لم تبارح الشيعة مسألة الولاية وحادثة غدير خم حتى جعلت منها أصل الأصول في معتقداتها وتعاملها وبراءتها أو قرابتها من المسلمين على أساس من تلك اللحظة، وتحت لافتتها سفكت دماء المسلمين في كل مكان، ودمرت بلادهم وتحالفت مع أعدائهم لهدم دولهم وبلدانهم وحتى عقيدة الناس، ولم تدخر وسعاً ولا جهداً في تزوير كل سبيل، وافتعال كل نص، واختلقت أحاديث ونسبتها للنبي صلى الله عليه وسلم زرواً وبهتاناً، حتى قدمت مصالح اليهود والمسيحيين على مصالح الأمة كلها في سبيل مناصرتهم لهذه العقيدة.
وتحتفل الشيعة في كل زمان ومكان بيوم الثامن عشر من ذي الحجة من كل عام، وهو اليوم الذي تعتقد فيه وتزعم إن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بالولاية لعلي بن أبي طالب من بعده، مخالفة بذلك كل النصوص والوقائع التشريعية والفكرية والتاريخية التي سلكها النبي وصحابته من بعده بمن فيهم علي بن أبي طالب نفسه، كما سنبين لاحقاً، وعلى أساسها نشأت الفرق الشيعية المختلفة، وأنشئت النظريات الإمامية الهدامة التي قسمت الأمة ومزقتها فرقاً وأحزاباً، وقامت الحروب التدميرية التي ما تزال تحصد أرواح المسلمين إلى يومنا هذا، وأدت إلى تخلف المسلمين واستمرار الصراع إلى ما لا نهاية.
في هذه الدراسة، سنسرد كل ما قيل بشأن هذا اليوم، وفي هذه الواقعة، من الروايات المختلفة، وتفاسيرها ووقائعها وتطبيقاتها لدى مختلف الصحابة وعلي بن أبي طالب أيضاً..
إلى التفاصيل..
أولاً: قصة حادثة غدير خم
أرسل الرسول -صلى الله عليه وسلم- خالد بن الوليد إلى اليمن؛ نجران وهمدان (همدان: صعدة والجوف وعمران حالياً، ومكونها قبيلتا حاشد وبكيل) يدعوهم إلى الإسلام ثلاثاً فإن أسلموا علمهم الإسلام ورجع دون قتال، وإن لم يسلموا قاتلهم( )(سيرة ابن هشام: ج4/235). فلما أسلموا طلب خالد بن الوليد من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يرسل إليه من يخمس الأخماس ويقبض الصدقة منهم، فأرسل النبي علي بن أبي طالب وأمر خالد أن يعود إلى المدينة.
وجاء أيضاً عند البخاري من الحديث التالي للحديث الأول رقماً وموضعاً (رقم الحديث 4350)، عن عبدالله بن بريدة عن أبيه، قال: "بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- علياً إلى خالد ليقبض الخمس، وكنت أبغض علياً وقد اغتسل، فقلت لخالد: ألا ترى إلى هذا؟ فلما قدمنا على النبي -صلى الله عليه وسلم- ذكرت ذلك له، فقال يابريدة.. أتبغض علياً؟ فقلت: نعم. قال: لا تبغضه، فإن له في الخمس أكثر من ذلك( )"! (البخاري: صـ1064)
كل هذا حصل في حجة الوداع والرسول بمكة، ثم لما عاد إلى المدينة نزل بموضع يسمى غدير خم بين مكة والمدينة فقام خطيباً في الناس ليجبر علياً من كلام الناس فيه في أمر السبي، فقال فيه: "من كنت مولاه فعلي مولاه"، ولا يقصد بهذا الولاية العامة كما تقول به الشيعة عموماً.
الرسول -صلى الله عليه وسلم- يجبر بخاطر كل الصحابة، وعدد فضائلهم واحداً واحداً، وقد جبر بخاطر أبي بكر الصديق من غضب عمر بن الخطاب عليه في أمر من الأمور، فقد أخرج ابن عدي من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تؤذوني في صاحبي، فإن الله بعثني بالهدى ودين الحق فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدقت، ولولا أن الله سماه صاحباً لاتخذته خليلاً، ولكن أخوة الإسلام"، وفي رواية أخرى قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله بعثني إليكم فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدقت، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركون لي صاحبي.. مرتين؟!"، فما أوذي أبو بكر بعدها.
