قال الأمين العام المساعد للتجمع اليمني للإصلاح، شيخان عبدالرحمن الدبعي، إن الإصلاح ينطلق في نضاله، من تمسكه بالثوابت الوطنية التي تشكل خلاصة نضال الشعب اليمني طوال عقود مضت، وهي محل إجماع الشعب اليمني وقواه السياسية، كونها خلاصة أهداف الحركة الوطنية اليمنية.
وأضاف الدبعي، في حوار لـ "الإصلاح نت" بمناسبة الذكرى الـ33 لتأسيس الإصلاح، أنه من الطبيعي أن يكون الإصلاح بكامل ثقله خلف الإجماع الوطني الذي انقلبت عليه مليشيا الإمامة، موضحاً أنه أمر لا يمكن المساومة عليه.
وجدد حرص الاصلاح على التواصل مع كل شركاء النضال اليوم، وشركاء الوطن والعمل السياسي، إيماناً بأن المعركة الوطنية معركة الجميع، وأن وحدة الصف والموقف وتجاوز الخلافات يشكل ركيزة أساسية في الانتصار لليمن وللشعب.
وأشار إلى أن مخلفات الإمامة تسللت من الفراغات التي شكلتها الخلافات السياسية، وأن الواجب والمسؤولية الوطنية والتاريخية تستوجب التلاحم لاستعادة الدولة، وإعادة الحق للشعب اليمني.
وتطرق الأمين العام المساعد في الحوار، إلى جملة من القضايا والمستجدات، لاسيما المتصلة بإعادة روح العمل السياسي، وانتخاب قيادات جديدة للإصلاح بعدد من المحافظات، إضافة إلى متطلبات المعركة الوطنية.
نص الحوار:
* في 13 سبتمبر 1990 أُعلن عن تأسيس التجمع اليمني للإصلاح كحزب يمني وصفه سياسيون بأنه "ولد عملاقاً".. هل ممكن أن تعطونا لمحة عن الحوارات والتواصلات التي سبقت التأسيس؟
- في البداية أهنئ الإصلاحيين في كل مكان بذكرى التأسيس، ولا شك أن الإعلان عن ميلاد الحزب سبقه تواصلات ونقاشات كبيرة، باعتبار أننا أمام تأسيس كيان وطني كبير يضم كافة فئات وشرائح وقطاعات المجتمع اليمني، وسيشكل علامة فارقة في الحياة السياسية، وهذه الحوارات كانت ضرورية لوضع الأسس التي يرتكز عليها الإصلاح، خصوصاً وأن مرحلة جديدة تشكلت عقب تحقيق الوحدة اليمنية المباركة، أساسها الديمقراطية والتعددية السياسية، وتتوجت هذه النقاشات والحوارات بإعلان حزب سياسي هو التجمع اليمني للإصلاح، الذي أصبح أحد أعمدة الحياة السياسية والنظام الجمهوري.
* 33 عاما على التأسيس.. برأيكم أين نجح وأين أخفق الإصلاح؟ وما الذي مثله للحياة السياسية اليمنية في زمن الديمقراطية والتعددية؟
- بالتأكيد أن أي حزب أو مكون أو أي كيان له نجاحاته وله جوانب قصور، لكن ما لا يمكن الاختلاف عليه أن الإصلاح نجح في أن يكون ركيزة أساسية للنظام الجمهوري، وتموضع في قلب المعادلة السياسية ومنح العملية الديمقراطية -رغم بدائيتها- زحماً كبيراً وأكسبها أهمية كبيرة، وتعامل معها بمسؤولية وحرص على تنميتها وقدم التنازلات من أجل المصلحة الوطنية العليا، والحقيقة أن أكبر نجاح للإصلاح هو كونه أهم رافعة للمشروع الوطني، والعين الساهرة للنظام الجمهورية والهوية اليمنية.
وبالنسبة لأوجه القصور فهذا أمر طبيعي في حزب سياسي ديناميكي، كما هو أمر طبيعي في أي نشاط بشري، وللإصلاح مؤسساته وآلياته التي تضع يدها على مكامن القصور لتداركها، كما أننا نستمع لكل ما يتم طرحه حول ذلك سواء من داخل الحزب وقاعدته الجماهيرية، أو من قبل المراقبين والمعنيين بالشأن السياسي.
