السبت 20-04-2024 05:58:12 ص : 11 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

تهريب إيران السلاح للحوثيين.. تمويل للإرهاب وانتهاك لسيادة البلاد (1-2)

الأحد 19 ديسمبر-كانون الأول 2021 الساعة 06 مساءً / الإصلاح نت-خاص-عبد السلام الحاتمي

 

تواصل إيران تهريب السلاح للحوثيين منذ حروب صعدة الست وحتى يومنا هذا، في انتهاك سافر لسيادة اليمن وأيضا انتهاك لقرار مجلس الأمن 2216 الذي يحظر بيع السلاح للحوثيين، بل فإيران تتجاوز قرار حظر البيع إلى إمداد مليشياتها في اليمن والمنطقة بالأسلحة المختلفة مجانا، وتسلك طرقا مختلفة لتهريبها، وتتجلى نتائج تهريب إيران السلاح للمليشيا الحوثية في تنامي القدرات التسليحية للمليشيا، والتي مكنتها من تصعيد عملياتها العسكرية في جبهات الداخل واستهداف الأراضي السعودية بالصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة، وأيضا تهديد أمن طريق التجارة الدولي المار عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر.

لم يقتصر دعم إيران لمليشيا الحوثي على الأسلحة، وإنما يشمل أيضا تهريب المخدرات ومواد عينية محظورة تستخدم في صناعة المتفجرات والألغام، بالإضافة إلى التدريب وإرسال خبراء في تجميع الأسلحة المهربة وتطوير مخزون المليشيا من الأسلحة المنهوبة من مخازن الجيش اليمني بعد الانقلاب، وأيضا إرسال خبراء يشرفون على معارك المليشيا ويتواجدون في عدد من الجبهات، وكل ذلك الدعم يتم بدون كلل أو ملل رغم مصادرة عدد كبير من الأسلحة المهربة وهي في طريقها للحوثيين.

- الاعتراف والتباهي بتهريب السلاح

تعترف إيران بتهريب السلاح للحوثيين بأسلوب استفزازي وبنبرة مباهاة لا تخلو من التحدي، لترسل بذلك رسائل سياسية لبعض دول المنطقة، وفي مقدمتها السعودية، بأن نفوذها يمتد إلى بلدان عربية عدة، وأنها قادرة على فرض أجندتها بقوة السلاح وعنف المليشيا، وتتكرر تلك الاعترافات من حين لآخر، للتذكير بتلك الرسائل السياسية، ولاستعراض نفوذها وهيمنتها وقدرتها على التخريب والإيذاء.

ففي 10 ديسمبر 2017، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، في كلمة له، على استمرار التدخل العسكري لبلاده عن طريق دعم مليشيا الحوثيين في اليمن على غرار التدخل الذي يقوم به الحرس الثوري بدعم من أطلق عليهم "مقاتلي محور المقاومة" في العراق وسوريا ولبنان، حسب تعبيره.

وشدد روحاني -في كلمته التي ألقاها أمام البرلمان وبثها التلفزيون الإيراني- على استمرار دعم مليشيات إيران في المنطقة واليمن، وقال: "أقبّل أیادي مقاتلي المقاومة الذین زرعوا الیأس في قلوب الاستكبار العالمي والصهیونیة. إنهم نشروا الأمن في ربوع العراق وسوریا ولبنان وسينعم الیمن بالأمن أيضا".

تصريحات الرئيس الإيراني المذكورة جاءت بعد نحو شهر من إصدار النيابة العامة الإيرانية قرارا بإيقاف عمل صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، لمدة يومين فقط، لأنها كشفت وجهة صواريخ مليشيا الحوثيين.

وكانت الصحيفة قد ذكرت أن الأهداف التالية لصواريخ الحوثيين ستكون بضرب مناطق أخرى في السعودية ودول الخليج العربي، وذلك عقب يومين من اعتراض الدفاعات الجوية السعودية صاروخا أطلقته هذه المليشيا على مطار الرياض، في نوفمبر 2017.

وفي21 أبريل 2021، اعترف مساعد قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، الجنرال رستم قاسمي، بتقديم بلاده الدعم العسكري للحوثيين، متفاخرا بتزويدهم بالأسلحة ومساعدتهم في تطويرها، وكاشفا وجود مستشارين عسكريين في اليمن لمساعدة الحوثيين. وقال قاسمي، في حوار مع قناة "روسيا اليوم": "كل ما يمتلكه الحوثيون من أسلحة ناتج عن مساعداتنا".

