحوارات المطولة التي سبقت إعلان الإصلاح، حيث جرى فيها رسم شخصيته التي سيخوض بها العملية السياسية منذ الاعلان وحتى الان. هذا الجهل جعل من ترديد تلك التفسيرات ميسورة ومتاحة .
• هل ممكن ان نعتبر هذا تأويل لما أورده الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر في مذكراته، بأن تأسيس الإصلاح تم بالاتفاق مع السلطة حينها ممثلة بالرئيس الراحل علي عبد الله صالح؟
- التجربة التي تملك تاريخا لا تحتاج إلى تأويل، يمكنها الإفصاح عن نفسها من خلال سلوكها السياسي داخل سياقها العام، فالحزب الذي لم يندفع لاستخدام حقوقه المكتسبة بشكل قانوني ضد خصومه ليس بالذي يُستخدم.
كان للإصلاح المطالبة بإعادة هندسة الصيغة القيادية وفقا للانتخابات التي جعلت منه القوة السياسية الثانية في البلاد، ولم يفعل الإصلاح ذلك رغم الفرصة المواتية لصناعة ازمة سياسية مبررة ومسنودة قانونيا ، يمكن للتاريخ تفسير نفسه ودون الخوض في جدل عقيم .
• لماذا لم يتشبث الإصلاح بمكاسبه المشروعة؟
- لأنه يدرك أن الحالة السياسية في البلاد آنذاك أضعف من تحمل أمر كهذا، فالقوة السياسية التي انتجتها الانتخابات، لم تكن بعد متكافئة مع قوة عسكرية ضاربة جذورها في عمق أجهزة الدولة.
كان الإصلاح يعي أن الدولة الوليدة، وإن حازت بالانتخابات شرعيتها القانونية، إلا أنها مازالت تفتقر للقدرة التي تمكنها من حماية تلك الشرعية وفرض نتائجها. لقد كان استمرار نمو هذه الدولة أولوية تفوق المكاسب السياسية لدى الإصلاح..
• مقاطعا.. هل كانت هذه المسألة بهذا الوضوح لديكم حينها؟
- بالتأكيد، كانت طبيعة الحزب والطريقة التي تشكل بها والسياق الذي ولد فيه، له تأثير في خطه السياسي المنحاز كليا للدولة وضرورة بناء تقاليد سياسية تتيح لحزب عنصر قوته تتركز في الجماهير، ويريد الوصول إلى السلطة دون الاعتماد على قوة السلاح التي كانت تمنح أحزاب السلطة تفوقا يجعل منافستهم في دولة هشة، أقرب للمستحيل دون الاحتكام للشعب.
وهذا ما أكدته الأحداث اللاحقة حيث اتكأ الإصلاح على الإرادة الشعبية ونتائج الانتخابات في الانتقال من قلب الجماهير إلى السلطة، وتحوله إلى قوة مؤثرة في معادلة الحكم.
• حديثك يقودنا إلى الركائز السياسية الحاكمة للإصلاح في خطابه ومواقفه وهو يتعامل مع هذا الواقع الهش والمحفوف بالمخاطر؟
- ببساطة ونتيجة لطبيعة الإصلاح وطريقة تشكله، فقد كانت الدولة أهم قضاياه السياسية. الدولة في الذهن الإصلاحي ليست سوى نوع من السلطة لا يتيح للحكام إمكانية توظيفها ضد القوى السياسية واستخدامها كهراوة وأداة مكافحة للمجتمع.
كانت مرحلة التشطير والخشية من العودة إليها أهم عوامل تعريف الدولة المنشودة: إنها الدولة التي تتيح للقوى السياسية حرية الفعل والحركة السياسية المنبعثة من قلب الجماهير في اتجاه السلطة.
هذا ما كان يسعى إليه الحزب ذو المقدرة الفائقة في التحشيد الشعبي والتوسع في المدن الكبرى ونقابات العمال والطلاب وأساتذة الجامعات. ما الذي ينقص حزباً كهذا إلا ساحة تنافس سياسي لا يُسمح للقوة العسكرية اللعب فيها أو التأثير عليها ولا التحكم بها أو ممارسة دور توجيهي لحركتها.
