لخص البرلماني اليمني شوقي القاضي أمس الأول الخميس الإنجازات التي حققها حزب التجمع اليمني للإصلاح على مدى 32 عاما منذ تأسيسه في 13 سبتمبر/أيلول 1990، وذلك خلال حديثه في مساحة نقاش استضافها على حسابه في تويتر.
وحسب موقع "الصحوة نت @sahwa_yemen" قال شوقي القاضي "إن التجمع اليمني للإصلاح متمسك بالمجلس الرئاسي وهو جزء لا يتجزأ من الشرعية" مؤكداً أن ما يحصل أحيانا من نقد إنما هدفه تصويب المسار، وحتى لا نقع في نفس الأخطاء السابقة التي تركت القيادة تقع في أخطاء كبيرة مثقلة، فهذه رسالتنا لرئيس مجلس القيادة الرئاسي ".
ودعا القاضي إلى عدم المبالغة في نقد المجلس باعتبار أن الدكتور رشاد وأعضاء المجلس جاءوا على تركة ثقيلة جدا مثقلة بالإخفاقات مثقلة بالتحديات مثقلة بالمهام.
وشدد القاضي على أهمية رص الصفوف دون أن يتم التنازل عن شيء من قضايانا "لا نتنازل عن منشآتنا لا نتنازل عن أرضنا لا نتنازل عن جزرنا لا نتنازل عن سيادتنا و إذا ما أخلصنا وصدقنا النوايا فإن شاء الله تعالى سيكون النصر حليفنا".
وأشار القاضي إلى أن الإصلاح لم يتنكر للجيش الوطني الذي قاد الدفاع عن اليمن منذ أن انزوى الآخرون هنا وهناك واصطف في وجه مليشيا الحوثي يوم أن كان الآخرون في الضاحية الجنوبية يتواطؤون مع إيران للانقضاض على اليمن.
الأحزاب وأهميتها
وفي سياق حديثه، قال القاضي "إن الحزبية في اليمن جزء مكون من النظام الجمهوري والديمقراطي والمدني الذي ارتضيناه لأنفسنا، ولا يحق لأي أحد أن يتدخل في نظامنا الحاكم ولا في ما اخترناه لجمهوريتنا وديمقراطيتنا و مدنيتنا و مثلما نحترم الآخرين، يجب على الآخرين أن يحترمونا".
وأضاف "ينبغي أن يحافظ الجميع على الأحزاب، بل ينبغي أن نشد من أزرها من أجل أن تبقى منظومات منظمة لمواجهة مليشيا الحوثي السلالية العنصرية الإرهابية المنظمة، لأن هذا الكيان لا يمكن مطلقا أن يواجه إلا بكيانات منظمة وكيانات مصطفة ومؤطرة في أطر قوية جدا لأن المنظم يهزم الفوضوي والمنظم يهزم العشوائي".
وأكد القاضي أن من يدعون اليوم في هذه المرحلة إلى اجتثاث الحزبية وإنهائها وحل الأحزاب إنما يقدمون خدمة مجانية لمليشيا الحوثي ويتآمرون على النظام الجمهوري الديمقراطي المدني.
وأضاف:" نحن حريصين جدا على المحافظة على نسيج المجتمع اليمني، والأحزاب أحد مكونات المحافظة على النسيج، ووجود الأحزاب في كل المدن وفي كل القرى يجعل هذه المناطق كلها متقاربة مع بعضها بعيدا عن التمزق المناطقي والتمزق الجهوي.
الإصلاح والسياسة
وحول انجازات الإصلاح في الجانب السياسي، قال "القاضي" إن الإصلاح أحد أهم أعمدة المكونات السياسية وشكل مع إخوانه المؤتمر والناصري وغيرها حالة تعدد جنبت اليمن الانزلاق إلى الصراعات الأخرى فتحول الصراع إلى صراع تنافس في الانتخابات وفي الاقتراع وكان الإصلاح يفوز أو يسقط لا يؤثر ذلك في مسيرته مطلقاً.
