قال عضو الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح رئيس الكتلة البرلمانية، النائب عبدالرزاق الهجري، إن مصر تمثل لليمن عمقاً حيوياً من الناحية الاستراتيجية وتتقاطع معها في كثير من المصالح والملفات أهمها الأمن في منطقة البحر الأحمر.
وأوضح الهجري في حوار مع صحيفة "النهار" المصرية" -ننشر نصه- أن الشعب اليمني يحتفظ بكثير من الجميل والفضل للأشقاء في مصر على مساعدتهم لنا منذ اللحظة الأولى لقيام النظام الجمهوري في اليمن، بعد زوال نظام الإمامة والكهنوت واسقاطه في ثورة ٢٦ سبتمبر الخالدة، ودورهم البارز في تنمية اليمن من خلال الكوادر التي وفدت وساهمت في سبعينات وثمانينيات القرن المنصرم في بناء اليمن الجديد الذي يتعرض اليوم للتخريب على أيدي المجموعة الحوثية المدعومة من إيران.
وأكد أن الشعب اليمني ينظر بإجلال وإكبار لمصر دولة وقيادة وشعب، مثمناً الموقف المصري الداعم للشرعية الدستورية في اليمن هو موقف مسؤول يثبت رصانة الدولة المصرية وحكمة وعقلانية القيادة المصرية، واحترامها للشرعية الدولية وسيادة الدول، وقرارات مجلس الأمن الداعمة للشرعية في اليمن
وعبر عن الشكر والامتنان على كل التسهيلات التي حظي بها اليمنيون في بلدهم الثاني مصر، ما جعل القاهرة ومصر عموما قبلة بالنسبة لهم، لجأوا إليها هربا من الحرب التي أشعلها الحوثي في بلادنا.
وأعرب الهجري عن تفاؤله للزيارات واللقاءات بين رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي، والرئيس عبدالفتاح السيسي، مثمناً حرص القيادة المصرية على اهتمامها بالملف اليمني، معرباً عن تطلعه إلى توسيع أرضية التعاون المشترك بين البلدين، وأن يكون للأشقاء المصريين دور فعال في مساعدة اليمن على التعافي واستعادة الدولة اليمنية.
نص الحوار:
* في البداية كيف تري الموقف المصري في دعم الشرعية اليمنية؟
- الموقف المصري الداعم للشرعية الدستورية في اليمن هو موقف مسؤول يثبت رصانة الدولة المصرية وحكمة وعقلانية القيادة المصرية ، واحترامها للشرعية الدولية وسيادة الدول، وقرارات مجلس الأمن الداعمة للشرعية في اليمن، وتعد الأدوار التي تلعبها مصر في إطار دعمها للقضية اليمنية متعددة في أكثر من جانب، منها الدعم السياسي والدبلوماسي، ومنها الأمني من خلال قيادتها للقوة البحرية الدولية 153 المخصصة لتأمين الممرات المائية في خليج عدن وجنوب البحر الأحمر، ونحن نحيي الدور المصري المسؤول في هذا الجانب وفي كل الجوانب الداعمة لنا في اليمن.
* العلاقات المصرية اليمنية تاريخية وراسخة كيف ترجمة عمليا؟
- هذا ما عودتنا عليه مصر في مواقفها وسياستها الخارجية بشكل عام، فكيف إذا كان الموقف مرتبط بالجمهورية اليمنية بما هو عليه من علاقة تاريخية مع جمهورية مصر الشقيقة، وهذه المواقف هي ما تليق بدولة كبيرة مثل مصر، المعروفة بالتزامها الشديد بالمبادئ التي يقوم عليها النظام الدولي، والقواعد التي تضبط العلاقة فيما بين الدول، وهذا المسار الذي تنتهجه بقيادة فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي هو ما يجعلها محل احترام وتقدير شعوب ودول المنطقة ولا أبالغ إن قلت العالم كله، واليمنيون جميعا يثمنون مواقف مصر الداعمة لهم، وهي تضاف إلى مواقفها السابقة مع اليمن.
* ما هو تعليقك حول تطور العلاقات المصرية اليمنية فى ظل القيادة الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسي؟
- الرئيس عبدالفتاح السيسي يقود السياسة الخارجية لجمهورية مصر الشقيقة بحكمة واتزان، ويدرك أهمية وعمق الروابط التي تجمع الشعبين الشقيقين المصري واليمني، ولذلك نلحظ أن العلاقة بين البلدين تتطور يوما عن يوم، وتسير من حسن إلى أحسن، ما يؤكد أن هذا الملف يحظى برعاية واهتمام من فخامة الرئيس السيسي، ونحن على ثقة في حرص فخامته على تطوير هذه العلاقة والسير بها في آفاق أوسع بما يحقق مصالح الشعبين وتطلعاتهم المشروعة.
* كيف تقييم التجربة المصرية اليمنية فى مجال التنمية تاريخيا ؟
- أننا على يقين من أن ظروف الحرب في اليمن حالت دون الاستفادة من العلاقات المميزة بين بلدينا بشكل أكثر مما هو حاصل الآن، لأن كثير من القطاعات لدينا شبه معطلة، واليمن ومصر لهم تجربة رائدة في التعاون الأخوي، اذ ان البلدين كانا موقعين على كثير من اتفاقيات التعاون والعمل المشترك في كثير من المجالات، ويكفي أن ندلل أن أول اتفاقية خارجية وقعتها اليمن في العهد الجمهوري كانت مع جمهورية مصر الشقيقة، بعد قيام ثورة سبتمبر بأيام معدودة، وبعدها وقعا البلدان العديد من الاتفاقيات، في أكثر من مجال أهمها قطاعات التعليم والصحة والتأهيل والتدريب الفني وغيرها من القطاعات الحيوية التي تعود بالنفع على شعوبنا.
