المليشيا الانقلابية الإرهابية وخرافة الحق الإلهي (الحلقة 3) خرافة الغدير.. المنهج الأصولي وخرافة الغدير وجها لوجه
الموضوع: اخبار وتقارير

 

أخي القارئ الكريم: إنه لمن الأهمية البالغة أن نلفت انتباهكم إلى الدوافع الكامنة لدى منظومة الرفض الكسروية وأهدافها تجاه القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم وسائر المسلمين.

اتجهت محاولات الفرس اقتداء باليهود في تحريف التوراة والإنجيل، لكن الفرس باؤوا بالفشل ولا غرابة فالله قد تكفل بحفظ كتابه المجيد.

اتجه التنظيم الكسروي الفارسي إلى الكذب في الحديث النبوي، وتفاديا للإطالة سنكتفي بإيراد أعظم شاهد مشهور بين علماء الحديث والفقهاء بل كل من يقرأ مقدمة صحيح البخاري يجد هذا الشاهد.

قال الإمام البخاري رحمه الله: استخرجت هذا الجامع الصحيح من بين 600 ألف حديث.

وحسب الحافظ ابن حجر قال: بلغ عدد أحاديث صحيح البخاري 2750 حديثا من دون تكرار.

بربك أخي القارئ خذ الحاسبة لتعرف النسبة بين المقبول والمتروك.

تنويه:

- اتفق علماء الحديث وجمهور فقهاء الأصول أن لا تلازم بين صحة "سند الحديث" وصحة متن الحديث - معناه.. فقد يصح سند الحديث ولكن معناه لا يصح، وهذا لا يعني طعن في صحة الحديث، ذلك أن علماء الحديث وجمهور فقهاء الأصول بلغت الدقة عندهم درجة عالية في احترام السند الصحيح، فهم لا يطلقون الأحكام جزافا أبدا، وإنما يقولون سند الحديث صحيح لكن متن الحديث فيه نظر.

وهنا اتفق جمهور فقهاء الأصول على 15 قاعدة يتم فهم متن الحديث في ضوئها. (انظر: السنة ومكانتها في التشريع، للفقيه المحدث مصطفى السباعي، ص 472).

الخلاصة: كثير من الوعاظ وقليلي البضاعة يتسرعون في إطلاق التكفير على من يحتكم إلى منهج جمهور فقهاء الأصول، ناهيك عن الشتائم والسفاهات الدالة على قلة البضاعة وقلة التربية.

خرافة الغدير والمنهج الأصولي وجها لوجه:

وسنتحدث عن خرافة الغدير في ضوء منهج جمهور فقهاء الأصول وذلك من خلال المحاور التالية:

المحور الأول: روايات الغدير متناقضة سندا ومتنا:

1- رواية البخاري، رحمه الله، عن بريدة أن الرسول صلى الله عليه وسلم أرسل عليا إلى اليمن ليأخذ الخمس وعاد علي ولحق بالرسول صلى الله عليه وسلم إلى الحج.. وانتهت الرواية أن بريدة اشتكى بعلي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم أنه وطأ جارية من الخمس، وأن الرسول نصح بريدة ألا يحقد على علي.

2- مسلم عن أبي سعيد الخدري وأن أبا سعيد هو الذي اشتكى بعلي، لكن موضوع الرواية هو إرسال علي لقبض الزكاة من اليمن، وإن الشكوى ضد علي ليست لأن علي وطأ جارية وإنما لأن علي غضب على أصحابه لأنهم أخذوا الملابس ولبسوها قبل التقسيم.

وفيها أن الرسول صلى الله عليه وسلم قام خطيبا في منطقة غدير خم.

3- عند النسائي زيادة: "من كنت مولاه فعلي مولاه".. وهذه الزيادة تفرد بها النسائي عن سلمة بن كهيل - الشيعي المتعصب.

4- هذه الزيادة المكذوبة عند النسائي هي القضية المحورية التي يستميت الروافض والمليشيا الإرهابية لإثبات صحتها، أي أن الرسول أوصى لعلي بالخلافة.

5- وفي رواية "أبو الطفيل" أن الرسول خطب في الرحبة - وهذا غير "غدير خم".

6- في رواية الصحابة هم الذين اشتكوا بعلي.

7- روايات أخرى أن الصحابة الذين سمعوا خطبة الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا 12 ألف صحابي.

8- نحن أمام عدد هائل من الصحابة ولكن رواها اثنان فقط هما بريدة وأبو سعيد، ومع ذلك اختلف متن الحديث.

هنا اتفق جمهور فقهاء الأصول على القاعدة المنهجية التالية: ألا يكون الحديث قد قيل على ملأ كبير من الناس ثم يتفرد واحد أو اثنان، وأن يكون مضمون الحديث من القضايا العلمية التي يجب أن يعلمها الناس جميعا يصرح بها الرسول بوضوح حتى يعلم الجميع.. قلت أنا كاتب هذه السطور:
- إن عبارة "من كنت مولاه فعلي مولاه "، ليس فيها دلالة على الخلافة.

- قضية الخلافة تهم الناس جميعا فحاشا الرسول أن يتحدث بعبارة مطاطة غامضة، فهل كان الرسول، والعياذ بالله، يمارس التقية؟

  • كذبة افتراها شيعي متعصب وجمهور الفقهاء أن رواية المبتدع المتعصب لمذهبه غير مقبولة مطلقا.

المحور الثاني: رواية الغدير خالفت المشهور

المنهج الأصولي يقرر عدم قبول متن الرواية إذا خالفت المشهور تاريخيا وعند أهل السير، وإليك الأمثلة:

1- اليمن دخلت الإسلام في العام التاسع الهجري.