وأضاف "أتذكر بعض الانتخابات التي سقطنا فيها سقوطا مدويا كيف تقبلنا تلك الهزائم بروح وطنية وديمقراطية واشتغلنا شغلا سياسيا بعيداً عن أي احتكاكات أخر، وكان للإصلاح دور كبير في أنه نقل التنافس والصراع إلى البرلمان وإلى مؤسسات الدولة وإلى الوسائل والأدوات الدستورية ويوم أن انضم إلى شباب ساحات 11 فبراير استخدم الطريقة السلمية ورفض أي طريقة أخرى ومعروف أن هذه الطرق السلمية معمول بها ديمقراطيا ودستورياً".
الإصلاح والدفاع عن اليمن
وفي الحديث عن معركة الدفاع عن اليمن ومؤسساتها ونظامه الجمهوري، قال البرلماني شوقي القاضي "إن الإصلاح كان المشارك الأول في كل المحطات الوطنية بمسؤولية وعندما اقترح إخواننا المبادرة الخليجية كان الإصلاح في مقدمة المؤيدين لها وعندما دعا الرئيس هادي للحوار الوطني بموجب المبادرة الخليجية كان الإصلاح أيضا سباقا مع أن نصيبه كان لا يرتقي إلى مكونه ولكن رضى بحصته وشارك بكل جدية وهو الحزب الوحيد الذي فصل بعض أعضائه عندما وقفوا ضد الحوار الوطني لأنه اختار الحوار الوطني استراتيجية محسومة".
وأضاف القاضي "أن الاصلاح الحزب الوحيد الذي لبى نداء رئيس الجمهورية للدفاع عن صنعاء وهذه نقطة دائما نكررها يوم أن دعا الرئيس هادي جميع المكونات السياسية والقبلية والحزبية إلى تشكيل جيش متطوع جيش من المتطوعين".
وأضاف:" هذه النقطة أحيانا يغفل عنها بعض الإخوة الذين ليس لديهم فهم في القانون الدولي الإنساني الذي يبيح للمدنيين أن يكونوا مجالس مقاومة مسلحة إذا ما هددت مدنهم أو إذا ما هددت بلدانهم وقرأوا اتفاقيات جنيف الأربع التي صدرت عام 1949 كيف أن القانون الدولي يتيح بل ويجعل هذه المكونات المدنية مثل المكونات العسكرية في كامل الحقوق فيما يتعلق بالأسر وما يتعلق بالاستحقاقات الأخرى".
وأكد القاضي أن الإصلاح الحزب الذي دافع عن عمران قبل سقوط صنعاء، "اصطف شبابنا المتطوعين مع الجيش الوطني مع القشيبي وهناك شباب آخرين أيضا من أحزاب أخرى ومن مكونات أخرى ومن مستقلين آخرين لهم كل الشكر و لشهدائهم كل الرحمة".
ونوه إلى أنه وعندما جاء التحالف العربي كان الإصلاح أول حزب يؤيد التحالف، وأضاف "اصطفينا مع التحالف ومع الشرعية وكنا الحزب الوحيد المنظم المعلن الكامل الذي اصطف مع الشرعية وربط مصيره بمصيرها".
وحول المعركة الوطنية، قال القاضي "إن الإصلاح تصدر مواجهة مليشيا الحوثي، وشهداءه بالآلاف ومختطفوه وأسراه بالآلاف، لا نريد من أحد جزاء ولا شكورا وإنما نذكر بأن الإصلاح حزب وطني. وبالتأكيد هو حزب بشري له من الصواب وله من الخطأ، ولكننا نمتلك الشجاعة في أننا نسمع النقد ونمتلك الشجاعة كإصلاح في أننا نقيم أنفسنا".
وأضاف:" نحن الحزب الوحيد الذي أصدر كتابا كاملا عن تقييم الإصلاح في إطار الداخل وهو موجود يباع في الشارع ألفه رئيس الدائرة الإعلامية الأسبق الدكتور نجيب غانم وزير الصحة الأسبق وعضو مجلس النواب مع فريق من الإصلاح وذكروا الإيجابيات وذكروا التحديات وذكروا السلبيات وذكروا النجاحات وذكرو الإخفاقات وطرحوه في المكتبات للبيع، لم يكتفوا في أنهم قيموه للداخل".
