الإصلاح المستهدف الأول لأيادي الإجرام..: الإرهاب يواصل إطفاء شموع عدن والاغتيالات تحرق المدينة المسالمة في غياب يد العدالة
الموضوع: اخبار وتقارير

 

 

تقرير | عبدالله المنيفي

لم تمضِ إلا ساعات قليلة من جريمة اغتيال القيادي في التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة عدن، إيهاب باوزير، والذي يشغل مدير تحفيظ القرآن بمكتب التربية بالمحافظة، حتى حاولت أيادي الإجرام التي لونت عدن بلون الدم، اغتيال مدير تربية خور مكسر صالح فضل صباح الأربعاء، وأصيب على إثرها.

كانت الأيادي الآثمة تنتظر باوزير صباح الثلاثاء الماضي، وعند خروجه من عمله أفرغوا فيه رصاصات الموت، ليلتحق بكوكبة من الشهداء الذين كانوا هدفاً لآلة الإرهاب والموت التي شوهت وجه عدن المدينة المسالمة.

وأدان التجمع اليمني للإصلاح بالعاصمة المؤقتة عدن هذه الجريمة التي أفقدت المدينة واحدا من كادرها العلمي والمهني، وصاحب رصيد طويل في العملية التربوية فيها، قتلته أيادي الغدر بدم بارد، مشيراً إلى أن أيادي الإجرام استمرأت هذه العمليات الإرهابية بحق كوادر الإصلاح وغيره من القوى السياسية والاجتماعية في عدن، تنفيذا لمخططات إفراغ عدن من كوادرها العلمية والاجتماعية والسياسية لصالح مشاريع الخراب والفوضى، ومدفوعة بمشاعر الحقد والكراهية وطبيعتها الدموية، ومنتقداً استمرار صمت الحكومة والرئاسة والمجتمع الدولي.

 

الإصلاح في مرمى الإرهاب

وبعد كل عملية اغتيال إجرامية تطال قيادياً أو كادراً من كوادره، يجدد الإصلاح دعوته للسلطات، حكومة ورئاسة، وللمجتمع الدولي، إلى تحقيق عاجل في كل هذه الجرائم، والعمل على وقف نزيف الدم والاستهداف الممنهج المتواصل بحق عدن، وإعادة الاعتبار لمكانتها ورمزيتها، غير أن مطالباته بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لملاحقة الجناة الإرهابيين لم تجد طريقها للاستجابة حتى اليوم.

ويؤكد الإصلاح في أكثر من مناسبة أن حضور الدولة ومؤسساتها وأجهزتها الأمنية بشكل فاعل هو الحل لتحقيق الأمن والاستقرار وحفظ الدماء، من أن تطالها أيادي الإرهاب التي تعبث بعدن منذ ما بعد تحريرها.

كما أكدت قيادات إصلاحية في أكثر من مرة أو عبر بيانات الحزب، أن الإصلاح بات المستهدف الأول لأدوات القتل والاغتيالات والإرهاب لا سيما في عدن، حيث استشهد نحو 20 من قيادات الحزب بسلاح الاغتيالات الدموي، الذي طال عشرات من الشخصيات السياسية والاجتماعية والعاملة في المجال الإنساني وخطباء وأئمة مساجد وتربويين وأكاديميين، إمعاناً في إطفاء شموع المدينة وكتم أنفاسها بسلاح الموت، وإفراغها من أبرز واجهاتها.

 

مقصلة الإرهاب تُدمي عدن

منذ اغتيال محافظ عدن الأسبق جعفر سعد في أكتوبر 2015، أي بعد شهرين فقط من تحرير المدينة من مليشيا الحوثي الإرهابية، لم يتوقف عداد جرائم الاغتيالات عن الدوران، ضارباً أمن مدينة عدن وسلمها الاجتماعي، ومخلفاً بقع الدم ومعها المآسي والفوضى والخراب، في تآزر واضح مع ما تقترفه مليشيا الحوثي الإرهابية مع اليمنيين من جرائم ومآسٍ يندى لها الجبين.

