عدوى اغتيالات الخطباء والمصلحين تنتقل إلى تعز والتدشين بخطيب ساحة الحرية
الموضوع: اخبار وتقارير

 

في عملية آثمة بعيداً عن كل الأخلاقيات والقوانين والأعراف دشنت القوى الإجرامية اليوم في مدينة تعز أولى عمليات اغتيالاتها للخطباء والمصلحين الاجتماعيين التنويريين في المدينة بعد ثلاث سنوات من محاولة زراعة الفوضى في المدينة المدنية والجماهيرية التي استعصت على التطويع.
حيث أقدم مسلحان على متن دراجة نارية اليوم بعد صلاة الجمعة مباشرة على محاولة اغتيال لخطيب ساحة الحرية بتعز وخطيب جامع العيسائي الأستاذ عمر دوكم الذي أصيب بجروح بالغة في عملية الاغتيال الآثمة في حين استشهد التربوي والمربي الفاضل رفيق الأكحلي الذي كان برفقة الأستاذ عمر دوكم أثناء خروجهما من الجامع بعد أداء صلاة الجمعة.
نجا خطيب ساحة الحرية بتعز من محاولة اغتيال واستشهاد مرافق له أثناء خروجهما من جامع العيسائي عقب صلاة الجمعة، ونقل دوكم على إثر العملية للعناية المركزة.
وتعد هذه الحادثة أول محاولة من نوعها تستهدف خطباء مساجد بتعز بعد توسع الظاهرة بشكل مخيف في مدينة عدن جنوب البلاد, قتل على إثرها عدد من الخطباء والعلماء.

 

ظاهرة مخيفة
المتابعون من السياسيين والمراقبين والنشطاء والمهتمين لما يجري في عدن وتعز من قبل مسلحين يكادون يجمعون على أن عملية تدشين اغتيال الخطباء في تعز قد بدأت بعد أن اتسعت في مدينة عدن بشكل كبير وبعض المحافظات الجنوبية.
عملية اغتيالات وتصفية الخطباء والمصلحين في عدن والتي بدأت اليوم في تعز عكست ضعفاً أمنياً وصل حد التغاضي عن مثل هذه العمليات، بل إن بعضها تمت بموافقة وتسهيل الأجهزة الأمنية في عدن والتي اختطفت قبل يومين الخطيب عادل باحويرث في عدن وما زال مختطفاً حتى اللحظة.
وكان كثير من المراقبين والمحللين السياسيين قد نبه قبل أشهر إلى احتمال انتقال عدوى هذه الاغتيالات والتصفيات إلى تعز كون الراعي والمحرض واحد.
حيث تساءل وزير شؤون مجلسي النواب والشورى محمد الحميري: "هل عدوى قتل الخطباء في عدن أصابت تعز؟!" ..

 

إدانة واستنكار
حادثة اغتيال رفيق الأكحلي ومحاولة اغتيال عمر دوكم لقيت إدانة واستنكارا واسعين من قبل السياسيين والنشطاء والإعلاميين والمراقبين.
حيث كتب وزير الدولة لشؤون مجلسي النواب والشورى النائب محمد مقبل الحميري على صفحته في الفيسبوك يدين هذه العملية ويحذر من اتساع ظاهرة الاغتيالات.
وقال الوزير الحميري: " ندين الاعتداء الآثم على امام جامع العيسائي. ندين كل أنواع القتل التي تستهدف الأبرياء وتستهدف من لا يحاربون الدولة ولا يعتدون على المواطنين كائنا من كانوا".
ودعا الوزير الحميري "كل الأقلام الشريفة والقوى الفاعلة إدانة هذه الجرائم والوقوف صفا واحدا ضد مرتكبيها وضد المظاهر المسلحة في المدينة".
وناشد الحميري "السلطات العليا الإسراع في دعم الأمن تسليحا وتثقيفًا وماديا ومعنويا ، فالأمن للمناطق المحررة يجب ان يكون أولوية قصوى ويمضي بتوازي مع خطة استكمال التحرير التي يجب ألاّ تتأخر".


