الخميس 28-03-2024 19:38:13 م : 18 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

الشهيد محمد حسين عشال.. قصة خالدة في سفر التضحيات لأجل اليمن

السبت 11 يونيو-حزيران 2022 الساعة 05 مساءً / الإصلاح نت – خاص

 

في العاشر من يونيو من العام 2015، كان المناضل الجسور محمد حسين عشال على موعد مع الارتقاء، فقد ارتقت روحه إلى بارئها بعد أن طالته آلة الإجرام الحوثية بقذائفها، عندما كانت تقصف مدينة تعز بوحشية مفرطة.

واليوم تحل الذكرى السابعة لرحيل عشال مجددة مواقفه الوطنية وشيئاً من سماته التي عرفه بها الجميع.

لم يكن الشهيد محمد حسين عشال إلا واحداً من قيادات الإصلاح الذين قدموا أرواحهم رخيصة من أجل حرية الوطن وكرامة المواطن، حتى لا تعود مخلفات الإمامة لتستبد باليمنيين، فقد لحق بعشال العديد من قيادات الإصلاح، مؤكدين أن الوطن يستحق أن تبذل لأجله الأرواح، وأن الكرامة والحرية لا مساومة فيها.

وتأتي الذكرى السابعة لرحيل عشال شهيداً في حين لا تزال تعز شامخة برغم جرائم الحرب التي ارتكبتها المليشيا الحوثية الإيرانية، وبرغم الحصار المفروض عليها، والذي يعكس الحقد الحوثي الإمامي على هذه المحافظة الباسلة التي مرغت أنف المليشيا في التراب، وعرتها أمام العالم كعصابة لا تحسن سوى القتل والحصار ومختلف ممارسات الإرهاب.

ثماني سنوات من حرب العنصريين

القيادي في التجمع اليمني للإصلاح وعضو كتلته البرلمانية النائب علي حسين عشال، وهو شقيق الشهيد الراحل، كتب في ذكرى الفقد السابعة، وفي العام الثامن للحرب التي أوقدها القتلة العنصريون وقطاع الطرق، قائلا: "لا شيء يحدث في العالم يشبهنا، الذين قتلوك بالقذائف وأنت مرابط في منزلك، لا زالوا يحرقون المدن المكتظة بالناس بالصواريخ البالستية".

ويشير النائب عشال إلى أنه قبل أيام فقط ظلت مليشيا الحوثي تمانع في فتح الحصار عن مدينة تعز، ويخاطب شقيقه الراحل بالقول: "تعز مدينتك التي تحبها واستشهدت فيها ويرقد في رحابها جسدك الطاهر وكأنهم لم يكتفوا بسفك دمك ودمها بل يصرون على حصاركما".

ويستطرد موضحاً ما أحدثته العصابة الحوثية حيث يقول: "في كل بيت يمني مناحة ودم، وفي كل منعطف مذبحة وذكرى فاجعة. لقد أهلكوا الحرث والنسل. لقد جلبوا لنا كل أطماع وحقارات العالم، والذين سهلوا لهم أمر هذا الانقلاب وإشعال هذه المذبحة الكبيرة منذ ثماني سنوات، ها هم يشيعون الخراب في كل زاوية، ويفخخون البلاد ويطلقون العنان لأطماعهم".

ويختم مخاطباً الشهيد: "لقد علمتنا أن التضحية من أجل الوطن بلا سقف وأن نحارب حتى الرمق الأخير، وإذا دهمنا الحزن، علمتنا أن نحزن حتى الكمد الأخير. علمتنا أن نبتسم حتى اللحظة الأخيرة كما يليق بشهامة الفرسان، وحين نطل في الذكرى مع النور لا نطل إلا مبتسمين كما أتخيلك الآن مبتسما في ضيائك".

سيرة عطرة ومواقف مشرفة

يقول الصحفي فوزي الجرادي في منشور له في ذكرى استشهاد عشال، إنه عرفه أثناء توليه منصب وكيل محافظة ذمار في التسعينيات، "رجل تتجسد فيه قيم النبل والشجاعة والنزاهة، نقي السريرة صادق مع الله ومع نفسه ومع الناس".

ويوضح أن الشهيد عشال عمل بمحافظة ذمار ثم غادرها تاركاً سيرة عطرة، ومواقف مشرفة، لا ينساها أهل ذمار حتى اليوم. ويضيف: "ما كان لمثله سوى أن يختم حياته بالارتقاء شهيدا مع الأنبياء والصالحين والصديقين وحسن أولئك رفيقا".

ويؤكد الصحفي فؤاد مسعد أن القائد المناضل الشيخ محمد حسين عشال معروف بمواقفه الوطنية كما هي مواقف أسرته العريقة.

ويتحدث الشيخ ناظم حتروش عن الشهيد في ذكرى رحيله السابعة فيقول: "فرض عشال حبه على الشرفاء من الناس والبسطاء بل والقيادات إن لم يكن أغلبهم".

ويسترسل قائلاً: "محمد حسين عشال رحمة الله عليه كان أسطورة زمانه بإدارته في حل الأزمات والكوارث ومعالجة أوضاع الناس رغم العراقيل، إلا أنه لا يألو جهدا في ذلك استطاع معايشة الجميع والقرب من عامة الناس".

رحيل القادة الأفذاذ

في هذه الذكرى تتجدد الأحزان لرحيل البطل عشال، ومعها يتذكر من عرف نضاله الوطني وأخلاقه الرفيعة، ووقوفه شامخاً في تعز بوجه آلة الموت الحوثية، وقد عرفه الناس حين تقلد العمل العام في محافظة ذمار بمواقفه المسؤولة وتعامله الراقي، مع ما عرف عنه من التواضع وحب الناس.

وحين رحل عشال سطر بدمه قصة شهيد في سفر النضال الوطني مختتماً حياة قيادي وسياسي محنك صادق مع نفسه ومخلص لمجتمعه ووطنه، ليلحق بكوكبة شهداء الوطن وقيادات وكوادر الإصلاح الذين أمهروا الكرامة دماءهم ليعيش الشعب بكرامة ويستعيد دولته التي سطا عليها اللصوص العنصريون.

كلمات دالّة

#اليمن