وأوضح أن الإصلاح حزب وطني، "نتمنى من أشقائنا وإخواننا وأحبابنا كل الأحزاب السياسية أن تعرف بأننا اليوم مسؤولون مسؤولية كاملة عن اليمن ومسؤولون مسؤولية كاملة عن استعادة الدولة و مسؤولون جميعا عن إنهاء تمرد مليشيا الحوثي الانقلابية، ومسؤولون مسؤولية كاملة عن الحفاظ على سيادة اليمن وثروات اليمن وموانئ اليمن وشواطئ اليمن".
الإصلاح والاقتصاد
وفيما يخص الجانب الاقتصادي قال البرلماني شوقي القاضي، إن كوادر الإصلاح الاقتصادية ممتازة جدا وكثيرة وشجعت على اقتحام سوق العمل".
وأضاف "سأعطي معلومة لمن لا يعرف هذه المعلومة كان العمل في بعض المهن معيب في محافظات شمال الشمال حتى التجارة كانت معيب والأعمال في المطاعم وغيرها، وأول من اقتحم ذلك هم شباب الإصلاح حيث اقتحموا سوق العمل في تلك المناطق و ذوبوا ذلك العيب الذي ما كان مبررا حتى أنهم أيضا شجعوا على الاستثمار على طبقات معينة وعلى أفراد معينين اقتحم الإصلاحيون هذا السوق".
وتابع "نعم حققوا في بعض الأمور وأخفقوا في بعض الأمور نجحوا في بعض الاستثمارات وفشلوا في بعض الاستثمارات، وبعضهم كان رائعا ومؤسسيا و ملتزما بمعايير الحوكمة ومعايير الشفافية ومعايير المحاسبة وبعضهم للأسف أخفق وفشل".
الإصلاح والتعليم
وفي حديثه عن الإصلاح والتعليم، قال القاضي "إن التعليم انتشر في مناطق على أيدي إصلاحيين وما كان للتعليم أن يدخلها خاصة عندما أغلق المشايخ للأسف سبل نشر التعليم وسبل إنشاء المدارس والجامعات، الا عندما انخرط الإصلاحيون مع هؤلاء المشايخ في كثير من التحالفات.
وأضاف:" هذا رد على البعض عندما يقول أن الإصلاحيين انبطحوا للمشايخ لا الإصلاحيون استفادوا من المشايخ في كثير من الإنجازات ومنها نشر التعليم واسألوا عن كثير من المناطق كيف بنيت فيها المدارس وبنيت فيها المعاهد العلمية وانتشر فيها التعليم".
الإصلاح والوسطية الدينية
وفيما يخص الإصلاح والوسطية الدينية، قال القاضي " إن للإصلاح فضل كبير في انتشار الوسطية والحد من الغلو لأن الإصلاح حزبا أخذ فقهه من جميع المذاهب على المستوى الديني في ما يتعلق بالجماعة الدينية ولهذا كان وسطيا حد من الطائفية والمذهبية".
وأضاف "كان للإصلاح الفضل بعد الله وبعد المخلصين في اليمن بأن الطائفية والمذهبية كانت قد تلاشت إلى درجة أنه ما عاد الإنسان يهتم، هل أنا زيدي؟ هل أنا شافعي وتعرفونه كيف، كان يصلي المسرب جوار الذي يضم والذي يقول آمين جوار الذي لا يقل آمين، حتى جاءت هذه المليشيا للأسف بطائفيتها او مذهبيتها".
وأضاف:" الفضل في ذلك لله أولا ثم لأحرار اليمن ثانيا ثم للتجمع اليمني للإصلاح الذي نشر المعاهد العلمية ونشر الدعاة الوسطيين الذين يدعون إلى القيمة الكلية بعيدا عن الطائفية والمذهبية".
