الثلاثاء 16-04-2024 20:04:48 م : 7 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

في ذكرى تأسيسه الـ32.. إصلاحيات يتحدثن عن دور سياسي ووطني فاعل للمرأة الإصلاحية رغم ظروف الحرب

الثلاثاء 13 سبتمبر-أيلول 2022 الساعة 02 مساءً / الإصلاح نت – استطلاع: تقية يغنم

 

تظل المشاركة السياسية للمرأة مؤشرا مهما على مدى مصداقية الأحزاب والمكونات السياسية وانسجامها مع مواثيقها وأدبياتها وشعاراتها المرفوعة بشأن المرأة والتي كانت وما زالت دون المستوى المأمول.
ورغم الحرب الإرهابية الحوثية على الشعب اليمني منذ العام 2014، وانقلابها على مخرجات الحوار الوطني التي كانت قد حققت للمرأة اليمنية الكثير من المكاسب، ظلت المرأة الإصلاحية حاضرة بقوة في رسم المشهد ليس داخل الإصلاح فقط، وإنما في مقاومة الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران.
وبعيدا عن آراء القيادات النسوية الإصلاحية حول مشاركة المرأة داخل الحزب، اتجهنا لمعرفة آراء قواعد الإصلاح في القطاع النسوي، وكيف ينظرن إلى الإصلاح وعلاقته بالمرأة وما هي الإيجابيات والسلبيات من وجهة نظرهن في هذا الجانب.

مشاركة فاعلة
البداية مع زمزم كحيل، مسؤولة العمل الإنساني بدائرة المرأة في محافظة الحديدة، والتي تحدثت عن نجاحات وإخفاقات في مسيرة المرأة الإصلاحية، وكانت أبرز النجاحات من وجهة نظرها هي مشاركة المرأة الإصلاحية للرجل في بناء الوطن وتربية الأجيال، والتضحية بالغالي والنفيس في سبيل ذلك.
وأضافت: "شاركت المرأة الإصلاحية -مثلها مثل الرجل- في كل المجالات التربوية والاجتماعية والسياسية، وكانت وما زالت عون أخيها الرجل في مواجهة مليشيات الحوثي الإرهابية ودفعت ثمنا باهظا لذلك، وهاجرت ودافعت وكانت نعم السند".
وقالت إنه لا يمكن تسمية التعثرات التي وقعت فيها المرأة الإصلاحية بأنها إخفاقات، وإنما الأحداث والأوضاع والمرحلة التي تمر بها اليمن أثرت سلبا على المرأة اليمنية بشكل عام ومن ضمنها المرأة الإصلاحية، وبات الكثير من نساء اليمن إما زوجة شهيد أو أم شهيد أو أخت شهيد وابنة شهيد، وتحملت أعباء الأسرة والمعاناة الاقتصادية الصعبة بسبب النزوح والهجرة.
وأشارت إلى معاناة المرأة الإصلاحية جراء النزوح، وما تكابده في المخيمات من متاعب جراء افتقار هذه المخيمات لأبسط الاحتياجات، مؤكدة أن المرأة الإصلاحية فضلت العيش في المخيم بكل ما فيه من معاناة استشعارا منها بالمسؤولية الوطنية، وأهمية مشاركتها للرجل في الدفاع عن الوطن بوجه النفوذ الفارسي، والحفاظ على وحدة الوطن وخروجه مما يمر به من محنة.
إلى ذلك ترى أحلام صالح (معلمة) أن الإصلاح رسخ حضور المرأة في الجانب السياسي خاصة قبل انقلاب مليشيا الحوثي الارهابية في 2014، حيث كانت المرأة الإصلاحية تشارك بشكل فاعل في إثراء تجربة المرأة اليمنية في المشاركة السياسية وتعزيز حضورها في المجتمع.
وتضيف: "أتذكر قبل انقلاب مليشيا الحوثي أن الإصلاح كان الحزب الوحيد الذي أعطى المرأة نسبة 30 في المئة بمجلس شورى الحزب من بين جميع الأحزاب، وهو أول من طبق مخرجات الحوار الوطني، وهذا يكفي أن تفتخر الإصلاحيات به، فضلا عن أنهن يشاركن اليوم بفعالية في مقاومة المشروع الإيراني".
وقالت: "أنا الآن لست إصلاحية لكن معجبة بالإصلاح كحزب سياسي صادق فيما يعلنه وفيما يطبقه على الواقع، ولم يجعل من موضوع مشاركة المرأة للمزايدة وللتسويق والدعاية، ولم يتعامل مع المرأة باعتبارها أداة حرب كما يفعل الحوثيون، وإنما أعطاها حقها في المشاركة بما يتواءم مع فطرتها التي خلقها الله عليها".
واستدركت: "كانت المرأة اليمنية -ومن ضمنها المرأة الإصلاحية- قد خطت خطوات كبيرة في المشاركة السياسية والمجتمعية، لكن انقلاب مليشيا الحوثي أثر تأثيرا مباشرا على وضع المرأة اليمنية، ودفعت المرأة اليمنية فاتورة باهظة وعلى رأسها المرأة الإصلاحية التي وجدت نفسها نازحة تكابد عناء النزوح، والمشاركة في الدفاع عن الوطن".

