الجمعة 29-03-2024 11:46:10 ص : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

ما بعد التخلص من إيرلو.. إختراق التحالف للحوثيين يربك قياداتهم ويوسع خلافاتهم

الثلاثاء 28 ديسمبر-كانون الأول 2021 الساعة 01 مساءً / الإصلاح نت-متابعات

 

كشفت مصادر مقربة من دوائر قيادية في الصف الأول لميليشيات الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، عن تغييرات وإجراءات متزامنة على مستوى المكونات الأمنية والعسكرية والاستخباراتية والسلطات التنفيذية في صنعاء، بما فيها حركة تغييرات واسعة في الحراسات والطواقم المساعدة والسكرتارية وحتى أماكن الإقامة ووسائل التواصل والاتصالات.

وكان المتحدث الرسمي باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن العميد الركن تركي المالكي، أكد في مؤتمر صحافي، الأحد، قدرة التحالف على الوصول إلى الدوائر القيادية العليا واستهداف القيادات الإرهابية المطلوبة على قائمة الأربعين.

وقال المالكي إن التحالف اخترق الدوائر القيادية العليا وحصل على أدلة استخباراتية، سواء التسجيلات التي تم عرضها أو غيرها سيتم إعلانها في وقت آخر.

وتوعد القيادات الإرهابية العليا بعدم التسامح معها وباتخاذ إجراءات استهداف تطالها في اجتماعاتها، لافتاً إلى وجود مصادر استخباراتية موثوقة في الدوائر القيادية العليا للميليشيات الحوثية.

وتسببت الأدلة التي استعرضها تحالف دعم الشرعية خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده العميد الركن تركي المالكي، في إحداث صدمة لدى أوساط قيادة الميليشيات الحوثية الإنقلابية، لا سيما بعد أن كشفت عن حجم الاختراق الاستخباري الواسع لهرم قيادة الجماعة، إلى جانب ما كشفت عنه من تبعية الميليشيات المطلقة لإيران وأذرعها الإرهابية في المنطقة؛ وفي المقدم منها «حزب الله» اللبناني.

وفي حين وصف سياسيون يمنيون أدلة التحالف التي عرضها المالكي بأنها أقامت الحجة على المجتمع الدولي الذي لا يزال يداهن الميليشيات. توقعوا أن تشهد المرحلة المقبلة ضربات موجعة للانقلابيين، خصوصاً في حال إصرارهم على المضي في التصعيد الإرهابي».

صدمة الميليشيات الحوثية، إلى جانب الارتباك الذي أظهره قادتهم، تجليا في محاولة بعضهم التشكيك في أدلة التحالف حتى قبل أن يستعرضها العميد المالكي، إلى جانب محاولتهم التشويش على المؤتمر الصحافي بالإعلان عن مؤتمر صحافي للمتحدث باسم ميليشياتهم يحيى سريع.

في غضون ذلك، ظهر زعيم الجماعة الإرهابية عبد الملك الحوثي هو الآخر في موقف أكثر ارتباكاً عبر عنه بتوجيه أوامره لما يسمى جهاز الأمن الوقائي التابع له مباشرة بشن حملات اعتقال واسعة في أوساط ضباط المخابرات وبعض مساعدي قادة الميليشيات، بمجرد انتهاء مؤتمر المالكي، بحسب ما كشفت عنه مصادر مقربة من أروقة الحكم الانقلابي في صنعاء.

 

ووفق تلك المصادر، شدد زعيم الميليشيات على ملاحقة من وصفهم بـ«الخونة»؛ حيث وجه أصابع الاتهام بخصوص اختراق جماعته إلى من وصفهم بـ«بقايا النظام السابق»؛ في إشارة إلى الضباط الذين كانوا موالين لـ«حزب المؤتمر الشعبي» والرئيس الراحل علي عبد الله صالح.

وفي حين يقدر مراقبون يمنيون أن تصريحات المالكي ستعمق من حالة الارتياب المتبادلة بين أجنحة الميليشيات؛ خصوصاً بين التيار المنتمي إلى صعدة المستأثر بأغلب المناصب، والتيارات الأخرى المحسوبة على صنعاء وذمار، يجزم سياسيون بأن «هذه الأدلة أظهرت هشاشة الميليشيات استخبارياً، خصوصاً أنها وثقت ظهور المسؤول الأول عن استخباراتها (أبو علي الحاكم) وهو يتلقى التعليمات من أحد عناصر (حزب الله)».

 

إثبات التبعية لإيران:

من ناحيته؛ قال وكيل وزارة الإعلام اليمنية، عبد الباسط القاعدي، إن «المعلومات التي كشف عنها التحالف بخصوص اختراق الصف القيادي الأول في الجماعة الحوثية، أثبتت تبعيتها لإيران، وأن الجماعة إحدى الأدوات التي تستخدمها طهران لنشر الفوضى والعبث في المنطقة، وبالأخص في الممرات المائية العالمية، وما يسببه ذلك من أثر على الاستقرار والأمن العالميين». ويضيف القاعدي في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «أكدت المعلومات أيضاً على وجود صراع مصالح داخل ميليشيات الحوثي، وهذه الصراعات تظهر بأشكال عدة؛ منها التصفيات؛ كما حدث مع حسن زيد وغيره؛ ومنها تسريب المعلومات كالذي أظهره التحالف، وهذا يعود لاستئثار عصبة عبد الملك الحوثي القادمين من صعدة بكل شيء على حساب بقية المنتمين أو المؤيدين للحوثي».

ويتابع وكيل وزارة الإعلام اليمنية: «الأمر الآخر؛ أثبتت المعلومات الشبه الكبير بين ميليشيات الحوثي وبين أخواتها من جماعات الإرهاب الأخرى، وأنها مجرد بيدق بيد الممول يستخدمها لتحقيق مصالحه، كما أثبتت أيضاً أن الترويج لفصل الحوثي عن طهران أمر في عداد المستحيل؛ إذ إن المولود سيامي والعملية تقتضي التضحية بالجنين (الحوثي)، فكل أسباب الحياة تصل إليه من إيران عبر حبل سري يتغذى منه، مما يجعل عملية الفصل مع المحافظة على حياة الجنين أمر مستحيل»؛ وفق تعبيره.