المليشيا الانقلابية الإرهابية وخرافة الحق الإلهي (الحلقة الثانية) خرافة الخمس.. من بطلان الدعوى إلى غياب المنهج
الموضوع: اخبار وتقارير

 

مفتتح:

خرافات السلالية العنصرية الكهنوتية كثيرة.
ونحن نلفت نظر القارئ العزيز إلى أننا لن نتحدث كلاما إنشائيا، كونه لا يخلو من:
- إمّا قلة الفائدة والجدوى.
- أو تمحّل في الاستدلال.
- أو لا يقدم فائدة علمية منهجية يمكن للقارئ- طالب الحقيقة- أن يبني عليها فقها أو ثقافة تنهض بحياة الدنيا.

- من جهة أخرى نريد أن يكون القارئ هو الحكم، ولكي يتمكن القارئ من الحكم الفقهي السليم أو بناء ثقافة حياة تستند إلى أصولنا المعتبرة، فإننا سنناقش خرافة/ دعوى الخمس، من خلال المنهج الأصولي المتفق عليه عند جمهور الأصوليين بل وغالبية فقهاء الفروع.

وحرصا على إيصال الفكرة بوضوح فسوف نناقش خرافة دعوى الخمس من خلال المحاور التالية:

 

المحور الأول: الخمس.. النشأة والوظيفة:

أول نص قرآني حول الخمس كان بعد معركة بدر - العام الثاني للهجرة، قال تعالى: "واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله"... إلخ الآية 41 من سورة الأنفال.

- الخمس يكون من الغنيمة بعد معركة كما في النص السابق.
- الخمس يكون من الفيء دون قتال كما في قوله تعالى: "وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء"، إلى قوله سبحانه: "فلله والرسول..."إلخ. (الحشر، 6 و7).

دلالة النصين:

1- دل النصان أن الخمس ليس مصرفها للرسول صلى الله عليه وسلم وحده - كما تدعي السلالية العنصرية، وإنما دل النصان أن خمس الغنيمة يتم توزيعه في ستة مصارف، تكون فيها حصة الرسول صلى الله عليه وسلم نسبة 1 إلى 6 فقط.

2- دلت مقاصد تصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم في السيرة العطرة أن بقية مصارف الخمس كانت تحت تصرفه صلى الله عليه وسلم.

- يمكننا القول بلغة الثقافة المعاصرة، إن الخمس بمصارفه الستة هو بمثابة نثريات مكتب الرسول صلى الله عليه وسلم، كونه يستقبل المهاجرين من أقارب الصحابة وغيرهم وكذلك الزوار وفقراء الصحابة - أهل الصفة والذين تعتريهم ظروف الحاجة كالمسافرين والوفود وغيرهم.

- شاهد تجسيد عملي كالشمس في رابعة النهار، ذلك أن السيرة العطرة زاخرة بالشواهد لكننا نشير بإيجاز إلى عام الوفود، 9 هجرية، فقد وصل من اليمن قرابة 21 وفدا، وقد يتكون عدد الوفد الواحد بين 30 شخصية فما فوق.. قل مثل ذلك عن قبائل الجزيرة العربية.

إذن، نحن أمام مكتب قيادة الرسول صلى الله عليه وسلم زاخر بالحيوية الدعوية والسياسية والاجتماعية والحربية.

 

المحور الثاني: دليل المنهج المعرفي التلازمي

1- اتفق الفقهاء الأصوليون على الاستدلال بالمنهج الأصولي - المعرفي التلازمي، معتبرين هذا الاستدلال من أقوى أنواع الاستدلال - إثباتا لدليل ما، أو نفيا له، فما مفهوم المنهج التلازمي؟

2- مفهوم المنهج التلازمي هو استصحاب دلالة على قضية ما من خلال التلازم العملي الواقعي فكريا أو عمليا - سنوضح هذا بالأمثلة لاحقا.

3- يتجلى المنهج التلازمي في مجال القواعد الأصولية تحت القاعدة الأصولية المشتقة من طريقة استصحاب دلالة التلازم الآنفة، والقاعدة الأصولية هي "الاستصحاب".

4- دليل التلازم حاضر في إحدى القواعد الفقهية الضرورية المقاصدية الكبرى وهي قاعدة
"اليقين لا يزول بالشك".

