في الحلقات السابقة تحدثنا عن وسائل السلالية وخططها الماكرة في السيطرة على الدولة العميقة وصولاً إلى تمكين عفاش للعنصرية السلالية لوأد ربيع 11 فبراير 2011 م وان ما قدمه عفاش كان رداً لجميل لذراع السلالية الذي مهد له الطريق فوصل الى سدة الكرسي ولم ير عفاش منافساً له (دورة فلكية كاملة) هذا الذي جعل عفاش يصرخ: "من يرحل؟!"..
كانت أقوى مرارة تجرعها في حياته .. انها صيحة شعب يعرف الموت والموت يعرفه في سبيل حريته، فاستغل الرياح القادمة من الخارج وسلم الراية الإسلامية ..توزيعاً للأدوار جناحي السلالية والعائلية العفاشية لغة (ح ك لي اح ك لك)..
كانت هذه الدورة التي بلغتها السلالية العفاشية ردة عن الحرية والثورة والجمهورية والمساواة غير أن ما ذكرناه في الحلقات السابقة لا يعني النجاح المطلق للسلالية والعفاشية ولا دليل القوة؛ اذ لو كانت السلالية وعفاشها المربي لها قويان ما لجآ الى قتل الشعب وتوجيه الجيش والامن الى مزرعة دجاج يصنع منه (بروست،
مندي، مشوي، مسلوق، محمر)؛ فالحرس والامن المركزي صنع منهما عفاش، قاعدة، حوثية، داعش، دولة إسلامية، وانصار الشريعة، وعصابات متورات، وسيظل يصنع من مزرعته ما يحلو له!
غير ان هذا التصرف – كما قلنا - دليل ضعف وفشل وعجز وجبانة فريدة من نوعها، مهما هملج وارعب وتوعد، انها اخلاق الرعاديد؛ اذ لوكانا يعلمان ان لهم ثقلا جمهوريا وقبولا شعبيا، ما انقلبا على مخرجات الحوار ولا المبادرة التي جاءت لإنقاذهما تلبية لدعوة عفاش.
نعم: انهما يدركان ضعفهما ويدركان معجزات التضحيات التي جعلها الشعب مهاداً له صبيحة 26 سبتمبر 1962 مروراً بملحمة السبعين، وصولاً الى 11 فبراير 2011.
مستحيل ان ينسى عفاش وشقيقته موقف الشباب عراة الصدور يوم جمعة الكرامة والذين القوا القبض على السفاحين – من الحرس العائلي وأنزلوهم من صياصيهم كالقطط؛ فالشعب اليمني يصمت نعم، يخدع نعم، لكن ليس دائماً. الم يقل داهية السياسة وصانع الدولة العباسية أبو جعفر المنصور:
"تذهلني وثبات اليمنيين كما يذهلني شموخ ووعورة جبال اليمن"؟!
ان السلالية العنصرية والعائلة العفاشية يدركان هذا جيداً فتعددت وسائلهم ومخططاتهم الماكرة والملتوية، غير ان الشعب افسد كل ذلك بلحظات انه الشعب المتعطش للحرية والمساواة، ولتكن التضحيات ما كانت في سبيل ارساء العدل والمساواة. نعم.. لا يعني وصول السلالية وتوأمها العفاشي الى الذروة ان الامر
قد استتب لهما.. هيهات هيهات ان وصولهم الى الذروة يعني بداية السقوط – وفقاً للمثل الصيني القائل: "كلما ارتفع القرد الى اعلى الشجرة انكشفت سوءته اكثر"!
كم تباكى عفاش على الوحدة والجمهورية وحذر من الملكية الإمامية والظلامية وحذر من القاعدة والانفصال.. انها عقدة الاسقاط، ومثله التوأم الطفل الذي تصدر لإنقاذ الشعب من الجرعة ثم يحول الدولة كلها الى سوق سوداء لخرا فه ومشرفيه.
نعم كان صعب اقناع اغلب الشعب ان التوأم العائلي السلالي العنصري يكذبان ، ولكن حكمة الصبور العليم جل في علاه تأبى الا انه تهتك استار الفساق القتلة مصاصي الدماء ناهبي قوت قوى الجماهير.
لقد هتكت تلك الغلاله الخادعة المتباكية على الوطن الرازح تحت جحيم الجرعة
الغاز والنفط وهي ترمي الى الوصول تجاه الحق الإلهي! يتباكيان على الشعب المظلوم ومن ظلمه ودمره غير السلالية القذرة والعائلة المنحطة!
نفسيتان كسيحتان اعتبرتا كساحهما ذكاء!
شبت عن الطوق أرضي يا مراوغها فانظر لدجلك كهانا وغلمانا.. الشعب اقوى من مدافع ظالم ويفل حد السيف وهو مهند والى أين عرفنا المبتدأ والمسافات كما ندري طوال مرة احزاننا لكنها يا عذاب الصبر احزان الرجال.