وأكد أن الإصلاح عمل على مكافحة الإرهاب، "وكما تعرفون فإن الشباب المتدين دائما مشحون وبالتالي يبحث عن أي متنفس لينفس عن طاقاته الدينية وبالتالي عندما جاء الإصلاح احتوى هؤلاء الشباب وانخرطوا في العمل السياسي والنقابي ومنظمات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية فتسربت تلك الشحنات إلى عمل نافع بناء لليمن".
وتابع:" بينما شباب آخرين استقطبتهم جماعات الإرهاب وأنتم تعرفوها فحولتهم إلى قنابل فجروا وقتلوا، وما جماعة الحوثي الآن إلا نموذج لهؤلاء الشباب الذي يشحن شحنا دينيا ومذهبيا ثم يذهب ليقاتل إخوانه في تعز وفي مأرب".
الإصلاح والشباب
وفي حديثه عن الإصلاح والشباب، قال القاضي "إن كوادر الإصلاح من أقوى كوادر التأهيل على مستوى اليمن، "اسألوا عن الكوادر الطبية والهندسية والمعلمين حتى الفنانين والرياضيين ستجد أن الإصلاح يتبوأ المقامات الأولى بفوزه في النقابات وفي الجمعيات المهنية لأن شباب الإصلاح مؤهلون وهذه إحدى إنجازات الإصلاح في أنه أهل شبابه ومن ثم انتقل التأهيل إلى شباب اليمن كله وأنا أتذكر أني من أحد أوائل من أنشأ مركزا لتأهيل الشباب في مجال الحرف والمهن في تعز وأنا أنتمي للإصلاح".
الإصلاح والمرأة
وتحدث القاضي عن الإصلاح والمرأة، مؤكداً أنه كان للإصلاح دور رائع، ونفتخر به في أنه بعد أن كانت المرأة مغلق عليها جاء الإصلاح بإنجازاته فيما يتعلق بالمرأة فجعلها شريكة في العمل السياسي.
وقال "أنا أتذكر هنا لله وللتاريخ واسأل المهندس أحمد معوض، عندما أمسكوني بعد أن خطبت خطبة في بداية التسعينات قبل الوحدة في انتخابات سابقة كانت حول المجالس المحلية المجالس التعاونية، ناشدت الرجال أن يوصلوا نسائهم إلى مراكز الاقتراع يخترن المرشحين الذين سيفيدون للوطن كيف أمسكوني كثير من المشايخ وعملوا معي تحقيق أن خروج المرأة لا يجوز بينما نحن كإصلاحيين كنا السباقين في أن نجعل المرأة شريكة في العمل السياسي، وفي المجتمع المدني أما دورها الاجتماعي والتعليم ومحو الأمية فهو كبير جدا".
الإصلاح والمجال الاجتماعي
وفي الجانب الاجتماعي، قال القاضي "أن الإصلاح أحد أهم ركائز المحافظة على نسيج المجتمع اليمني حيث لا تخلو قرية ولا مدينة ولا منطقة من الإصلاحيين وبهذا يحافظ على النسيج".
وأضاف "من يقول أن الإصلاح قد انتهى هذه أماني الخصوم وعلى الجميع المحافظة على هذا الكيان كونه أحد أهم ركائز العمل السياسي والديمقراطي".
وأشار القاضي إلى أن النقطة الثانية في العمل الاجتماعي من إنجازات الإصلاح في مناطق شمال الشمال الحد من الثأرات والاقتتالات البينية، وكان خطباء الإصلاح يتوزعون في المساجد يحذرون من هذه الجريمة من الثأر وينتقلون كمصلحين، ويشكل لجان الصلح إلى غير ذلك.
ونوه إلى أنه كان للإصلاح أيضا في الجانب الاجتماعي دور في تذويب المناطقية والطبقية والعنصرية والسلالية، "لدرجة أنك تجد في الإصلاح كل الطبقات لا تشعر من أرفع من الثاني مطلقا لأنهم شكلوا نسيجا واحدا".