5- هذه القاعدة الفقهية الكبرى دلت بوضوح على:

- اكتنز المنهج التلازمي في دلالتها الحرفية.

- اتفق فقهاء الأصول على أن دلالة التلازم المنهجي أقوى الأدلة - في الإثبات أو النفي - دفع استدلال الآخر.

‐ أن الاستدلال بالمنهج التلازمي - في عصر الاحتجاج - لا يحتاج معه إلى دليل جزئي خاص، ذلك أننا إذا أمعنّا النظر قليلا في القاعدة الفقهية الضرورية المقاصدية الكبرى سنجد أنها تقول بوضوح: "الأصل هو اليقين"، وبالتالي فلا اعتبار بما يزاحم اليقين - فما بعد اليقين هو الشك، وما بعد الحق إلا الضلال.

تطبيقات المنهج التلازمي.. عصر الخلفاء الراشدين نموذجا:

1- نحن أمام عصر الصحابة وفي طليعتهم الخلفاء الراشدون الأربعة ومعهم كبار فقهاء الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، إننا نلمس واقعا زاخرا بالأحداث، خصبا، يتميز بحيوية العطاء الفقهي النظري والعملي في مجالات حياتهم المختلفة المعيشة في ذلك الحين.

2- اتفق الفقهاء قاطبة على الاستدلال بفقه الخلفاء الأربعة ومن معهم من الصحابة.

3- اتفق الفقهاء أن عمل الخلفاء الراشدين واتباع الناس للخلفاء من سائر الأمصار يعتبر إجماعا عمليا في أكثر القضايا.

- منهج التلازم في عهد الصديق: تسلم أبو بكر الصديق رضي الله عنه مقاليد أمر الأمة طيلة عامين وثلاثة أشهر.

- لم يصل إلينا في هذه اللحظة - انتبه أخي القارئ - أنها لحظة التأسيس - لم يصل إلينا عنها أي قول لأي صحابي حول "الخمس"، الأمر الذي يعني أن الموقف كان واضحا جدا لدى جميع الصحابة، حيث تم إيداع الخمس في بيت مال المسلمين وتبعه توزيع العطاء بين الجميع - تطبيقا لمفهوم عدالة التوزيع.

- عهد الفاروق رضي الله عنه طيلة 10 سنين وستة أشهر.

- أشهر قضية أثارت جدلا كبيرا بين الصحابة - قادة فتح الشام والعراق من جهة، وبين الخليفة الفاروق من جهة ثانية، حيث رأى الخليفة عدم تقسيم أرض العراق بين الفاتحين حتى لا يتركز المال بيد 5 آلاف مقاتل، فهذا مخالف لمقاصد القرآن في المال - وهو التوزيع والتفتيت والمساواة - فاستمر الجدل 65 يوما، استدعى فيه الخليفة فقهاء الصحابة واستمر التشاور شهرين و5 أيام، وكان علي بن أبي طالب ومعاذ بن جبل - مقرري مجلس الشورى - اقتناع الجميع بصواب رأي الفاروق.

- خلافة عثمان ذي النورين - رضي الله عنه - طيلة 12 عاما وثلاثة أشهر فأكثر، وقد زاد نسبة العطاء أكثر من أيام الشيخين.

- عهد علي رضي الله عنه: تولى قرابة خمس سنين والعطاء للجميع على قدم وساق.

- عهد الحسن بن علي رضي الله عنه - 6 أشهر، ثم تنازل لمعاوية.

- عهد معاوية رضي الله عنه طيلة 20 عاما وكان العطاء للجميع بما فيهم أولاده جميعا من أولاد فاطمة ومن غيرها.

- عهد يزيد بن معاوية أربع سنوات، وقل مثل ذلك - تقريبا حتى عام 120 هجرية من حكم بني أمية.

الاستدلال التلازمي:

1- عصر الخلافة الراشدة يمثل عصر التأسيس الفقهي الأول فلم يصل إلينا عنه أي كلام حول حيازة الخمس لعلي وأولاده.