وكل روايات حديث خم وطرقها تنتهي عند رجل واحد هو زيد بن أرقم رضي الله عنه، وزيد بن أرقم كان من أصحاب علي الواقفين معه كل المواقف، ومن الطبيعي أن يتعصب له، ولنترك زيد بن أرقم هو بنفسه يروي الحديث وصيغته وألفاظه.
يقول يزيد بن حيان: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم، فلما جلسنا إليه، قال له حصين: لقد لقيتَ يا زيد خيرًا كثيرًا، رأيت رسول الله، وسمعت حديثه، وغزوت معه وصليت خلفه، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله.
قال: يا ابن أخي، والله لقد كبرت سني، وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي عن رسول الله، فما حدثتكم فاقبلوا، وما لا فلا تكلفونيه، ثم قال: قام رسول الله يومًا فينا خطيبًا بماء يُدعى خمًا بين مكة والمدينة، فحمد الله، وأثنى عليه، ووعظ وذكر، ثم قال: "أما بعد، ألا أيها الناس فإنما أنا بشر، يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله، فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به"، فحثَّ على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: "وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي".
فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد، أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته مَنْ حرم الصدقة بعده، قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس، قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم. ( صحيح مسلم: رقم الحديث 2408 - صـ1873).
وفي هذه الرواية لم يذكر أبداً: "من كنت مولاه فعلي مولاه. اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه"!
وانظروا إلى قوله - رضي الله عنه-: "لقد كبرت سني، وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي عن رسول الله، فما حدثتكم فاقبلوا، وما لا فلا تكلفونيه"، ولنضع خطاً تحت لفظ (ونسيت الذي كنت أعي عن رسول الله)، فهذا دليل وقرينة لا تغفل في البحث عند الباحثين عن اضطراب هذا الحديث أو الزيادة والنقص فيه.
وكذلك قوله: "فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحثَّ على كتاب الله ورغب فيه"، فهذا يعني أنه لم ينقل كل ما سمعه عن الرسول صلى الله عليه وسلم في ذات الحديث وإنما اختصره وعطف عليه أهل بيته، ولا توجد أدنى إشارة لولاية علي فيه أو تفضيله على غيره.
ما تسوقه عموم الشيعة الإمامية من الأحقية في ولاية علي هي تعتمد في الأساس على حديث غدير خم التالي، الذي لم يحتج به علي نفسه، ولم يسقه للناس لبيعته، وكان أول من جمعه واهتم به وتفرد به هو الطبري، كما قال ابن كثير. وقد انتقده ابن كثير في هذا الباب، فقال ابن كثير: "جمع أحاديث خم في مجلدين أورد فيهما طرقه وألفاظه، وساق الغث والسمين، وساق الصحيح والسقيم، على ما جرت فيه عادة كثير من المحدثين، يوردون ما وقع لهم في ذلك الباب من غير تمييز بين صحيحه وضعيفه" ( البداية والنهاية: لابن كثير الدمشقي –ج5/صـ208 )، رغم أنه حديث واحد له بعض الطرق في الرواية، ومن هنا جاء في البخاري ومسلم، مع مناقضة الحديث لنفس الحديث الذي قاله الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع يوم عرفة في حجة الوداع، كما انتقد ابن كثير أبا القاسم بن عساكر، الذي سار على نهج الطبري.
وقال ابن كثير عن الشيعة، وهم يوردون كثيراً من أحاديث خم على غير صحة: "نحن نورد عيون ما روي في ذلك مع إعلامنا أنه لا حظّ للشيعة فيه ولا متمسك لهم، ولا دليل لما سنبينه وننبه عليه". ( البداية والنهاية: لابن كثير الدمشقي –ج5/صـ208).
ونجد أن هذا الحديث هو واحد، وله أكثر من خمسين صيغة تقريباً، يزاد فيها وينقص، ويقدم منها ويؤخر، وجُلها فيها نظر عند المحدثين، كما خرجها ابن كثير، حتى صار بعضها روايات متداولة كما يتداول الروايات الإخبارية التاريخية، وفيها بعض رجال الشيعة، وتسرد كما تسرد القصص التاريخية.