لقد كانت تلك أولوية الإصلاح، فبعد أن أعلن عن نفسه، وغادرت كتلته الاجتماعية المرحلة السرية، كان بحاجة ماسة لقوة وطنية ترعى العملية السياسية وتضمن سلامتها، لاسيما وأنها ما زالت محاطة بتهديدات محتملة بثقافة سياسية اعتادت حسم الصراع بالعنف، ولم تتصالح مع وضع سياسي يبشر بطريقة لتداول للسلطة من خارج ذلك المألوف المحتفظ بقوة كافية لعرقلة السير للأمام والعودة إلى العهد السابق بكل إكراهاته المهددة للحريات.
• هذا على المستوى السياسي... ماذا عن المجال الاجتماعي؟ ما هو دوركم فيه؟
- اجتماعيا أسهم الإصلاح في النضال الجمهوري بخوضه معركة التنوير المعرفي التي استهدفت الإمامة في نسقها الاجتماعي في قرى اليمن وأريافها، لقد كان نزالا معرفيا تمدد بعيدا عن مراكز وحواضر اليمن حيث القلاع التي تحصنت بها الإمامة في عمق وأطراف المجتمع.
لن نكون جمهوريين بالشكل الذي يليق بنا دون تتبع تلك البؤر التي تبقي على الإمامة تهديدا محتملا وخطرا حقيقيا على اليمنيين؛ ما دام السلالي مقدما في القرى والأرياف، يعود إليه الناس في أمر دينهم وإليه يحتكمون في شؤون دنياهم.
هذا ما كان يعيه الإصلاح منذ وقت مبكر... وعمليا فقد تمكن الإصلاح من إحداث تغير اجتماعي مهم، عبر ما عرف لاحقا بالمعلمين الذين أعادوا هندسة النظام الاجتماعي بطريقة أفقدت الإمامة حضورها المؤثر داخله، وفتحت باب الصدارة فيه للجميع، وأنهت احتكار السلالة للزعامة الدينية والدنيوية، وجعلتها أمراً مشاعاً، وفي متناول الجميع.
• بمناسبة هذا الدور التأسيسي.. كيف نفهم الأسس الفكرية للإصلاح؟ وكيف ومما تشكلت؟
- رغم ما تتسم به البدايات من صرامة فكرية وحركية تعوق مغادرتها والانتقال عنها إلى المراحل اللاحقة، إلا أن مغادرة الإصلاح تلك المرحلة كان سريعا بشكل ملحوظ ، ولقد مثل دخوله المبكر للعمل السياسي وتحمله مسؤولية التغيير الاجتماعي في قلب المجتمع أهم العوامل التي مكنته من إعادة رسم شخصيته الخاصة كقوة وطنية تنطلق من واقعها دون الانحباس فيه أو معاداته.
لقد اتجه برشاقة وخفة نحو إحداث وعي بمخاطر التكتلات المذهبية والجهوية والقبلية على حياة اليمني وتناقضها مع كوننا إخوة محكومين بقيم دينية ترفض كل صور الانقسام والتمييز ، وتعلي من فكرة الإخاء الإنساني، وتنبذ الفوارق المصطنعة واحتكار السيادة من دون الناس. وبهذا أعاد الإصلاح هندسة البنية الاجتماعية بجهد الجميع ولصالح الكل، دونما حاجة إلى خوض مواجهة عنيفة لا مع السلطة ولا مع المجتمع.
• هناك سؤال شائع يتردد كثيرا حول يمنية الإصلاح وعلاقاته الخارجية؟
- في سياق مهمته تلك استفاد الإصلاح من الارث المعرفي لمدرسة التجديد اليمني والذي تراكم من خلال جولات من النزال المعرفي مع الإمامة. و لعبت دور البطولة فيه، شخصيات وازنة وذات تأثير واسع داخل اليمن، وفي عموم العالم الإسلامي، هذه المعرفة بما تملكه من أساسات تجعل منها مدرسة مكتملة الأركان، ستصبح أهم الروافد المؤثرة على الوعي الإصلاحي المحتاج للتحرر من جاذبية وتأثير معارف محلية وخارجية لا تتناسب وطبيعة مهمته.
فمع المعرفة المذهبية محليا يكون الانقسام المجتمعي ومع المعارف الوافدة يكون الانقسام السياسي، وكلاهما يحد من الاستقلال الذي كان يحتاجه الاصلاح للحركة المطلوبة للتغيير.
