قالت منظمة "سام للحقوق والحريات" - مقرها جنيف - إنها رصدت (550) حالة انتهاك لحقوق الإنسان في اليمن خلال شهر يوليو الماضي.
وأشارت المنظمة في بيانها الصادر اليوم في جنيف إن حالات الانتهاك شملت القتل خارج نطاق القانون، والاعتداء على سلامة الجسم، وانتهاك الحريات الصحفية، والاحتجاز التعسفي، ومصادرة الممتلكات، والتهجير القسري والتعذيب.
وأوضحت المنظمة أن مليشيات الحوثي وصالح ارتكبت عدد (341) انتهاكاً من مجموع الانتهاكات المرصودة، ويتحمل طيران قوات التحالف مسؤولية (51) انتهاكاً، و(37) انتهاكاً اُرتُكِبت من قبل جهات تابعة للحكومة الشرعية وجماعات مسلحة أخرى في كلٍ من تعز وعدن، وقيد (19) انتهاكاً ضد مجهولين في مناطق سيطرة السلطة الشرعية.
تفاصيل تقرير المنظمة
انتهاك الحق في الحياة
رصدت "سام" خلال شهر يوليو (112) جريمة قتل ضحاياها مدنيون، منهم (40) مدنياً قتلوا على يد مليشيات الحوثي، أغلبهم سقطوا في عمليات قصف عشوائي على أحياء سكنية في مدينة تعز، وتوفي سبعة مواطنين بسبب اشتباكات بين جماعات مسلحة في تعز، وثلاثة تحت التعذيب أو بسببه في كلٍ من تعز وحجة، وقتل ثمانية اغتيالاً في محافظات تعز وإب وعمران وحضرموت، وكان ضحايا الألغام (ثلاثة) قتلى بينهم طفل عمره شهران.
ولم يخل هذا الشهر من سقوط مدنيين بسبب ضربات طيران التحالف العربي، فقد سجلت المنظمة قتل (44) مواطناً بفعل ضربات طيران التحالف أغلبهم في مديرية موزع محافظة تعز بينهم ثلاثة أطفال.
انتهاك الحق في السلامة الجسدية
رصدت منظمة سام إصابة (154) مواطناً خلال شهر يوليو بينهم (33) امرأة و(39) طفلاً ، وأصيب العدد الأكبر بسبب القصف العشوائي من قبل مليشيات الحوثي وقوات صالح على مناطق سكن المدنيين في مدينة تعز أولاً، وقصف طيران التحالف ثانياً، و(9) إصابات بسبب الألغام.
الاحتجاز التعسفي
مازال الآلاف من المواطنين اليمنيين محتجزين تعسفاً في سجون مليشيات الحوثي وقوات صالح في العاصمة صنعاء وغيرها من المناطق التي تسيطر عليها، ولا يزال المئات في سجون قوات الحزام الأمني وقوات النخبة الحضرمية في كل من عدن وحضرموت التي تسيطر عليها القوات الشرعية، وخلال الشهر الماضي تم الإفراج عن عدد من المحتجزين في مناطق سيطرة الحوثيين والرئيس السابق، ولم نسجل عمليات إفراج عن سجناء لدى النخبة الحضرمية أو الحزام الأمني.
ورصدت منظمة "سام" في شهر يوليو (187) حالة احتجاز تعسفي جديدة ارتكبت مليشيات الحوثي وصالح منها (125) و (29) فصائل مسلحة تتبع الحكومة الشرعية في تعز والحزام الأمني في عدن وتوزعت عمليات الاحتجاز كالتالي: (48) مواطناً في محافظة تعز، و(46) مواطناً في محافظة حجة، و(31) في محافظة الحديدة، و(19) في محافظة إب بينهم طفلان، و (16) في محافظة تعز، توزعت بقية الحالات على محافظات ذمار وعمران وأمانة العاصمة وعدن.
انتهاكات حقوق الأطفال
رصدت المنظمة خلال شهر يوليو تزايد الانتهاكات بحق الأطفال خاصة في مناطق المواجهات المسلحة وسجلت المنظمة (77) حالة انتهاك منها عدد (15) حالة تجنيد أطفال من قبل مليشيات الحوثي وقوات صالح، في محافظات عمران والحديدة وإب ومحافظة صنعاء، كما رصدت "سام" مقتل (20) طفلاً أغلبهم في محافظة تعز بالإضافة إلى إصابة عدد (39) طفلاً آخرين بسبب القصف العشوائي لمليشيات الحوثي على مناطق سكن المدنيين في مدينة تعز، إضافة لضربات طيران التحالف التي لا تراعي قواعد الاشتباك التي تستوجب عليها الكف عن استهداف المناطق السكنية والأهداف القريبة من مناطق سكن المدنيين.