فالحديث الذي أورده ابن كثير، هو أقرب لما ورد عند مسلم، على نحو هذه الصيغة، وهو الذي رواه النسائي في سننه عن محمد بن المثنى، عن يحيى بن حماد، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن الطفيل، عن زيد بن أرقم قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقمن، ثم قال: "كأني قد دعيت فأجبت. إني تركت فيكم الثقلين؛ كتاب الله وعترة أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. ثم قال: الله مولاي وأنا مولى كل مؤمن، ثم أخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه"، فقلت لزيد: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فقال: ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينيه وسمعه بأذنيه. تفرد به النسائي من هذا الوجه. قال شيخنا أبو عبدالله الذهبي: وهذا حديث صحيح". ( البداية والنهاية: ج5/صـ209.)
ولو كان هذا الحديث مشهوراً كما قيل إنه شهده آلاف المؤمنين الذين حجوا مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، ووقف فيهم خطيباً في غدير خم لوجدناه عند كل المحدثين وليس مقتصراً عند مسلم فقط، ورواية زيد بن أرقم فقط!
روى النسائي من حديث زيد بن أرقم -رضي الله عنه- قال: لما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- من حجة الوداع ونزل غدير خم فقال: "كأني قد دُعيت فأجَبت؛ إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله -تعالى- وعترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، ثم قال: إن الله -عز وجل- مولاي وأنا مولى كل مؤمن، ثم أخذ بيد علي -رضي الله تعالى عنه- فقال من كنت مولاه فهذا وليه، اللهم والِ من والاه وعاد من عاداه"! وقد ورد هذا الحديث أيضاً بصيغ مختلفة فيها زيادة في كل رواية مختلفة عن الأخرى، وفيها رواة قيل إنهم في الضعفاء أيضاً.
وعلى الرغم أن جل الروايات لهذا الحديث تقول إنه في غدير خم بعد عودة النبي من الحج في حجة الوداع، إلا أن الترمذي يعيد روايته إلى يوم عرفة من طريقين، وهو المتفرد بهذه الرواية، وهنا يظهر الاضطراب في هذا الحديث متناً وسنداً ورواية؛ الأولى عن زيد بن أرقم، والثانية عن جابر بن عبدالله، مع أن رواية جابر مشهورة عند البخاري ومسلم أنه تحدث عن كتاب الله فقط، فلم يذكر لفظ سنتي ولا عترتي. وزيد بن أرقم مرة يقول إنه في غدير خم بعد حجة الوداع، ومرة يقول في يوم عرفة!
قال أبو عيسى الترمذي: حدثنا ابن المنذر الكوفي، حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد والأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله؛ حبل ممدود من السماء إلى الأرض، والآخر عترتي: أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما".. تفرد فيه الترمذي ثم قال هذا حديث حسن غريب. ( ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج7- صـ203).
الطريق الثاني.. قال الترمذي أيضاً: حدثنا نصر بن عبدالرحمن الكوفي، حدثنا زيد بن الحسن، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عن جابر بن عبدالله قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته يوم عرفة، وهو على ناقته القصوى يخطب، فسمعته يقول: "يا أيها الناس: إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله، وعترتي: أهل بيتي". تفرد به الترمذي أيضاً وقال حديث حسن غريب. ( ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج7- صـ203).
وانظر إلى سلسلة الحديثين؛ في الأول سبعة رواة من عهد الترمذي الذي توفي عام 279هـ إلى عهد النبي، وهذا لا يستقيم أبداً مع سلسلة الأجيال لمدة قرابة ثلاثمائة عام؛ فهذه السلسلة لا تكاد تصل إلى مائة عام فقط؛ فهو يتحدث عن نفسه بزمانه (حدثنا...)، وأما السلسلة الثانية فخمسة أشخاص فقط وكأنه يواتر بهم إلى النبي، وهذا محال أيضاً أن تتصل سلسلة الخمسة أشخاص بالنبي صلى الله عليه وسلم، وهذه من الأدلة في اضطراب هذه الأحاديث وعدم صحتها.
ثم كيف يأخذ المتقدم وهو زيد بن الحسن (توفي سنة 120هـ) عن اللاحق بعده بعشرين عاماً وهو جعفر بن محمد (توفي سنة 148هـ)؟!