* المحطات السياسية التي شارك فيها طوال أكثر من ثلاثة قرون.. ماذا أكسبت الإصلاح؟ وكيف واجه التحولات والمتغيرات لا سيما منذ 2011؟
- الإصلاح شارك في العديد من الدورات الانتخابية رئاسية وبرلمانية ومحلية، واستفتاءات، وخاض تحالفات سياسية مع الأحزاب، وشارك في السلطة والمعارضة، وكان معياره في المشاركة أو الخروج هي نتائج صناديق الاقتراع مهما شابها من شوائب، وهذه كلها بلا شك أكسبته خبرة ونضوجا سياسيا، ومنحته مرونة كبيرة، وخلاصة هذه التجارب والعلاقات جعلته في صنع المستقبل بعد إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة.
أما ما يتعلق بالتحولات منذ 2011 فالإصلاح تعامل معها بمسؤولية وطنية مع شركاء العمل السياسي، وتجاوز الماضي لمواجهة المخاطر المحدقة بالجمهورية وكل القوى السياسية، وأعتقد أن الجميع مدرك لهذا الأمر، وسيظل الإصلاح سائراً وفق هذا النهج.
* كان للإصلاح مواقف واضحة لا مواربة فيها من انقلاب مليشيا الحوثي وضعته في مواجهة مباشرة مع المليشيا، وفي سبيل مواقفه هذه قدم ضريبة كبيرة من قياداته وكوادره ومؤسساته.. هل كان هذا الموقف مدروساً وناتجاً عن قرار مؤسسات الحزب؟
- موقف الإصلاح من الانقلاب وما سبقه من تمرد مسلح لمليشيا الحوثي واجتياحها للمدن والقرى، نابع من المصلحة الوطنية وحرصه على الدولة، وتمسكه بالنظام الجمهوري الذي يقوم على أساس الإرادة الشعبية التي جاءت المليشيا لمصادرتها، وإعادة الكهنوت الإمامي الذي نبذه الشعب، وهذا الموقف هو قرار مؤسسات الحزب، وهو نابع من قناعة ومبادئ وثوابت الحزب وكل منتسبيه الذين كانوا الكتلة الصلبة للمعركة الوطنية منذ بدايتها، وفي سبيل ذلك قدموا التضحيات الكبيرة وما زالوا يبذلون الغالي والنفيس حتى إنهاء انقلاب مخلفات المشروع الإمامي والانتصار للجمهورية ومشروع الدولة والإجماع الوطني والإرادة الشعبية.
* كان الإصلاح وما يزال على رأس القوى الوطنية التي انحازت بشكل كامل إلى الشرعية لمواجهة الانقلاب ورمى بكامل ثقله في معركة استعادة الدولة.. ما هي منطلقات الإصلاح في هذا الموقف التاريخي؟
- كما سبق أن ذكرت فإن الإصلاح ينطلق من تمسكه بالثوابت الوطنية التي تشكل خلاصة نضال الشعب اليمني طوال عقود مضت، وهي محل إجماع الشعب اليمني وقواه السياسية، كونها خلاصة أهداف الحركة الوطنية اليمنية، ولذلك كان من الطبيعي أن يكون الإصلاح بكامل ثقله خلف الإجماع الوطني الذي انقلبت عليه مليشيا الإمامة، وهذا أمر لا يمكن المساومة عليه، ومن هنا يتضح أن الإصلاح قد جمع بين الثبات على المبادئ والثوابت الوطنية، والمرونة في الموقف السياسي.
* فيما يتعلق بعلاقة الإصلاح بالأحزاب والقوى السياسية في الساحة، وأعنى هنا الأحزاب والقوى المنضوية في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة.. كيف تقيمون مستوى العلاقة والتواصل؟
- نحن في الإصلاح حريصون على التواصل مع كل شركاء النضال اليوم، وشركاء الوطن والعمل السياسي بالأمس واليوم وغداً، إيماناً بأن المعركة الوطنية معركة الجميع، وأن وحدة الصف والموقف وتجاوز الخلافات يشكل ركيزة أساسية في الانتصار لليمن وللشعب، مدركين أن مخلفات الإمامة تسللت من الفراغات التي شكلتها الخلافات السياسية، وأن الواجب والمسؤولية الوطنية والتاريخية تستوجب التلاحم لاستعادة الدولة، وإعادة الحق للشعب اليمني.