• ذكرت "المدرسة اليمنية" ما الذي جعلها بهذه الأهمية للإصلاح؟
- أهمية هذه المعرفة من كونها قاومت الانقسام المذهبي وتجاوزته بالاضافة لمقاومتها رغبات الامامة توظيف المعرفة لصالحها، ولهذا نالت مكانتها لدى الاصلاح وجميع احرار اليمن من بداياته وحتى الآن. لقد أثرت تلك المدرسة على الإصلاح في طريقة تعامله مع المعارف الوافدة من المحيط العربي والإسلامي بطريقة واعية .
فالخصوصية الإصلاحية بالمقارنة مع تجارب مشابهة مردها عظمة الإرث الذي تركه الآباء الذين جعلوا من المعرفة نسقاً نضالياً مقاوماً للسلطات المستبدة، فإليها يعود ذلك الصمود الإصلاحي في وجه التأثيرات العديدة وإصراره على خط فكري يعيد الاعتبار للبعد المحلي دون الانغلاق مع الخارج... تجربة نتجت عن روافد عديدة، دون أن تكون هي تكراراً لأي منها، وتلك سمة تحسب للإصلاح.
• ألا تلاحظ أنه ورغم أهمية هذه المدرسة، إلا أن الاهتمام بها مازال دون المأمول؟
- اتفق معك، فلم يفعل الإصلاح أكثر من الاستعانة بتركة هذه المدرسة لتجاوز إرث الانقسام المذهبي والتصدي لمخلفات الإمامة، إلا أن هذا ليس كافيا، وعلى الدولة أن تكمل هذا الدور الذي بدأت به المعاهد العلمية وتحويل تلك المعرفة إلى مادة مرجعية للثقافة وجزء من المنهج المدرسي ، ولا يجب التوقف عند هذه النقطة.
• بشكل عام هل هناك روافد أخرى أثرت في التجربة الإصلاحية؟
- نعم يوجد روافد كثيرة صبت في مجرى الإصلاح الكبير في صورته الحالية، ومنها روافد خارجية ومحلية، حاول الإصلاح الاستفادة منها، دون أن يقع سجينا لها أو معاديا لها، فهو وإن كان ابن بيئته، وأحد تعبيراتها، فهو أيضا وفي الوقت نفسه متجاوزا لها ومسؤولا عن التفاعل عنها وتوجيهها بالشكل الذي يساعده على التحرك بالجميع في طريق مشترك ونحو غاية واحدة يصبح السعي من أجلها المبرر الأول للتضحيات وبذل الطاقة من أجل بلوغها. فلا أثمن من لحظة يكون اليمني سيد نفسه وبدولة كل وظيفتها حراسة تلك السيادة…
• مقاطعا... كيف حقق الإصلاح ذلك؟
- من خلال الاهتمام بالقطاع التعليمي، ومخرجاته... الذين أصبحوا مدرسين منتشرين تقريبا في كل قرية يمنية، وتحولوا إلى طلائع عملت على قيادة تحول اجتماعي أشبه ما يكون بثورة، نجحت إلى حد كبير في إزالة النظام الطبقي الذي كان المجتمع مستسلماً له، وإعادة صياغته مجددا، ابتداء من القرية، التي أصبح المعلم الإصلاحي يؤدي دورا مؤثرا فيها، ويحتل مركزاً اجتماعياً بارزاً، وهو ابن الفلاح أو المواطن البسيط، لكن التحاقه بالتعليم، واهتمام الإصلاح به، وتأهيله تنظيميا، ساعده على لعب هذا الدور.
وأنا أعتقد أن حضور الإصلاح القوي في قطاعي التعليم والطلاب، أسهم إلى حد بعيد في حيوية هذا القطاع، وتطوير دوره إلى مساعدة الجمهورية على الانتشار والتوسع كقيمة يرى فيها اليمنيون، فارقا عما قبلها، حتى في تلك المناطق التي صعب على الجمهوريين دخولها، فقد كان المعلم الذي أهله الإصلاح تنظيميا يذهب إلى القرية النائية في جبال برط مثلا أو الحشوة في صعدة، وهو يحمل الطبشور في يده والجمهورية في قلبه.
• منذ تأسيس الحزب، كان ضمن جُملة من التحالفات السياسية، ربما أبرزها اللقاء المشترك كيف تقيمون هذه التجربة؟
- التحالفات السياسية للإصلاح لم تكن بعيدة عن مطلب تثبيت الدولة الوطنية وإخضاع التنافس على إدارتها لمنطق سياسي سلمي مغاير لمنطق القوة العسكرية التي كانت سائدة في تداول السلطة حتى ذلك الوقت.
