الخميس 21-11-2024 19:39:23 م : 20 - جمادي الأول - 1446 هـ
آخر الاخبار
(صرخة إلى النائمين)
بقلم/ الشهيد/ محمد محمود الزبيري
نشر منذ: 5 سنوات و شهر و 29 يوماً
الإثنين 23 سبتمبر-أيلول 2019 02:36 م
 

 قصيدة للشهيد/ محمد محمود الزبيري

 

ناشدتك الإحساس يا أقلام

أتزلزل الدنيا ونحن نيام

 

قم يا يراعُ إلى بلادك نادها

إن كان عندك للشعوب كلام

 

فلطالما أشعلتَ شعرك حولها

ومن القوافي شعلة وضرام

 

لما أهبت بها تطارد نومها

ضحكت عليك بجفنها الأحلام

 

وصرخت في أسماعها فتحركت

لكن, كما يتحرك النوّام

 

نخشى سيوف الظلم وهي كليلة

ونقدس الأصنام وهي حطام

 

وتذل أمتنا لفرد واحد

لا تستقاد لمثله الأنعام

 

نسدي له أموالنا ونفوسنا

ويرى بأنا خائنون لئام

 

نبني له عرشاً يسود فيبتني

سجناً , نهان بظله ونضام

 

تحنو الرؤوس له خشوعاً ظلعاً

وتنوء من أصفاده الأقدام

 

كم سبحته ألسن فتجرعت

منه, مذاق الموت وهو زؤام

 

كم من أب واسى الإمام بروحه

ماتت جياعاً بعده الأيتام

 

يمتص ثروة شعبه ويميته

جوعاً , ليسمن آله الأعلام

 

طعناته قدسية نزلت بها

البركات والآيات والأحكام

 

عمل الورى في رأيه كفر

وما يأتيه فهو شريعة ونظام

 

**

أبناء قحطان عبيد بعد ما

عبدتهم الزعماء والحكام

 

كانت سيوفهم تؤدب كل جبار,

بغير السيف ليس يقام

 

كانوا الأباة وكانت الدنيا لهم

والملك والرايات والأعلام

 

نزلوا بيثرب والعراق فشيدوا

ملكاً كبير الشأن ليس يرام

 

وهم الأولى اقتحموا على أسبانيا

أسوارها, فتحكموا وأقاموا

 

وهمُ بمعترك الحروب صوارم

وهمُ لبنيان العروش دعام

 

كانوا بأعصاب العروبة ثورة

تمحى الملوك بها وترمى الهام

 

وهم الأولى البانون عرش أمية

نهض الوليد بهم وعزَّ هشام

 

غضبوا على مروان فانقبلت

به الـدنيا, وثارت ضده الأيام

 

كانت سيوفهم تضيء فتمنح التـ

ـاريخ أفقاً ليس فيه ظلام

 

كانوا زماناً للخلافة مزقت

أوصاله, فتمزق الإسلام

 

قحطان أصل العرب منذ تهاونوا

بحياتها, عاشوا وهم أيتام

 

لهم الجبال الراسيات وأنفس

مثل الجبال الراسيات عظام

 

أتراهمو صنعوا الذرى أم أنها

صنعتهم, أم أنهم أتوام

 

ولدوا عمالقة محنطة كما

ولدت فراعنة لها الأهرام

 

قدموا من التاريخ في جبهاتهم

من آل حمير غرة ووسام

 

يتساءلون أحمير فوق الورى

كالأمس أم تلك الرؤى أوهام؟

 

ابن السعيدة إن فيها جنة

خضرا نماها الدهر وهو غلام؟

 

أين القصور الشم ؟ أين بناتها

 الأقيال أين ملوكها الأعلام

 

أين البحار من السدود يرى لها

بين الشواهق زخرة وزحام؟

 

أين السلالة من معين وحمير

هل أيقظوا الدنيا لهم أم ناموا؟

 