والحقيقة أننا قطعناً شوطاً لا بأس به، لكن ما يزال هناك الكثير، وهو ما يدعونا جميعاً إلى تجاوز الماضي، وسرعة تكوين جبهة وطنية موحدة تحمل على عاتقها مسؤولية الحفاظ على النظام الجمهوري والهوية والثوابت، وتعزيزها وترسيخها وتبديد كل الأخطار المهددة لها.
* دعا الإصلاح مراراً إلى المزيد من التلاحم بين القوى السياسية لا سيما المؤتمر والإصلاح.. هل وجدتم استعداداً من شركاء العمل السياسي وشركاء النضال اليوم لقبول هذه الدعوة؟
- الأمين العام للإصلاح أكد على هذه القضايا في تهنئته مؤخراً لقيادة المؤتمر الشعبي العام بذكرى التأسيس، وهو ما يؤكده الإصلاح مراراً، وهذه الدعوات سواء من قِبلنا أو من قِبل قوى أخرى هي محل ترحيب، وتحظى بزخم، ويتبقى خطوات عملية ووثبة كبيرة تعيد ترتيب الصف الوطني وتعزز تماسكه بما يسرع من عملية استعادة الدولة والوطن، وإنقاذ اليمن من خطر مشروع التجريف الإمامي في مناطق سيطرة المليشيا، فهذه مسؤوليتنا جميعاً أمام الله، وأمام شعبنا وأجيالنا القادمة.
* هل لدى الإصلاح رؤية لمساعدة أبناء الشعب في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية، وإنقاذهم من بطش المليشيا، ومحاولات جرف الهوية والثوابت وتسميم الجيل؟
- إنقاذ أبناء شعبنا من بطش المليشيات ومشروع الإفقار والتجويع الإمامي، ومن تجريف الهوية وتجريف الأرض لن يكون إلا باستعادة الدولة، وهذا ما يجب أن يفهمه الجميع، ولكن هذا لا يعني أن نظل مكتوفي الأيدي، فالأمر يستدعي أن تقوم الدولة ومؤسساتها والأحزاب والفعاليات الثقافية بدورها في بث الوعي وتحصين الشباب، وإيصال الخطاب الوطني التحصيني إلى كل أسرة وبيت، ونحن في الإصلاح بدورنا لم ولن ندخر جهداً في بث الوعي الوطني والإنساني عبر وسائلنا ووفق إمكانياتنا، وسنبذل جهدناً في فك الصواعق والألغام الفكرية التي حاولت مليشيا الحوثي زرعها في بلادنا مناقضة معتقدات شعبنا وثقافته وهويته اليمنية العربية.
* وفيما يتعلق بمعاناة أبناء الشعب جراء تدهور الوضع المعيشي وانهيار العملة الوطنية والتقارير البرلمانية عن الفساد.. كيف سيكون الإصلاح إلى جانب المواطنين ويعكس آلامهم ويتبنى آمالهم خصوصاً أنه مشارك في الحكومة؟
- الإصلاح منذ تأسيسه أخذ عهداً على نفسه بأن يكون مع الشعب ومتبنياً لهمومه وتطلعاته سواء كان في السلطة أو خارجها، وبالتالي فإن مواقفه تأتي انسجاماً مع هذا العهد، ونحن ندعو مجلس القيادة الرئاسي، ومجلس النواب، لتفعيل الأجهزة الرقابية، والحكومة ومؤسساتها ونعمل عبر ممثلينا للدفع باتخاذ قرارات توقف التدهور الحاصل وتحاصر منابع الفساد، وترفع المعاناة عن كاهل شعبنا الصابر، وهذا يستدعي إجراءات فاعلة توقف تدهور العملة الوطنية وتنمي الإيرادات وترشّد الإنفاق، وتمنح الحقوق وتنتظم في صرف الرواتب، كما ندعو كل مؤسسات العمل الإنساني إلى القيام بواجباتها، وهذا موقفنا الذي لن نحيد عنه، وقد تابع الجميع مواقف كتلة الإصلاح البرلمانية في هذا الخصوص، والذي ينسجم مع هذا الموقف المبدئي.