2- اخترعت قضية غنيمة الرسول من خيبر والمشهورة بـ"فَدَكْ"، وقد رد عليها بالمنهج التلازمي - شخصية زيدية كبرى - إنه الكاتب قاسم بن علي الوزير والذي رد دعوى فدك قائلا: لا يعقل أن أبا بكر وهو يواجه حرب الردة فقد كان بحاجة لأبسط وأقل الأصوات تدعمه في تلك اللحظة العصيبة، فهل يعقل أن يضحي بصوت فاطمة ويحرمها حقها في فدك؟

لا شك أن تصلب الصديق كان شرعا سمعه من الرسول صلى الله عليه وسلم (إنا معاشر الأنبياء لا نورَث ما تركناه صدقة).

3- سبق القول إن عليا ومعاذا هما لجنة صياغة قرار أرض سواد العراق، ومع ذلك لم يقل علي شيئا حول الخمس من غنائم أرض العراق.

4- يدعي الروافض والسلاليون الانقلابيون أن عليا سكت تقية - نفاق سياسي وخوف... إلخ مقولاتهم السخيفة.

5- نقول لهم: نفترض جدلا صحة مقولاتكم المسيئة إلى شخص علي رضي الله عنه، إن موقفه تقية، فلماذا سكت أيام خلافته عن الخمس و"فدك"؟ هل ما زال في مرحلة ضعف؟

6- تنازل الحسن بن علي رضي الله عنه وكتب الشيعة كلاما كثيرا جدا حول هذا الموقف، ولكن لا وجود لشيء اسمه خمس، بل كتب الجميع حول استلام الحسن مبلغ 53 مليون درهم - خراج خرسان 3 سنوات مقابل التنازل - وبغض النظر عن صحة المبلغ فالسؤال المنهجي التلازمي أننا أمام موقف حساس إلى جانب ما سبق - مواقف داعية جدا لطرح قضية الخمس ولكن لا وجود لمفردة الخمس؟

7- ظل العطاء يتدفق من معاوية وولده يزيد إلى أولاد علي جميعا ولم يقل أحدهم هذا حقنا الخمس لا نريد من بيت المال.

8- ابن عباس رضي الله عنهما يستلم العطاء من معاوية وولده يزيد ولم يقل لهما هذا خمس بني هاشم.

 

الخلاصة:
- من المؤكد أن المنهج التلازمي - والاستدلال به - قد اتضح للقارئ من خلال إيراد مواقف الخلفاء
الراشدين المقترنة بالصمت من علي وأولاده، وابن عباس والصحابة جميعا.
- ذلك الصمت هو اليقين بعينه.
- إذا تقرر بلا خلاف بين الصحابة جميعا بما فيهم علي وأولاده أن هذا هو اليقين، فإن كل ما يخالف قاعدة اليقين هو الشك الذي لا عبرة به اتفاقا، فاليقين المصاحب دلالة ومنطقا ومفهوما يقول إن فكرة الخمس دعوى واهية لا أساس لها من الصحة، وهذا هو منهج التلازم عند الأصوليين والفقهاء باتفاق، كما هو عند الكتاب العقلاء المنصفين من الزيدية - قاسم بن علي الوزير نموذجا.

وبناء على ما سبق، هل نكون جانبنا الصواب في قولنا إن خرافة الخمس - دعوى أعرض من الدليل؟

 

المحور الثالث، نشأة خرافة الخمس:

ما سأذكره في السطور التالية هو من اجتهادي الشخصي - وفي حدود علمي - لم أجد من تحدث حول نشأة خرافة الخمس.

- معلوم أن الفقيه أبا حنيفة رحمه الله هو أول فقهاء المذاهب - حيث أدرك 12 من التابعين.

- وقفت على فتوى يستشهد بها بعض فقهاء الفروع الفقهية منسوبة إلى أبي حنيفة مفادها: "يجوز إعطاء آل البيت من الزكاة في حال حرمانهم من الخمس"، فما صحة هذه الفتوى؟

- من المعلوم فقهيا وتاريخيا أن أعظم تلاميذ أبي حنيفة هو القاضي أبو يوسف رحمه الله - قاضي قضاة هارون الرشيد.

- من المعلوم فقهيا - تاريخ التشريع الاقتصادي - أن كتاب الخراج لأبي يوسف هو أول كتاب في مجال مال الدولة - جمعا ونفقات الدولة.

- من المعلوم فقهيا وسياسيا أن كتاب الخراج لأبي يوسف هو جواب على أسئلة من هارون الرشيد حول مالية الدولة جمعا ونفقات. كانت أسئلة الرشيد - تقريبا - في مطلع الربع الأخير من القرن الثاني الهجري.

