السبت 20-04-2024 09:49:38 ص : 11 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

نظرات في كتاب "ملاحم من قلب المقاومة" للأستاذ أحمد عثمان

الثلاثاء 04 يناير-كانون الثاني 2022 الساعة 08 مساءً / الإصلاح نت-خاص-عبد العزيز العسالي
 


يقع الكتاب في 142 صفحة من القطع المتوسط.
بلغت عناوينه 35 عنوانا، إضافة إلى مقدمة الكتاب وتقديم مدير عام الثقافة بمحافظة تعز.
الناشر: مكتب الثقافة - تعز.

مميزات الكتاب:
- هو أول كتاب في أدب المقاومة.
- أسلوب الكاتب: استطاع الكاتب أن يقدم مادة الكتاب بأسلوب رشيق، عذب، دون تكلف.
- أسلوب الكاتب أضفى متعة خلبت عقل القارئ ووجدانه وتربعت عليهما دون استئذان.
- صفحات الكتاب تدفعك بسرعة دونما تريّث حتى تصل إلى نهاية الكتاب.

- طريقتنا في القراءة:
توخينا الإيجاز، وفي ذات الوقت نعترف بغزارة مضمون الكتاب.

قمت بتقسيم الكتاب إلى المحاور التالية:

المحور الأول: عناوين الموضوعات:
1- العناوين واضحة وبسيطة بعيدة عن التكلف، لكنها أثبتت بقوة:
أ - صدق الكاتب.
ب- أثبتت للقارئ أنه أمام كاتب متمرس وذي ملَكة أدبية تتسلل وبهدوء إلى قلب القارئ وعقله واحتلالهما أولا، والانتقال بهما إلى قلب الحدث ثانيا.
ج- كثافة المعنى وخصوبته، وجاذبيته ومتعته، رغم التلقائية والوضوح والمباشرة، والسبب الذي جعل المتعة حاضرة بين سطور الكتاب يعود إلى أسلوب الكاتب الذي استخدم اللغة المحلّيّة فوصل المعنى وتحقق الهدف وحضرت المتعة في سياق شيّق وموجز.

2- نماذج من العناوين:
ولكي يشاركنا القارئ جانبا من المتعة وبحسب الحيز المتاح سنقدم مجموعة من العناوين غير مرتّبة فيما يلي:
ضاحة الرباح، بُقَشْ تقاوم (غنمه اسمها بقش)، طفل ما يفتجعش، القائد مريم، عبده الأكمح، أم جلال كتيبة التمويل، الغمامة عزيزة، بائع الشاي في مدينة الموت، طريق الحمير.

3- تحت تلك العناوين وغيرها مفاهيم تصلح أن تكون عناوين لافتة للنظر مثل "القبر المفتوح"، هذا العنوان ذكره الكاتب تحت عنوان بائع الشاي في مدينة الموت وذكر معه قصة تجسد بوضوح أن مدينة تعز ظلت ولا زالت قبرا مفتوحا يلتهم الأطفال والنساء والعجزة.

إذن، هي عناوين بسيطة لكن السياق الظرفي زمانا ومكانا المسيطرين على قلم الكاتب جعل تلكم العناوين مكتنزة بمضامين شاخصة في ذهن القارئ: حيوية وحركية بأسلوب سردي حضرت فيه غواية القصة طاردة للملل النفسي القادم من أوجاع الحرب الإجرامية ومشاهد الدماء التي كانت ولا زالت، أبرزها الكاتب في غلاف اكتنزت فيه المتعة طاغية على أوجاع الحرب.

المحور الثاني: العم عبده، والطفل فوّاز:

1- العم عبده، والطفل فواز:
الأول راعي غنم في جبل جرة، والطفل تسلم قطيع الأغنام ليرعاها في غياب العم عبده.

2- قصة العم عبده أخذت حيزا من عناوين الكتاب بلغت11 حلقة دون أية عناوين حيث اكتفى الكاتب بـ: الحلقة الأولى، الحلقة الثانية... إلخ، لكن مضمون الحلقات ممتع.