عمل الإصلاح على إنشاء تحالفاته على ضفاف العملية السياسية ولأجلها تحاشيا لتحالفات السلاح التي حكمت ما قبل التعددية السياسية، والتي أدمت الجسد الجمهوري، وعمقت الهوة بين المجتمع والسلطة التي بقيت قلعة صماء غير متاحة لعموم المواطنين.
لقد كانت التجربة الوليدة بحاجة إلى مساحة عمل تتيح للقوى غير المسلحة إمكانية السير المشترك كبديل متسق مع النظام السياسي يحرر الحالة السياسية من تحالفات القطيعة التي سادت عهد التشطير.
• يلاحظ على الإصلاح تحالفاته العديدة إلى حد اعتبارها إحدى سلبيات التجربة الإصلاحية؟
- يمكن النظر إلى تعدد التحالفات التي أبرمها الإصلاح مع مختلف القوى السياسية من منظور الثابت الوطني والمتغير السياسي، فالدافع لتحالفنا مع صالح في ١٩٩٤ هو نفسه الذي سيجعلنا نفض هذا التحالف فيما بعد.
كان الدافع له وقتئذ تثبيت المؤسسة الدستورية الأولى للدولة الوليدة ورفض تجاوزها وما أفرزته الانتخابات من واقع سياسي يتسم بالشرعية منذ الثورتين، لقد سعينا بالتحالف ذاك لمواجهة الخيارات المفروضة بالقوة العسكرية، فلقد رفضنا مسلك الانفصال بقوة السلاح لما ينطوي عليه من تهديد للحريات العامة وتضييق، وربما إلغاء الهامش الديمقراطي الذي ولد بالوحدة، وهو احد مكاسبها.
ولأجل حماية الهامش الديمقراطي والتصدي للسيطرة على الحالة التنافسية في البلاد غادرنا هذا التحالف، ونحن في كلتا الحالتين لم تحركنا خصوماتنا مع الحزبين الحاكمين، فقد كان الدافع إسقاط خيار القوة والاستقواء باعتبارها تهديداً للحرية السياسية كأهم مكسب جديد، فمن أجل المضمون التعددي للنظام تحالفنا مع صالح وضده، من أجل الحرية المهددة بالتقسيم أو بالسيطرة المريحة.
• الوحدة والانفصال... هذا عنوان عريض لجدل سياسي ممتد منذ عقود، وأنتم في الإصلاح في القلب منه، كيف تتعاملون معه؟ وما هي الرؤية التي تحكم تعاطيكم معه؟
- الإصلاح لا يجد نفسه في أي من المنطقين، فنحن نرفض استخدام القوة لفرض أي خيار سياسي، سواء كان الهدف انفصالاً أو توحداً، كل ما نسعى إليه أن تصبح الإرادة الشعبية هي من تقرر بشأن هذه القضايا بغض النظر عما تريده القوى المختلفة.
• في ضوء ذلك كيف يمكنك تقديم موقفكم من ١٩٩٤؟
- كنا مع الإرادة الشعبية التي تجلت بالاستفتاء على الدستور ثم بالانتخابات التي نتج عنها المؤسسة الدستورية للدولة الجديدة. إنها المرة الأولى التي تظهر للشعب إرادة بين زحمة الإرادات المسلحة التي وبالضرورة لا تنسجم معها، وكان علينا أن نقف في الضفة التي تتيح للمواطن دورا اوسع وحقوقا اكثر وهو امر متعذر ويصبح مستحيلا مع التشظي .
• هل ندمتم على موقفكم هذا خاصة حين اضطررتم للخروج من السلطة؟
- لايقين في السياسة فهي محكومة بالنسبية وإكراهات اللحظة ومحفزاتها ، والمهم هو مقدار قربنا حينها من خيارات الشعب، ومن الدولة التي كانت قد بدأت تنمو من خارج هيمنة سلطتي الحكم، وبالاستناد إلى القوة السياسية، بالتأكيد فرض الانفصال تهديدا كليا للدولة وللحرية كمكسب وحيد لشعب وقف مطولا وهو يقاتل من أجل سلطة حكامه قبل أن يقف أخيرا في طابور اختيارهم وتغييرهم، لقد كان انحيازنا حينها للناس وخياراتهم وضد العودة إلى حقبة القمع ومكافحة الشعب ، لم نقف مع هذا الحزب او ضد اخر بدليل خط سيرنا العام ، فالحرية التي جعلتنا نرفض التقسيم هي نفسها التي فرضت علينا مغادرة السلطة وبناء جبهة المعارضة.