سلسلة طويلة من الضحايا عسكريين ومدنيين، تتصاعد كلما غابت الدولة ومؤسساتها، وباتت المليشيات هي المتحكم في المشهد الأمني، وحولت عدن إلى ساحة قتل وجرائم مروعة، في حين كان يفترض أن تشكل الوجه الأجمل لليمن التواق إلى الخلاص من مليشيا الانقلاب ومن خلفها مشروع إيران.

ووصل الأمر إلى حد اغتيال العقول والأيادي التي تطبب الجراح، وهو ما حدث في 5 نوفمبر الماضي حين انطلقت يد الإرهاب محاولة اغتيال نائب رئيس جامعة عدن والقيادي في الإصلاح الدكتور محمد عبد الله عقلان، وأصابته إصابة بليغة.

وفي مطلع يوليو الماضي، اغتال الإرهابيون القيادي الإصلاحي بلال الميسري أمام طفله بجانب منزله في عدن، الذي كان وقتها الضحية رقم (15) في قائمة ضحايا الاغتيالات التي طالت كوادر ونشطاء الإصلاح في عدن خلال السنوات الماضية، فضلاً عن عشرات من عمليات اعتقال وإخفاء قسري لكوادر الحزب وحالات مداهمات واقتحامات لمقراته.

وبحسب إحصائية صادرة عن "منسقية مناصرة ضحايا الاغتيالات في عدن"، شهدت المدينة، منذ يوليو 2015، ما لا يقل عن 200 حالة تصفية جسدية، طالت خيرة رجالات عدن وكوادرها وجميع هذه الحوادث قُيدت ضد مجهول.

 

أيادي الظلام الحاضرة والعدالة الغائبة

رغم الإعلان عن ضبط قتلة المحافظ جعفر سعد، والكشف عن تفاصيل محاولة اغتيال رئيس المكتب التنفيذي للإصلاح بمحافظة عدن النائب أنصاف مايو عبر موقع "بازفيد" الأمريكي، غير أن العدالة لا تزال غائبة في هاتين الجريمتين كما في غيرهما، حتى وإن كشفت تحقيقات النيابة العامة معلومات عن الجرائم وأفراد خلايا الاغتيالات كما في قضية اغتيال الشيخ سمحان الراوي، حتى إن تقرير فريق الخبراء الأممي المعني باليمن ذهب في تقريره الصادر في يناير 2019 إلى ادعاءات بمسؤولية قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة إماراتيًا عن عمليات اغتيال عدد من علماء الدين والناشطين السياسيين وقيادات في حزب الإصلاح بعدن، وحتى إن مدير العمليات في المرصد الأورومتوسطي أكد أن تصاعد الاغتيالات السياسية في عدن نتيجة طبيعية للإفلات من العقاب الذي حظي به مرتكبو الجرائم السابقة، دون أي تحركات فعلية من سلطة الأمر الواقع لحماية المستهدفين، أو حتى محاسبة المسؤولين عن عمليات الاغتيال السابقة.

وعقب اغتيال إيهاب باوزير، اعتبر وزير الشباب والرياضة نايف البكري، في تغريدة له على تويتر، أن ذلك يأتي استمرارًا لمخطط أيادي الظلام على أيدي الشر وهو خارج من عمله.

بينما تساءل د. محمد جميح، سفير اليمن لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، عن ذنب إيهاب باوزير مدير إدارة تحفيظ القرآن الكريم بمكتب التربية والتعليم بعدن، وهو رجل مسالم وخبير تربوي لا علاقة له بالصراع يعترضه مسلحون مجرمون وهو خارج من عمله ويردونه قتيلاً.

وأضاف جميح: "مئات الجرائم حدثت بعدن دون أي إجراءات محاسبة ولو لمجرم واحد". واستطرد متسائلاً: "لمَ يستمر مسلسل الجريمة؟"

الإصلاح نت – خاص | عبدالله المنيفي
الخميس 09 ديسمبر-كانون الأول 2021
أتى هذا الخبر من موقع التجمع اليمني للإصلاح:
https://alislah-ye.net
عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=8700