3- العم عبده شخصية حقيقية موجودة، لكن شخصيته يكتنفها غموض كبير، فإن شئت ستجده ثائر عميق الفكرة متشرب ثقافة ثورتي الـ26 من سبتمبر والـ14 من أكتوبر، أهدافا وخطابا وأناشيد، ورغم تقدم سنه لكن روحه شبابية مع الجيش والمقاومة يقدم العشاء والغداء والطعام عند الحاجة وينظر لرجال الجيش والمقاومة أنهم أمل اليمن ودرعه الحصين وحماة مكاسب الثورة، وتراه يرسم صورة امرأة وطفل على الصخرة جوار بيته، ويحتفظ بالمؤنة في بيته، وفي أحلك اللحظات يذبح الشاة أو الخروف أو الأرانب ويطبخ سريعا ويوصلها إلى النسق الأول في الجبهة ويعود ليفتح المسجل القديم فيستمع:
رددي أيتها الدنيا نشيدي.. برع يا استعمار.. يا من رحلت إلى بعيد.. أنا الشعب زلزلة عاتية.. محبا للشاعر الفضول وأيوب حتى النخاع، وكذا عبد الرقيب عبد الوهاب وكل رجالات ثورتي اليمن المجيدتين، مؤكدا أن ثورة 11 فبراير امتداد لهما والشهداء اليوم في درجة الرعيل الأول.

4- المعارك والهجوم المكثف والمستميت للاستيلاء على جبل جرة كونه المدخل الأخطر للمدينة.. كانت المعارك تستغرق الساعات الطوال بأنواع القذائف ويصل الخبر إلى العم عبده، فلان شهيد فلان جريح ممن تناولوا طعامه قبل قليل فيشتد حزنه ولكنه فورا يتحول من حمل وديع إلى فيلسوف درجة أولى في التوجيه المعنوي نافخا روح البسالة والفداء تجسيدا للانتماء الوطني.

ذات يوم نفدت الذخيرة وكان هذا جرحا مستمرا.. المهم بادر المقاتلون إلى بيت العم عبده لاستخراج الذخيرة فصادف ضياع مفتاح البيت، أحد رجال المقاومة استأذن العم أن يكسر القفل فهز رأسه لا مانع، ولكن العم أخذ "الصبرة" وخلع الباب كاملا قائلا إن الوقت لا يسمح.

وحسب عبارة الكاتب أن العم قدم وقدم ثم اتجه إلى المداعة ليشفط نفسا طويلا من مداعته والقذائف تنهال من كل حدب، وتلك حياة العم عبده في العام الأول من انفجار الحرب.

تخلل الحلقات دردشات ممتعة بين العم عبده وقيادات ورجالات الجيش وقيادات المقاومة ورجالاتها.

5- قلم الكاتب أُشرِبَ ثقافة الحرب والحاضنة فسردها باللهجة المحلية وهذا جعل كاتب هذه السطور يفهم سر المقولة الأدبية الشائعة إن الحرب لا تذكر في التعازي وإنما تُذكَرُ في الأغاني.

الجدير ذكره أن رشاقة الأسلوب وجمال الحبكة أوصل الرسالة الثقافية والفكرية بل والتاريخية وسط أمطار كثيفة من القذائف تنهال على مدينة محاصرة آهلة بالسكان الجائعين العطشى المفتقرين للأكسجين، كل تلك المحن، لكن القارئ يجد نفسه مشدودا الساعات الطوال لسماع العم عبده.

الجدير ذكره أنني صرت مستحضرا شخصية العم عبده شاخصة في ذهني كالعمود الثابت وهو معمم بغترته ولابس الشميز والفوطة وبهيكله النحيل، وأتمثل فيه المثل الشعبي: هذا هو الزنجبيل بغباره، وهذا يعود إلى رشاقة قلم الكاتب وجمال تصويره.

6- قصة العم عبده جعلت القارئ عائشا بين المتناقضات عقلا ووجدانا، متناقضات متآلفة، وجع وألم، حزن وفرح، ونشاط متجدد.

متعة السرد تشد القارئ دون استرخاء بل تنفخ فيه روح الإباء والبسالة والثبات والتضحية بقناعة ورضا تامّين.

السؤال هنا يفرض نفسه بقوة قائلا: ما الذي صنع هذا القلم المتمرس والرصين القادر على إيصال الرسالة الثقافية بقوة إلى القارئ؟

لقد استنتجت الجواب من ثنايا السطور يقول إن الذي أخرج هذا القلم العذب هو فحيح الأفاعي وهمجية التسيد السلالي الإبليسي المقرف والمنبعث من عفونات لوّثت أجواء القرن الـ21.