انتهاكات ضد المرأة
رصدت المنظمة خلال شهر يوليو (38) انتهاكاً ضد المرأة بينها (15) قتيلة بينهن طفلة عمرها شهران، وسجلت سام (23) إصابة بحق النساء، منهن (4) أصبن بسبب الألغام الفردية.
الألغام
مازالت الألغام تهدد حياة الكثير من السكان خاصة في المناطق التي شهدت مواجهات مسلحة سابقاً، حيث تصر جماعة الحوثي على استخدام الألغام في الصراع بصورة كبيرة وبدون خرائط واضحة مما يجعل ضحايا الألغام تتزايد بصورة مقلقة حيث رصدت المنظمة (12) حالة انفجار ألغام خلال شهر يوليو منها (11) حالة في محافظة تعز وأخرى في محافظة لحج.
انتهاكات بحق الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان
سجلت المنظمة عدد (19) انتهاكاً ضد الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان تضمنت التحريض والاعتداء الجسدي، والتهديد بسبب عملهم، وقد توزعت الانتهاكات بين (3) إصابات جسدية في تعز وشبوة، وحالة تهديد واحدة في تعز أيضاً، وإحالة (10) صحفيين إلى نيابة أمن الدولة، وحالة احتجاز تعسفي لمحامٍ في باجل بالحديدة.
الحصار والتهجير القسري للمدنيين
بالإضافة إلى استمرار حصار قرى بلاد الوافي في مديرية جبل حبشي في محافظة تعز للشهر الثامن على التوالي، فقد رصدت المنظمة استمرار تهجير (2280) في مديريتي المخا وذوباب، أما في باب المندب فقد رصدت المنظمة (1285) حالة وفي المخا (989) بسبب المواجهات المسلحة، حيث تم منعهم من العودة إلى منازلهم من قبل قوات الشرعية التي تقودها الإمارات مما زاد من معانات الأهالي خاصة النساء والأطفال، وهؤلاء المهجرون ضحايا لطرفي النزاع، حيث بدأ الحوثيون بتهجيرهم، وتمنعهم قوات المقاومة حالياً من العودة إلى بيوتهم، ولا توفر لهم أية معونات لمساعدتهم على استمرار الحياة.
أخيراً
تؤكد المنظمة على ضرورة إيجاد حل سريع وعاجل لمعاناة المواطنين المعيشية، وسرعة صرف الرواتب من قبل سلطة الأمر الواقع في صنعاء، وسلطة الحكومة الشرعية في عدن، فالراتب حق لا يخضع للحسابات السياسية، وعلى من يتحمل مسؤولية السلطة سرعة توفيره للموظفين.
تؤكد المنظمة على خطورة الوضع الصحي التي تعيشه المحافظات اليمنية عموماً وعجز القطاع الصحي على مواجهة مرض الكوليرا ما يستوجب تداعي المجتمع الدولي والدعوة إلى إعلان اليمن منطقة منكوبة تستوجب فتح باب الإغاثة العاجلة.
توصيات
- تحث المنظمة الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية لتقديم الدعم العاجل للمدنيين المهجرين قسراً في محافظة تعز، والسعي الجاد إلى رفع الحصار عن قرى بلاد الوافي بصورة عاجلة وبلا أية شروط.
- تطالب "سام" قوات التحالف العربي بالعمل الجاد على تجنب استهداف المدنيين ومراجعة قواعد الاشتباك بما يتفق مع تجنيب المدنيين ضربات الطيران.
- تدعو المنظمة إلى تجنيب الأطفال ويلات الحروب، وتدعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم من تجنيد الأطفال التي تشهد تصاعداً مقلقاً.
"منظمة سام للحقوق والحريات" تدين كافة الجرائم الواردة في هذا البيان، والتي تشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق والإنسان خاصة بالقصف العشوائي والتهجير القسري.
كما تدين الانتهاكات المتزايدة بحق الصحفيين وتطالب جماعة الحوثي، باعتبارها سلطة الأمر الواقع، الالتزام بالاتفاقيات الدولية الناظمة لحقوق الإنسان، حيث تمثل الأفعال التي تقوم بها الجماعة بحق هؤلاء المختطفين "جرائم ضد الإنسانية".
سام للحقوق والحريات 15 أغسطس 2017 -جنيف