• بمناسبة مغادرة السلطة والخروج منها.. هناك من يرى أنها لم تكن جادة، وأبقت على صلات الإصلاح بالسلطة؟
- عند الحديث عن علاقتنا بالسلطة ترد مسألة توقيت الإصلاح لمغادرته السلطة، فرغم موجباتها العديدة، إلا أن المغادرة بالانتخابات، كان بهدف تكريس السلطة الشعبية وتأكيدا على دورها في العملية السياسية، وأنها من ترفع وتخفض، لقد كان الزمن بحد ذاته موقفا سياسيا اختاره الإصلاح بعناية، وهو يواجه سياسة الأغلبية المريحة حينها.
• إلى أي حد أثرت تلك المغادرة على العملية السياسية حينها؟
-المغادرة كانت للسلطة، وليست للدولة اليمنية التي بقيت محل اهتمام الإصلاح وقضيته الأولى بعد ترك الحكومة.
• كيف ذلك؟
-لقد اتجهنا إلى إعادة بناء المعارضة باعتبارها الركيزة الثانية للدولة، فالنظام السياسي إلى ذلك الوقت كان يسير بطريقة غير متوازنة بسبب الفجوة الناتجة عن غياب معارضة قوية وفاعلة ومعترف بها، لقد سعى الإصلاح بخروجه من السلطة لصياغة معادلة متوازنة قوامها سلطة ومعارضة ، لقد كنا نعارض السلطة لمصلحة الدولة ولأجل تقويتها
• رغم ما قلته بقيت الخطوة غامضة وغير واضحة للقوى السياسية أو بعضها كيف ترى ذلك؟
- أنا أعيد الأمر إلى غرابة سلوك الاصلاح بالنسبة الى مألوف التجربة اليمنية وما اعتادت عليه، لم يسبق أن تركت قوة سياسية مواقعها في السلطة سلميا دون عنف، وذهبت لتمارس النشاط السياسي دون ثأر. ما فعله الإصلاح يخالف توقعات نخب اعتادت الخلط بين الدولة وحكامها وعدم التفريق بينهما .
• شارك الحزب في السلطة في تسعينيات القرن الماضي، وأيضا عقب ثورة فبراير، هل عمل الحزب على تقييم تلك التجارب؟ هل ممكن أن تلخصها للقارئ؟
- في تجربتنا التي اجتازت عقدها الثالث، نحن بحاجة لتقييم للفعل السياسي الإصلاحي ضمن سياقه الخاص والوطني من حوله. علينا وضع سلوكنا بين غاياتنا الأولى ووجهتنا الأخيرة، بين مطلبي الانسان وتحريره والوطن واستقلاله، فبين القطبين تدفقت التجربة وعي ومعرفة، فعل وسلوك، تطلعات واحلام، حركة ونضال ومازالت حتى الآن، ولا يمكن لأي واحد القول الفصل والنهائي فيها مهما بلغ.
على ان كل التجارب عرضة للتاريخ الذي يتولى بحركته المستمرة وضعها في الموقع الذي يليق بها ويتناسب معها، واظن الإصلاح الذي نتج عن جهد تعليمي يستهدف الفرد قد انتهى حارسا لمشروع اليمنيين وحائط الصد الأول أمام انبعاث الحركة المعادية له.
• ماهي أهم الاخطاء التي اشترك الإصلاح فيها ويجد نفسه نادما عليها؟
- خطأ الذهاب إلى مراحل متقدمة في الفعل السياسي خلال فترات التحول في حين ما تزال الحياة السياسية بكلها مكشوفة من الظهر، نتيجة لغياب أو ضعف المؤسسات السيادية، حيث يمكننا القول إن الحروب التي شهدتها اليمن في ١٩٩٤ و٢٠١٤ ما كانت لتحدث لو أننا كنا قد تمكنا من بناء المؤسسات السيادية على أسس وطنية، لا تخضع لأي تأثيرات أو اعتبارات غير وطنية.