2- باذان حاكم صنعاء أسلم في نفس العام، والرسول صلى الله عليه وسلم أقره حاكما على صنعاء وما حولها.

3- التخميس يكون للغنائم واليمنيون جاؤوا مسلمين.

4- إذا أخذنا برواية أن عليا جاء للزكاة فهل الزكاة يكون فيها جوارٍ وأن عليا وطأ جارية.

5- كيف يطأ علي الجارية قبل الاستبراء والاستبراء كان يفعله الجاهليون خشية اختلاط الأنساب.

6- نجد روايات الغدير تقول تارة إن عليا جاء إلى صنعاء ليخمس الغنيمة، وتارة لقبض الزكاة، وهذا خلاف المشهور عن إسلام أهل اليمن فجاؤوا وفودا وأسلموا ومن ضمن الوفود وفد صنعاء المرسل من باذان.

7- رواية عند مسلم أن الرسول أوصى عليا عندما أرسله إلى اليمن أن "لا تدع تمثالا إلا طمسته ولا قبرا مشرفا إلا سويته".

التمثال هو الصنم وأهل اليمن لم يكونوا مشركين وإنما على الديانة اليهودية أو النصرانية.

8- رجح المؤرخ الأكوع، رحمه الله، أن عليا جاء إلى عسير - قبيلة همدان سعد العشيرة فقط.. السؤال: هل جاء علي فاتحا أم لأخذ الزكاة؟

عسير أسلمت عام 9 هجرية، وعلي حضر عام 10 هجرية.

9- المشهور في السنة والسيرة العطرة أن الزكاة يأخذها حكام البلد بإشراف مندوب الرسول صلى الله عليه وسلم، وتوزع بين المحتاجين من أهل البلد، والبقية يرسلها أهل البلد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم (معاذ بن جبل نموذجا في اليمن)، ومن تتبع السيرة سيجد هذا الموقف العملي هو السائد الغالب ورعاية الغدير مخالفة للمشهور حسب منهج جمهور فقهاء الأصول.

10- ليس أخيرا، إذا افترضنا جدلا صحة "من كنت مولاه"... إلخ، وافترضنا جدلا أيضا أن معناها هو الوصية بالخلافة لعلي، فكيف نفهم صمت علي وأولاده؟

يقول الروافض والمليشيا الإرهابية الانقلابية إن 12 ألف صحابي اتفقوا جميعا على إخفاء حقيقة الوصية - غدير خم.

نقول لهم على ربعكم، لقد تناقضتم.. ألستم تقولون إن بيعة علي كانت من جميع الصحابة وإن الصحابة جميعا كانوا في صف علي ضد معاوية؟ فكيف نوفق بين القولين الصادرين عنكم؟

إما أن الصحابة كذبوا وخانوا وحاشاهم، وهنا يكون علي ليس معه أحد من الصحابة، وإما أن الصحابة وقفوا مع علي فلم تطعنوا في عدالتهم.. ألا شاهت وجوه الروافض.

المحور الثالث: رواية الغدير تخالف القرآن ومقاصد تصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم

1- منهج جمهور الأصوليين يقول إن الرواية التي تخالف القرآن لا عبرة بها، وهنا نقول إن القرآن المجيد نص على أن أمر المسلمين شورى: "وأمرهم شورى بينهم".. والله أمر الرسول صلى الله عليه وسلم: "وشاورهم في الأمر".. ورواية خرافة الغدير تقول بالحق الإلهي لعلي وأولاده.

2- القرآن ينص على المساواة وخرافات الروافض - اصطفاء البطنين - والخمس والغدير وغيرها تكرس الطبقية القرشية والبطنين والهاشمية والاصطفاء.

3- وليس أخيرا، ماذا لو وجدنا من يقول إن غدير خم لا وجود له في الجزيرة العربية وإنما هو مصطلح فارسي ومنطقة في فارس، بل إن ياقوت الحموي في "معجم البلدان" شكك في تحديد منطقة "الرس" بأنها ليست في الحجاز ولا قرب المدينة المنورة، وإنما هي من مناطق فارس.

المحور الرابع: خرافة الغدير شيعية رافضية

1- اتفق المؤرخون أن الاحتفال بخرافة الغدير أول من ابتدعها معز الدولة البويهي الرافضي عام 352 هجرية، أي بعد انقلاب البويهيين على الخلافة العباسية بـ6 سنوات.

(انظر: "الكامل" لابن عدي، ج 7، ص 245.. وانظر: "الذهبي.. تاريخ الإسلام"، ج 6، ص 26).

2- خرافة الغدير في اليمن: أول من أخرج بدعة الاحتفال بخرافة الغدير أحمد بن الحسن الجارود سنة 1073 هجرية، والشاعر الرافضي الريمي الحسن الهبل، وقد وصلت الوقاحة بالشاعر الهبل، قبحه الله، أنه قال قصيدة لعن فيها علي بن أبي طالب، ذكر ذلك المؤرخ يحيى بن الحسين في كتابه "بهجة الزمن"، فقط لم يذكر الشاعر الهبل.

3- العماد يحيى حميد الدين أحيا خرافة الغدير ابتهاجا باغتيال الخليفة عثمان بن عفان، مرددا مقولته المؤتفكة: هذا يوم صقل فيه سيف الخلافة (مذكرات القاضي الإرياني رحمه الله، ج 1).

تلكم هي خرافة الغدير بإيجاز بالغ..

الإصلاح نت - خاص | عبدالعزيز العسالي
الأحد 21 مايو 2023
أتى هذا الخبر من موقع التجمع اليمني للإصلاح:
https://alislah-ye.net
عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10272