الأربعاء 08-05-2024 03:40:14 ص : 30 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

الهبة الشبابية للتصحيح.. استمرار الحراك الشعبي في تعز للمطالبة بمكافحة الفساد وتوفير الخدمات

الأحد 22 أغسطس-آب 2021 الساعة 06 مساءً / الإصلاح نت - خاص/ عامر دعكم

 

 

يتواصل الحراك المجتمعي الشعبي في مدينة تعز، للشهر الثالث على التوالي، للمطالبة بتوفير الخدمات ومكافحة الفساد، ومعالجة الاختلالات الأمنية.

وتشهد المدينة مسيرات شبابية شعبية، يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع، يشارك فيها الآلاف من المواطنين، تحت إطار "الهبة الشبابية للتصحيح"، وتُرفع فيها لافتات تطالب بمكافحة الفساد، وإقالة المسؤولين الفاسدين في السلطة المحلية.

واتخذ المحتجون من أمام المقر المؤقت للمحافظة، في شارع جمال، ساحة لهم، اسموها "ساحة التصحيح"، يتظاهرون فيها، ويصلون فيها الجمعة، كما يتزامن مع الفعل الاحتجاجي الميداني، ضغطًا إعلاميًا، في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، رفضًا للفساد.

وانتفض الحراك الشعبي رفضًا لتردي الخدمات وانهيار العملة، وارتفاع سعر الكهرباء والمياه، وتكدّس القمامة في الشوارع، وانعدام الغاز المنزلي، وللمطالبة بإصلاحات إقتصادية.

كما يطالب المشاركون بمعالجة قضية جرحى تعز، الذين يعيشون معاناة بالغة الوجع، بعد أن ضحوا بدمائهم وأجزاء من أجسامهم في سبيل الدفاع عن تعز وتحريرها.

وبحسب مشاركين في الحراك الشعبي، فإن الهبة الشبابية للتصحيح، بدأت بالمطالبة بمكافحة الفساد في مكاتب السلطة المحلية الإيرادية، كالضرائب والواجبات والكهرباء والمياه والنظافة والنقل والمسالخ وغيرها، وذلك استشعارًا للوضع الذي تعيشه مدينة تعز المحاصرة من قبل المليشيا الحوثية الإرهابية، منذ سبع سنوات، وهو وضع يستدعي المصداقية والنزاهة وتكثيف الجهود، والحفاظ على المال العام.

وأضافوا، لـ (الإصلاح نت) أنهم مضوا في التصعيد، عندما لم تستجب السلطة المحلية لمطالبهم، فنزلوا إلى الشارع، ونصبوا الخيام، للمطالبة بإقالة الفاسدين في المكاتب الإيرادية، وتحويلهم إلى القضاء للمحاسبة، وتعيين شخصيات نزيهية بدلًا عنهم.

ورغم أن محافظ تعز، ووزراء، أصدروا قرارات بتغيير مدراء مكاتب النقل والضرائب والواجبات والكهرباء، وأحيل بعضهم إلى القضاء، إلا أن المشاركين في الحراك الثوري، أكدوا أن ذلك لا يكفي، لا سيما أن تلك التغييرات لم تنعكس إيجابًا على الأداء والواقع المعيش في المدينة، محذرين في الوقت ذاته من "التغييرات الانتقائية التي لا تشمل كل الفاسدين".

الناشط جياز عبدالحميد، قال لـ(الإصلاح نت)، "الحقيقة أن أداء بعض مسؤولي السلطة المحلية في تعز، خالٍ من أي استشعار للمسؤولية وللظرف الذي تعيشه تعز، وبعيدًا عن إي فهم لطبيعة المعركة الوطنية التي تستدعي حشد الجهود والطاقات، كلّ مسؤول في موقعه".

وأضاف: "ولست أدري كيف أن بعض المسؤولين يوغلون في الفساد، في حين يرون المدينة محاصرة، وتُمطر بالقذائف بشكل يومي".

وأكد جياز، "مطلبنا سلطة محلية تستشعر المسؤولية وتساند معركة التحرير، من خلال النجاح في مهامها، وإظهار نموذج إيجابي للشرعية، وصورة مشرقة لتعز".

 

طالبوا بإنهاء الانفلات الأمني

ولم يقتصر الحراك المجتمعي في تعز، على المطالبة بمكافحة الفساد في السلطة المحلية، بل طالبوا اللجنة الأمنية، التي يرأسها محافظ المحافظة، بمعالجة الاختلالات الحاصلة في المدينة، وضبط العصابات المتهبشة والخارجين ان القانون.