وهنا خامرني شعور قوي، يقول إن لدى الكاتب الكثير الكثير من قصص أدب المقاومة، كما أن ذلك الشعور لا زال يحدوني أن أقدم رجائي إلى الكاتب أن يواصل كتابته وألا يحرمنا متعة ولذة الانتماء الوطني والذود عن حياض الوطن ولذة الاستشهاد الواعي في سبيل المبادئ والعيش لها، نعم أيها الكاتب واصل عطاءك حتى لا تقع الأجيال القادمة في حبائل بنت شيخ الجان.

8- مفاجآت الطفل فواز البالغ عمره 13ربيعا، وجد المقاتلين قد انتهى عليهم الغاز فانطلق للبيت مخاطبا أمه: المقاتلون بدون غاز.. فخرجت أمه تحمل أسطوانة وفواز يحمل أخرى فانذهل رجال الجيش للمشهد قائلين: خذوا الثمن.
- لاااا أنتم الحماة والدرع نحن سنستخدم الحطب.

بادر الضابط فحمل الأسطوانة، وآخر حمل الثانية، لكن القائد أعطى سلاحه لفواز، وبعد خطوات أطلقت المليشيا الرصاص عليهم وعلى الفور أنزل فواز السلاح من كتفه وأطلق الرصاص باتجاه المليشيا فراجعه الضابط: لا.. فرد فواز: ليش يرمي علينا؟

9- لماذا جئت هنا؟
في اليوم الثاني تحرك فواز صوب المليشيا الجاهلين بالخارطة فوجد اثنين فقال لهما: هل تشتو أصحابكم؟ أجابا: نعم.. فقال: هيا بعدي.. وانطلق حتى رأى ضابط الجيش الوطني وبإشارة ذكية للضابط، فوصل المسلحان فقبضوا عليهما فالتفتا إلى الطفل فواز وقالا: ما أخبثك!
- فواز: "وأنت لماذا جئت هنا؟".

10- طفل ما يفتجعش:
كان الطفل مقيم مع جدته ذات الروح الوطنية الوثّابة، وتقول لحفيدها: الجيش الوطني والمقاومة رجال وطنيون شرفاء، فيرد عليها الحفيد: ليش أنا مانش رجال؟ أنا ما أفتجعش.

ومع ذلك كانت الجدة تخاف عليه من القذائف وما أكثرها.. كانت تطلب منه صحيفة المقاومة التي يتم توزيعها في الساحة، فينزل ويحضر الصحيفة هي الوحيدة التي تتكلم عن الحرب.

ذات يوم أخذ الصحيفة وطواها وأدخلها تحت حزام البنطال جوار سرته وهو عائد، سقطت القذيفة بين أطفال حي المستشفى الجمهوري يلعبون كرة قدم فقتلت وجرحت عددا.

صاحب الصحيفة تحرك مع الجرحى للإسعاف وعاد يلعب كرة.

- يا ولد ارجع.
- لا أنا ما أفتجعش، عادي أكون شهيد.

فنزلت قذيفة ألحقت به إصابة بالغة، نقلوه إلى المستشفى ففاضت روحه.

الطبيب بادر لينزع ثياب الطفل فوجد الصحيفة ملطخة بالدم الطاهر فكبّر الطبيب وقال: لن ولن ننهزم وهذه الأرواح موجودة.. وسلمها للمصورين مطالبا بالاحتفاظ بها للتاريخ.

11- بائع الشاي والقبر المفتوح:
بائع الشاي في مدينة الموت (القبر المفتوح).

جاء شيخ كبير السن ليشتري شاي لأحد الجرحى فدفع لبائع الشاي فئة 500 ريال ولا يوجد "فكة كسور"، فانطلق الشيخ الكبير مسرعا ولوّح بيده للبائع: سأرجع إليك.. الجريح سيموت.. فناداه البائع: أناشدك الله إذا عدت ووجدتني ميتا فسامحني، لأن القذائف كما ترى.

يكمل الكاتب بعبارة كثيفة: المدينة أصبحت قبرا مفتوحا.