حضور جيد
وهنأت أحلام صالح النساء الإصلاحيات بالذكرى الـ30 لتأسيس الحزب، مؤكدة أن الإصلاح هو الحزب الوحيد الذي دخل العام الثامن من الحرب وهو محافظ على تماسكه ووحدته، داعية الإصلاحيات إلى الانفتاح على المجتمع وعلى بقية القطاعات النسوية في الأحزاب الأخرى وتوحيد كل الجهود نحو مواجهة المجرم الحوثي الذي تسبب في معاناة الشعب اليمني.
إلى ذلك تتحدث أم أيمن عن "نجاحات حققتها المرأة الإصلاحية على مدى ثلاثة عقود من أبرزها أن كثيرا من الإصلاحيات بتن يمتلكن مؤهلات علمية كبيرة بكالوريوس وماجستير ودكتوراه، وبات لهن حضور جيد في المرافق الحكومية والمشاركة السياسية، وتبني قضايا المرأة وهمومها".
وقالت إن المرأة الإصلاحية شاركت بفاعلية في مؤتمر الحوار الوطني خلال 2012 - 2014 حتى جاء انقلاب مليشيا الحوثي على مخرجات الحوار وما كانت قد حققته المرأة اليمنية من إنجازات في تلك المخرجات من خلال اعتماد نسبة 30 في المئة في المؤسسات الحكومية والمكونات الحزبية وغيرها.
وأشارت أم أيمن إلى مشاركة المرأة الإصلاحية في المعركة الوطنية لتحرير الوطن من النفوذ الإيراني، ودعمها للمعركة بشتى أنواع الدعم المادي والمعنوي والإعلامي والسياسي، كما مثلت الأم الراعية والمحافظة على أسرتها في حضور زوجها وفي غيابه.
ولفتت إلى أن أي نجاحات لا بد في مقابلها من سلبيات، وترى أن من السلبيات المأخوذة على الإصلاح أنه لم يعطِ المرأة الإصلاحية كامل صلاحيتها في اتخاذ القرارات التي ترى أنها مناسبة في أكثر المواقف، كما حد من طموحاتها في التدرج التنظيمي في سلم الحزب، ووضع بعض النساء في أماكن قيادية غير مناسبة لهن مما أثر على أداء القطاع النسوي للحزب.