• ما الذي كان عليكم والجميع فعله لتفادي ذلك؟
- كان علينا إيجاد مؤسسة وطنية للقوات المسلحة قبل الذهاب لانتخابات نيابية في ١٩٩٣، وقبل خوض حوار وطني في ٢٠١٢، الواجب الأول في ظروف كهذه إيجاد الدولة، ثم وعلى إثر ذلك يجري النقاش على طريقة إدارتها والتنافس على فعل ذلك، فقد وقعت السياسة وقواها في كل الحالتين، تحت قبضة البندقية وأمرائها، والأمر نفسه تكرر بعد اتفاق الرياض، فالسلاح الذي مازال خارج سيطرة الدولة أنتج عاصمة بلا هوية ولا سياسة، اعاق حضور الدولة وأحبط مهامها..
• ماهي نتائج هذا السلوك والأثار الذي تركها؟
- في التجارب الثلاث تحولت الازمات السياسية ونتيجة لوفرة السلاح لدى أطراف الصراع إلى صدام مسلح ما كان ليحدث لولا الفشل في بناء مؤسسة وطنية للجيش.
• هل تقصد ان تجنب الحرب كان ممكنا؟
- نعم.. فللأزمات قابلية للاتجاه في طريق آخر غير الحرب يفضي لتقوية مركز المجتمع وإراداته العامة، يمكن ذلك في حال ذهابها نحو انتخابات مبكرة والعودة للشعب مرة أخرى للفصل بين القوى السياسية.
• ما هو السبب المباشر الذي حال دون ذلك؟
- وجود السلاح في قبضة القوى السياسية هو المحرض الاهم للاتجاه بالأزمات نحو الصدام العنيف وجعل الحوارات السياسية مناسبة للعنف والعنوان الذي يمهد لهزيمة السياسية وتعطيل محاولات التحول السياسي الديمقراطي في البلاد. هذا هو الدرس الأهم للتجربة السياسية اليمنية، والذي يجب استحضاره دوما لا سيما مع تعددية الجيوش المنتقصة لمركز الدولة المهددة لسلام المجتمع.
• بعد أن أصبحت الحرب أمرا واقعا في البلاد.. كيف ترون موقف الاصلاح منها؟
- عند هذه النقطة التذكير بمواقف الاصلاح التي رفض فيها جملة الاسباب التي قادت البلاد نحو الحرب، لقد عارض الاصلاح ممارسة السياسة من خارج الفضاء الوطني واستخدامها مطية لصناعة مظلومية مذهبية او مناطقية او جهوية كما كان له موقفا صارما من ادخال السلاح لاعبا في سوق السياسية.
• نود لو تشرح هذه النقطة بشكل أوضح؟
- حين ذهب السياسي للعمل من داخل مذهبه او منطقته أفقد السياسية معناها العام وتسبب بتصدع كبير داخل الارضية الوطنية المشتركة ومن حينها لم يعد اليمني قادرا على ممارسة انشطته السياسية بل والاقتصادية من اي مكان داخل البلاد، اما السلاح فقد كان ومازال التهديد الدائم لكل عملية تحول جاد يشرع بها اليمنيون.
• وعندما وقع الانقلاب ما الذي فعله الاصلاح وكيف تصرف حينها؟
- حينها تحرك الاصلاح في اتجاهات ثلاثة: ساند شرعية الدولة التي مازالت تحتفظ بعلاقة ما بالشعب، وحفز الشعب لمقاومة القوة المتمردة، ومواجهة كل قوة تنشأ من خارج ارادته.
• على ماذا استند الاصلاح في المهام التي قام بها، وهل خضتم معركة السلاح؟
- استند على الواجب يفرض ايقاف نشاطه التقليدي كحزب يسعى لإدارة سلطة الدولة والشروع بحركة سياسية بهدف الحفاظ على الدولة نفسها.
وكنا مع الارادة الشعبية التي تقدمت للتعبير عن نفسها بعد ان فقدت النسق الرسمي لأجهزة الدولة، لقد خاض شعبنا معركته من اجل السلام وضد كل قوى تصر على العمل من خارج المنطق السياسي وتسعى لجعل السلطة غنيمة تقتسم بلا تداول سلمي.
• ماذا بعد كل سنوات الحرب؟
- نريد سلاما حقيقيا ينتج استقرارا، فقد عانى شعبنا من السلام الذي يفضي لحرب اخرى، لا نريد أكثر من اعادة فتح طريق السياسة ولا طريق لذلك الا بإنهاء حصار المدن وفرض الانقسام وفرض جمرك وضرائب بين المدن، ليس هناك من سلام والاطفال يقضون قنصا وجوعا، ولا سلام مع الحصار.