12 عبده الأكمح:
عبده الأعرج الذي ولِد برجل قصيرة لم يدس بها الأرض قط، انخرط في المقاومة وما تقدم في جبهة في النشمة إلا وانتصر، لكنه ذات ليلة واجه أنساقا متعدد فجُرح عدد من رجاله ونفدت الذخيرة فأمر بالانسحاب وهو سيبقى فانسحبوا وبقي بعرجته ولعله فتح ولاعة أو سواها وعلى الفور أصابته سبع طلقات رشاش معدل في رجله اليمنى وكلتا يديه وبقيت الرجل العرجاء، فنهض بها وداس بها الأرض ومشي بمشقة وأسعف إلى مستشفى التربة ورفض الطبيب تشغيل ماطور المستشفى لأجل جريح واحد، وأسعفوه إلى عدن وعاد بخير.

المحور الثالث: قيادات استثنائية:

حفيدات ملكة سبأ وبنت الصليحي:
يجد القارئ بنت تعز أنها جسدت بمواقفها قيادة استثنائية بكل ما تحمله كلمة قيادة، والعدد كثير لكن سأنقل بإيجاز.

1- القائد مريم (أم جلال) وحضور مبدأ الانتماء الوطني:

زوجها استلم سلاحا من المليشيا، وأخواه انطلقا مع المقاومة، فكانت تقول لزوجها: ذلحين لو إخوتك قتلوا سيقولون عنهم شهداء لأجل الوطن وأنت لو قتلت ماذا سيقولون عنك؟

يعاند تارة ويغالط تارة لكن القائد مريم (الكتيبة مريم) نعم الكتيبة.

المفاجأة الأولى: تقدمت وسط لهيب معركة ضارية كان جيش المليشيا كلهم حرس جمهوري متمرسين على دك المتارس بأنواع القذائف، استمرت المعارك الطاحنة 13 ليلة.

اضطر قائد المقاومة لانسحاب تكتيكي، لكن لديه عددا كبيرا من صناديق الذخيرة المختلفة والقنابل.

ظل القائد في حيرة إزاء الذخيرة، وفجأة وصلت الكتيبة مريم ومعها امرأتين وقالت لهم: هاتوا الذخيرة إلى بيتي.. الحرب كر وفر وعندما تحتاجوا ذخيرة آلي هذا رقم جوالي افعلوا تجريسة واحدة، وإذا تحتاجوا ذخيرة معدل تجريستين، وإذا تحتاجوا قنابل ثلاث تجريسات.

تم حفظ الذخيرة وأعاد الرجال ترتيب خارطة المواجهة.

المفاجأة الثانية: هذه المفاجأة الأخطر، لكن الكتيبة مريم تعرف كيف تروّض زوجها المغفل، اتصلت به قائلة: اعلم إنني قد احتفظت بذخيرة المقاومة في البيت وأنت إما تعود إلينا أو تظل مع المجرمين، فرد عليها: ممتاز، ممتاز، أنا هنا أدبّر أموري وأنتِ عندك قد فعلتِ الصواب.

وعادت المعارك فنفدت الذخيرة، تجريسة فخرجت بالشناط وقدمتها إليهم وانتصرت المقاومة، وهكذا، والقصة طويلة فيها دروس لكل السخفاء الذين يحتقرون تلك القيادات الاستثنائية، بل وجدنا برلمانيين يتقيؤون سخائم يلعنون النظام الجمهوري ويحقرون المرأة.

الجدير ذكره أن تلك القيادات الاستثنائية أخذت حيزا من صفحات الكتاب بلغت 60 صفحة تقريبا.

2- الغمامة عزيزة وحديثها طويل نكتفي بالتالي:
قدمت عملا استخباريا في قريتها يعجز عنه العشرات، وذات ليلة، خرجت الساعة 8 مساء وأعطت قائد المقاومة معلومات ونصيحة عسكرية رائعة، خلاصتها: هناك ثغرة خطيرة في مؤخرة الجبل قد تدخل منها المليشيا فاختر أفضل رجالاتك ليسدوا تلك الثغرة وأعطهم ذخيرة كافية، فنفذ القائد فورا.

