الثلاثاء 23-04-2024 12:02:01 م : 14 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

طفولة تحت الرصاص.. أطفال اليمن أبرز ضحايا الإرهاب الحوثي

الأحد 25 ديسمبر-كانون الأول 2022 الساعة 05 مساءً / الإصلاح نت – خاص
 

 

ثماني سنوات وربما أكثر من ذلك، من سحق للطفولة على أيادي وحوش بشرية، لا تقيم اعتباراً لدين ولا لأعراف اجتماعية أو قيم إنسانية، ولا تردعها قوانين ومواثيق دولية.

تتنوع جرائم وانتهاكات مليشيات الحوثي الإرهابية، التي تستهدف الأطفال والطفولة، فتتفاقم المآساة التي تطال أضعف شريحة في المجتمع، فالأطفال والنساء معرضون لأبشع الجرائم والانتهاكات المستمرة، التي ليست أولها مع أولى حروب صعدة في يوليو 2004، ولا يبدو أنها ستنتهي إلا بإنهاء المشروع الحوثي الإرهابي المدعوم من إيران.

تعيش الطفولة في اليمن أسوأ المآسي في العالم جراء الانقلاب والحرب، واستمرار مليشيات الحوثي الإرهابية في انتهاكاتها للقوانين الدولية وارتكاب أبشع الجرائم بحق الأطفال.

وما يزيد هذا الإجرام سوءًا الصمت الدولي المريب، إزاء جرائم تُصنف بأنها جرائم حرب، وإرهاب مكتمل الأركان.

- ضحايا قصف

لم تتوقف مليشيات الحوثي عن قتل اليمنيين وأطفالهم منذ إشعالها الحروب الست في صعدة، لكن وتيرة فظائعها تجاه الأطفال تصاعدت خلال السنوات الثمان الماضية، بصورة تعكس وحشية مفرطة.

فمنذ العام 2015 باشرت مليشيات الحوثي ارتكاب أبشع الجرائم بحق الأطفال في العاصمة المؤقتة عدن قبل تحريرها، عبر قصف الأحياء والمنازل، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات الأطفال.

وخلال هذه السنوات واصلت مليشيات الحوثي ارتكاب جرائم مماثلة، وأشد ضراوة وبشاعة، بعشرات المذابح التي نفذتها ضد الأطفال في مدينة تعز والتي لا تزال مستمرة رغم الهدنة الأممية المزعومة.

كما ارتكبت مليشيات الحوثي جرائم مماثلة بقصف مدينة مأرب مستهدفة الأحياء والأسواق بصورة مروعة، راح ضحيتها عشرات الأطفال قتلى وجرحى، وهو الأمر الذي تكرر في محافظة الحديدة والعديد من المحافظات اليمنية.

وقد وثقت عدسات الصحافة أبشع تلك الجرائم، التي كان الأطفال ضحاياها، وعرضتها للرأي العام العالمي، الذي لم يقدم لهؤلاء الضحايا أكثر من بيانات الإدانة.

- ضحايا ألغام

زرعت مليشيات الحوثي الإرهابية نحو مليوني لغم متنوع بصورة مرعبة في الوديان والجبال والمزارع والطرقات والمدارس وحتى المنازل، وحيث إن الأطفال هم غالبية السكان، فالمؤكد أن أكثر ضحايا هذه الألغام هم من الأطفال.

مطلع هذا العام أكدت تقارير حقوقية أن الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها مليشيات الحوثي تسببت بمقتل وإصابة أكثر من 7 آلاف مدني في البلاد، غالبيتهم من النساء والأطفال، في أخطر الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب.

ومؤخراً وثقت تقارير حقوقية يمنية، بين يونيو 2014 وفبراير 2022، مقتل 429 طفلاً وإصابة 723 آخرين في 17 محافظة يمنية بسبب الألغام الحوثية، مشيرة إلى أن 75 في المائة من المصابين وأكثرهم من الأطفال، فقدوا أطرافهم أو إحداها، وأصبحوا معاقين أو مشوهين بفعل انفجار الألغام الأرضية الفردية أو المضادة للمركبات أو الألغام البحرية والعبوات الناسفة.

- حقوق مهدورة

من نجا من أطفال اليمن من حرب وآلة الموت الحوثية، أتت عليه تداعياتها بصورة مأساوية، فقد كشفت إحصائية منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، العام الماضي، أن أربعة من كل خمسة أطفال يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، لتكشف حجم المأساة التي ألحقتها مليشيات الحوثي بالطفولة، وتحولها إلى مقصلة على رقابهم.

وأشارت تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 23.4 مليون شخص بحاجة الى المساعدات، يُشكِّل الأطفال نسبة 55% من المحتاجين النازحين داخليًا، فيما أدى تدهور القطاع الصحي إلى انعدام الرعاية الصحية، وتزايد مخيف في أعداد الأطفال المصابين بمرض السرطان، علاوة على أصابتهم بالأوبئة، وعودة شلل الأطفال الذي كان قد اختفى من اليمن، وتوقعت التقارير أن يعاني 2.2 مليون طفل من سوء التغذية الحاد، بما في ذلك 538 ألف طفل من المتوقع أن يعانوا من سوء التغذية الحاد الوخيم.

