11 فبراير.. صوت الحرية وربيع مستمر
الموضوع: اخبار وتقارير

 

 

أقوال ذات دلالات:

 

** التدين الذي لا يصنع أخوة، ولا يقيم التكافل، ولا يغرس محبة، ولا يرسي شبكة علاقات اجتماعية متينة، ولا يؤدي حقوق العاملين، ولا يصنع انتماء وطنيا، ولا يحمي هوية، فهو مستنقع تراكمت فيه أوساخ التاريخ المفترى عليه المتمثل في تماثيل السلالية القذرة، والطائفية الفاسدة، المفسدة، المدمّرة للأوطان.

** يحدثنا التاريخ أن الثورات المضادة أعاقت ثورات الشعوب، لكن صوت الحرية ظل مدويا في أوساط الجماهير، الأمر الذي أرسى ضمانة ثقافية جماهيرية صلبة انتصرت بها ثورات الشعوب.

** ثورة 11 فبراير مستمرة باستمرار الربيع الديمقراطي حتى اللحظة ضد الاستبداد الداخلي والمستعمر الأجنبي - النيجر وغيرها نموذجا، الأمر الذي يوجه رسالة إلى عباد الصنمية قائلا لهم: إن القديم قد مات، ومراسم دفنه قائمة على قدم وساق، وإن الجديد قد وُلِد قطعا وحتما سينهض وإن تعثر.

** من يتهمون 11 فبراير ويتعامون عن الربيع الديمقراطي، فهم يقدمون البرهان أنهم كائنات قابعة حول مستنقع شيمون بيريز القائل قبل عقدين: يجب على تل أبيب مراقبة حركات شعوب المنطقة، وتخطط، وتراقب، وهنالك مال كثير كفيل بإعاقة تلك الحركات.

أهلا بك فبراير، فأنت صديق الشعب اليمني الحر في ثورة 1948، والتي كانت أول ثورة في الوطن العربي ضد السلالية.

وأنت صديقنا في أقسى حصار ضد صنعاء الإباء فرضته الثورة السلالية المضادة، وقد انكسر الحصار عام 1968، والمعروف بحصار السبعين يوما.

أهلا بك يا صديقنا فبراير الحرية.. في 11 فبراير 2011.. أهلا بك امتدادا لكل الثورات التي تكللت بقيام النظام الجمهوري في 26 سبتمبر 1962.

شعبنا اليمني الحر يعد الدقائق والثواني ليخرج لاستقبالك في الذكرى الـ13 مرددا -بكل فخر واعتزاز- "رددي أيتها الدنيا نشيدي"، مصمما على السير قدما في طريق التضحية والفداء بذهنية عامرة بصور الشهداء الأبطال يهتف بلسان الحال والمقال: "كم شهيد من ثرى قبر يطل".. معاهدا لهم على مواصلة السير وإن طال الطريق، حتى تتحقق كل الأهداف يا صديقنا والتي تكللت في مخرجات الحوار الوطني، والمبادرة الخليجية، والقرار الأممي باستعادة الشرعية السياسية.

الجدير ذكره أننا ونحن نستقبل ذكراك المجيدة، نود من خلالها الوقوف إزاء بعض النقاط من خلال المحطات التالية:

المحطة الأولى: ثورة فبراير الشبابية السلمية يحتفل بها كل أحرار الشعب اليمني، فهي ثورة صادقة جادة نقية، اتجهت حكومة الوفاق من الدقائق الأولى إلى إرساء الأسس الأولى لدولة النظام والقانون المتمثلة في إيجاد شراكة حقيقية ومواطنة متساوية وتنفيذ الكثير من الأهداف، منها اعتماد 63 ألف وظيفة وحقوق غير قليلة، في السلك المدني والأمني والعسكري، وهنا بدأ المواطن يشعر أن اليمن أصبح ذا شأن، كيف لا وقد أصبح المواطن يشاهد الانتقال من الشللية والوساطة وترفيع الأميين، إلى تمكين المؤهلين والمتمرسين ذوي الخبرات والكفايات.

كيف لا، والمواطن بات يرى، بل ويسمع صوت المظلومين قد ارتفع، وتوارت المحسوبيات إلى حد غير عادي.

إن ثورة 11 فبراير أعلت من شأن الدولة تجاه مواطنيها وألزمتها حقا بمسؤوليتها بكل هدوء دون ضجيج إعلامي، أو زيف، ولا عنف، ولا، ولا... ذلك أنها ثورة سلمية لم تسقط ورقة من شجرة بل تلقت الرصاص بصدور عارية - تضحية قدمها حملة الشهادات المختلفة.

ثورة فبراير ما هدمت حجرا ولا اعتقلت ولا انتقمت من قاتليها، بل منحتهم العفو والسلام، كل ذلك حقنا لدماء الشعب الذي طحنته عقود من الإهمال واللامبالاة والابتزاز والنهب... إلخ.

