علي بن عبدالله الواسعي.. رحيلٌ مؤلم لسفر من النضال الوطني والتاريخ والصحافة
الموضوع: اخبار وتقارير

 

 

بعد عمر حافل بالعطاء والنضال الوطني، توفي مساء الأحد 5 أبريل 2020، المناضل والكاتب المعروف "علي بن عبدالله الواسعي" في مدينة اسطنبول التركية، وذلك عن عمر قارب التسعين عاماً.

ويعتبر الفقيد الواسعي من رواد الصحافة والإعلام في اليمن، منذ وقت مبكر، كما أنه مؤرخ، دون جانباً من تاريخ الحركة الوطنية اليمنية، وبواكير النضال الوطني لثوار 48، وثورة 26 سبتمبر.

وغادر الواسعي البلاد، عقب الانقلاب الذي نفذته مليشيا الحوثي على الدولة في سبتمبر 2014.

وكان "الواسعي" رحمه الله من أوائل المناضلين الذين واكبوا ثورتي 48 و26 سبتمبر المجيدة، ضد النظام الإمامي الكهنوتي، وتعرض بسب ذلك للسجن سبع سنوات عقب فشل ثورة 48.

ولد علي بن عبد الله الواسعي في العام 1349هـ. 1930م بمنطقة "آنس" في الجنوب الغربي من صنعاء، وهو أب لثلاثة أبناء وثلاث بنات.

يقول الواسعي في حوار صحفي قديم له: نشأت في زمن كان اليمن معزولاً عن العالم، ولم يكن لدينا مدارس حديثة بل كان الطالب يدرس في "كتّاب".. القرآن الخط والحساب وبعض المعلومات الدينية؛ انتظمت بعد ذلك في دراسة العلوم الشرعيّة والعربية في حلقات مسجديّة، ثمّ دخلتُ مدرسة رسميّة كان اسمها المدرسة العلمية، يدرّس فيها الفقه والعربية والتفسير وأصول الفقه وأصول الدّين. مكثت فيها سنة وكنتُ ممن يبحثون عن الكتب العصرية الصادرة من مصر والشام مما جعلني أفهم أنّنا نعيش في وضع متخلّف وقد دفعني ذلك إلى التّطلّع لتغيير الوضع فاشتركت في ثورة الـ 1948 التي فشلت وسبب ذلك دخولي السجن مكثتُ فيه سبع سنوات.

ويضيف: فررت بعد ذلك إلى عدن، ثمّ سافرت إلى مصر ودرستُ هناك، في معهد صحّي، الصحة الوقائيّة وعدت إلى اليمن عام 1957.

عمل الواسعي بعد عودته في الصحة وبعد ثورة 1962 التي شارك فيها استمرّ عمله في وزارة الصّحة، وفي عام 1966 سافر إلى دمشق للدراسة.

خلال تواجده للدراسة في مصر حدث العدوان الثلاثي عام 1956م وتطوّع حينها في المقاومة الشعبية، كما تطوّع أثناء تواجده في دمشق ضمن الطلبة العرب.

عمل الواسعي مديراً عاماً للصحة الوقائية، كما عمل في إذاعة صنعاء، يقول: كنت أكتب تعليقاً على الأخبار أيام السبعين التي كانت فيها صنعاء محاصرة من قوات الملكيين وكنتُ مشرفاً على البرامج. وكنتُ أكتب وأقدّم بعض البرامج كبرنامج "أضواء على الدّستور" و"جريدة الصّباح" و"الأسرة" كما أنشأت برنامج "فتاوى".

عمل في المجلس الوطني في الستينيات، وكان نائباً للأمين العام لمجلس الشورى.

أسس ورأس تحرير مجلّة الإرشاد التي استمرت في الصدور 12 عاماً، ثم أسس مجلّة النّور، وكتب في عدة صحف أهمها؛ الصحوة ـ الوحدة ـ الميثاق ـ 26 سبتمبر ـ المستقلّة، وكان لهم عمود أسبوعي شهير في صحيفة "الصحوة" الناطقة باسم حزب الإصلاح، بعنوان "وخز الضمير".

له كتاب عن رحلاته الخارجية إلى أوربا وأمريكا واندونيسيا وباكستان كان يعده للطباعة، كما له كتيبات أخرى أحدها بعنوان "تأملات مجنون" الذي يقول انه يعتز به أكثر من غيره، ويقول انه كان يمرّ بحالة غير طبيعية في فترة من الفترات، وأنه صوّر في ذلك الكتاب كل ما مرّ به.

إلى جانب ذلك قام بتحرير وإعداد كتاب "الطريق إلى الحرية" الذي يعدّ أحد الكتب التي تطرقت لأهم حقبة في تاريخ اليمن الحديث، من خلال ما عاشه مؤلفه الراحل العزي صالح السنيدار (1901- 1977).

 

سيرة ذاتية:

الأستاذ المناضل علي عبدالله الواسعي مواليد عام ١٩٣٠م بمنطقة آنس محافظة ذمار.

مناضل يمني جمهوري اشترك في ثورة ١٩٤٨ و دخل السجن الإمامي علي إثر ذلك في شبابه، ثم غادر للدراسة في مجال الصحة بمصر ليعود و يشترك في ثورة ١٩٦٢ م ، شارك في صياغة أهداف الثورة الستة وأقرها الأحرار في اجتماع بمنزله بصنعاء.

اختار في العهد الجمهوري بعد أن استمر في عمله بوازارة الصحة الانتقال إلى العمل الإعلامي فعمل في إذاعة صنعاء

ثم أسس مجلة الإرشاد وظل رئيسا لتحريرها مدة ١٢ عام

ثم مجلة النور

وكتب مقالات أسبوعية ومتفرقة في كل من صحف

الصحوة ـ الوحدة ـ الميثاق ـ 26 سبتمبر

 اثناء ابتعاثه عام ١٩٦٦ لدوارت صحية بدمشق حدث العدوان الثلاثي فتطوع في صفوف المقاومة الشعبية للعدوان الصهيوني خلال تلك الفترة ضمن الطلبة العرب.

اسهمت مقالاته الجمهورية وجهده كمؤرخ في صحيفة الصحوة خاصة سلسلة " مذكرات العزي صالح السنيدار " الذي جمعها و أعدها للنشر بعد ذلك في كتاب باسم " الطريق إلى الحرية" ، أسهمت في تشكييل وعيي الشخصي وكل من قرأها من أبناء جيلي بخطر الإمامة ومدى السوء و القبح الكهنوتي.

ولازالت مرجعاً وطنيا وجهدا تاريخيا وعلامة فارقة في مجالها التاريخي.

وكان لجهده هذا عظيم الإثر في استجلاب عداء الأسر و الرموز الهاشمية الإمامية الشخصي عليه.

رحم الله المناضل والكاتب والمؤرخ اليماني الجمهوري الكبير وتقبل جهده خالصاً لوجهه الكريم.

الإصلاح نت – خاص
الإثنين 06 إبريل-نيسان 2020
أتى هذا الخبر من موقع التجمع اليمني للإصلاح:
https://alislah-ye.net
عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=5709