- الشاهد في المقام أن الرشيد سأل أبا يوسف: "وماذا عن الخمس"؟ أجاب أبو يوسف: "الخمس وردت حوله ثلاث روايات مختلفة"، فلا داعٍ لإثارته، أو كما قال رحمه الله.

- دلالة كلام أبي يوسف رحمه الله:
- لو صح أن أبا حنيفة قد أفتى لبني هاشم بحل الزكاة إذا حرموا الخمس لأتبعه أبو يوسف لأنه كان يعظم شيخه جدا.

- لو علم أبو يوسف صحة حديث الخمس سندا ودلالة لم ولن يقول وردت فيه ثلاث روايات مختلفة... إلخ.

- إذن أبو يوسف أدرك أن اختلاف الروايات - تارة لأولاد فاطمة، وأخرى لأولاد علي، وثالثة للهاشميين عموما، بل وفي رواية للعباس - رغم أنها تضمنت قبيلة هاشم، لكن السياسة حصرتها للعباس، ولهذا جاء السؤال من الرشيد حول الخمس؟

- ربما استشكال الرشيد جاء من زاوية هل نأخذ "الخمس" ونحن حكام؟ لماذا أبي وعمي وجدي المنصور والسفاح لم يتعاطوا مع الخمس لأي كان؟ بل إن سؤال الرشيد يعود بأثر رجعي إلى عصر خصومه الألداء بني أمية، فلو افترضنا أن بني أمية كانوا يعطوا الخمس فالرشيد ومن سبقه سيكونون على النقيض تماما.

- انقلاب العباسيين على الأمويين سبقه تعرية للأمويين صدقا وكذبا، ومع ذلك لا وجود لأي كلام أن بني أمية رفضوا إعطاء الخمس وهذه دعاية كان لها أثرها حينئذ ومع ذلك لا وجود لها.

عصر نشأة خرافة الخمس

يمكننا القول إن نشأة خرافة الخمس تخلقت - فارسيا - في عصر أبي جعفر المنصور الذي قتل أكبر قادة الفرس - أبو مسلم الخراساني - رجل التنظيم الفارسي الذي قامت على أكتافه الدولة العباسية بقيادة السفاح اخي المنصور، فالسفاح سنوات حكمه قليلة ثم مات فجاء ابو جعفر المنصور وقتل الرجل وحاصر تواجد الفرس في مفاصل الدولة طيلة عقدين فأكثر.

- حكم المهدي والهادي أولاد المنصور وكانت فترتهم أقل صرامة من أيام المنصور، وهنا بدأت خرافة الخمس تسري في ظل الضعف النسبي لحكم الهادي والمهدي، وبطبيعة الحال كل وضع رواية لمصلحة فريق، فما إن جاء الرشيد حتى وجد أنه أمام إشكالية كبيرة - مالية الدولة - ومنها الخمس.

الخلاصة: في حدود علمي نشأت خرافة الخمس في عهد الهادي والمهدي وتحديدا تبلورت في مطلع الربع الأخير من القرن الثاني الهجري، تلك هي معطياتي حول خرافة الخمس.

 

المحور الرابع: من غياب المنهج الفقه البَقَري

- يتفق العلماء والمفكرون أن العلم "منهج لا موضوع"، بمعنى أن العلم ليس رصفا للمعلومات ولا تجميعا لأقوال وروايات سيما في معتركات النظر العلمي المعرفي التحليلي، فتجميع المعلومات ورصفها لا يخرج صاحبها عن مفهوم "حاطب ليل"، فلا يسلم من يضع يده في فم أفعى أو ثعبان... إلخ.
إذن العلم منهج - تحليل شامل تاريخ، واقع، اجتماع، سياسة، حروب... إلى غير ذلك من القيم القائمة في محيط البحث.

- حطاب الليل كثيرون، وهم أصحاب الفقه البَقَري - حسب توصيف شيخنا الأصولي المفكر العملاق د. طه جابر العلواني رحمه الله. ومقصوده بالفقه البقري أخذه من قصة بقرة بني إسرائيل: "أتتخذنا هزوا"؟ ما نوع البقرة؟ ما لونها؟... إلخ التساؤلات الفجة حول البقرة.