بكلمتين، ثورة 11 فبراير يحتفي بها العظماء وبطبيعة الحال يعاديها كل من يعبدون الأصنام.

 

المحطة الثانية، المعايير الموضوعية للحكم:

غير خاف على العقلاء أن الحكم على الثورات يأتي من مضمون أهدافها، وليس من الأوضاع التي أعقبتها - أحقاد الفردية الطاغوتية والطائفية الحاقدة.. نعم، لقد دعت الثورة السلمية إلى أهداف واضحة وفي مقدمتها تحقيق أهداف ثورة الـ26 من سبتمبر، وإزالة الاحتقان المتراكم في المناطق الجنوبية، وحل مشكلة صعدة وفقا للدستور، وتحقيق التنمية، وترسيخ مبدأ المواطنة المتساوية بعيدا عن التعصب المذهبي أو الطائفي، وتجسيدا عمليا لقيمة الانتماء الوطني انطلاقا من القواسم المشتركة.

وفي سبيل تحقيق توزيع الثروة والشراكة، فقد تضمنت مخرجات الحوار الوطني: الأسس الأولى لقيام النظام الإداري - الأقاليم حتى يتسنى لجميع المواطنين الشراكة الحقيقية في التنمية الشاملة، إلى جانب ذلك تم إرساء أهداف سامية - مبدأ التداول السلمي للسلطة والفصل بين السلطات وتحقيق نهضة تعليمية شاملة تلبي تطلعات الشعب اليمني وتستعيد مكانته الحضارية، وبناء اقتصاد وطني يكفل حياة كريمة للمواطن، وإعادة بناء مؤسستي الجيش والأمن على أسس وطنية حديثة، وبما يحقق ضمان حياديتها والتأكيد مرارا على التطبيق العملي لمبدأ استقلال السلطة القضائية ضمانا لتطبيق العدالة والمساواة.

وعليه، بربك أيها القارئ العزيز: من هو الذي يريد أن يخضع لحكم فردي فاسد طاغي مستبد ديكتاتور؟

من الذي لا يريد بناء دولة مدنية حديثة ديمقراطية؟ هل هناك عاقل يريد أن يكون عبداً لآخر يدّعي أنه سيد عليه؟

وهل يعقل أن هناك يمنيا حرا لا يريد لليمن أن يستعيد مكانته الحضارية والتاريخية وأن يكون لليمن دور حاضرا ومستقبلا؟ هل هناك يمني عاقل لا يريد لليمن نهضة اقتصادية تنطلق فيها القدرات وتتنافس إبداعا وجودة يُكتب عليها: صُنع في اليمن؟ من الذي لا يريد لليمن الاستقرار والسلام والسلم والتنمية؟ بل من الذي لا يريد لمؤسستي الجيش والأمن حمل عقيدة وطنية لا تتبع شخصا أو قبيلة ولا يمتلكها أحد؟

لا نريد الاستطراد أكثر، ذلك أننا على ثقة أن العقلاء يعلمون جيدا أن أهداف الثورة هي المعيار الموضوعي لمحاكمة ثورة 11 فبراير السلمية.

 

المحطة الثالثة، مصدر الإعاقة ماضيا وحاضرا:

الكثير من أبناء الشعب اليمني يعلمون مقدار المؤامرة التي أعاقت ثورة الـ26 من سبتمبر المجيدة، ولا شك أنهم على وعي تام أن ثورة 11 فبراير تواجه نفس المؤامرة، ومع ذلك نؤكد جازمين أنه كما انتصرت ثورة 26 سبتمبر حتما ستنتصر ثورة فبراير وإن طال الزمن، ذلك أن النصر هو حليف الشعوب قطعا.

البعض يقول إن الربيع الديمقراطي جاء من الغرب، ولم يقفوا عند هذه الجملة، بل يدعون أن لديهم دليلا هو أن الغرب يكره العرب والمسلمين.

الجدير ذكره أن هذا الكلام الساذج المضحك للثكالى لا يستحق النقاش، ولكن وجدنا أن هذا السخف قادم من خلفية ظالمة هدفها الاصطياد في الماء العكر قائلة: انظروا إلى الديمقراطية ماذا صنعت بتلك الشعوب؟

بدورنا نسارع إلى القول إن تشويه الديمقراطية بتلك الطريقة يستند إلى خلفية قائمة على نظرة متسرعة خلقت هواجس، ونحن أولا، ومبدئيا، نحترم مصادرها، وثانيا نبادر لإيضاح موقفنا قائلين: نحن نتحدث حول ثورة 11 فبراير السلمية نعلن بالفم الملآن أن ثورة الشعب اليمني بحمد الله وفضله تمتلك نضجا فكريا وثقافيا، يجعلها تؤكد أنها مهتمة بإصلاح الوضع اليمني لا غير، كما أنها تؤكد أنها لم ولن تتدخل في شأن أحد وتحديدا دول الجوار، ذلك أن الشعب اليمني يحمل كل الاحترام والتقدير لدول الجوار القائم على حسن الإخاء والسعي الحثيث لإرساء أسس السلم والسلام في عموم الجزيرة العربية، هذا هو الموقف المبدئي الثابت لثورة فبراير السلمية.

