الإثنين 06-05-2024 14:01:30 م : 27 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

محمد قحطان.. الفكر السياسي الوطني الذي لا تُغيّبه «الانتفاشة الطارئة»

الخميس 06 إبريل-نيسان 2023 الساعة 05 صباحاً / الإصلاح نت - خاص

 

 

يعتبر القائد السياسي والمناضل الوطني الأستاذ محمد قحطان، مدرسة في السياسة اليمنية، ورائداً من رواد العمل السياسي السلمي، وكان أبرز الحاضرين بقوة على المشهد اليمني، خلال أكثر من عقدين من الزمن.

ويعُد قحطان أحد رواد السياسية من مختلف تياراتها وتوجهاتها، وصاحب بناء المشتركات وتوفير مادتها، وتمتين الجسور بين القوى اليمنية، رافعاً راية النضال السلمي.

وتميز قحطان، بحسب خصومه ورفاقه على السواء، بفكر سياسي ناضج وآراء متقدمة، أسهم بفاعلية في صياغة السياسية اليمنية بأركانها الثلاثة، الدولة، والمجتمع، والإنسان، الذي عده الركيزة الأولى في البناء والتنمية.

وتمر اليوم ثماني سنوات منذ أقدمت مليشيا الحوثي العنصرية على اختطافه من منزله في صنعاء، على إثر انقلابها على الدولة واختطاف مؤسساتها، وكذا انقلابها على الإجماع الوطني، والإرادة الشعبية، كان قحطان وهو عضو الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح، منحازاً للمصلحة الوطنية، متمسكاً بالإجماع والحوار الوطني الذي كان آخر المغادرين لطاولته.

ويرى مراقبون أن ثماني سنوات من الاختطاف والإخفاء القسري والتغييب الهمجي، لواحد من رموز العمل الوطني السياسي في اليمن، لا ينبئ إلا عن مدى الخوف والرعب الذي يتملك المليشيا الحوثية ذات الفكر السلالي الكهنوتي، من الفكر الوطني والإنساني الذي حمله قحطان، ورفع شعلته طوال سنوات، ورأت فيه مليشيا الحوثي خطراً محدقاً على مشروعها العنصري المناهض للمشروع الوطني، كما رأت فيها قوى إقليمية خطراً على مشروعها الذي تمثل مليشيا الحوثي أحد أدواته في المنطقة.

وعلاوة عن أن قحطان مدرسةً سياسيةً يمنيةً فريدة في تاريخ اليمن الحديث، باعتباره رمز سياسي على مدى عقدين، كان فيها أبرز الفاعلين في إنعاش الحياة السياسة اليمنية ومنحها ديناميكية، فإنه أيضاً رجل الحوار والتواصل الأول، وبرز بقوة خلال فترة انعقاد مؤتمر الحوار الوطني، وما تلاه من حوارات إثر انقلاب المليشيا الحوثية.

بعد انتهاء مؤتمر الحوار وإعلان وثيقة الحوار الوطني، أكد قحطان أن المنتصر الوحيد في عملية الحوار الوطني هو الشعب وبالأخص شباب اليمن الذين يتطلعون إلى يمن جديد، ولم يكن ذلك الانتصار خاص بحزب أو فئة أو جهة، هذا الحديث كان في حوار أجرته صحيفة الصحوة في يناير 2014، يوم اختتام مؤتمر الحوار الوطني، إلا أن مليشيا الحوثي لم يرق لها أن ينتصر الشعب بكل فئاته وقواه، فغذت الخطى نحو العنف والحرب والدمار، واختطفت رجل السياسية والحوار.

في ذات الحوار وجه قحطان رسائله السياسية والوطنية، فدعا قواعد الإصلاح لمد جسور الشراكة مع القوى السياسية، وبالتوازي إقامة شراكة مجتمعية، ودعا أبناء الشعب إلى التفكير بروح متفائلة للمستقبل، تعتمد على الاصطفاف الوطني ليتمكن الجميع من بناء الدولة التي يستظل بظلها الجميع.

ويتضح من خلال مراجعة تصريحات وحوارات السياسي المخضرم محمد قحطان في مختلف المحطات السياسية والوطنية، مدى ما يحمله من فكر سياسي، جعله هدفاً لقوى الظلام والكهنوت.

ظل قحطان في سنوات ما قبل اختطافه وتغييبه من قبل مليشيا الحوثي الإيرانية، يدقع باتجاه الحوار والحل السلمي، ويحث على تجنب مزالق العنف والصراع الدموي الذي تدفع مليشيا الحوثي باتجاهه، ورغم ذلك فقد كان يدرك بحسه السياسي وذكائه أن الحوار مع جماعة عنصرية مليشياوية مضيعة للوقت، وأنها ماضية باتجاه "الانتفاشة" التي أودت باليمن، وهو اليوم يدفع ثمن تمسكه بالمسار السياسي السلمي، الذي يجنب اليمن المآلات المأساوية التي حدثت ولا تزال تحدث، بفعل مقامرة الحوثي ومليشياته.

ويظل محمد قحطان صاحب تاريخ نضالي مرتبط بالقضية الوطنية فكراً وسلوكاً، ورمزاً وطنياً وسياسياً عصياً عن التغييب، وأيقونة العمل السياسي السلمي، فيما يخوض الشعب اليمني معركة استعادة الدولة، ليعود السلام وتستعاد السياسة وأدواتها.