ومع الانقلاب والحرب الحوثي تضاعفت عمالة الأطفال بشكل مخيف بسبب تردي الاقتصاد والمعيشة، وترك الأطفال صفوف الدراسة ليقفوا في طوابير بحثاُ عن المياه وإسطوانة الغاز، أو الحصول على مساعدات، فيما تضاعفت أعداد المتسربين من التعليم، ولحق بقطاع التعليم تدهور ممنهج.

- هدف لسموم الفكر المنحرف

ومع حربها العسكرية والاقتصادية ضد الشعب اليمني، تخوض مليشيات الحوثي حرباً موازية، باستهداف النشء والأطفال، في أفكارهم ومعتقدهم وثقافتهم وهويتهم الوطنية ومناهجهم الدراسية، فأقدمت على عبث كبير في المناهج التعليمية وترسيخ ما تسميه "الهوية الإيمانية"، وهي أفكار مسمومة طائفية عنصرية، في معركة تستهدف استقطاب صغار السن وترسيخ أفكار الإمامة السلالية الأيديولوجية والثقافة الفارسية.

وبات المجتمع اليمني على إدراك كامل بمخطط مليشيات الحوثي لتسميم عقول النشء وطمس الهوية الوطنية، التي تجري على قدم وساق، في قطاع التعليم، وحتى في فرض مناسبات طائفية وعنصرية لا تمت لليمنيين بصلة، والأشد خطورة الترويج للأفكار المتطرفة التي تمثل خطراً على المجتمع والمستقبل، لكن يبقى الأخطر المناهج الدراسية التي يراد لها أن تشبه المنهج الإيراني الذي يفرض تعليما يتبنى فكر وعقيدة ولاية الفقيه، ومزعوم حصر الولاية في البطنين، والفكر السلالي، بصورة تنذر بكارثة محققة.

- بيادق تموت ليحكم العنصريون

وحتى الأطفال الذين غررت مليشيات الحوثي بآبائهم، فإن المليشيات لا تقيم لهم وزناً ولا تعتبرهم أكثر من مجرد بنادق مواجهة من أجل تمكين المشروع السلالي من اخضاع اليمنيين للهيمنة الإيرانية، فقد قدرت تقارير حقوقية قيام مليشيات الحوثي بتجنيد (12341) طفلا لا تتجاوز أعمارهم 14 عاماً، فيما لا تزال عملية التجنيد الإجباري وفرضه على القبائل بالإكراه مستمرة، حتى أثناء الهدنة خلال المدة من مطلع أبريل وحتى بداية أكتوبر الماضيين.

ووثقت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات مقتل (1716) طفلاً في المواجهات أثناء قتالهم بصفوف مليشيات الحوثي التي زجت بهم في جبهات القتال وشيعتهم في مواكب جنائزية معلنة، غير أولئك الذين لا تزال مصائرهم مجهولة، وأعداد لم يتم الإعلان عن فقدان حياتهم بصورة تجعل مليشيات الحوثي هي القاتل الحقيقي والوحيد لهؤلاء الأطفال.

- أرقام مفزعة

في نوفمبر الماضي، قالت منظمة إنقاذ الطفولة الدولية، في بيان بمناسبة يوم الطفولة، إن طفلاً يُقتل أو يُصاب في المتوسط كل يوم في اليمن هذا العام 2022م.

وأوضحت أنه "على الرغم من المكاسب الإيجابية التي تحققت للأطفال خلال الهدنة على مستوى البلاد، فقد قتل أو جرح أكثر من 330 طفلاً يمنيًا في الحرب حتى الآن هذا العام".

وأضافت أن 91 طفلاً يمنياً قتل وأصيب 242 آخرون خلال الفترة من 1 يناير ـ 15 نوفمبر الماضي، بمتوسط أكثر من طفل واحد في اليوم.

ومن بين هذا العدد قتل 43 طفلاً وإصابة 82 آخرين، جراء الألغام الحوثية ومتفجرات الحرب خلال فترة الهدنة التي رعتها الأمم المتحدة في البلاد خلال الفترة من 2 أبريل ـ 2 أكتوبر 2022م، حسب بيان سابق للمرصد اليمني للألغام.

وحسب تقارير أممية سابقة، فإن 8.4 ملايين طفل يفتقرون للمياه النظيفة والصرف الصحي والنظافة، وأنه من المتوقع أن يعاني 2.3 مليون طفل دون سن الخامسة من الجوع بما في ذلك 400 ألف طفل من المتوقع أن يموتوا بسبب سوء التغذية الحاد الوخيم، في حين يشكل الأطفال نسبة كبيرة من أعداد النازحين اليمنيين في اليمن والبالغ عددهم أكثر من 4.3 ملايين شخص.

وتقول المنظمة اليمنية للحقوق والحريات إن (52303) واقعة انتهاك طالت الأطفال في اليمن تورطت بها مليشيات الحوثي، خلال الفترة من 1يناير 2015م وحتى 1 يوليو 2022م، وإنها سجلت (1343) حالة قتل خارج نطاق القانون بينهم (31) رضيعا، كما سجلت الشبكة (1620) حالة إصابة بجروح متفرقة في الجسم، كما وثقت الشبكة (321) حالة إعاقة دائمة للأطفال في اليمن، إضافة إلى (522) حالة اعتقال واختطاف خاصة بالأطفال أغلبهم تم اختطافهم من أجل ابتزاز أهاليهم.

يحدث كل ذلك فيما يقف المجتمع الدولي عاجزاً (أو يدعي العجز) عن أي تدخل لحماية الطفولة من عنف وإجرام مليشيات الحوثيين.

كلمات دالّة

#اليمن