"شيطنة اللقاحات".. البُعد الخفي الذي يستهدف نسل اليمنيين
الموضوع: اخبار وتقارير

في ظل الانتشار المخيف لفيروس شلل الأطفال في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي بعد تدشين الجماعة حرباً مضادة للقاحات وحملات شيطنة لتحصين الأطفال الستة القاتلة (شلل الأطفال، الحصبة الألمانية،..،..) برز تساؤل لدى اليمنيين عن السبب الحقيقي وراء قيام ميلشيا الحوثي بمنع تلقيح الأطفال، وهل الميليشيا المتهمة بانتهاك حقوق الطفولة والزج بالآلاف في محارق الموت حريصة حقاً على سلامة أطفال اليمن؟

 

البُعد الخفي

يقول أخصائي أطفال (...) في مستشفى الثورة بصنعاء، إن الحملة الحوثية الشرسة ضد اللقاحات، ذات أبعاد أيدلوجية طائفية مرتبطة بمحاضرات مؤسس الجماعة الهالك حسين الحوثي.

وأضاف في تصريح خاص لـ"الصحوة نت"، أن الحوثي المؤسس للميلشيا الإرهابية هاجم بشكل واضح اللقاحات وقال إنها "عبارة عن مواد قاتلة والغرب لن يقدم للمسلمين شيء مفيد وهذا الشيء ينطبق على اللقاحات او (السموم )" كما اسماها الحوثي.

وأوضح الطبيب بأنه "صحيا لا يوجد أي ضرر من استخدام اللقاحات بل العكس هو الصحيح ففي عام ٢٠١٨ توفي ٢٥٠ طفلا بسبب عدم التطعيم وفي ٢٠١٩ سجلت ١١٠ حالة وفاة من ضمن عشرين ألف إصابة بالحصبة الألمانية في عموم اليمن".

وتابع: "قبل أيام قليلة توفي عشرة أطفال في محافظة الجوف أما في صنعاء فهناك حالة واحدة وصلت العناية المركزة الأسبوع الماضي ولا معلومات عنها حتى الآن".

 

ابتزاز ممنهج

ليست هذه هي الحملة الأولى التي تشنها جماعة الحوثي ضد التطعيم، فقد سبقتها حملات أخرى عديدة أدت إلى مضاعفة العدوى بين الأطفال اليمن.

وبدأت الميليشيا أولى الحملات في يناير ٢٠١٦ بدافع الابتزاز، كما يقول أخصائي في التطعيم الوبائي بمنظمة اليونيسف باليمن، اشترط عدم كشف هويته.

وأضاف الأخصائي في اليونيسف لـ"الصحوة نت"، أن "الحوثي ابو مجاهد الطاووس مسؤول المنظمات الانسانية في جماعة الحوثي اشترط في ١٤ يناير ٢٠١٦ على اليونيسف مبلغ ٦٠ مليون دولار امريكي للسماح لفرق التطعيم بدخول المربعات الأمنية".

وتابع: "لما قابلت المنظمة طلبه التعسفي بالرفض هدد الطاووس، بمنع المساعدات من الوصول وتشويه صورة المنظمة عند المواطنين، ولم تتوقف حملات الحوثيين منذ ذلك الوقت لإيقاف حملات التحصين والتشكيك فيها".

وأكد الأخصائي أن "منظمة اليونيسف تضطر للرضوخ لسلطات الأمر الواقع من خلال الدفع المباشر أو تخصيص نسب معينة من المساعدات لعائلات القتلى والتوظيف والترقية، ولكن لم يسبق ان طالبت جماعة الحوثي بمثل هذا المبلغ الضخم من قبل، لذلك لم تجد اليونيسف أي مبرر لقبول الطلبات التعسفية لان مثل هذه الطلبات لن تتوقف عند هذا الحد في حال تم الموافقة عليها".

 

اشاعات لخداع البسطاء

في عام 2019، قام مسلحون حوثيون بمصادرة الفين كرتون من لقاح ( MMR) من أحد المخازن التابعة لليونيسف في مركز محافظة حجة وذلك بغرض الابتزاز.

تم نقل تلك للقاحات إلى جهة مجهولة بواسطة سيارات وأطقم عسكرية تابعة للميليشيا، وفقا لتصريح أدلى به لـ"الصحوة نت" مسؤول بلجنة الكشف الطبي بالمستشفى العسكري بصنعاء.

