توفى أحد المختطفين بمحافظة إب، وسط اليمن، إثر تعرضه لعمليات تعذيب مروعة في سجون مليشيات الحوثي والرئيس المخلوع صالح بمحافظة ذمار جنوب العاصمة صنعاء.
مصادر محلية أكدت وفاة المختطف الشاب محمد عبدالحكيم علي حمود شرف الدين نتيجة تعرضه لعمليات تعذيب ممنهجة على مدى أشهر في سجون المليشيات الإنقلابية.
واختطف الشاب محمد شرف الدين يوم السبت 10/12/2016م، وتعرض للتعذيب بسجون مختلفة بمحافظة ذمار ورفضت المليشيات الإفراج عنه رغم وساطات عدة تقدمت بها أسرته، وظلت المليشيا تمارس عمليات ابتزاز مالي مقابل الإفراج عنه ولكنها لم تفِ بأي وعد رغم محاولة الأسرة دفع تلك المبالغ التي طلبتها المليشيات.
وقال صادق شرف الدين خال المختطف: "انتقل إلى رحمة الله تعالى ولد أختي محمد عبدالحكيم شرف الدين بعد خروجه من سجن مليشيات الحوثي عفاش بذمار وآثار التعذيب واضحة على جسده، وأخرجوه وهو بغيبوبة لم يفق منها حتى توفاه الله، فأقول لوالديه اصبروا واحتسبوا؛ فالله -سبحانه وتعالى- يقول: {وأملي لهم أن كيدي متين}، ولا نامت أعين الجبناء".
وينتمي الشاب محمد شرف الدين (26 عاماً) إلى مديرية جبلة من أبناء عزلة الربادي قرية المنازلة جنوب غرب مدينة إب، وخطفته عصابات تقطع تابعة لمليشيات الحوثي وصالح قبل 3 أشهر أثناء مروره من مدينة ذمار في رحلة سفر لهدف البحث عن عمل لمواجهة ظروف العيش القاسية التي يعيشه اليمنيون بسبب انقلاب مليشيات الحوثي وصالح.
وقال أحد أقارب المختطف شرف الدين بأن مليشيات الحوثي وصالح الإنقلابيتين اختطفت الشاب العشريني في جولة ذمار وبجانبه اثنين آخرين من أسرته كانوا متجهين إلى محافظة مارب بغرض العمل، وظل شرف الدين في السجن ثلاثة أشهر.
وأضاف قريب المختطف: "الشاب المختطف تعرض للتعذيب وسجن خمسة أشهر، وتم إطلاقه قبل خمسة أيام، وهو في غيبوبة، وتم نقله من مدينة ذمار إلى محافظة إب وتم ترقيده في مستشفى المنار نتيجة تدهور صحته بشكل مخيف".
وقال: "إن الصور تبين آثار التعذيب في جسمه، والتي تؤكد أن المليشيات تمارس عمليات الإرهاب والإختطاف والتعذيب وسط غياب المنظمات الإنسانية والحقوقية والتي لم تحرك ساكناً جراء ما تعرض له شرف الدين وآخرون كثر في سجون المليشيات بأغلب المحافظات الخاضعة لسيطرتهم".
ودخل الشاب شرف الدين في عملية موت سريري قبل أيام، الأمر الذي أجبر المليشيات لنقله إلى أحد مستشفيات مدينة ذمار، وإبلاغ شقيق المختطف في الـ7 من مارس الجاري بمكان تواجده واستلامه بعد الجرائم التي تعرض لها.
وذهب شقيق المختطف إلى مدينة ذمار ووجد أخاه في حالة غيبوبة وموت سريري، الأمر الذي اضطره لنقله إلى أحد مشافي مدينة إب، وظل لخمسة أيام في العناية المركزة وفارق الحياة مساء أمس كضحية جديدة ولن تكون الأخيرة لمليشيات صالح والحوثي الإنقلابية.
مصدر آخر مقرب من الشاب المختطف، أكد أن الشاب شرف الدين كان مصاباً بمرض السكر، ومنعت المليشيات عنه العلاج لخمسة أشهر، فضلاً عن ممارسات التعذيب والتي كانت واضحة على جسده.
وقالت مصادر طبية بمدينة إب: إن حجم التعذيب الواضحة على جسد شرف الدين لا يقوى عليها جسد البشر، وهو ما يؤكد تجرد مليشيات الحوثي وصالح من كل القيم الإنسانية في إرهابهم ضد المواطنين اليمنيين عموماً، وحقدهم ووحشيتهم ضد أبناء محافظة إب بوجه خاص.
وتعد حالة شرف الدين الحالة الثانية من نفس المنطقة لعملية وفاة تحت التعذيب من قبل مليشيات الحوثي وصالح الإنقلابية، ففي أغسطس 2016م توفي الشاب عادل عبدالملك الحسني بمدينة إب اثر تعرضه للتعذيب بسجون المليشيات بحسب أبناء منطقة الربادي والتي ينتمي إليها ضحايا التعذيب الجسدي والنفسي للمختطفين.
وقالت منظمة "رصد للحقوق والحريات العامة والخاصة" بإب بأنها وثقت تسع حالات سابقة لعمليات تعذيب وحشية مروعة تعرض لها المختطفون من أبناء المحافظة في سجون الإنقلابيين.