وبعد ساعة اتجهت المليشيا للمناوشة من أمام الموقع ظنا أن مؤخرة الجبل لا زالت مهيأة للهجوم، فأسرعت المليشيا بكل ثقة وأمان ليهاجموا من الخلف فقتل كل المهاجمين وانكسرت المليشيا.

هذه الغمامة بادرت بجرأة نادرة فأنقذت جريحا وأصيبت فصممت وأنقذته ثم أسعفتها ابنتها لكنها توفيت.

3- عجوز الثمانين عاما:
في صبر الإباء والشموخ انتهت الذخيرة وكان الانسحاب ولو تكتيكا له خطورة بالغة على الموقع الأخير قبل النصر الأخير، انتهت الذخيرة وصمد الرجال بلا ذخيرة، فظنت المليشيا أن إيقاف إطلاق النار سيكون فخا.

وبعد دقائق تقدمت العجوز وأعطت قائد المقاومة قنبلتين، فتقدمت المليشيا من إحدى الجهات فقذف عليهم قنبلة حصدت النسق وجاء نسق آخر من الجهة الثانية فألقيت عليهم القنبلة الثانية فأبادت النسق، وهنا تأكد للمليشيا أن انقطاع ضرب النار كان فخا فتراجعت المليشيا وجاء الإمداد للمقاومة.

4- أبو عريج يقتل الحمار:
أبو عريج مشرف مليشاوي قرر خنق تعز من أسطوانات الأكسجين التي تصل عبر طريق الحمير، فأمر باعتقال 30 حمارا في حديقة التعاون، وفوجئ بعد أيام أن الحمير تكاثرت خدمتها فانفعل وأرغى وأزبد، وبعد ساعة من الاجتماع خرج منفعلا فلقي حمارا لبائع ملابس فأفرغ مخزون الآلي وقتل الحمار.

5 ضاحة الرباح:
أحد المشايخ في القبيطة اتفق مع المليشيا أن يمسكوا جبلا عاليا فوق القرية ويحاصروا القرية، فوصلت قطعان المليشيا بكمية وفيرة من الذخائر والأسلحة المختلفة وصعدت حتى منتصف الجبل، فوجدت أن بقية الجبل صعب المرتقى فوضعوا الخيام وخزنوا حتى الـ12 ليلا.

وقبل انتصاف الليل اتصل القائد بالشيخ: هيا كيف؟ أنت ضامن لقمة الجبل؟
- نعم ضامن وألف ضامن.
- والله لأكسر رأسك لو...

انتصف الليل وإذا بحركات مرعبة في أعلى الجبل دون أية أصوات.. دقائق وتنهمر الصخور من على الجبل كالسيل، فهربت المليشيا تاركة خلفها كل الذخائر والرشاش الثقيل، وما أن وصلت المليشيا القرية، فتفرقوا في الطريق، لكن القائد مر من أمام منزل والحمار يقضم العشب فعطس فاستلم 25 طلقة من بندقية القائد ثم هربوا والصباح استولى شباب القرية على الذخيرة.

المحور الرابع: الظلال العام للكتاب:
روعة الأسلوب وجمال العبارة جسّد وبكل قوة الروح الواعية والشجاعة لدى مقاومة تعز، تجلت فيه بصورة ناصعة مواقف أبناء تعز في مواجهة الهمجية.. مواجهة متناغمة منسجمة برزت فيها مواقف الشيخ والكهل والطفل والراعي والمرأة والحمير والرباح بصورة لافتة للنظر، الأمر الذي يستدعي إكمال ما تبقى وهو الكثير الكثير، ذلك أن مدرسة تعز زاخرة بالمواقف النضالية في مجالات مختلفة أفشلت غطرسة قطيع الهمجية ورمته في هوة المقابر وكبت مناخرهم لتلفح النار.

ليس أخيرا، الكتاب جدير أن يتحول إلى دراما فسيكون له صدى غير عادي ولن يقل عن دراما أرطغرل وعثمان..
عاش اليمن موحدا..
الرحمة والمجد والخلود للشهداء.. النصر لليمن..
نلتقي بعونه سبحانه..


---------------------
* لوحة تعز النضالية اشترك فيها أعداد كبيرة من رجالات اليمن عموما وقد ذكر الكتاب عددا غير قليل.

عدد الزيارات 2017
عدد التحميلات 127

كلمات دالّة

#اليمن