لم تتعرض تلك الكمية للائتلاف بل كان مسلحو الجماعة أشد حرصا على سلامات الكميات من موظفي المنظمة، وفقا للمسؤول ذاته.

وتؤكد الدكتورة (ا ,خ) العاملة بأحد المستشفيات المختصة بالطفولة، حديث المسؤول باللجنة الطبيبة وقالت للصحوة نت، إن "الكثير من قيادات الحوثيين حريصون على تلقيح أبنائهم في الوقت الذي يدعون اليمنيين الى مقاطعة اللقاحات والامتناع عن تلقيح أطفالهم".

وأضافت "هم يعرفون أهمية اللقاحات لسلامة وصحة أطفالهم، لكنهم يسوقون الاشاعات للمواطن البسيط لترك نسله ضحية الاوبئة الفتاكة".

 

المليار الذهبي

تقول أخصائية الأطفال ذاتها، إن "بعض زملائها الأطباء الموالين للحوثيين يتحدثون صراحة عن مشروع "المليار الذهبي" الذي يهدف لتقليص عدد سكان الدول الفقيرة من خلال نشر الأوبئة والأمراض القاتلة ومحاربة اللقاحات المضادة لها".

وتضيف: "أن نقاشات حادة تدور بين الأطباء داخل المستشفى الذي تعمل فيه بسبب فكرة المليار الذهبي التي يؤمن بها أشخاص في قمة الهرم الحوثي، فهناك من يؤمن أن فكرة البقاء للأقوى هي التي يجب أن تطبق بعيدا عن مساعدة اللقاحات وغالبية معتنقي هذه الفكرة هم من الهاشميين، ولكنهم لا يطبقون هذه القاعدة على أبنائهم، وبالإطلاع على كشوفات التلقيح في المراكز الطبية ستجد تلك الالقاب حاضرة فيها بشكل كبير".

الطبيبة التي اشترطت عدم كشف هويتها لدواعي أمنية، دعت عبر الصحوة نت "أولياء الأمور الى تلقيح أطفالهم وعدم الالتفات لدعوات جماعة الحوثي"، واصفة الوضع بـ "الخطير جدا" حيث سجلت مستشفيات صنعاء وحدها ما يقارب 300 حالة شلل أطفال خلال الفترة من نوفمبر ٢٠٢٢ الى فبراير ٢٠٢٣م".

وأكدت أن "ما يقارب المليون طفل مهددين بخطر الإصابة بأمراض النكاف وشلل الأطفال والكزاز مالم يتحرك المجتمع الدولي لعمل اي شيء ضد هذا الإجرام الواضح".

 

تراجع ملحوظ

وقال مصدر في مركز "جابر بن حيان" الطبي بصنعاء، إن "اللقاحات تمثل العدو الجديد للحوثيين لأسباب لا تمت للصحة بصلة"، لافتا "إلى تراجع ملحوظ في عدد الأطفال الذين اخذوا الجرع الثلاث في عامهم الأول بالنسبة لمركز بن حيان"

وأضاف أن "المركز سجل تلقيح ٥٠٠ طفلا في ٢٠١٧ وفي ٢٠١٨ تراجع العدد الى ٣٨٠ طفلا وفي ٢٠١٩ انخفض الرقم الى ٢٠١ وهكذا وصولا الى العام ٢٠٢٢ الذي بلغ فيه عدد الأطفال الملقحين ٧٠ طفلا لا غير، غالبيتهم من عائلات حوثية".

وفي مساعي الجماعة لفرض التخلف فرضاً، كشف البرلماني بصنعاء المحسوب على المجلس الغير معترف به في صنعاء والخاضع للميليشيا، "احمد سيف حاشد" عن مغادرة أعضاء في البرلمان قاعة مجلس النواب، بسبب بث الحوثيون شريطا مصورا بعنوان "خطر اللقاحات".

وقال حاشد إن الأعضاء غادروا الاجتماع بعد أن اتضح أنه كرس لعرض ندوة لمناهضة اللقاحات، مضيفا "يريدون فرض التخلف فرضا".

 
الإصلاح نت  - الصحوة نت
الأربعاء 08 مارس - آذار 2023
أتى هذا الخبر من موقع التجمع اليمني للإصلاح:
https://alislah-ye.net
عنوان الرابط لهذا الخبر هو:
https://alislah-ye.net/news_details.php?sid=10059