فلو أن الرسول صلى الله عليه وسلم عهد إلى علي بن أبي طالب بالولاية، كما تقول الشيعة، لطالب بها علي بن أبي طالب قسراً بالسيف بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، لكنه لم يطالب بالولاية كوصية، لا في السقيفة ولا بغيرها، وهو ما كان يعلمه جيداً، وما بين الحديث المذكور المفتعل من الشيعة والسقيفة 70 يوماً، فهل نسي مائة ألفٍ من الصحابة حجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم حجة الوداع تلك التي قال فيها هذه الخطبة وهذا الأمر وهذا الحديث ولم يذكره أحد لتثبيت الولاية لعلي بمن فيهم علي نفسه - رضي الله عنه؟!
فلو كان هناك نص لولاية علي لقاتل عليها علي بالسيف أبا بكر وعمر وعثمان ولم يرض بالتسليم لهم مطلقاً، ولكان جمع الناس له من حوله، خاصة وقد جاءه أبو سفيان يعرض عليه النصرة في بيعة أبي بكر في سقيفة بني ساعدة ليكون ضد أبي بكر.
ثم لماذا أخر الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الخطبة إلى خم بعد الانتهاء من الحج مع أن علياً وبريدة لقيا الرسول صلى الله عليه وسلم في الميقات وقبل دخول مكة للحج؛ أي قبل الحج بأيام، ولم يقل هذه الخطبة في عرفة أو يوم النحر أو في أيام التشريق، أو الجمعة بعد ذلك، خاصة وقد كان للرسول صلى الله عليه وسلم خطبة ومقام يقوم بها في كل محطة حج من منى إلى عرفة، ومن عرفة إلى المشعر الحرام، ثم إلى منى، ثم بعد ذلك أثناء اجتماع كل المسلمين من الجزيرة العربية ليبلغهم هذا الأمر بدل التناقل؟!
لكن الحجة الداحضة في عدم وجود أمر الولاية والوصية هو النهج الذي اتبعه علي وهو يحاجج معاوية، فلم يستشهد بنص ولا حديث ولا غيره وهو يقول له: "لقد بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان"، وهذا الأمر يعززه أيضاً ما جاء عن علي بن أبي طالب نفسه؛ فقد سئل علي - رضي الله عنه- في معركة صفين عن مثل هذا، هل عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- له بشيء؟! فقال: لا. "فقد ثبت في الصحيحين وغيرهما عن جماعة من التابعين منهم الحارث بن سويد، وقيس بن عباد، وأبو جحيفة وهب بن عبدالله السوائي، ويزيد بن شريك، وأبو حسان الأجرد، وغيرهم أن كلاً منهم قال: قلت لعلي: هل عندكم شيء عهده إليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يعهده إلى الناس؟ فقال: لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، إلا فهماً يؤتيه الله عبداً في القرآن، وما في هذه الصحيفة. قلت: وما في هذه الصحيفة؟ فإذا فيها العقل وفكاك الأسير، وأن لا يقتل مسلم بكافر، وأن المدينة حرم ما بين ثبيرة إلى ثور". ( البداية والنهاية: ج5/صـ268. ومسند الإمام أحمد ابن حنبل: ج2/صـ33.).
وفي رواية عند مسلم: سئل علي - رضي الله عنه- أخصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء؟ فقال: ما خصنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء لم يعم به الناس كافة، إلا ما كان في قراب سيفي هذا، قال: فأخرج صحيفة مكتوباً فيها: لعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من سرق منار الأرض، ولعن الله من لعن والده، ولعن الله من آوى محدثاً". ( صحيح مسلم: رقم الحديث 5034- ج7/ صـ3091).
وقد سيق نفس الرواية عن عمار بن ياسر؛ إذ قال قيس بن عباد: "قلت لعمار بن ياسر: أرأيت قتالكم مع علي رأياً رأيتموه؟ فإن الرأي يخطئ ويصيب، أو عهد عهده إليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً لم يعهده إلى الناس كافة. وقد رواه مسلم من حديث شعبة عن عمار عن حذيفة في المنافقين". ( البداية والنهاية: ج5/صـ268).