أما الناشط الحقوقي غازي السامعي فكتب على صفحته مندداً بهذه العملية قائلا: "
يختار القتلة ضحاياهم بعناية فلا يغتالون إلا الأنقياء..الأستاذ رفيق الاكحلي جارنا الطيب فاجعتنا الجديدة وحزننا الاجد..


بالأمس قال لي أريدك بموضوع هام واتفقنا على ان نلتقي فكان الموت اقرب".
أما الكاتب الصحفي نبيل البكيري فكتب معلقا على الحادثة: "الأستاذ رفيق الأكحلي ضحية أول عملية استهداف قذرة للأئمة وخطباء تعز العملية التي كانت تستهدف الأستاذ عمر دوكم سقط فيها رفيقه وصديقه الأستاذ رفيق الأكحلي الذي كان بجواره حين خروجهم من المسجد".


ويضيف البكيري: "يبدأ المسلسل بمحاولة اغتيال قذرة وجباته كان هدفها الصديق المثقف والرائد التنويري عمر دوكم .
عمر دوكم خطيب جامع العيسائي؛ الإنسان الأكثر حضورا ونبلا وامتلاءً كمثقف تنويري كسب حب الناس وقلوبهم وعقولهم حتى غدا معلما ورمزا من رموز التدين التعزي الأكثر اعتدالا وتنويرا".
وعلقت الصحفية وئام عبدالملك من تعز بالقول: "غالبا ما يتم اغتيال الأئمة والشيوخ المعتدلين الذين يلتف حولهم الجميع.. والسبب معروف..أ.عمر دوكم أنموذجا".
وبدوره علق الإعلامي عبدالرحمن الحميدي على حادثة الاغتيال بالقول:لطف الله يغشاك وعافيته ياعمر دوكم صديقى عمري كله.


هذا الخطيب المثقف صوت الوسطية والتجديد.. جعل من خطبيته خطابا جديدا ومدرسة في الوعي والتفكير، ورحمة الله تغشاك صديقي الغالي رفيق الاكحلي"..

 

نشر الفوضى
لا يخفى الهدف من مثل هذه العمليات، حيث تشير إلى الفوضى وقتل المصلحين لمحاولة إدخال تعز والبلد عموماً في فوضى أمنية تستفيد منها جماعات الموت وراعو الفوضى لفرض أجندة معينة بعد أن أثبتت تعز انها صامدة في وجه العبث وعدم التطويع.


ومن هذا المنطلق كتب الكاتب الصحفي عامر دعكم يكشف عن خفايا هذه الاغتيالات، فقال: "في عدن وصل الإرهاب حضيضه، عدد كبير من الدعاة والمصلحين اغتالتهم أيادي العبث وأذيال القُبح ..اُغتيل الخطباء كي يتسنى للعبث أن يستشري وللفوضى أن تتمدد"!


يضيف دعكم: "فطِن منفذو الأجندة الاستخرابية أن الخطباء والدعاة والمؤثرين إيجابيًا هم المطّب الذي سيتكوّم في منتصف الطريق مانعًا جائحة الفوضى من العبور، لذا عمدوا لاغتيالهم، لتجريد الحياة من مصلحيها".


بعد أن ظلت تعز عصية على الفوضى واحتوت الكثير من المشاكل والتجاذبات، تسربت إليها عدوى الاغتيالات من عدن برعاية وتخطيط مركز بدا بشن حملات إعلامية لتجريم شخصياتها وتياراتها المعتدلة لمحاولة رفع الغطاء الشعبي والجماهيري عنها ثم التحول إلى الاستهداف بالاغتيالات لما تمثله تعز من ثقل جماهيري للشرعية والدولة والمدنية فبدأ هذا المسلسل الذي إن لم يتم احتواؤه باكراً وكشف كمن يقف وراء عمليات الاغتيالات الإجرامية فإن الجميع سيدفع ثمن الفوضى وتتوسع ظاهرة الاغتيالات لتعميق الشروخ الاجتماعية حتى لا تنهض تعز كلما اقتربت من التحرير.

الإصلاح نت - خاص/ أحمد أبو ماهر
الجمعة 30 مارس - آذار 2018
أتى هذا الخبر من موقع التجمع اليمني للإصلاح:
https://alislah-ye.net
عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=1280