الخميس 18-04-2024 03:30:36 ص : 9 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

حوثنة الدولة.. لماذا يحارب الحوثيون الهوية اليمنية؟

الإثنين 15 أغسطس-آب 2022 الساعة 08 مساءً / الإصلاح نت-خاص-زهور اليمني

 

 

إن أكثر ما يرعب المليشيا الحوثية هو اعتزاز اليمنيين بهويتهم وتاريخهم وحضارتهم، مما دفعها لاستهداف الأجيال الناشئة من خلال تحريف المناهج الدراسية، وإقامة الدورات الطائفية التي تروج للفكر الإيراني الشيعي، وطمس الرموز اليمنية، وتزوير التاريخ، وتدمير ما طالته أيديهم من آثار وشواهد تاريخية ومخطوطات ومؤلفات وضعها علماء اليمن في حقب تاريخية مختلفة.

لم تكتفِ المليشيا الحوثية بتكريس التبعية لنظام إيران فحسب، بل حاولت طمس الهوية اليمنية واستبدالها بالفارسية، حيث احتفلت العام الماضي بتخرج أول دفعة للغة الفارسية من جامعة صنعاء، باسم قائد فيلق القدس الإيراني "قاسم سليماني"، في خطوة سبقتها خطوات مماثلة، ضمن توجه عام نحو تكريس التبعية المطلقة لإيران.

أستاذ التاريخ في جامعة صنعاء (ف. ت) حدثنا حول هذا الموضوع قائلا: "منذ أن وضعت مليشيا الحوثي يدها على الوثائق والآثار التاريخية، صارت معظم تلك المراجع في حكم المفقود، ليتسنى لها فيما بعد بإعادة تأليف التاريخ، حيث تشير كل الدلائل إلى جموح حوثي لطمس الهوية اليمنية، واستبدالها بالهوية الفارسية، بهدف ترسيخ التبعية المطلقة لإيران".

وأضاف محذرا: "إن سيطرة الحوثيين على المؤسسات المعنية بالتاريخ والتراث والتعليم يشكل خطراً حقيقياً، يهدد تراث وتاريخ هوية شعب بأكمله، فالمليشيا التي استولت على المخطوطات التاريخية في مدينة زبيد الأثرية، وهرّبت مخطوطات عبرية إلى إسرائيل مقابل ملايين الدولارات، لن تتوانى عن إخفاء وربما إتلاف ما تبقى من تراث اليمنيين، الذي يدين حقبة الحكم السلالي".

 

تغيير أسماء معالم ورموز وطنية:

في انتهاك سافر للدلالة اليمنية التاريخية، والمواقع الرمزية الوطنية، وسعيا منها لطمس الهوية الوطنية، قامت المليشيا الحوثية بإحلال أسماء صرعاها وقادتها ومسمياتها الطائفية الأخرى مكان أسماء المعالم والشخصيات الوطنية والتاريخية الإسلامية، في عدة مجالات فكرية وأدبية وعلمية وسياسية.

 

لقد تم تغيير أسماء عدد من الحدائق العامة في العاصمة صنعاء، واستبدالها بأسماء أخرى ذات صبغة طائفية وسلالية، حيث قامت بتغيير اسم حديقة "الجندي المجهول" إلى حديقة "الشهيد الصماد"، عقب سنوات قليلة من اعتدائها السافر على النصب التذكاري للجندي المجهول، وتحويله إلى "ضريح الصماد"، وبناء مجسم كبير تحول إلى مزار لأنصار الحوثيين.

كما غيرت اسم "ميدان التحرير" الذي يرمز إلى الثورة ضد الإمامة وهزيمتها، إلى "ميدان الصمود"، وأقرت أيضا تغيير اسم "القصر الجمهوري" بصنعاء إلى "مقر المجلس السياسي الأعلى".

كما تم تغيير اسم حديقة "الإمام الطبري" إلى حديقة "شهداء الطبري"، تكريماً من قبل الانقلابيين لصرعاهم من أبناء الحي الذين لقوا حتفهم على أيدي قوات الجيش الوطني.

أيضا، غيرت المليشيا اسم "مستشفى 48" الذي يخلد اسمه السنة التي شهدت أول انتفاضة يمنية في القرن العشرين ضد نظام الإمامة عام 1948 إلى مستشفى "الصماد".

كما تم تغير اسم مستشفى "السبعين للأمومة والطفولة" الى مستشفى "صالح الصماد". تجدر الإشارة إلى أن اسم مستشفى السبعين يرتبط بمعركة فاصلة بين الجمهورية والإمامة، التي حاصرت صنعاء 70 يومًا، من 28 نوفمبر 1967 إلى 7 فبراير 1968، وانتهى بهزيمة الإمامة.