* من خلال نشاط السياسة الإصلاحية في التواصل مع سفراء الدول الصديقة والشقيقة والأطراف التي لها علاقة بالقضية اليمنية.. ترى هل حقق الإصلاح هدف إيضاح القضية وإزالة اللبس الذي صنعه الإعلام الحوثي ومن خلفه الآلة الإعلامية الإيرانية؟
- الحقيقة أن الإصلاح يعمل على التواصل وتعزيز علاقاته السياسية، ويسخر ذلك كله للقضية اليمنية وتقديمها في صورتها الحقيقية، ليعرف العالم أن الشعب اليمني يواجه مليشيا عنصرية متمردة تعمل لحساب مشروع إقليمي، تريد إعادته إلى الماضي، وتصادر حقه في الحرية والحياة الكريمة، وتسعى لاستعباده وفقاً لأفكار بالية وخرافات وافدة، ونؤكد أن شعبنا اليمني لن يقبل بغير تحقيق إرادته وحكم نفسه عبر الأدوات الديمقراطية التي ارتضاها، وأن اليمن لن يكون ساحة للمشروع الإيراني الذي يشكل تهديداً لليمن، وللأمن والسلم الإقليمي والدولي، ونحن نعتبر هذا الدور جزءا من إسنادنا للشرعية وضمن دورنا الوطني في خدمة قضيتنا.
* ننتقل إلى الحراك الديمقراطي في الإصلاح، والانتخابات التي جرت ونتج عنها تغيير قيادات المكاتب التنفيذية للحزب في العديد من المحافظات.. إلى ما يهدف الإصلاح من هذه الخطوة؟
- الإصلاح منذ تأسيسه حريص على النهج المؤسسي والديمقراطي وفقاً لنظامه الأساسي ولوائحه، وهذا يفسر حرصه على انتظام مؤتمراته العامة، التي حالت الظروف السياسية ثم الانقلاب الحوثي وحربها العدوانية على الشعب اليمني، التي أصابت العمل السياسي برمته في مقتل وعطلت دور الأحزاب وجرفت الحياة السياسية، دون استئناف انتظام مؤتمراته، لكنه اليوم أكد حرصه على أهمية التجديد في قياداته وتنشيط مؤسساته، وهذا ما حدث مؤخراً في العديد من المحافظات، التي انتُخبت فيها هيئات الشورى المحلية قيادات جديدة، وإضافة إلى ذلك فإن الإصلاح يهدف إلى إعادة الحياة للعملية السياسية والديمقراطية، التي تمثل الركيزة الأساسية للجمهورية، لا سيما ونحن في مواجهة عصابة تريد أن تلغي حقوق اليمنيين ليس السياسية فحسب، بل وحتى حقهم في الحياة برمتها.
* وماذا بشأن الحديث عن أهمية إجراء تجديد في قيادة الحزب على المستوى المركزي.. ما الذي يتطلبه الأمر؟
- كما قلت نحن حريصون على العمل المؤسسي والديمقراطي في الإصلاح سواء على المستوى المركزي أو المحلي، لكن كما يعرف الجميع أن الظروف اليوم لم تتهيأ بعد لعقد مؤتمر عام له الحق في انتخاب قيادة مركزية جديدة، وهذا يشمل كل الأحزاب السياسية، وحين تتوفر هذه الظروف سيكون الإصلاح أول من يعقد مؤتمره العام كما فعل أول مرة في العام 1994، ورغم ذلك فعملية ضخ دماء جديدة في قيادة الحزب جارية وفقاً للمتاح في ظل هذه الظروف.
* وماذا عن المرأة وموقعها في الصف القيادي؟
- المرأة الإصلاحية تضطلع بدورها الريادي في مختلف المجالات، وحاضرة في كل المؤسسات القيادية، وفي انتخابات القيادات الجديدة تنال مواقع أكثر، ودورا متناميا، وسيستمر هذا النهج إيماناً بحقوقها السياسية والمدنية، وبدورها كنصف المجتمع، وبجهودها التي لا تقل عن شقيقها الرجل.
* أكد الإصلاح في أكثر من مناسبة أهمية عودة الحياة السياسية إلى المناطق المحررة بعد أن جرفها الانقلاب الحوثي، ويحث دوماً على تفعيل دور الأحزاب السياسية.. هل هناك تنسيق مع الأحزاب من أجل ذلك؟ وماهي المعوقات؟ وكيف يمكن التغلب عليها؟
- هذه المهمة تتطلب بذل جهود رسمية من قبل مجلس القيادة الرئاسي والحكومة والأحزاب والمكونات، للتغلب على التحديات والمعوقات التي تحول دون ذلك، فحينما تتواجد الدولة ومؤسساتها، ستتهيأ الأرضية المناسبة للعمل السياسي ويمارس الجميع حقه المكفول له دستورياً وقانونياً، ونتمنى على الجميع أن يسهم في هذا الأمر.
