الأحد 05-05-2024 23:50:46 م : 26 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

الإصلاح.. مشروع وطني عصي على مشاريع العنف والاغتيالات

الإثنين 14 ديسمبر-كانون الأول 2020 الساعة 02 مساءً / الإصلاح نت - خاص

 

 

في الخامس من ديسمبر الجاري، شهدت مدينة الضالع جريمة نكراء طالت شخصية وطنية وأكاديمية، هو الدكتور خالد عبده الحميدي عميد كلية التربية بالمحافظة، الذي كان في طريقه إلى عمله في عمادة الكلية.

العملية الإجرامية التي تضاف إلى سلسلة جرائم الاغتيالات التي طالت شخصيات وطنية وسياسية أغلبها من قيادات وكوادر التجمع اليمني للإصلاح، لاقت استنكاراً واسعاً.

واعتبرت الأمانة العامة للإصلاح تلك الجرائم اغتيالاً وحشياً واستمرارا لمسلسل الاغتيالات المُمنهج الذي طال العديد من القامات الوطنية من الشخصيات السياسية والعسكرية والأمنية والاجتماعية وقيادات المقاومة والدعاة والإعلاميين والأكاديميين في عدن والضالع وغيرها من المحافظات، لافتة إلى أن ذلك نتيجة حتمية لانتشار المليشيات وسلطات الأمر الواقع المنافسة للدولة، التي نما في محيطها الإرهاب واكتسب نفوذاً وسطوة بعيدًا عن أعين أجهزة الدولة ومؤسساتها الرسمية.

 

الإصلاح أبرز ضحايا الإرهاب

أرقام مرعبة لضحايا تلك الجرائم الإرهابية التي يتطلب الأمر قيام السلطات الرسمية بالعمل على فضح من ينفذها ويقف وراء هذه الجرائم وكشف الحقائق للرأي العام والعمل على ملاحقة مرتكبيها ومن يقف وراءها.

لقد كان الإصلاح وقياداته وكوادره هم الضحية الأكبر لحمى الاغتيالات والإرهاب الممنهج، فقد استشهد العديد من القيادات والكوادر برصاص غادرة، وآخرون نجوا بأعجوبة، في عدد من المحافظات، غير أن محافظتي عدن والضالع كانتا ساحة لأكثر عمليات الاغتيال في ظل غياب الدولة.

 

الضالع.. اغتيالات لم تتوقف

في الضالع فقط لم يكن الدكتور خالد الحميدي آخر ضحايا عمليات الاغتيالات الإرهابية، ففي بداية فبراير الماضي، اغتالت يد الإجرام في مدينة الضالع القيادي في التجمع اليمني للإصلاح والرئيس السابق للغرفة التجارية بالضالع عبد الرقيب قزيع بوابل من الرصاص الحي أثناء نزوله من سيارته لمقر عمله بجوار مبنى جامعة العلوم وسط مدينة الضالع وأردوه قتيلا على الفور.

وفي 25 يوليو 2019، اغتال مسلحون مجهولون القيادي في الإصلاح ونائب مدير عام مستشفى التضامن بمحافظة الضالع، الدكتور خالد غيمان، عقب خروجه من أداء الصلاة في أحد المساجد وسط مدينة الضالع، من قبل مسلحين يستقلون دراجة نارية، أطلقوا النار عليه وأردوه قتيلا، ولاذوا بالفرار، ليضاف رقما جديدا إلى سلسلة عمليات إجرامية استهدفت سياسيين وعسكريين ووجاهات اجتماعية، برصاص مسلحين مجهولين، دون الكشف عن أي تفاصيل عن هذه الحوادث، وعن الجهات التي تقف وراءها.

وفي بداية أكتوبر من العام 2018، اغتال مسلحون مجهولون القيادي في الإصلاح بمحافظة الضالع زكي السقلدي وهو داخل سيارته أمام منزله، ويعد القيادي زكي السقلدي من أبرز الكتاب والصحفيين في الإعلام اليمني وأحد القيادات في الإصلاح بمحافظة الضالع.

وجاءت الجريمة بعد يومين فقط من جريمة الاغتيال التي تعرض لها رئيس جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية في عدن محمد عبد الله الشجينة، الذي عثر على جثته في مديرية خور مكسر، بعد اختطافه وتعذيبه، كما جاءت بعد يوم واحد من نجاة القيادي في التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة الضالع الشيخ "عادل القاضي" من محاولة اغتيال مماثلة في منطقة الحنكة أثناء قيامه بحل مشكلة وإصابة مرافقه بإصابة خطيرة.

وقتها أكد الإصلاح في بيان أن هذه الجرائم تكشف بما لا يدع مجالا للشك أن هناك من يمول هذا المخطط ويدعمه لإغراق عدن في فوضى أمنية لن ينجو منها أحد ويجعلها منطلقاً لاستهداف وحدة اليمن ونظامه الجمهوري الاتحادي الديموقراطي.