حجر الزاوية في النضال
وترى حنان الحبيشي (اسم مستعار) أن المرأة الإصلاحية شاركت في كثير من المجالات السياسية والاجتماعية، فهي الناشطة الحقوقية والدكتورة والمعلمة والمربية وكانت السباقة في دورها الكبير لثورة 11 فبراير، وأيضا وصلت لمنصب عضو مجلس الشورى مثل الأستاذة القديرة أسماء عثمان رحمة الله عليها.
وأكدت أن المرأة الإصلاحية كانت وما زالت حجر الزاوية في النضال والمعركة الوطنية، فهي إن لم تكن أما لبطل مقاوم أو شهيد فهي أخت وزوجة وابنة بطل أو شهيد، ولها الفخر أنها اليوم تناضل إلى جانب الأبطال في الجبهات، وتساندهم بكل ما تستطيع تقديمه.
وترى مروة فؤاد (طالبة جامعية) أن الإصلاح دفع بالمرأة للالتحاق بالتعليم بشكل كبير، وتمكن خلال 30 عاما من الحفاظ على الثوابت الدينية والوطنية، وقيم الوسطية، والارتقاء بالمرأة ثقافيا وسياسيا ومهاريا.
أما السلبيات التي رافقت الإصلاح خلال ثلاثة عقود فتتمثل -بحسب مروة- في ضعف الانخراط في المجتمع وقلة المناشط النسوية العامة، وغياب التجديد والمواكبة للواقع والمتغيرات التي يشهدها العالم، وكذلك المتغيرات على المستوى الوطني.
وأجابت أم عبد الله (معلمة) أن المرأة الإصلاحية نجحت في كثير من مجالات الحياة فهي الطبيبة والمعلمة والإدارية والإعلامية، ومن أبرز النجاحات ما تقدمه من دور كبير في دعم أخيها الرجل في ظل هذه الأحداث.
وأضافت: "كانت المرأة الإصلاحية المؤثر الأبرز في خلق حركة الوعي السياسي للمجتمع من خلال مشاركتها خلال العقود الماضية في التجارب الانتخابية بفاعلية، وكذلك إحياء الفعاليات الجماهيرية النسوية، ونشاطها السياسي في أوساط المجتمع، وتعزيز الحراك النسوي سواء داخل أروقة الحزب، أو في المنظمات المدنية، أو الأحزاب الأخرى".
وتتفق أم عبد الله مع مروة فؤاد في أن أبرز السلبيات التي رافقت مسيرة المرأة الإصلاحية خلال ثلاثة عقود تتمثل في عدم مواكبة التقدم السريع للتكنولوجيا وحركة الشباب الفكرية ومعظم أدوارها نمطية ولم يطرأ عليها أي تجديد أو تحديث، وهو ما يستدعي إعادة النظر في هذه الجوانب.

في هيئات الحزب
إلى ذلك ترى سلام علي (اسم مستعار) أن المرأة الإصلاحية شاركت بفاعلية مع الرجل في كل المراحل سواء في السلم أو الحرب، فقد كانت عضوا فاعلا في مجلس شورى الإصلاح وفي جميع القطاعات التعليمية والتربوية والسياسية والإعلامية، وكان لها حضور قوي في المشهد السياسي ودعمت الجيش الوطني بالمال والرجال والدعم النفسي والمعنوي.
وأشارت إلى تأثير الحرب على واقع المرأة في اليمن بشكل عام، وتراجع الحراك النسوي والمشاركة السياسية، وتشتت النشاط الحزبي لكل الأحزاب على السواء، وتحول اهتمام المرأة اليمنية من الجانب السياسي ومشاركة المجتمع إلى كيفية الحفاظ على البقاء، والانتصار على المشروع الإيراني ومليشيا الحوثي الإرهابية.
ومنذ العام 1990 عمل الإصلاح على إشراك المرأة سياسيا ومدنيا بداية بتمثيلها في هياكل الحزب والدفع بها للمشاركة الفاعلة في الانتخابات المتعاقبة، وصولا إلى تخصيص دائرة خاصة بالمرأة في المؤتمر العام الرابع والمشاركة الفاعلة لصناعة مستقبل المرأة اليمنية عبر مؤتمر الحوار الوطني 2012 - 2014.
ومن أبرز محطات تمكين المرأة في الإصلاح هو انتخابها في المؤتمر العام الأول كعضوة في مجلس شورى الإصلاح، وفي المؤتمر الثاني تم ترشيح المرأة بعدد 7 عضوات، وفي المؤتمر العام الثالث 11 عضوة من أصل 130 عضواً، والمؤتمر الرابع مثلت النساء فيه بعدد 13 عضوة.

كلمات دالّة

#اليمن