الأحد 06-10-2024 16:33:31 م : 3 - ربيع الثاني - 1446 هـ
آخر الاخبار
الإصلاح ومتطلبات المرحلة
بقلم/ صالح الفقيه
نشر منذ: سنتين و 3 أسابيع و يومين
الثلاثاء 13 سبتمبر-أيلول 2022 11:27 م
  

يحتفل حزب التجمع اليمني للإصلاح بالذكرى الـ 32 لتأسيسه في ظل تغيرات كبيرة على امتداد اليمن الكبير، إلا أنه ظل وما يزال راقياً في عمله السياسي ثابتاً على مبادئه وركناً أساسياً صلباً في المعركة الوجودية مع المشروع الإمامي البغيض الذي عاود الظهور بنسخة أكثر سوءاً وقبحاً وتدميراً للهوية والتاريخ اليمني الضارب بجذوره في أعماق التاريخ والممتد لأكثر من سبعة آلاف عام.

وسط بحر متلاطم الأمواج والصعاب التي راكمتها سنين الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي بانقلابها المشؤوم ورغم التآمر الكبير مازال التجمع اليمني للإصلاح حزب الشعب وحائط الصد الكبير في مواجهة مشاريع التدمير والخراب، ومازال باق على العهد الجمهوري والمضي نحو اليمن الاتحادي الجديد لم يتبدل ولم يتغير بل سعى وما زال يسعى إلى لملمة الصف الجمهوري وتوحيده ونفخ الروح فيه من جديد..

حين سقطت الدولة وتوارى الجميع وتنصلوا عن مسؤولياتهم دفع الحزب بخيرة أبنائه شيوخاً وشباناً وشابات الذين بثوا الروح في مشروع المقاومة لمواجهة الإمامة البغيضة التي ما انفكت تسعى إلى تفتيت اليمن وإعادته إلى أيام غابرة دفنها شعب اليمن حين أشعل ثورة 26 سبتمبر المجيدة التي تحل ذكراها الستون خلال الأيام القليلة المقبلة، لم يدفن الإصلاح وقياداته وقواعده على امتداد اليمن الكبير رؤوسهم في التراب والانحناء للعاصفة وإنما وقفوا جبالاً شامخة أذاقوا الإماميون سماً زعافاً وكسروا مقولة "الجماعة التي لاتقهر"..

كان بإمكان الإصلاح التواري عن المشهد والاحتفاظ بقاعدته وجماهيره العريضة من صعدة شمالاً إلى عدن جنوباً ومن المهرة شرقاً إلى الحديدة غرباً وترك اليمن تنهشه مشاريع التفتيت لكنها المبادئ التي بني عليها الحزب وأقسم عليها كل من انتمى إلى الإصلاح الحزب وأبر جميع كوادره بقسم الحفاظ على مبادئ وأهداف الثورة والجمهورية، فصار كوادره بين شهيد أو جريح أو مختطف كل ذلك من أجل الجمهورية وثوابتها التي لا يمكن التنازل عنها..

الآن وبعد قرابة الأعوام التسعة من الحرب التي تسببت فيها ميليشيا الحوثي الانقلابية، والتضحيات الكبيرة من أجل اليمن الكبير، لن يقبل الإصلاح إلا بيمن أبناؤه أسياد أحرار لا يقبلون فوارق القيمة الإنسانية ولا يساومون عليها، فالإصلاح هوية وطن ومشروع بناء وشعاع حرية ورأس حربة في مواجهة تجريف الهوية اليمنية.

لكن ما يجب التأكيد عليه أنه وبعد أكثر من ثلاثة عقود من العمل السياسي البناء وسنوات الحرب المشؤومة وأمام عواصف المؤامرات حري بـ"حزب الشعب" العمل على إتاحة المجال أمام كوادره الشبابية وكذلك المرأة الشريك الفاعل والحاضر بقوة في صفوف الحزب المدني أن يتاح المجال أمامهم في رسم السياسات وصنع القرار تقديراً لتضحياتهم الكبيرة والتي كان لها أثرها على أرض الواقع سواء في الميدان السياسي أو الثقافي أو الاقتصادي وقبل كل ذلك ميدان المواجهة المسلحة مع ميليشيا الحوثي الإرهابية.

أيضاً يجب ألا ننسى أن يكون هناك موقف واضح وصريح وجهود يجب أن تبذل سواء من قيادة الشرعية أو قيادة التجمع اليمني للإصلاح من أجل الإفراج عن كوادر الحزب الأسرى أو المختطفين أو المخفيين قسراً، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.