كما طالبوا قيادة محور تعز والشرطة العسكرية، بالتعامل بحزم مع كل الأفراد المنفلتين المحسوبين على الجيش، الذين يسيئون لتضحيات الشهداء والجرحى، وللجيش الوطني ككل.

 

موقف الأحزاب من الحراك المجتمعي

عقب انطلاق الحراك المجتمعي في تعز، سارعت فروع الأحزاب في المحافظة، لإعلان دعمها لمطالب الجماهير وحركتها السلمية، مؤكدة رفضها للفساد، ومطالبة بتصحيح المسار.

فقد أعلن التجمع اليمني للإصلاح بتعز، وقوفه مع مطالب الشارع وحركته السلمية، داعيًا إلى التقاط هذه الفرصة لتصحيح المسار وإصلاح الأوضاع بما يرفع أداء المكاتب الحكومية و يوفر الخدمات ويضبط الإيرادات من عبث أيادي الفساد.

وحيّا الإصلاح، اليقظة الشعبية وحراك الشارع السلمي الذي يقف ضد كل مظاهر الفساد، وإحالة الفاسدين إلى القضاء ، مع إتاحة المجال للرقابة الشعبية والشبابية لممارسة دورها الضاغط في هذا الاتجاه.

ودعا إلى ضرورة أن تضطلع الحكومة بدورها تجاه تعز ومشاكلها اليومية ، مع وجوب ان تقوم  القوى السياسية والاجتماعية ومختلف المكونات بمساندة هذا التوجه التصحيحي بما يضمن تطهير المؤسسات من الفساد ومحاسبة من يثبت إدانته وتفعيل دور المؤسسات الخدمية والإيرادية ورفع عطائها لخدمة المواطن وحفظ الموارد، بما يسهم في تحقيق المصلحة العامة و التسريع باستكمال تحرير المحافظة وكسر الحصار عنها.

أما المؤتمر الشعبي العام بتعز، فحيّا الحراك الشبابي والشعبي والجماهيري السلمي الذي تشهده مدينة تعز في مواجهة الفساد وتجفيف منابعه ومحاسبة الفاسدين وفرض هيبة الدولة وتطبيق سيادة القانون والقضاء على كآفة الاختلالات العسكرية والأمنية والمدنية.

وأكد المؤتمر على ضرورة تفاعل مختلف السلطات مع تلك المطالب وفقا للقوانين النافذة، محذرا في الوقت ذاته من مغبة حرف تلك المطالب المشروعة عن أهدافها لأغراض سياسية او مصالح شخصية تضر بالنسيج المجتمعي لأبناء تعز وتخلق احتقانا في وقت تحتاج فيه تعز لمزيد من التلاحم في مواجهة المتربصين بها وبأبنائها الشرفاء الأبطال.

في حين أعلنت منظمة الحزب الاشتراكي اليمني وفرع التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري بمحافظة تعز، دعمهما للفعل الجماهيري المدني السلمي وانحيازهما لمصالح المواطنين، كما حيّا أصوات الجماهير الرافضة لتفشي ممارسات الفساد والمنددة بغلاء الاسعار، مطالبَين باقالة كل من تورط في أعمال الفساد وإحالتهم لنيابة الاموال العامة.

 

الحراك الشعبي سيستمر

ويؤكد نشطاء في تعز أن الحراك الشعبي في المدينة لن يتوقف، حتى تتحقق أهدافه، المتمثلة في مكافحة الفساد، والضغط لتعيين شخصيات ذات كفاءة معروفة بالنزاهة والمهنية، في السلطة المحلية والمناصب الإدارية الحكومية، تحفظ المال العام، وتوفر الخدمات للمواطن، إضافة إلى معالجة الاختلالات الأمنية وتفويت الفرصة على كل من يحاول إثارة الفوضى في المدينة".

ولفتوا إلى أن بعض المسؤولين ربما نسي سريعًا، أو تناسى، أن تعز هي ولّادة الثورة، وحاملة لواء المقاومة، لكن المؤكد أن الأحرار في المحافظة لم يكلّوا أو يملّوا، بل إنهم يُقاومون الجائحة الحوثية ويكسرونها، وفي ذات الوقت يضغطون لأجل توفير الخدمات وإصلاح الاختلالات الأمنية ويكافحون الفساد.