فاجترح شيخنا مفهوم "الفهم البقري".. ومن قوله تعالى: "كمثل الحمار يحمل أسفارا".. اشتق - رحمه الله - مفهوم "القراءة الحمارية".

كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ
والماء فوق ظهورها محمولُ

- ولأن الفقه صار شكلا وعمامة وجوخة ولحية وحنجرة سميكة، فقد أصبح الوعاظ المعممون هم الفقهاء بامتياز.
أما غالبية حملة "د" الأكاديميين فهم إما وعاظ، وإما يتبعون الوعاظ المعممين.

- فريقا الوعاظ لا يعرفون أبجديات المنهج الأصولي، فهم يتوحلون في خضخاض الألفاظ، حسب الطاهر بن عاشور رحمه الله. إذن، فقه بقري.
الأكاديميون في الفكر الإسلامي غالبيتهم يفتقرون إلى أبعاد المنهج الأصولي فكريا وفقهيا وتطبيقا.

فضائح غياب المنهج:

هناك من يحصر الخمس في مكان معين وبيت معين - صعدة نموذجا.
وآخر يزعم أنه قد فقه أكثر من السابق حيث زاد شرطا وهو أن المليشيا السلالية الانقلابية لا تستحق الخمس لسبب واحد لأنهم يسبون الصحابة.

الواعظ الذي حدد إقليما وأسرة بعينها كلّف أكاديميا ببحث خرافة الخمس من أقوال الفقهاء - انظروا، الموضوع العلمي أقوال الفقهاء، وليس المنهج الأصولي.
تحركت القريحة الأكاديمية الكاسدة، وانقدحت الشرارة الباردة عن "قراءة حمارية" في أكثر من 400 صفحة تضمنت نقلا للأقوال التي نقلها الآخرون عمن سبقوهم.
بدأت الصفحة الأكاديمية الأولى بكلام يضحك الثكالى: "أجمع العلماء عبر 1400 عام على ضرورة الخمس".
وانتهت الصفحة الأكاديمية الأخيرة: "وهكذا نقلنا إليكم إجماع العلماء".. يا إلهي.. يا أكاديمي؟ يا متخصص في تفسير القرآن؟ أتعرف ما هو الإجماع؟ قطعا لاااا، لاااا. أنت تمارس قراءة حمارية لا تفرق بين المنهج والموضوع فجعلت الموضوع علما وادعيت المنهجية - قيام الإجماع، وبين قراءتك "آل..." وبين دعواك الإجماع كما بين السماء والأرض.. نعم أقول هذا وأقسم بالذي رفع السماء أن هذا الفعل جرم منهجي أصولي تزوير ودجل وافتراء وتعالم وإهانة للعلم والشرع وإهانة لجمهور الأصوليين.

دعاة الخرافة يسخرون: في الوقت الذي يتمادى الدخلاء على الفقه والمنهج الأصولي ويتقيؤون على صفحات الورق والفيسبوك وينضحون بالشتائم على حملة المنهج الأصولي، فوجئنا بشخصيات من العيار الثقيل في أوساط أدعياء خرافة الخمس يسخرون ويقهقهون عاليا قائلين: نحن نعلم أنه لا خمس، وعلى افتراض أنه كان، فإن الأعراف السياسية والاقتصادية قد تغيرت، ولكننا نسأل أهل السنة: كيف ستفعلون في روايات الخمس في أمهات كتبكم؟

الخلاصة: قبل سنوات ست تم إنزال تلكم القراءة ال... وكانت فاجعة الأكاديميين في قروب (مجموعة) أكاديمي من العيار الكبير ذوي القراءة ال... نعم كأنهم ابتلعوا خلبا من طين لازب، فقلنا لهم: أي عار علمي تحملون؟ قضية لم يعلمها الخلفاء الراشدون كيف تقبلونها؟
واحد فقط قال: صح.. البقية لم ينبسوا بكلمة حتى اللحظة.. فاستشهدت بالحكمة التاريخية السائرة:
فهذا الحق ليس به مراءٌ
فدعني من ثنيّاتِ الطريقِ

بهذا القدر نكتفي.. نلتقي بعونه سبحانه مع "خرافة الغدير".

الإصلاح نت-خاص | عبد العزيز العسالي
الخميس 18 مايو 2023
أتى هذا الخبر من موقع التجمع اليمني للإصلاح:
https://alislah-ye.net
عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10263