ولا ننسى في هذا المقام أن نقدم رسالة إلى المليشيا الانقلابية الحوثية قائلين لها: تعلمون جيدا عمق وقوة المقاومة للانقلاب واتساع رقعة الممانعة الرافض لمشروعكم المنغلق، الأمر الذي يعني أن ثورة شعبنا اليمني تسير في الطريق الصحيح، وهذا دليل أنها بخير، وأن مليشيا الحوثي مهما حاولت لاهثة لاكتساب الشرعية فإنها تبحث عن سراب، فالمشروعية مصدرها الشعب والذي هيهات هيهات أن يتنازل عن مواجهة الانقلاب الحوثي الذي دمر مقدرات الشعب، وهذا يعني أن الحوثي سيظل فاقدا للمشروعية مهما حاول بكل السبل والتي في مقدمتها خطوته الكسيحة: ركوب موجة طوفان الأقصى من خلال صناعة جوٍّ إعلامي مفاده أن هناك مواجهات وهمية مع الغرب في باب المندب، وفي حقيقة الأمر هو ينفذ أجندة إيرانية.

والشعب اليمني متسلح بالوعي الكافي - حاضنة وجيش وطني، يقدم الدلائل القاطعة رغم شحة الإمكانات والوضع الذي يمر به الوطن ها هو يقدم بلسان الحال والمقال البراهين الدالة على الثبات والإصرار على عدم تسليم البلد للمليشيا الحوثية، والاستمرار في العمل المقاوم للانقلاب مهما كانت التضحيات.

 

المحطة الرابعة، ثورتنا مكتملة الزوايا:

11 فبراير ثورة شعب بكل أطيافه، والتي خرجت بعفوية مصحوبة بعزيمة فولاذية وبحلم ورزانة وكبرياء وعفو وتسامح وتضحية، معلنة عن أهدافها الوطنية، فلا حزبية ولا شخصانية، فقط الشعب هو القائد بكل شرائحه - المؤيدون للنظام والمعارضون معلنا العفو والتسامح إزاء رأس النظام مقابل استقالته، فالشعب صنع ثورته ونتحدى أحد يدعي احتكارالثورة السلمية.

فالشعب ثار، وهو الذي منح العفو للجميع بدون استثناء، والهدف هو مشاركة الجميع في صناعة المستقبل، وجاءت مخرجات الحوار الوطني تحمل الشفافية تجلت فيها بشارات الانطلاقة السريعة نحو مستقبل آمل بعيش كريم انطلاقا من مبدأ الشعب مصدر الشرعية، والمصلحة العامة هي الهدف المتمثل في العدل والمساواة.

باختصار، هي ثورة لا تقبل تحت أي شعار أن تكون محطة تصفية حسابات خاصة من أي نوع أو ضد أي جهة أو طرف.

ثورة وضعت بوصلتها تجاه حماية الصف الوطني، رافضة دعاوى المشاريع الصغيرة التي يتقمصها البعض تمويها وخداعا أو وصاية بهدف استعباد الشعب ومصادرة حقوقه.

ثورة شعبية هي ملك لكل من يؤمن بالجمهورية والتبادل السلمي للسلطة عبر نظام ديمقراطي يعلي من شأن كرامة الإنسان اليمني دستورا وقانونا وسلوكا.

وبطبيعة الحال فالثورات غالبا ما تصطدم بالخلافات الصغيرة فيأتي المتربصون لتوسيع هوة الخلاف، وهذا ما حصل لثورتنا السلمية، والنتيجة حضور أسوأ المشكلات - انقلاب طائفي يريد التربع على رقاب الشعب الثائر، وإفساد هوية الشعب اليمني، ومع كل الذي حصل فإننا ننادي العقلاء: لا زالت الأجواء مهيأة تمكن الشعب من لملمة ما تبعثر وصولا إلى استعادة الشرعية السياسية والتوجه نحو البناء.

عاش الشعب اليمني حرا أبيا.. عاشت الحاضنة الشعبية بزخمها اليمني الأصيل.. عاش جيشنا وأمننا ذراعا حديدية لحماية وحدة الوطن أرضا وإنسانا.. الرحمة والخلود للشهداء الأبرار.. الشفاء للجرحى.. وحفظ الله اليمن.

الإصلاح نت - عبد العزيز العسالي
السبت 10 فبراير-شباط 2024
أتى هذا الخبر من موقع التجمع اليمني للإصلاح:
https://alislah-ye.net
عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10929