* لعبت الدبلوماسية المصرية دورا رائدا فى الدفاع عن اليمن كيف تفاعلت مع هذه الجهود ؟
- الدبلوماسية المصرية كان لها دورا مهما وحيويا في الجامعة العربية من خلال دعم المواقف العربية المشتركة المساندة للقضية اليمنية، ولعبت أدوارا أخرى أكثر أهمية وحيوية في المؤسسات والمنظمات الدولية، من خلال العمل والتنسيق في المجموعة العربية بالأمم المتحدة والمجالس والهيئات التابعة لها، وأهمها مجلس الأمن الدولي، هذا الجهد العربي المشترك الذي كانت مصر لاعبا مهما فيه تكلل بالمواقف والقرارات الدولية التي تمثل اطارا ومرجعا لحل القضية اليمنية وإنهاء الحرب التي اشعلها الحوثي على الدولة اليمنية، واليمنيون جميعا يثمنون مواقف مصر الداعمة لهم، وهي تضاف إلى مواقفها السابقة مع اليمن.
* القاهرة فتحت أبوابها للأشقاء في اليمن وقدمت لهم كافة التسهيلات فى ظل دورها القيادي ما هي رسالتك للقيادة المصرية والشعب ؟
- رسالتي للقيادة والشعب المصري بالمقام الاول هي رسالة شكر وامتنان على كل التسهيلات التي حظي بها اليمنيون في بلدهم الثاني مصر، ما جعل القاهرة ومصر عموما قبلة بالنسبة لهم، لجأوا إليها هربا من الحرب التي أشعلها الحوثي في بلادنا، ومما لاشك فيه أن هذه الحرب المدمرة أثرت على الوضع الاقتصادي والنشاط التجاري في اليمن اضافة لمعيشة الناس وأمنهم فكانت مصر هي وجهة الكثير من اليمنيين، وهذا الاختيار لم يكن عبثا إنما نتيجة للسياسات التي تتخذها الحكومة المصرية بقيادة الرئيس السيسي لجذب الاستثمارات الخارجية، وتسهيل الإجراءات.
* ما هو تعليقك على الزيارات رفيعة المستوي على مستوى القيادة بين البلدين ؟
- رئيس مجلس القيادة زار القاهرة قبل أشهر ومعه عدد من أعضاء المجلس والتقى الرئيس السيسي، وتناقشا حول آخر مستجدات الوضع في اليمن وتبادلا وجهات النظر حول عدد من القضايا والملفات، وقبل فترة قريبة التقى الرئيس رشاد العليمي مرة ثانية الرئيس السيسي، ومؤخرا زار وفد عسكري مصري العاصمة المؤقتة عدن والتقى الرئيس العليمي ووزير الدفاع وعدد من المسؤولين، وبالمجمل نحن ننظر بتفاؤل لهذه الزيارات واللقاءات، ونثمن عاليا حرص القيادة المصرية على اهتمامها بالملف اليمني، ونتطلع إلى توسيع أرضية التعاون المشترك بين البلدين، ونتمنى أن يكون للأشقاء المصريين دور فعال في مساعدتنا على التعافي واستعادة الدولة اليمنية من خلال دعمنا في المجالات التي نحتاج لجهودهم وخبراتهم فيها.
* ماذا تمثل مصر لليمن الشقيق؟
- تمثل مصر لليمن عمق حيوي من الناحية الاستراتيجية وتتقاطع معها في كثير من المصالح والملفات أهمها الأمن في منطقة البحر الأحمر، كما أن الشعب اليمني يحتفظ بكثير من الجميل والفضل للأشقاء في مصر على مساعدتهم لنا منذ اللحظة الأولى لقيام النظام الجمهوري في اليمن، بعد زوال نظام الإمامة والكهنوت واسقاطه في ثورة ٢٦ سبتمبر الخالدة، والتي كان للأشقاء المصريين فضل كبير في دعمها والحفاظ عليها خصوصا أثناء محاولات الإماميين لوأدها، وقد سقى الأبطال المصريين أرضنا اليمنية من دماءهم، فكيف لا يحفظ لهم اليمنيون هذا الجميل، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل أولا على أصالة وعراقة الشعب المصري الشقيق، الذي ينظر للشعوب العربية جمعا وفي المقدمة منها الشعب اليمني باعتبارهم إخوته واشقاءه، تجمعنا أخوة الدم، والأصل العربي الواحد، ويدل ثانيا على اهتمامات مصر بقضايا المنطقة والإقليم ودورها الفعال في كثير منها.
كما أن مصر الشقيقة كان لها دور بارز في تنمية اليمن من خلال الكوادر التي وفدت علينا وساهمت معنا في سبعينات وثمانينات القرن المنصرم في بناء اليمن الجديد الذي يتعرض اليوم للتخريب على أيدي المجموعة الحوثية المدعومة من إيران للأسف، وكل هذا التاريخ المميز من العلاقة بين الشعبين الشقيقين تجعل الشعب اليمني ينظر بإجلال وإكبار لمصر دولة وقيادة وشعب.
* ما هي أوجه التنسيق البرلماني بين مصر واليمن ؟
- لا يختلف التنسيق البرلماني بين البلدين عن مسارات التنسيق الأخرى، فالبرلمان المصري كأحد أهم مؤسسات الدولة المصرية متفاعلا مع القضية اليمنية، وهناك تنسيقات تتم بين البرلمانين اليمني والمصري بشكل مستمر، سواء على مستوى البرلمان العربي أو على مستوى الإتحاد البرلماني الدولي، في كثير من القضايا، وبالتأكيد قضيتنا اليمنية في المقدمة منها وفي صلب هذه التنسيقات.