كما سبق أن اعترف عدد من المسؤولين والقادة العسكريين الإيرانيين بتهريب بلادهم السلاح للحوثيين، من بينهم: رئيس هيئة الأركان محمد باقري، والقائد السابق للحرس الثوري عزيز جعفري، والقائد الحالي حسين سلامي عندما كان نائبا لقائد الحرس، وكذلك ناصر شعباني الذي كان قائدا في قاعدة ثأر.

- تهريب السلاح قبل الانقلاب

بدأت إيران بتهريب السلاح للحوثيين منذ البدايات الأولى لتمردهم في محافظة صعدة واندلاع ست جولات من الحرب بينهم وبين القوات الحكومية خلال الفترة (2004 - 2010). ووفق تقرير أممي، فقد نقل طاقم سفينة إيرانية مجهولة، في 23 أبريل 2009، صناديق أسلحة في المياه الدولية إلى مراكب يمنية، ثم نُقِلت إلى مزرعة في اليمن ليستخدمها الحوثيون. كما أعلنت السلطات اليمنية، في نفس العام، ضبط أول شحنة أسلحة إيرانية مهربة.

وفي مارس 2010، أعلنت البحرية اليمنية أنها احتجزت سفينة إيرانية بالقرب من أرخبيل سقطرى من جهة سواحل القرن الأفريقي، وعلى متنها 16 بحارا باكستانيا ما عدا مالك السفينة وقبطانها الإيراني، أثناء محاولتها تهريب مواد محظورة.

كما ضبطت قوات خفر السواحل اليمنية، في 23 يناير 2011، السفينة الإيرانية "جيهان1" التي كانت تحمل 48 طنا من الأسلحة لتهريبها للحوثيين، من بينها صواريخ أرض جو وصواريخ كاتيوشا ومتفجرات ومادة السيفور التي تستخدم في صناعة القنابل ونواظير ليلية إيرانية وصواريخ مضادة للطائرات، وأحيل طاقم السفينة إلى المحكمة الجزائية المتخصصة بقضايا الإرهاب وأمن الدولة في عدن، لكن السفينة تمكنت من الهروب من الميناء، كما أن المتهمين الذين نقلوا إلى صنعاء، أطلقت مليشيا الحوثيين سراحهم بعد سيطرتها عليها إثر انقلاب 21 سبتمبر 2014.

وفي فبراير 2011، أعلنت قوات خفر السواحل اليمنية أنها ضبطت مركب صيد إيراني وعلى متنه 900 صاروخ مضاد للدبابات والطائرات صنعت في إيران، موضحة أن الشحنة كانت متجهة إلى الحوثيين.

وفي الوقت الذي ما زالت فيه أصداء السفينة "جيهان 1" تتردد ولم يُغلق ملفها بعد، ضبطت الأجهزة الأمنية اليمنية، في 7 مارس 2013، السفينة الإيرانية "جيهان 2"، عندما كانت تحاول دخول السواحل اليمنية وعلى متنها شحنة من الأسلحة لتهريبها إلى الحوثيين.

- نقل الأسلحة بواسطة الطيران

لم يقتصر دعم إيران للحوثيين بالسلاح على تهريبه فقط، بل فقد استغلت الاضطرابات التي رافقت سيطرتهم على العاصمة صنعاء لنقل السلاح عبر الطيران المدني، أي قبل اندلاع عملية "عاصفة الحزم" في مارس 2015، حيث بدأت بتسيير 14 رحلة أسبوعيا بين طهران وصنعاء بذريعة إدخال مساعدات إنسانية، لكن تلك المساعدات كانت صواريخ وأسلحة قدمتها إيران للحوثيين ليقتلوا بها اليمنيين، واستمر ذلك حتى اندلاع عملية "عاصفة الحزم"، حيث قصف التحالف مدرج مطار صنعاء، ومنع مرور أي طائرة إيرانية فوق الأجواء اليمنية.

وواصلت إيران تهريب السلاح للحوثيين بمختلف الوسائل، وهدد نائب رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية، الجنرال مسعود جزائري، في 8 مارس 2016، بإرسال قوات إيرانية إلى اليمن لمساعدة مليشيا الحوثيين، على غرار دعم طهران لنظام بشار الأسد الذي يقتل شعبه في سوريا، ودعمها للمليشيات الطائفية في العراق ولبنان.

كلمات دالّة

#اليمن