هل سابقوا الأقطار في وثباتها

هل حلقوا حول النجوم وحاموا؟

 

**

ماذا دهى قحطان ؟ في لحظاتهم

بؤس, وفي كلماتهم آلام؟

 

جهل وأمراض وظلم فادح

ومخافة ومجاعة وإمام؟

 

والناس بين مكبل في رجله

قيدٌ, وفي فمه البليغ لجام

 

أو خائف, لم يدر ما ينتابه

منهم, أسجن الدهر, أم إعدام؟

 

والاجتماع جريمة أزلية

والعلم إثم ٌ والكلام حرام

 

والمرء يهرب من أبيه وأمه

وكأن وصلهما له إجرام

 

والجيش , يحتل البلاد , وماله

في غير أكواخ الضعيف مقام

 

يسطو وينهب ما يشاء, كأنما

هو للخليفة معول هدام

 

والشعب في ظل السيوف ممزق 

الأوصال مضطهد الجناب يضام

 

وعليه إما أن يغادر أرضه

هرباً وإلا فالحياة حمام

 

نثروا بأنحاء البلاد ودمروا

عمرانها.. فكأنهم ألغام

 

أكلوا لباب الأرض واختصوا بها

وذوو الخصاصة واقفون صيام

 

وكأنهم هم أوجدوا الدنيا وفي

أيديهم تتحرك الأجرام

 

هب أنهم خلقوا العباد فهل لمن

خلقوه عطف ٌ عندهم وذمام

 

ما كان ضرهم وهم من هاشمٍ

لو أنهم مثل الجدود كرام

 

لكنها الأخلاق أرزاق بها

يجري القضا وتُقَدّر الأقسام

 

يا قوم هبوا للكفاح وناضلوا

إن المنام عن الذمام حرام

 

تستسلمون إلى قساةٍ مالهم

خلقٌ, ولا شرعٌ ولا أحكام

 

لن يبرح الطغيان ذئباً ضارياً

مادام يعرف أنكم أغنام

 

فتكلموا كيما يصدق أنكم

بشرٌ ويشعر أنه ظلاّم

 

وتحركوا كي لا يظن بأنكم

موتى, ويحسب أنكم أصنام

 

طار الورى متسابقين ومالكم

في السبق أجنحة ٌ ولا أقدام

 

إن لم تطيروا في السماء فكيف لم

تمشوا وتمشي الشاء والأنعام

 

ومذبذبين تلوناً وتردداً

لعنتهم الحسنات والآثام

 

قلنا:ارفعوا الأسواط عن أجسادكم

قالوا: لنا لوم الإمام أثام

 

تالله مابهم الإمام, وإنما

ولعوا بسوط المستبد وهاموا

 

باعوا الضمائر للمهانة مثلما

تبتاع للحمل الثقيل سوام

 

وإذا ثوت بين الضلوع بهائم

قويت على حمل العصا الأجسام

 

يتطاولون إلى شؤون مالهم

علم بمعناها ولا إلمام

 

لا يحسبون الدين إلا أنه

عند الأمير دراهمٌ وطعام

 

كتبوا وما هذا الذي بمقالهم

إلا وباء في النهى وسقام

 

ساموا الصحائف أن تنوء

بجيفةٍ نفحت فظنوا أنها إلهام

 

يتشدقون, فتسخر الفصحى بهم

ويحررون فتضحك الأقلام

 

تالله ما عز امرؤ ودعاته

نفرٌ كأشباح الظلام طغام

 

يعفون عن طغيانه وبلادهم

تلحى على أناتها وتلام!

 

ويقدسون خناجراً فتحت لها

جرحاً بقلب الشعب لا يلتام

 

سيحاسبون, فقد دنا لحسابهم

يومٌ يسوء الخائن الظلاّم

 

وسيندم المتزلفون ندامة

الوثني يوم تحطم الأصنام