الثلاثاء 07-05-2024 21:28:49 م : 28 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

إب وكابوس المليشيات.. لماذا يسفك الحوثيون دماء المواطنين حتى في رمضان؟

الأحد 03 مايو 2020 الساعة 11 مساءً / الإصلاح نت - خاص / عبد الرحمن أمين

 

بنكهة البارود ولون الدم، تستقبل محافظة إب شهر رمضان المبارك، وبوجوه حيرى وقلوب مكلومة يملؤها الأسى، تتنقل بين فصول المعاناة وألوان المأساة، وتتقاذفها أمواج الأزمات ويحيط بها الشر من كل جانب، ماضية نحو مجهول أشد مرارة، تاركة للجيل حكايا الأحزان والآلام.

بوحشيتها المعتادة تمضي مليشيات الإجرام الحوثية وبكل صلف وهمجية لممارسة هوايتها المفضلة في إزهاق الأرواح ونكء الجراح، غير آبهة بحرمة النفس التي حرم الله، ودون مراعاة لقدسية وحرمة هذا الشهر الفضيل.

ففي مديرية السياني قرية "قتر" قتل المواطن "أحمد علي أحمد عامر" برصاص قيادي حوثي، وسط انتهاكات وجرائم يومية تمارسها المليشيات الحوثية بحق أبناء المحافظة.

وقالت مصادر إن "زكريا فضل المروعي"، نجل شقيق القيادي الحوثي "عبد الواحد المروعي" المعين من قبل المليشيات وكيلا لمحافظة إب للشؤون الفنية بالمحافظة، أقدم على قتل الضحية "عامر" ولاذ بالفرار، حيث يعد الضحية السادس للقيادي الحوثي "المروعي"، الذي سبق أن ارتكب جرائم قتل بحوادث متفرقة دون أن يتم محاسبته أو القبض عليه، في الوقت الذي يستند على عمه في ارتكاب الجرائم وقتل المواطنين بدم بارد.

وفي مديرية ذي السفال، أطلق القيادي الحوثي "علي عبد الله الوشلي" والمعين من قبل الحوثيين مديرا لأمن المديرية، أطلق النار هو ومرافقوه على الجندي "مشير محمد دبوان الشرعبي" أحد منتسبي شرطة النجدة في محافظة إب، مما تسبب في مضاعفات أدت إلى وفاته.

وقال أهالي الضحية في شكوى لنيابة محافظة إب، إن مدير أمن القاعدة علي عبد الله الوشلي قام مع مجموعة من أفراده بإطلاق النار على "مشير محمد دبوان الشرعبي"، مما أدى إلى إصابته.

وبحسب شكوى الأهالي، فإن "الوشلي" وجه أفراده بضرب المصاب ضربا مبرحا أدى إلى إتلاف عينه، ونقله إلى أحد مستشفيات مدينة القاعدة لإجراء عملية جراحية.

ولم يكتفِ القيادي الحوثي "الوشلي" بما تعرض له الجندي الشرعبي من إطلاق نار وإتلاف إحدى عينيه، بل وجه مسلحيه بإخراج الجريح من المستشفى وإيداعه السجن، مما أدى إلى انفجار العملية الجراحية في السجن، لينقل بعدها إلى أحد مستشفيات مدينة إب.

ونجم عن نقل الجندي من المستشفى إلى السجن مضاعفات طبية وانفتاح مكان العملية التي أجريت في مدينة القاعدة، نتج عنه خروج الأمعاء من الجرح وتغور لفتحة الأمعاء نحو الداخل على جدار البطين الأيمن، بحسب تقارير طبية من أحد مستشفيات مدينة إب، ليتوفى الجندي الشرعبي أثناء المحاولة لمعالجة المضاعفات التي تعرض لها، نتيجة نقله من المستشفى إلى السجن، في جريمة وحشية تقشعر لها الأبدان.

وفي منطقة شعب يافع مديرية ريف إب، قتل الشاب يعقوب عامر الظافري برصاص عصابة سطو مسلحة مرتبطة بمليشيات الحوثي، حيث تشهد المنطقة جرائم متكررة من قبل عصابات وشخصيات لها علاقة وثيقة بالمليشيات.

وفي منطقة ظلمة مركز مديرية حبيش، أصيب أحد المواطنين بمحافظة إب برصاص مليشيات الحوثي الانقلابية التي تنتشر في المنطقة.

وقالت مصادر محلية إن مليشيات الحوثي أطلقت الرصاص على شاب يدعى "ماجد أحمد ناجي علوة" أثناء مروره جوار نقطة حوثية في منطقة "ظلمة" بمديرية حبيش شمال إب، مما أسفر عن إصابته إصابة بالغة.

وفي المنطقة نفسها، توفي مواطن قهراً على نجله عقب وصوله خبر مقتله لدى مليشيات الحوثي، التي ادعت أنه لقي حتفه في إحدى الجبهات.

وأفادت مصادر محلية بوفاة مواطن يدعى "قائد الخولاني" من أهالي منطقة "ظلمة" بعد أن وصله خبر مقتل نجله "بكيل" لدى مليشيات الحوثي، عقب خطفه والتغرير به دون علم أسرته.

وأوضحت المصادر أن نجل المواطن "الخولاني" قتل برصاص أحد عناصر المليشيات بعد خلاف بينهما، لتدعي المليشيات بعدها أنه قتل في إحدى الجبهات، وهو ما شكل صدمة نفسية كبيرة والده، فارق على إثرها الحياة.

أما في منطقة الأفيوش مديرية مذيخرة، فقد شكا الأهالي من انتهاكات واعتداءات من قبل قيادات متحوثة تطال الحقوق الخاصة والعامة.

وقال عدد من أهالي المنطقة إن القيادي الحوثي عبد الرحمن الوهابي والملقب "أبو وهبان" قام بالسطو على مبنى إدارة مشروع ماء في المنطقة بقوة السلاح مع مجاميع مسلحة، وحوله إلى سجن خاص تابع له.

وأشاروا إلى أنه اقتحم منزل مواطن يدعى "عبد الفتاح عبد الجليل الرفاعي" واقتاده إلى السجن الخاص وقام بتعذيبه لمدة ثلاثة أيام، ورفض مساع لإطلاق سراحه، واشترط مقابل ذلك دفع مبلغ مالي من قبل المواطن الذي تعرض للاختطاف والتعذيب.

ووفقا لشهادات عدد من أبناء المنطقة، فإن القيادي الحوثي "الوهابي" له سوابق وحالات مماثلة، حيث تم اختطاف مواطن آخر لمدة يومين، وتم إطلاق سراحه بعد دفع فدية مالية.

وفي جريمة أخرى من جرائم المليشيات المتكررة في المحافظة، أقدمت مليشيات الحوثي على اختطاف أحد المواطنين وقامت بنهب مليون و800 ألف ريال كانت بحوزته أثناء عملية الاختطاف واقتادته إلى أحد سجونها في مدينة إب.

وكانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات قد أصدرت تقريرا قبل أكثر من أسبوع أشارت فيه إلى أن مليشيات الحوثي أطلقت سراح 200 سجين من محافظة إب، وهم متهمون بقضايا جنائية من بينها القتل مقابل الزج بهم في جبهات القتال، في حين تصر على إبقاء معتقلي الرأي والصحافة والسياسيين في السجون دون أي تهم حقيقية موجهة لهم.

كلمات دالّة

#اليمن