لا ننس هنا قول الفيلسوف الإنجليزي: "الكلمة الخطأ تحتاج الى احدى عشرة كلمة صح لاصلاح الأثر الناجم عن الكلمة الخطأ"، وعليه: فما القول في المفاهيم الخاطئة الضاربة في أغوار ومسارب القرون الغابرة؟ القول في جرائم الآلة الإعلامية الكافرة بإنسانية الشعب اليمني؛ إنسانية الملايين. تضليل كافر باسم الدين والوحي والنبوة، تضليل من مجرم سفاح طيلة حياته يظهر رافعا المصحف ويقول نحتكم اليه!
ان الدور المطلوب على المدى القريب – سبتمبر- حتى 30 نوفمبر القادم تكثيف المفاهيم بعد بلورتها واخراجها بصورة أخاذة وتسويقها في الوسائط الإعلامية وتكرارها حتى لا تكاد العين العابرة أن تخطئها. ولتكن هذه المفاهيم بنسبة 70 % حول الحرية والكرامة والمساواة وإنسانية الانسان بصيغ مختلفة، وأساليب متنوعة؛ بيت شعري، مفهوم ديني، مفهوم فقهي، اختزال المعنى آية، مادة دستورية، مادة قانونية، اسكتش، كاريكاتير، تساؤل ساخر. كلما ذكرت الحرية لابد من اقترانها بالاستبداد الكافر باسم الدين او باسم العلمانية او تحت أي مسمى، وكذلك العدل يقترن بالمساواة والكرامة وإنسانية الانسان.
مطلوب 30 % من المفاهيم تتضمن حراكا ثوريا سبتمبريا؛ مظاهر، اعلام، أناشيد، فعاليات، ندوات، مناقشات، وفي ليلة 26 من سبتمبر و 14 أكتوبر و 30 نوفمبر، دعوة الى اشعال النيران وهتافات للحرية وسبتمبر الخ .. نريد ان يظل صوت الحرية مدويا مهما كانت السياسات والحوارات والحكومات ، لابد ان يبقى صوت الحرية حاضراً مقترنا بكل فعالية.
نريد النشيد الوطني ان يظل خلال هذه الفترة في الجوالات والصفحات ومقاطع مرسلة عبر الواتس الخ .. صوتية فيديوهات.
على المدى المتوسط من الآن وحتى الانتصار على فلول السلالية الانقلابية – سياسياً او عسكرياً- مطلوب التالي: لافتات شعرية، قصائد، مسرح، مسرح شعري، قصة قصيرة، رواية قريبة من عقول الجماهير.
وكم هي رائعة رواية "تحت اللثام"؛ فقد واكبت ساحة التغير وتعرضت للسلالية العفنة من الزاوية الاجتماعية والثقافية كما تناولت القيم الاجتماعية المعوجة عموماً لدى المجتمع.
اورع ما في الرواية دور صوت الحرية في ساحة التغيير كيف حطم الأغلال الثقافية وانتشل الفتاة من عرف معوج الى سماء الحرية المؤمنة.
ان فن الرواية لازال مجهول الدور والأثر في أديباتنا الثورية والثقافية والفكرية ، فهناك عشرات بل المئات من الروايات لابد من تقديم فقرات عنها موجزة بأسلوب رائق شائق وتنتهي بصورة للغلاف حق الرواية والدعوة الملحة لقراءتها.
مطلوب بلورة أسئلة من الإعلاميين ذات عمق دلالي ووضوح الى حد يتناسب مع الثقافة المتوسطة ثم يطلب من الكتاب والمواطنين ، شعراء ، مفكرين ، ادباء ساخرين ، ان يقدموا اجابات ويتم بثها بالخط والمقطع الصوتي ومقطع الفيديو بالكركاتير اسكتش . ويكون مضمون ماسبق حول السلالية الطائفية والعائلية ، سبتمبر مفهوم المساواة جرائم السلالية ، أسباب وعوامل بقاء السلالية وآثارها ، طرق معالجاتها في مفاهيم قصيره موجزة سهلة الهضم .
هنالك شباب لديهم قدرات بحيث لو طرحت عليهم هكذا أسئلة فان لديهم ابداعات أخاذة ومشرقة.
باختصار: لابد من الطرق القوي المتكرر حول ماسبق حتى يتشبع اللاوعي الجماهيري بحب الحرية وكراهة السلالية الحوثفاشية فهذا كفيل بطرد ومحو آاثار السلالية وتجفيف منابعها عاش الشعب اليمني حراً ابياً وعاشت المقاومة والجيش الوطني وعاش كل اعلامي حر وكل قلم شريف.
الرحمة على الشهداء المجد والخلود لهم.
دمت ياسبتمبر التحرير يافجر النضال