 

عدن.. ساحة اغتيالات بالجملة

ومنذ ما بعد تحرير العاصمة المؤقتة عدن، وفي ظل انتشار المليشيات وغياب الدولة، تحولت المدينة إلى ساحة اغتيالات أزهقت فيها أرواح العديد من القيادات الجنوبية التي كان لها الدور الأبرز في التصدي لمليشيا الحوثي الانقلابية، وأسهمت بشكل فاعل في تحرير المحافظات الجنوبية.

غير أن قيادات وناشطي الإصلاح نالهم النصيب الأكبر من الاغتيال وعمليات الإرهاب في عدد من المحافظات الجنوبية وكذا عدد من قيادات المقاومة التي تصدت لجماعة الحوثي، كما راح ضحية عمليات الاغتيال عدد من أئمة المساجد المناهضين للمشاريع الضيقة والمعارضين لتشكيل مليشيات خارج إطار الدولة.

وكان آخر القيادات الإصلاحية التي وصلت إليها رصاص الاغتيالات وأيادي الإرهاب في العاصمة المؤقتة عدن هم الشهيد عوض فدعق الذي استشهد نهاية أغسطس الماضي، ومن أوائل القيادات الإصلاحية التي طالتها أيادي الإرهاب، هو الشهيد صالح بن حليس رئيس المكتب التنفيذي الأسبق، في 15 أغسطس 2016، تبعها اغتيال عضو هيئة الشورى المحلية للإصلاح الشيخ فايز فؤاد في ديسمبر 2017، واغتيال الشيخ شوقي الكمادي في فبراير 2018، تبع ذلك اغتيال القيادي صفوان الشرجبي، وتجلت الفضاعة في اغتيال القيادي الإصلاحي محمد شجينة بعد ساعات من اختطافه في أكتوبر 2018، بعد أيام من اغتيال الإصلاحي علي الدعوسي، وغيرهم من القيادات والكوادر الإصلاحية، علاوة على عدة محاولات اغتيال فاشلة وزرع عبوات ناسفة استهدفت عددا من القيادات.

ومن أبرز العمليات الإرهابية التي طالت الإصلاح في عدن، جريمة الهجوم الإرهابي على مقر المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح في عدن، والذي نجا منه رئيس المكتب البرلماني أنصاف مايو نهاية ديسمبر 2015، وما لحق ذلك من مداهمات لمقرات وحرقها وتفجير قنابل فيها.

 

الإصلاحيون.. في وجه آلة العنف

ما يربو على 200 جريمة اغتيال ومحاولات اغتيال شهدتها عدة محافظات يمنية، أغلب ضحاياها قيادات وكوادر إصلاحية، سواء في عدن ومحافظات جنوبية أخرى، أو في محافظات تحت سيطرة مليشيا الحوثي الإيرانية.

ويؤكد التجمع اليمني للإصلاح مراراً أن هذا الاستهداف هو ضريبة مواقفه الوطنية المنحازة للدولة، وانحيازه الكامل للشرعية في معركة استعادة الدولة ودحر الانقلاب الحوثي وبتر يد المشروع الإيراني في المنطقة.

 

استهداف للموقف الوطني والمشروع العربي

ومؤخراً، طالب الإصلاح مجدداً بتشكيل لجنة تحقيق في جرائم الاغتيالات التي تطال العشرات من القيادات السياسية والأكاديمية وغيرها في المحافظات الجنوبية وتقديم مرتكبيها للعدالة حتى ينالوا جزاءهم الرادع، كون هذه الظاهرة قد استفحلت وباتت تهدد السلم الاجتماعي وتمزق الروابط الاجتماعية وتنذر بالكارثة، ووقف استمرار تلك الأيادي الإجرامية في حصد أرواح اليمنيين بهذه الطريقة البشعة، كما شدد على ضرورة عودة الحكومة على اعتبار أن غياب الدولة في هذه المحافظات أدى ويؤدي إلى هذا الانفلات الأمني والفوضى والاغتيالات السياسية والتصفيات.

على أن جرائم الاغتيالات المنظمة التي استهدفت وتستهدف كل شرفاء الوطن وقياداته المجتمعية، هي استهداف أيضاً للمشروع العربي المشترك والنسيج الاجتماعي الوطني.

وفي أكثر من مناسبة أكد الإصلاح أن هذه الأعمال الإرهابية والاغتيالات لقياداته وكوادره لن تثنيه عن الطريق الوطني الواضح ومد يده لكل القوى الوطنية حتى هزيمة الانقلاب واستعادة الوطن المسلوب والدولة والجمهورية والحياة السياسية، وأنه لن يتنازل عن حقه في ملاحقة مرتكبي هذه الجرائم التي لا تسقط بالتقادم.