إضافة لذلك تم تغيير اسم مستشفى "17 يوليو" ومعسكر "يوليو" باسم مستشفى "أبو حرب" ومعسكر "أبو حرب"، وأبو حرب هو أحد القيادات الحوثية البارزة، وقتل في صفوف المليشيا.

وفي سياق مساعيها لطمس الرموز الجمهورية الثائرة على الحكم الإمامي، ألغت المليشيا الحوثية اسم مستشفى "الشهيد العلفي" في مدينة الحديدة، وحولته إلى "مستشفى الساحل الغربي الطبي التعليمي"، إضافة إلى تغيير اسم مستشفى "22 مايو" بمدينة عمران إلى مستشفى "الصماد".

وفي إجراء يتنافى مع القيم المعرفية والعلمية، كانت المدارس والمؤسسات التعليمية أيضا جزءاً من هدف الحوثيين لتغيير هويتها، حيث قامت بحملة تغيير واسعة لأسماء المدارس الحكومية، التي تشمل المراحل الأساسية من التعليم، لا سيما تلك التي تحمل الأسماء المرتبطة بالتاريخ اليمني (ثورة سبتمبر).

حيث غيرت المليشيا أسماء عدد من المدارس في محافظة صنعاء، منها مدرسة "خالد بن الوليد" إلى "الإمام الهادي"، وهو مؤسس الدولة الزيدية في اليمن، ومدرسة "عمر المختار" إلى "على بن الحسين"، ومدرسة "الفاروق" إلى "الإمام زيد بن علي"، ومدرسة "بابل" إلى "21 سبتمبر"، ومدرسة "عثمان بن عفان" إلى "مالك الأشتر"،

ومدرسة الشهيد "علي عبد المغني"، مهندس ثورة 26 سبتمبر، إلى مدرسة "الحسن بن علي"، ومدرسة "ابن ماجد" إلى مدرسة "الشهيد القديمي"، ومدرسة "جمال جميل" إلى مدرسة "الصماد".

وفي محافظة حجة، تم تغيير اسم مدرسة "النصر" إلى مدرسة "الشهيد أبو تراب العابد"، ومدرسة "الفتح" إلى مدرسة "الإمام زين العابدين"، ومدرسة "الخير" إلى مدرسة "21 سبتمبر"، ومدرسة "المنصورة" إلى مدرسة "الشهيد القائد"، ومدرسة "الزبيري" إلى مدرسة "الإمام الهادي"، ومدرسة "الفاروق" إلى مدرسة "مالك الأشتر"، ومدرسة "عمر المختار" إلى مدرسة "الشهيد القاضي أحمد الجرب"، ومدرسة "النضال" إلى مدرسة "الشهيد الرئيس الصماد"، ومدرسة "17 يوليو" إلى مدرسة "السيدة زينب بنت علي"، ومدرسة "الميثاق" إلى مدرسة "الإمام الحسن بن علي".

وفي ظل سعيها لامتهان العلم والمسيرة التعليمية الرامية لطمس الهوية الوطنية التي طالما أساءت لها، قامت المليشيا بتغير أسماء 23 قاعة دراسية في جامعة ذمار، تحمل دلالات وطنية، بأسماء قياداتها الذين قتلهم الجيش اليمني في الجبهات.

كما تم تغيير أسماء عدد من القاعات في جامعة عمران بأسماء قادة المليشيا ورموزها، حيث تم تغيير اسم "القاعة الكبرى" إلى "قاعة صالح الصماد"، وقاعة الشهيد "القردعي" إلى اسم قاعة "الشهيد الصماد"، وقاعة "26 سبتمبر" إلى قاعة "21 سبتمبر"، وهو التاريخ الذي اجتاحت فيه المليشيا العاصمة صنعاء واستولت على مؤسسات الدولة.

 

الصرخة وعلاقتها بإيران:

في مطلع العام 2002، بدأ حسين بدر الدين الحوثي، في مسجد الهادي في محافظة صعدة، بترديد الصرخة، وكان ذلك بذرة الحرب الأولى التي اندلعت ضد الحوثيين في 2004، وعلى إثرها قتل حسين الحوثي، قبل أن يخوض الجيش اليمني بعد ذلك ستة حروب آخرها انتهت مطلع العام 2010، ويعتبر الحوثيون ذلك التاريخ "إعلان انطلاقة المشروع القرآني"، حسب وصف زعيمهم في خطاب له بهذه المناسبة في 2016.

ليس للشعار الحوثي أي امتداد يمني، كما أنه ليس خاصاً بالمليشيا الحوثية، بل هو شعار أطلقته إيران إبان الثورة التي أطاحت بنظام الشاه، في نوفمبر 1979، عقب اقتحام السفارة الأمريكية في طهران من قبل أنصار الثورة الإيرانية التي قادها الخميني.