* هل يرى الإصلاح أن استعادة الدولة عن طريق جهود تحقيق السلام والتسوية السياسية ممكن مع مليشيا الحوثي؟
- كل الدلائل والوقائع تؤكد أن المليشيات التي نشأت على أساس العنف والفكر العنصري، وتمددت بالحرب والسلاح وإرهاب المجتمع لا يمكن أن تجنح للسلام إلا بكسرها عسكرياً، واعتقد أن الشعب اليمني يدرك هذا الأمر، ولكنا كجزء من الشرعية نتعاطى مع جهود تحقيق السلام بإيجابية ونحرص على السلام الذي يحقق لشعبنا إرادته وفق المرجعيات الثلاث، بما يضمن تفكيك المليشيا ونزع سلاحها واستعادة الدولة، وقد قدمت الشرعية في سبيل ذلك تنازلات كبيرة حرصاً على أبناء الشعب اليمني، ونتمنى أن تدرك مليشيا الحوثي أن مغامراتها الطائشة التي دمرت البلد وأهدرت الدماء لن تحقق لها أطماعها التي تناقض طموحات وتطلعات شعبنا، كما نتمنى أن تسهم المتغيرات الإقليمية في نجاح الجهود الدولية من أجل الضغط على المليشيا للتخلي عن الإرهاب والعنف وتبني الخيارات الكارثية، والانصياع لإرادة الشعب اليمني، وقبل ذلك أن تتوقف مليشيا الحوثي عن ممارساتها وتصرفاتها الهمجية ضد أبناء شعبنا في مناطق سيطرتها، من أساليب بطش وتنكيل وترويع وإرهاب للمجتمع، ونهب الأموال والممتلكات والجبايات والإفقار الممنهج، وجلب المشاريع الشاذة لزرعها في المجتمع اليمني الرافض لها.
* كيف ينظر الإصلاح إلى مستقبل اليمن وشكل الدولة وتحقيق آمال وطموحات أبناء اليمن كافة؟
- ينظر الإصلاح إلى أن الإجماع الوطني هو الخطوة الأولى للمستقبل، وهذا الحرص رافقه منذ تأسيسه ولم يشذ عنه يوماً، ونرى اليوم أن مخرجات مؤتمر الحوار الوطني تمثل خلاصة الإجماع الوطني الذي انقلبت عليه مليشيا الحوثي، وفي هذه المخرجات أسس بناء الدولة، وحل كل القضايا، وبالحوار والتواصل يتم حل أي قضية، حتى الوصول إلى بناء الدولة التي أسسها العدالة والمواطنة المتساوية، ومرتكزاتها الجمهورية والوحدة والديمقراطية والتعددية السياسية، وكل هذه تمثل خلاصة الأهداف التي ناضلت من أجلها الحركة الوطنية ورجال اليمن وثواره وأحراره.
* كيف تقيمون أداء إعلام الإصلاح؟ وما الكلمة التي توجهونها إلى شبابه عامة، ومنتسبي قطاعه الصحفي والإعلامي ونشطائه بشكل خاص؟
- بلا شك أن إعلام الإصلاح شكل الركيزة الأساسية للجبهة الإعلامية في المعركة الوطنية، وكان ولا يزال له مواقفه المبدئية الثابتة المساندة للسلام ورفض الحرب، وكان له قصب السبق في بث ثقافة النضال السلمي والحقوق والحريات، وبلا شك فإن دوره السياسي والوطني مستمر حتى عودة الوطن، وفي هذه المناسبة أحيي كافة منتسبي الإصلاح من الإعلاميين والصحفيين والناشطين، وكل رفاقهم وزملائهم الذي شكلوا جبهة الإعلام الوطني الذي واجه صلف وإرهاب المليشيا ودفع ضريبة باهظة.
* ما الذي تودون إضافته في نهاية هذا الحوار؟
- نترحم على شهداء الوطن الذين ارتقوا في المعركة الوطنية، ونحيي أسرهم، وكل الجرحى والمختطفين والأسرى، وتدعو الجهات الرسمية إلى إيلائهم الاهتمام والرعاية التي يستحقونها، كما أحيي كل الأبطال في الجيش والأمن والمقاومة حراس الكرامة، وكل الشرفاء على امتداد الوطن، وأحيي كل إصلاحي وإصلاحية في دروب النضال، ونبارك جهودهم.