لقد عمل النظام الإيراني على تصدير شعار "الصرخة" للمليشيات التابعة له في العالم، ومن ضمنها مليشيا الحوثي التي تحتفل سنويا بـ"يوم الصرخة" الذي يدشنون فيه فعاليات في معظم المؤسسات الحكومية والخاصة، ويخصصون لذلك خطب الجمعة.

حاليا يتم فرض ترديد الشعار "الصرخة" في المدارس، والمساجد، والفعاليات الحوثية المختلفة، كما تم إضافتها في التعديلات التي شملت المناهج الدراسية، في محاولة لغرس هويتهم الطائفية، التي لا تشبه اليمنيين.   

 

نشأة المراكز الصيفية:

تمثل الدورات الطائفية التي تنفذها مليشيا الحوثيين تحت مسمى "المراكز الصيفية"، واحدة من أبرز الوسائل التي تساعدها على استقطاب الأطفال والشباب، والزج بهم في جبهات القتال، باعتبارها مغسلة حقيقية لعقولهم، فما هي العلاقة بين المراكز الصيفية، وطمس الهوية الوطنية؟

الأستاذ في كلية التربية بجامعة صنعاء (ك. ي) يجيب على سؤالنا هذا بقوله: "تكتسب المراكز الصيفية أهميتها لدى المليشيا من إدراكها بأن اليمنيين بمختلف انتماءاتهم وألوانهم ومناطقهم، يرفضون مشروع الحوثي الكهنوتي، لذا تقع هذه المراكز الصيفية ضمن مشروع سلالي بإشراف إيراني، وضعت خططه بداية تأسيس ما يسمى (مجلس حكماء آل البيت) مطلع الثمانينيات".

"هذه المراكز تستهدف فئة الأطفال ما بين سن السادسة والثامنة عشرة لسهولة تشكيلهم وغرس الأفكار المتطرفة في عقولهم، وطمس مشروع الجمهورية، وبناء جيل متعصب يؤمن بمشروع الاستبداد وحكم الفرد، جيل يقدّس السلالة، ولا يؤمن بمشروع الدولة والجمهورية والنضال الوطني، جيل خال من الوعي الثقافي المتحرر، الذي لا يستمد وعيه الثقافي من قيمنا الإسلامية العظيمة، التي تحث على العدالة والمساواة والحرية".

وأضاف قائلا: "ولأهمية هذه المراكز الصيفية لدى المليشيا، فإنها تقوم برصد موازنات ضخمة لتجهيزها وتدشينها، حيث تعمل على نشر عناصرها لجمع التبرعات لها في الأحياء والمساجد، واستخدام منظمات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية لدعمها، وتشير التقارير إلى أنها اعتمدت لهذا العام مبلغا تجاوز المليون ونصف المليون دولار".

وتابع: "بحسب إعلام المليشيا، فقد بلغ عدد المراكز الصيفية لهذا العام نحو 7 آلاف مركز، استقبلت 748 ألف طالب وطالبة، خضعوا لمدة شهرين لبرامج توعوية طائفية، تشكل خطرا حقيقياً على الثوابت الوطنية، والعقيدة الصحيحة، وتدمر الهوية اليمنية والفكر الوسطي المعتدل، وتفتت النسيج المجتمعي اليمني المحافظ على قيم السماحة والإخاء، والشراكة، والتنوع، والقبول بالآخر، وتسهم في استمرار تنفيذ مخطط التغيير المذهبي وتعميمه بالقوة".

واختتم حديثه قائلا: "لا شك أن هذه المراكز الصيفية لها آثار كارثية، ستنعكس مستقبلا على التعليم في اليمن، فهي تسعى إلى بناء نظام تعليمي وفكري يحرض على العنف، مستمداً من أيديولوجيات مذهبية سلالية تقدّس رموز السلالة، وتمجّد الاصطفاء وادعاء الحق الإلهي في الحكم بالقوة، وتنال من القرآن الكريم، وصحابة النبي صلى الله عليه وسلم، وتزوّر التاريخ اليمني، وتقوم بالترويج للتاريخ الإيراني، ومحاولة استلهام الثورة الخمينية، على حساب الهوية اليمنية".

 

وسائل الحوثيين لتجريف الهوية الوطنية:

  • المساجد: الاستيلاء عليها، وفرض المتشبعين بالفكر الإيراني، ومنع تحفيظ القرآن الكريم، وإرهاب الخطباء.
  • مؤسسات التعليم: هدم المؤسسات، والتجهيل، وتغيير الكوادر، وتغيير المناهج، والتحكم بالتخصصات.
  • تجريف التعليم في المدارس: قطع الرواتب، شغل أيام الدراسة بالعطل والمعسكرات، استبدال النشيد الوطني بشعار الولاية، تعبئة إذاعية، دورات، تغيير المناهج.
  • وسائل الإعلام: القنوات الفضائية، عدد كبير من الإذاعات، مجلات منها ما يستهدف الأطفال.
  • التاريخ والآثار: تغيير أسماء الشوارع، والمدارس، وطمس الرموز الوطنية، ونهب الوثائق والمتاحف، وتهريب الآثار والمخطوطات، وإحراق المكتبات، واستبدال الشعارات والأعياد الوطنية بأخرى طائفية.
 

ملامح العلاقة الثقافية الحوثية الإيرانية:

  • إرسال الطلاب الحوثيين، وابتعاثهم للدراسة في طهران، وتأهيلهم فكريًا.
  • استنساخ الطقوس الإيرانية، ومنها إقامة المآتم والضرب على الصدور.
  • ترجمة كتب الشيعة ونشرها في اليمن.
  • نشر الثقافة الإيرانية، ومنها نشر اللوحات واللافتات ذات الطابع الإيراني في الشوارع.
  • إقامة الدورات الثقافية على طريقة الحوزات في إيران.
  • توحيد لغة الخطاب.
  • الاتفاق في التعاطي مع الأحداث.
  • تدريب الكوادر الحوثية إعلاميًا.
  • تبني إيران للحوثيين ومناصرتهم إعلاميًا.
 

تعينات لمحو الهوية الوطنية:

وجه القيادي الحوثي "يحيي حاجب" مدير الإعلام التربوي والقناة التعليمية بصنعاء، رسالة وصفها بـ"العاجلة" إلى وزارة الخدمة بحكومة الانقلابيين، تضمنت الاستغناء عن 50 إعلامياً وموظفاً تربوياً يعملون بقطاع الإعلام التربوي والقناة التعليمية التابعتين لوزارة التربية الانقلابية، وأرفق في رسالته تلك كشفاً آخر تضمن إحلال 50 شخصاً جلهم من صعدة، مؤهلهم الوحيد انتماؤهم عقائدياً للمليشيا، مكان الموظفين الرسميين الذين يعملون في تلك المؤسسات منذ نحو عقدين ماضيين.

 كما أوكل إلى المتعاقدين مهام إدارة عمل القناة التعليمية، في حين منع الموظفين القدامى من مزاولة أعمالهم، نتيجة رفض الكثير منهم حضور محاضرات عبد الملك الحوثي، التي تقام كل أربعاء داخل مقر القناة، مما اعتبره حاجب تمرداً من قبل الموظفين يجب أن يعاقبوا عليه.

إضافة لذلك، عمدت المليشيا إلى تغيير شامل في وزارة التربية والتعليم، في واحدة من أكبر عمليات الهيكلة والتغيير الإداري في المؤسسات الحكومية، حيث وصلت نسبة منتسبي الأسر الهاشمية في سدة القيادة التربوية بالوزارة إلى 87%، بدءاً بالوزير ومدير مكتبه، مروراً بالنائب وعشرة وكلاء، و16 مديراً عاماً، في أكبر عملية استبعاد للخبراء والكوادر المؤهلة من أبناء الوزارة، غير المنتمين للمليشيا.

حيث تم تعين عبد القادر المهدي مديرا لمكتب التربية والتعليم بـ"أمانة العاصمة"، هادي عمار (مكتب صنعاء)، عبد الرحمن الظرافي (صعدة)، محمد حسن الهادي (ذمار)، عبد الله الشامي (إب)، عمر بحر (الحديدة)، طه الحمزي (حجة)، إبراهيم حمود الزين (المحويت)، عبد الخالق الصراري وبعد وفاته عبد الجليل الجعفري (تعز).

كما تم تعيين قيادات موالية للمليشيا في بقية المحافظات، التي تم رصد تغيير القيادة التربوية فيها، كيوسف اللاغب (الجوف)، وزيد رطاس (عمران)، وسرحان صالح سواد (البيضاء)، وعلي الزايدي (مأرب).

وبالمقياس المعتمد حوثياً فإن ما يقارب 70% من القائمين على المناصب التربوية هاشميون، بينما البقية من العناصر المتشددة الموالية لهم.

أما على مستوى المؤسسات التابعة لوزارة التربية والتعليم، فقد تم تعيين كلٍّ من أحمد الرباعي أميناً عاماً للجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو)، وإبراهيم الحوثي رئيساً لمركز البحوث والتطوير التربوي، وأحمد الكبسي رئيساً لجهاز محو الأمية وتعليم الكبار، وحسين عامر مديراً عاماً تنفيذياً للمؤسسة العامة لطباعة الكتاب المدرسي ومديراً تنفيذياً لصندوق دعم المعلم والتعليم، ويحيى الزيدي عميداً لمعهد الشوكاني لتأهيل وتدريب المعلمين، وفائز زحفة عميداً للمعهد المركزي لتنمية القدرات التربوية.